المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

تحطيم قيد إمرالي وحرية أوجلان منطلق لتحرر شعوب المنطقة – هيفيدار خالد

164

 تحليل  15 شباط 2023, الأربعاء – 03:42 2023-02-15T03:42:0

بعد اعتقاله بمؤامرة دولية قذرة وتسليمه للدولة التركية الفاشية، يعيش القائد عبد الله أوجلان منذ 24 عاماً، في ظروف سياسة العزلة المشددة التي تفرضها الدولة التركية عليه في سجن إمرالي، وانقطعت المعلومات عنه منذ أكثر من 22 شهراً. وتم رفض 33 طلباً حتى الآن؛ لإجراء لقاءات مع محاميه وعائلته، وفقد الاتصال بالعالم الخارجي منذ ذلك الوقت.

آخر مكالمة هاتفية أجراها القائد عبد الله أوجلان مع شقيقه محمد أوجلان كانت، 25 آذار عام 2021. الدولة التركية الفاشية من خلال النظام الذي أسسته في إمرالي تواصل العزلة التي فرضتها على القائد، بانتهاك ليس له مثيل في العالم كله، وبتواطؤ من النظام العالمي المهيمن.

لأجل إنهاء العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان وتأمين وضمان حريته الجسدية؛ يخوض الشعب الكردي وأصدقاؤه منذ سنوات نضالاً أسطورياً وتاريخياً في كافة المجالات والميادين المختلفة في أجزاء كردستان الأربعة وأوروبا ومناطق أخرى من العالم.

ذلك وسط محاولات القوى المهيمنة على العالم، والنظم الاستبدادية في المنطقة، وفي مقدمتها النظام التركي، القضاء على نهج القائد عبد الله أوجلان وفكره الذي يدعو إلى التعايش المشترك وقبول الاختلافات والدفاع عن كافة المكونات الأصيلة وهويتها ولغتها ووجودها، بعد أن رأت فيه تهديداً أيديولوجياً مباشراً لسياستها ومخططاتها في التحكم والسيطرة على العالم.

 وفلسفة القائد عبد الله أوجلان التي تتخذ من مبدأ حرية المرأة وقيّم الحضارة الديمقراطية الحقيقية وأسس المجتمع الإيكولوجي أساساً لها، باتت تشكل اليوم مفتاح الحل والسلام لكافة القضايا العالقة في الشرق الأوسط والعالم أجمع، وخطراً على الأنظمة ذات العقلية الشمولية التي تحكم بقبضة من حديد على مفاصل الحياة جميعها، كما أنها بمثابة ضربة قاضية لجميع القوى الأوروبية والغربية التي تحاول النيل من إرادة الشعوب المظلومة والمقاومة والفرد الحر.

فالأيديولوجية الديمقراطية والتعددية الثقافية والتعايش المشترك الذي ينادي به القائد عبد الله أوجلان، تتعارض مع سياسة القوى المهيمنة على العالم التي كانت لها اليّد الطولى في المؤامرة الدولية التي أحيكت ضده والتي جعلت من منطقة الشرق الأوسط مركزاً للحروب والصراعات المتواصلة؛ لتحقيق مصالحها وسياستها في المنطقة، فحاولت بشتى الطرق والأساليب غير الإنسانية والقانونية وغير الأخلاقية ضرب جهود القائد ونضاله الأيديولوجي بهذا الخصوص وحجب الدور الذي يلعبه بفكره وفلسفته ونهجه الجديد بين كافة الشعوب المؤمنة بدور الفرد الحر في خلق مجتمع ديمقراطي يدير نفسه بنفسه بعيداً عن أدوات الدولة وأجهزتها القمعية.

يخوض القائد عبد الله أوجلان منذ 50 عاماً نضالاً حقيقياً من أجل السلام، واستطاع من خلال المقاومة التاريخية التي يبديها في سجن إمرالي منذ 24 سنة تحطيم كافة مخططات القوى العالمية التي أحكيت ضده وضد الشعب الكردي وكافة الإنسانية.

نعم، يخوض الشعب الكردي وخاصة المرأة الكردية المنظمة منذ سنوات طويلة في أجزاء كردستان الأربعة وأوروبا ومناطق أخرى من العالم نضالاً ثورياً؛ من أجل رفع العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان الذي يناضل من أجل الجميع ويدافع عن الجميع، ليس عن الشعب الكردي فحسب بل عن جميع الباحثين عن الحقيقة والعدالة، والضغط على المنظمات الدولية المعنية بحقوق المعتقلين السياسيين، للخروج عن صمتها حيال ما يرتكب بحق القائد ويبذل جهوداً كبيرة من أجل الكشف عن الممارسات اللاإنسانية وغير القانونية والانتهاكات المختلفة للقوانين والاتفاقيات التي تطبق من قبل النظام التركي ضده، وبالتالي تحقيق حريته الجسدية ونشر أفكاره بين الجميع.

حتى الآن، أطلقت العديد من المبادرات القيمة والمهمة من أجل حرية القائد أوجلان؛ بهدف تسليط الضوء على سياسات العزلة المشددة التي تفرضها القوى الدولية المنخرطة في المؤامرة الدولية. والتركيز على نقطة في غاية الأهمية ألا وهي أن بقاء القائد أوجلان معتقلاً في سجن إمرالي يعني قتل لتاريخ الإنسانية وفرض العزلة على القائد أوجلان تكرار لقتل التاريخ.

لا يستطيع الشعب الكردي قبول هذه الجرائم بحق التاريخ. لا يستطيع العقل الكردي تقبل هذه الجرائم باسم الحياد. لا يمكن! والصمت تجاهها يعني الشراكة في الجريمة، يجب أن يتصرف الجميع ويعملوا وفق روح الإنسانية التاريخية. الحياد موت الإنسانية التاريخية، العزلة المفروضة في إمرالي قتل للإنسانية وكارثة بحقها. لا ينبغي لسياسة الأسر والعزلة أن تثبط عزيمتنا، بل يجب تصعيد النضال أكثر من أي وقت مضى.

نعم على الرغم من تعرض الشعب الكردي لهجمات متواصلة من قبل الدولة التركية الفاشية والمتحالفين معها إلا أنه ما زال يقاوم من أجل حريته وحرية القائد عبد الله أوجلان الجسدية، وهو بين فكي الإبادة الجماعية؛ لأن حرية القائد آبو تعني حرية المرأة والمجتمع والإنسانية بأكملها، الجميع مسؤول عن تحقيق حرية القائد ولا يستطيع أحد الهروب من هذه المسؤولية التاريخية، حياة حرة وكريمة ممكنة عبر تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.

يوم بعد آخر تزداد أعداد المطالبين بحرية القائد عبد الله أوجلان، والوقوف في وجه سياسات الإبادة الممنهجة بحق الشعب الكردي، بعد أن أدرك الجميع أن سياسة العزلة المفروضة على القائد من قبل الدولة التركية ما هي إلا لإبقاء المنطقة تحت أجواء الحرب والفوضى والدمار.

وعلى الرغم من تصاعد وتيرة الهجمات الوحشية والكيماوية وجرائم الحرب والسياسيات العدائية ضد المرأة الكردية من قبل سلطة العدالة والتنمية الفاشية، لم يتوقف الشعب الكردي لحظة واحدة عن نضاله من أجل الحرية، وتم الرد على الهجمات والاستهدافات في الوقت المناسب وهزيمتها شر هزيمة.

ذلك أن المرأة الكردية والشعب الكردي لم يرضخوا لسياسات الإبادة التي تمارس بحقهم في أجزاء كردستان الأربعة وأماكن وجودهم.

في شمال كردستان تتعرض السياسيات والسياسيون الكرد يومياً لحملة إبادة سياسية تنتهجها سلطات الفاشية التركية ضدهم، ومؤخراً، اعتقلت مراسلة وكالة المرأة ومدير مكتب حزب الشعوب الديمقراطي، والعشرات من الناشطين والناشطات الكرديات وزُجوا في السجون الفاشية.

بالطبع كل هذه الانتهاكات والممارسات والسياسيات التعسفية بحق الناشطين الكرد ما هي إلا استمرار للمؤامرة الدولية التي أحيكت ضد القائد أوجلان منذ أكثر من 25 عاماً، وللوقوف في وجه هذه السياسيات؛ يجب تصعيد النضال الأيديولوجي والتنظيمي والحقوقي والقانوني، ذلك للرد على المؤامرة الدولية ورفع العزلة على الشعب الكردي وخاصة على المرأة الكردية، لأن حرية أوجلان الجسدية؛ ستجلب الحلول لأزمات المنطقة.

نعم، المرأة الكردية اليوم تقود نضالاً فكرياً كبيراً ليس في كردستان فحسب بل في الشرق الأوسط والعالم بأكمله، أيديولوجية حركة المرأة الكردستانية الحرية أصبحت ملكاً لجميع النساء في العالم وكافة الإنسانية المتعطشة للحرية والحياة الكريمة.