المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

البروفيسورة ماريا كورادي: يجب نشر أفكار أوجلان

182

وصفت البروفيسورة ماريا لورا كورادي مقاومة القائد عبد الله أوجلان في إمرالي بـ “إنّه أحد الأبطال المعاصرين؛ إذ يمثّل أنطونيو غرامشي بطل عصر الفاشيّة، نيلسون مانديلا بطل عصر التمييز العنصري، وهو يشكّل مصدر إلهامٍ عظيم لجميع المؤيدين للمقاومة والداعين إلى الحريّة والعدالة” وقالت: “يعرف الجميع من هو أوجلان، لكنّه ومع ذلك يُعتقل ظلماً بطريقةٍ غير شرعيّة”.

 خبر  14 شباط 2023, الثلاثاء – 04:39 2023-02-14T04:39:00 مركز الأخبار- جيهان بيلكين

في الذكرى السنويّة الـ 24 للمؤامرة الدوليّة التي طالت القائد عبد الله أوجلان في 15 شباط عام 1999؛ تحدّثت البروفيسورة ماريا لورا كورادي الأستاذة والباحثة في علم الاجتماع إلى وكالتنا، حول هذه المؤامرة ومواقف كلّ من لجنة مناهضة التعذيب الأوروبيّة (CPT) والمحكمة الأوربيّة لحقوق الإنسان (DMME) إزاء العزلة المشدّدة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان.

إذ أوضحت ماريا لورا كورادي أنّ الشعب الإيطالي يعرف اسم القائد عبد الله أوجلان غالباً بسبب وحشيّة السجن الذي يُعتقل فيه منذ 24 عاماً، وقالت: “يعتبر الإيطاليون أنفسهم مسؤولين عن عدم القيام بما يكفي في مواجهة دولةٍ لا تفي بمسؤولياتها. فآنذاك رفضت الحكومة ’المركزيّة- اليساريّة‘ منح حقّ اللجوء السياسي لأوجلان. وبعد اختطافه (الذي شكّل صدمةً للجميع) مُنح حقّ اللجوء السياسي. لكنّه جاء متأخراً جدّاً.

“براديغمته إيمان كامل بالديمقراطيّة الحقيقيّة”

وصفت البروفيسورة كورادي براديغما القائد عبد الله أوجلان بـ “الإيمان الكامل بالديمقراطيّة الحقيقيّة” وتابعت حديثها قائلةً: “إنّه قائم على التجارب الإنسانيّة السابقة، إذ يتعلّم من الأخطاء ويستمدّ منها العبر، وهو منفتح تماماً على الاعتراف بمركزيّة المرأة في مراحل التحوّل الاجتماعي”.

وأوضحت كورادي أنّ أفكار القائد عبد الله أوجلان غير معروفة كما يجب أن تكون، وقالت: “أعتقد أنّه من المهمّ نشر الأفكار القائمة على احترام الاختلافات، حبّ الطبيعة والمساواة، وحلّ المشاكل المتعلّقة بالحرب، والاستغلال وجميع أشكال العنف. والكونفدراليّة الديمقراطيّة متعلّقة بهذا الأمر فهي أداة سياسيّة لابتكار أنماط مجتمعية جديدة”.

“أمرٌ لا مثيل له”

وشبّهت ماريا لورا كورادي مقاومة القائد أوجلان في إمرالي بأمثلة تاريخيّة وقالت: “مثل أنطونيو غرامشي في عصر الفاشيّة ونيسلون مانديلا في عصر التمييز العنصري، إنّه بطلٌ معاصر يتحرّر من السجون والصعوبات ويشكّل مصدر إلهامٍ عظيم لجميع المؤيدين للمقاومة والداعين إلى الحرية والعدالة. خاصةً فيما يتعلّق بالمرأة؛ فإنّ مساهمته في فهم النماذج الذكوريّة السامة والتغلّب عليها في مجتمعاتنا كقائد سياسيّ رجل يعدّ أمراً لا مثيل له”.

“مقاربات البرلمان الأوربي و DMME جبانة”

ووصفت كورادي مقاربات المحكمة الأوروبيّة لحقوق الإنسان (DMME) والبرلمان الأوروبي حال العزلة بـ “الجبن” وقالت: “أعتقد أنّ هذا الموقف الجبان من المحكمة الأوربيّة لحقوق الإنسان والبرلمان الأوروبي ناجمٌ عن أنّ غالبيتهم يخضعون للمظلّة التركية. ولأنّ اللجوء إلى أوروبا آخذٌ بالازدياد؛ تضطّر مؤسسات الاتحاد الأوروبي لدفع مبالغ ضخمة لتركيا فهي تستخدمهم (اللاجئين) كابتزازٍ ضدّهم. لكن يبدو أنّهم لن يتمكّنوا من الخروج من حالة الابتزاز هذه، فالخوف من موجة اللجوء والهجرة قديمةٌ وراسخة. كما أنّه يصعب كسر حالة الصمت بسبب تشابك مصالحهم الاقتصاديّة والسياسيّة وتداخلها. ولهذا لا يتمّ إدانة أردوغان ومحاسبته على قصف الدول المجاورة (حتّى بالأسلحة المحرّمة) وأمره باغتيال النساء الرياديّات في أوروبا”.

“الجميع بات يعرف مَن هو أوجلان”

أشارت البروفيسورة كورادي إلى أهمية الفعاليات والحملات التي أُطلقت خلال السنوات الأخيرة للمطالبة بتحقيق الحريّة الجسديّة للقائد عبد الله أوجلان وقالت: “نُظّمت حتّى الآن مئات الندوات، الاعتصامات، الاجتماعات والمحاضرات. وجرى توزيع العديد من المنشورات، الوثائق والملصقات. وتقدّم آلاف الأشخاص بينهم شيوخ بتواقيعهم للجهات المعنيّة ونظّموا الفعاليات. واختارته عشرات المدن الإيطاليّة كمواطنٍ فخري، وتردّد اسمه في الشوارع. بات الجميع يعرف اليوم مَن هو أوجلان، لكنّه ومع ذلك يُعتقل هناك وحيداً في زنزانةٍ وجزيرةٍ في عرض البحر”.

وذكرت البروفيسورة ماريا لورا كورادي أنّه إذا لم يُفرج عن القائد أوجلان بسبب حالته الصحيّة فإنّ المشكلة ستتعقّد بشكلٍ أكبر وقالت: “إن حدث له شيء، فسيكون كبيراً لدرجة أنّه حتّى أولئك الذين لم يرغبوا بالحديث حتّى الآن سيتّخذون موقفاً في النهاية، وحتّى الأحزاب السياسيّة المختلفة لن تقبل بهذا”.

من هي البروفيسورة ماريا لورا كورادي:

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع، إيطاليّة الجنسية، أجرت أبحاثاً حول أدوار الجنسين وطرق بناء الهويات الاجتماعيّة والسياسيّة للأفراد ومكانة هؤلاء الأفراد في المجتمع بناءً على هذه الهويات.