المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

الإضراب عن الطعام حتى الموت…..

168

الإضراب عن الطعام حتى الموت
تروي إحدى الأساطير اليونانية ، أنه عندما جيء بجثمان إسكندر المقدوني ، امتنعت أمه عن الطعام والشراب ، وقررت الإضراب عنهما حتى الموت ، حزناً وأسى على فلذة كبدها الذي لم يكن شخصاً عادياً. بل كان قائداً مغواراً،وقد اقترح أحد الحكماء بوضع بعض الخبز ،والماء في قصعة تُعلق فوق النعش .
مرت أيام قلائل ، فأحست الأم بالجوع ، والظمأ ، وإذ بها تعتلي الجثة بقدميها لتجلب الخبز ، والماء فترد عن نفسها بوادر الموت التي بدأت تهاجمها بين الفينة والأخرى ، ولتختار الحياة بدلاً من الموت .
فالحياة لا تُعاش سوى مرة واحدة ، والإنسان لا يحيا سوى مرة واحدة ، ولهذا فالمرء يُصاب بالذهول ، والاستغراب ، والدهشة عندما يسمع بمقاومة أبطال الرابع عشر من تموز ، حين إضرابهم عن الطعام حتى الموت ، ليس حزناً على فقيد غال على قلوبهم ، إنما في سبيل تحقيق العدل والإنسانية وأخوة الشعوب ، في بلد يفتقد لمقومات الإنسانية والعدل والمساواة .
أي مفارقة هذه ، أم تفضل الحياة على الموت حزناً على فلذة كبدها ، وثوار شجعان أنقياء فضلوا الموت على حياة قوامها الذل ، والإهانة ، والاستعباد .
إنها المقاومة التي أبداها كمال بير ، محمد خيري دورموش ، عاكف يلماز ، علي جيجك ، هؤلاء العظام الذين تشربت نفوسهم ، وارتوت عقولهم من مبادىء حركة أعادت للكرد ثقتهم بنفسهم ، بعدما كانت قد تاهت في سراديب الضياع ،وذلك لأن قوام تلك الحركة ، هو العدل ،المساواة ،دماء الشهداء ، مقاومة السجون ، الكريلا ، وقاموس تلك الحركة هو فكر وفلسفة القائد أوجلان ، الذي تحدى بإطروحاته في الديمقراطية ، والكونفدرالية ، وأخوة الشعوب ، والعيش المشترك المبني على المساواة والعدل ، قوى الإمبرياليةالعالمية ، والحداثة الرأسمالية. والفاشية ، ودفع ثمن فكره المتنور هذا حريته منذ خمسة وعشرين عاماً ، في سجن انفرادي ، مبدياً مقاومة تاريخية تجاري تلك المقاومة التي أبداها هؤلاء الجبابرة في سجون آمد – دياربكر هذه هي الحياة التي أرادها هؤلاء الأبطال أن نعيشها ، فأما العيش بكرامة ، أو الموت في سبيل العيش بكرامة
بقلم : جيان أركندي…..