المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

بنجويني يتحدث عن لقائه مع القائد أوجلان ومضمون رسالتي مام جلال ورئيس الوزراء الإيطالي للقائد II 

185

بنجويني يتحدث عن لقائه مع القائد أوجلان ومضمون رسالتي مام جلال ورئيس الوزراء الإيطالي للقائد II

مركز الأخبار

تحدث السياسي محمد أمين بنجويني عن لقائه في روما مع قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان، وكشف عن مضمون رسالتين أرسلهما مام جلال ورئيس الوزراء الإيطالي حينها إلى القائد أوجلان.

عندما كان قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان في سوريا، في 9 تشرين الأول (أكتوبر) 1998، وُضعت خريطة المؤامرة الدولية لإختطافه وتسليمه إلى تركيا، خططت بريطانيا فيما أدارته أمريكا، في ذلك الوقت، اضطر القائد أوجلان إلى مغادرة سوريا متوجهاً إلى اليونان، هناك، أجبرت الحكومة اليونانية القائد أوجلان على الخروج، لذلك لجأ القائد إلى روسيا. لكن لم يبقى هناك أيضاً، كان على القائد أوجلان أن يذهب إلى روما. وعبرت إيطاليا عن ارتياحها لإقامة القائد أوجلان في روما ورفضت تسليمه للدولة التركية.

في الجزء الثاني من مقابلته مع Rojnews تحدث الكاتب والسياسي محمد أمين بنجويني عن الوقت الذي كان فيه أول سياسي كردي يزور القائد أوجلان في روما. كشف بنجويني عن بعض الأحداث التاريخية وغير المتضحة خلال هذه المقابلة.

كيف كانت بداية الاجتماع في روما؟

عندما زرت عبد الله أوجلان في روما، قمت بزيارته بصفتي مدير المعهد الكردي. في البداية لم يسمحوا لي برؤية أوجلان. أظهرت هويتي أنني مدير المعهد الكردي الذي يعمل في مجال الثقافة والأدب والسياسة ثم سمحوا لي بالذهاب، كان معي اثنان أو ثلاثة من أصدقائي وذهبنا إلى القائد أوجلان.

أين رأيت القائد أوجلان؟

كان في منزل بالطابق الثاني، عندما صعدت إلى الطابق العلوي رأيت أوجلان، عانقني بحرارة، فوجئ الأصدقاء الذين كانوا هناك ومن كانوا معي باستقباله، كان في غرفة صغيرة مساحتها مترين أو ثلاثة أمتار، كانت هناك سرير وطاولة صغيرة وكرسيان أو ثلاثة.

ماذا قال لكم القائد أوجلان؟

أخبرني القائد أوجلان، أنه كان بنجويني يدير شؤون أربع دول في البقاع، ونحن الآن في هذه الغرفة، قلت له: سيد أوجلان، عندما أتيت إلى هنا، رأيت أن هناك مئات المحطات التلفزيونية والوكالات والصحف في الخارج وهم ينتظرون كلمتك، صحيح أنك في هذه الغرفة الصغيرة، لكن كلمتك تبدو وكأنها قنبلة ينتظره العالم أجمع، جميع تلفزيونات العالم في انتظارك من الخارج، دعنا نخرج ونخبرهم بما قاله أوجلان؟

كم ساعة مكثت؟

مكثنا مع القائد أوجلان حوالي ساعة ونصف، هناك، مثلما كان في البقاع، تحدث بتلك الشخصية القوية خلال ندوة لآلاف الشباب الكردي، تحدث بنفس الروح والحماس وبشخصيته المثيرة للإعجاب.

ماذا كشف عن برنامجه الثوري وقراره؟

قال إنهم إذا لم يسلموني إلى تركيا، فسأحاول بناء قاعدة عسكرية في دولة أوروبية، وإعطاء تدريب نظري وعملي للشباب الكردي، بغض النظر عن بُعدي عن كردستان، سيستمر عملي. النصر سيكون لنا وللشعب الذي قرر ضمان حريته واستقلاله لأن الحرية تؤخذ، لا تعطى.

لم يسمح مسؤولو الدولة لك بتسجيل الاجتماع؟

كان معي مفكرة صغيرة، كنت أكتب عندما كان يتحدث أوجلان. قال لي، هل تدون حتى ملاحظات؟ قلت له، ليس فقط الملاحظات، ولكن أيضًا أريد أن أكتب كتابا عن هذا الاجتماع. بعد أن قلت ذلك، ضحك. وقال إن الكتاب والشعراء يجب ألا يضيعوا هذه الفرص، لقد أخذت الكثير من الملاحظات من ذلك الاجتماع، آمل أن أكتب الباقي.

ماذا كان مضمون الرسالة التي أرسلها مام جلال إلى القائد أوجلان؟

أنا أقول شيئا للتاريخ هنا، عندما اقتربت من غرفته، كان هناك ممر صغير، حيث كان يجلس أربعة أو خمسة أشخاص، كان أحدهم الدكتور أحمد بامرني قبل أن أدخل الغرفة التي كان يقيم فيها القائد أوجلان أخبرني أحمد بامرني أنه هنا منذ يومين وبضع ساعات، ينتظر السيد أوجلان لرؤيته، مام جلال لديه رسالة خاصة للقائد أوجلان.

عندما دخلت الغرفة، أخبرت القائد آبو عن الرسالة، قال لي، أعرف، أنا أنتظر، لأنني علمت أن شخصاً ما سيأتي إلي، مام جلال يرسل لي دائما رسائل بالعربية. كنت أنتظر من يأتي ليترجم لي، تلقينا الرسالة وقرأتها بنفسي، كانت الرسالة على هذا النحو: “أنا آسف على ما حدث لك، أنا مستعد لفعل أي شيء يمكنني القيام به من أجلك، إذا استطعت، فأنا مستعد لأخذك إلى كردستان”

ماذا كان رد القائد أوجلان؟

طلب مني القائد أوجلان أن أكتب رداً مفاده، مام جلال وصلتنا رسالتك، شكرا لك على موقفك، أنت دائما صديق وأخ، قال أكتب يقولون إن مام جلال تربطه علاقة جيدة بالإيرانيين، إذا كنت تستطيع الحصول على تأشيرة لي، يمكنني الذهاب إلى أصدقائي في قنديل عبر إيران.

أعطيت رسالة أوجلان إلى الدكتور أحمد، ولكن عندما وصلت الرسالة إلى مام جلال وأجاب، تغيرت خطة القائد آبو ورأيه.

ماذا قال عن موقف إيطاليا من إقامته في ذلك البلد؟

خلال ذلك الاجتماع، أظهر لي رسالة وأراد معرفة رأيي، أخبرني أوجلان أن هذه الرسالة جاءت لي من رئيس وزراء إيطاليا، جاء في مضمون الرسالة: “نطلب منك مغادرة روما في غضون 15 إلى 20 يوما، لأن هناك الكثير من الضغط من الناتو وأمريكا على الحكومة الإيطالية حتى لا تبقى هنا، الحكومة الايطالية لن يكون لديها القوة لمقاومة هذه الضغوط ” كما اقترحت أن يبدأ إضرابا هناك وألا يخرج، في المقابل، سيكون رد الحكومة هو اعتقالك ووضعك في السجن.

لقد تحدثت عن الوضع من الخارج، كيف تجمع الآلاف من الناس ويطالبون حق اللجوء لأجله، قلت، هذا الموقف من الناس سيجبر الحكومة على منحك حق اللجوء. كما قلت له، الآن في إيطاليا الحزب اليساري في السلطة، ماسيمو داليما كان رئيس الوزراء في ذلك الوقت، كان هناك حزبان شيوعيان، كان هناك حزب شيوعي إيطالي للبناء الجديد وحزب شيوعي لماسيمو داليما، ذكرته بمثال وقلت إن أول دولة في الناتو وأوروبا قالت إن ياسر عرفات ليس إرهابياً هي إيطاليا، كان هذا في وقت كانت فيه الأحزاب اليمينية في السلطة، الآن بعد أن أصبح اليساريون في السلطة، سيتعين عليهم قبول قضيتك وستبقى هنا.

ما هي رسالة القائد أوجلان التي تردد صداها في العالم؟

“حتى لو كنت في السجن سأواصل الثورة”

أعطاني القائد أوجلان هذه الرسالة خلال الاجتماع “بغض النظر عما يحدث، ستستمر الثورة”، عندما غادرت الاجتماع مع أوجلان، جاءت جميع الصحف نحونا، كان معي أخ، والتفت إليه الصحفيون، وكنت أخشى أن يقول شيئاً آخر، فذهبت إلى المقدمة وقلت، كما يقول القائد أوجلان  “مهما كان الوضع وأين أنا، حتى لو كنت في السجن، ستستمر هذه الثورة والنصر ينتظرنا”.

ماذا كان رد فعل صحفيي تلك الدول؟

عندما كنا في إيطاليا، كانت الصحف الإيطالية تصدر يومياً عنوان “أنهار من الناس”، وبسبب المكان الذي كان السيد أوجلان فيه، سار آلاف الأشخاص إلى باب البلدية ومجلس الوزراء وطالبوا بحق اللجوء السياسي لأوجلان.

ماذا كان يحدث أمام المبنى الذي كان يعيش فيه القائد أوجلان؟

“تجمع الآلاف من الناس”

كان المبنى الذي عاش فيه القائد أوجلان يحتوي على ملعب، حيث كانوا هناك في الليل، مكثت هناك لمدة 20 يوماً. كنا ننام في السيارة ليلاً حتى أخي زبير عبدالملك، وهو كردي من العراق، كان المدير العام لمنظمة الفاو، كان يأتي ويأخذني إلى منزله ليلاً، في الصباح، عندما كان ذاهبا للمتابعة، كان يأخذني معه ويمشي في الساحة، تجمع الآلاف من الناس هناك. وبسبب ذلك، كان على الحكومة الإيطالية توفير الخيام والمراحيض والمياه لأولئك الذين تجمعوا هناك.

في ذلك الوقت، كان هناك الكثير من الضغط على الحكومة الإيطالية، وقام بعض المحامين بزيارة السيد أوجلان يوميا، كان أحدهم محامي مانديلا كما تواجد العديد من المحامين الألمان، الذين اشتهروا في مجال حماية حقوق الإنسان على مستوى أوروبا ودول الناتو، قاموا بتنظيم الاجتماعات، نتيجة للضغوط والجدل الذي كان يعاني منه القائد أوجلان، غادر إيطاليا وتعرض للاعتقال في النهاية.

من هم الفاعلون الرئيسيون في المؤامرة الدولية ضد القائد أوجلان، وأين دخلت تركيا في المؤامرة؟

“وكالة المخابرات المركزية والإستخبارات التركية”

في ذلك الوقت، كان رئيس وزراء تركيا بولند أجويد قبل وفاته، أجرت الصحف التركية مقابلة مطولة معه، كان أحد الأسئلة التي طُرحت على أجويد هو كيف تم تسليم أوجلان إلى تركيا، قال أجويد رداً على ذلك إنه كان نائماً ذات ليلة، اتصل به مستشار وقال إن رئيس وكالة المخابرات المركزية على الهاتف ويريد التحدث معك، وقال أجويد، أن المسؤول في وكالة المخابرات المركزية، قال له إن عبد الله أوجلان سيُعتقل ويسلم إلى تركيا في هذه الأيام، لكن بشرط أن يُحاكم في محكمة علنية ولا يُعدم، ثم اجتمع مجلس وزراء تركيا وشرح لهم هذا الأمر.

كان لـ CIA و MIT و MOSAD دور رئيسي في تسليم السيد أوجلان، تعاونت وكالات الإستخبارات الثلاث هذه ضد مشروع أوجلان وسلمته إلى تركيا.