المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

عيد الشهداء…..

173

عيد الشهداء
بعض الشعوب تحتفل في السادس من أيار كل عام بعيد الشهداء ، لأن في هذا اليوم قام جمال السفاح بإعدامات ميدانية في الساحات العامة لعدد من الوطنيين المثقفين ، والأدباء المتنورين ، ممن ناهضوا الحكم العثماني ، والسؤال الذي يطرح نفسه : أي يوم هو الأجدر للكرد بتحديده كعيد للشهداء ؟
فالأيام التي قام فيها السفاحون بإعدامات ميدانية لخيرة شبابنا لا تُعد ولا تحصى ، وليت الأمر توقف على ذلك فقط ، لأن تلك الإعدامات لم تشف غلّ أحقادهم ، بل قاموا بنحر الشعب الكردي ، كل سفاح من طرفه ، فقتل الكرد في ديرسم ، وآكري ، وبوطان ، وآمد ، وباطمان ، و
جماعياً أمام مرأى ومسمع العالم ، ونحر الكرد بالآلاف في حلبجة والأنفال كيماوياً أمام مرأى ومسمع العالم ، وإعدام خيرة القادة في جمهورية مهاباد أمام مرأى ومسمع العالم ، وقتل المئات من الشباب في انتفاضة قامشلو أمام مرأى ومسمع العالم دون أن يحرك ساكناً في وجدان المدعين لحمايتهم حقوق الإنسان ،أو ضمائرهم، أي يوم من كل هذه الأيام عساه يكون عيداً للشهداء الكرد ؟
عساه يكون في الرابع عشر من تموز فى ذكرى استشهاد هؤلاء الأسود الذين خلقوا الحياة الحرة النبيلة من صُلب الموت ، في ذكرى استشهاد كمال بير ، ومحمد خيري دورموش ، وعاكف يلماز ، وعلي جيجك ، هؤلاء الذين تنحني الهامات أمام ذكراهم ، ومقاومتهم المنحوتة في أعماق الفخر والعزة والإباء ، لأنهم قالوا بملء أفواههم لا للظلم ، لا للفاشية ، نعم لإخوة الشعوب ، وأوصلوا صيحاتهم العنان ، في الوقت الذي كان لا يُسمع فيه صوت مظلوم ، وقد يكون من الظلم تحديد يوم واحد للاحتفال بعيد الشهداء سنوياً ، وذلك لأن الشهيد هو من يحدد تاريخ عيده ، بلحظة استشهاده ، ويحتفل به بالمراسيم والطقوس التي يرسمها في مخيلته لحظة إهداء روحه لثرى الوطن .

بقلم : جيان أركندي …