المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

الفيلسوف مايكل لوي: أفكار عبد الله أوجلان ملهمة!

5

أوضح الفيلسوف البروفيسور مايكل لوي أن أفكار القائد عبد الله أوجلان يمكن أن تكون مصدر إلهام للحركات التي تخوض نضالاً اجتماعياً، وقال إن تحقيق قرارات مؤتمر حزب العمال الكردستاني يعتمد على خطوات ملموسة تتخذها الدولة.

ليست القضية الكردية والبحث عن السلام مجالاً للنضال السياسي فحسب، بل تحمل في طياتها نقاشات نظرية وأيديولوجية عميقة، ويُنظر إلى قرارات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني والنهج النموذجي للقائد آبو في هذه العملية على أنها علامة عهد جديد في السياسة التركية والإقليمية.

https://cdn.iframe.ly/GTf58QrH
وقد قدّم أحد أهم ممثلي التقليد الماركسي، الفيلسوف وعالم الاجتماع مايكل لوي، تقييمات حول هذه القضية لوكالة فرات للأنباء (ANF).

ونوّه مايكل لوي إلى أنه قام بزيارة آمد قبل عدة أسابيع مضت، حيث أُتيحت له الفرصة للتحدث مع رفاقه من اليسار الكردي، وأردف قائلاً: “لقد رأيتُ أنهم يعلقون أملاً كبيراً على عملية السلام هذه، ويأملون حقاً أن تكون هذه بداية عهد جديد، لكنهم في الوقت نفسه ينتظرون ويتأملون إشارات ملموسة من حكومة أردوغان حول انطلاق العملية بالفعل، فحتى الوقت الحالي لا توجد خطوات ملموسة قد تم اتخاذها من قِبل حكومة أردوغان.

وبعبارة أخرى، لا يزال المعتقلون السياسيون الكرد في السجن، وفي مقدمتهم صلاح الدين دميرتاش، فهم محتجزون بتهم عبثية، ولا يزال الكثير من الناس الذين تم فصلهم من وظائفهم في السجن، ويتأملون من أردوغان اتخاذ خطوات ملموسة لإظهار أن بعض الأمور بدأت تتغير”.

وقيّم الفيلسوف لوي قرارات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني على النحو التالي:  

“أعتقد أنهم امتثلوا لدعوة أوجلان؛ لأنه المؤسس والمنظّر الأيديولوجي والقائد التاريخي، كما أن حزب العمال الكردستاني تصرف بما يتماشى مع دعوة أوجلان، وأفصحوا عن نيتهم وقف الحرب وحلّ حزب العمال الكردستاني، لكنهم بالطبع يطالبون ببعض الضمانات، وحتى الوقت الحالي، لا تلوح هذه الضمانات في الأفق.

وبقدر ما أفهمه هو أن حزب العمال الكردستاني يريد ضمانات لكي يتمكن من المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية في تركيا، أي أنه ينبغي للمرء أن ينتظر ويرى ما سيحدث.

ولقد توصل حزب العمال الكردستاني إلى استنتاج مفاده أن الاستمرار في الكفاح المسلح لن يؤدي إلى أي مكان، وهو الاستنتاج الصحيح، وأعتقد أنه غير مثمر في ظل الظروف الجديدة، فاستمرار الكفاح المسلح لا يحقق أي نتائج، وفي هذه النقطة، أعتقد أنهم محقون، لكن حل التنظيم دون أي ضمانات وعدم القدرة على مواصلة أنشطتها بطريقة ديمقراطية وقانونية؛ هذا ليس بالأمر العقلاني، لذلك أتفهم جيداً السبب في أنهم يريدون ضمانات.

وأعتقد أن بيان حزب العمال الكردستاني الذي قال فيه ”نحن مستعدون لحلّ أنفسنا، ونحن على استعداد لإنهاء الأنشطة المسلحة“ هو بيان ذو مصداقية، لا أعتقد أنهم ينوون مواصلة العمليات المسلحة، لكنهم لن يلقوا أسلحتهم دون الحصول على شيء من الطرف الآخر، وهنا، ينبغي أن يأتي الجواب من حكومة تركيا، وحتى الآن لا يوجد أي مؤشر على ذلك، فالمعتقلون لا يزالون في السجون.

لهذا السبب، ربما يكون قد بدأت حتى الآن عملية مكا، ولكن حلّ حزب العمال الكردستاني ليس بالأمر الذي يمكن أن يحدث ويتحقق في غضون أيام قليلة”.

وأجاب البروفيسور مايكل لوي حول السؤال “بصفتك مفكراً مناهضاً للرأسمالية، هل تعتقد أن النموذج الذي طوّره عبدالله أوجلان يقدم أملاً في إيجاد بديل؟” قائلاً:  

نعم، أعتقد أنها محاولة مثيرة للاهتمام للغاية لتطوير شكل بديل للتنظيم السياسي والاجتماعي بديل للرأسمالية، إنه نموذج اجتماعي -بل يمكن للمرء أن يقول اشتراكي- بيئي ونسوي، بالطبع، الظروف في روج آفا صعبة للغاية؛ لذلك، ليس من الممكن تحقيق هذا المنظور بالكامل، ولكن مع ذلك، تستمر هذه الرؤية في إلهام أنشطة الناشطين الثوريين المتجهين إلى روج آفا.

وهذا ما يجعل من روج آفا واحدة من أكثر التجارب إثارة للاهتمام في العالم، إلى جانب حركة الزاباتيستا في تشياباس.

وفسّر مايكل لوي، بصفته منظّراً ماركسياً وعالمَ اجتماع، انتقاداتِ القائد عبد الله أوجلان وحزبِ العمال الكردستاني لماركس على النحو التالي:

“أنا ماركسي، ولكنني أعرّف نفسي على الأغلب كماركسي تحرري، أي أنني ماركسي أعتقد أنه يمكن للمرء أن يستلهم الكثير من الأفكار التي يطرحها اللاسلطويون، لذلك، أتعامل بتعاطف مع كتابات موراي بوكتشين الذي ألهم أوجلان، وفي الوقت نفسه، أعتقد أن البيئية هي قضية أساسية؛ وهذه نقطة مشتركة أخرى، وأعتقد أيضاً أن النسوية التي أكد وشدد عليها أوجلان، أي الدور الحاسم للمرأة في التحول الاجتماعي، ومحاسبة الهياكل الأبوية، هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة ليّ.

واعتبر كل هذه الأمور جديرة بالتقدير والثناء، وبالطبع، لديّ بعض الأفكار المختلفة أيضاً -على سبيل المثال، البحث عن خطة بيئية اجتماعية، قد يكون هذا مختلفاً قليلاً عما يقترحه أوجلان أو ما تتم محاولة تطبيقه في روج آفا، ولكنني لا أدعي أنني أملك الحل المطلق لكل قضية، فتجربة روج آفا، على الرغم من كل صعوباتها ومحدوديتها، هي كما قلت، واحدة من أكثر التجارب إثارة للاهتمام في العالم اليوم.

لكن مع ذلك، فإن هذه العبارات التي تناولتُها لا تعني أنني تخلّيت عن أفكاري الماركسية.”