حزب العمال الكردستاني يدعو للالتفاف حول القائد آبو بقوة أكبر
قالت اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني: ندعو إلى فهم قرارات المؤتمر الثاني عشر فهماً صحيحاً وتنفيذها بنجاح، وتجديد أنفسنا على الخط الآبوجي، والاستعداد للمرحلة الجديدة، وأن نكون مناضلين أصحاب قرار، وأن نلتف حول القائد آبو بقوة أكبر.

ننشر لكم كتاب اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني المقدَّم إلى المؤتمر الثاني عشر التاريخي:
“للمؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني!
الرفاق الأعزاء!
بدايةً وباسم مؤتمرنا، نحيي قائد الحرية لشعبنا ومؤسس حزب العمال الكردستاني وقائد الشعب الكردي والشعوب والصديق الحقيقي للمرأة والعالم الاجتماعي الكبير وخالق نظرية الحضارة الديمقراطية القائد آبو بكل حب واحترام، الذي طوّر مقاومة تاريخية في إمرالي على مدى 27 عاماً وأوصَلنا إلى هذا المؤتمر، والذي أصبح أساس لمؤتمرنا الثاني عشر وأعدّه، ونتمنى النصر لكل من يناضل من أجل حرية القائد آبو الجسدية.
نعقد مؤتمر حزبنا في شهر أيار شهر الشهداء، الرأي العام الآن في الداخل والخارج ينتظر هذا المؤتمر بفضول كبير، كما أننا نمر في الذكرى الـ 48 لاستشهاد حقي قرار، وصف القائد آبو هذا الشهيد والثائر العظيم بأنه “روحه المخفية”، من المعروف، بأن حركتنا تأسس على أسس القيادة، وحزبنا هو حزب الشهداء، ولذلك تصبح حقيقة القيادة والشهداء رائدة مؤتمرنا الثاني عشر، وتُظهر لنا الطريق، وعلى هذا الأساس نستذكر جميع شهداؤنا الأبطال بكل حب وتقدير واحترام وامتنان والذي بدأ بحقي قرار وحتى المؤسسين لحزبنا علي حيدر كايتان ورضا آلتون ومن ساكينة جانسيز وحتى آخر شهداء مقاومات زاب بسي تكوشين وميترا كاتو وكابار بوطان حيث بلغ عددهم 45 ألف شهيد، ونجدد العهد بأننا سنتبنى ذكراهم ونسير على خطاهم ونتوج أهدافهم بالنصر، ومن جانب آخر، قدّم رفيقنا وصديقنا العزيز سري سريا أوندر جهداً عظيماً لمؤتمرنا الثاني عشر، وشارك على مدى 12 عام في أعمال القائد آبو وقدّم دعماً كبيراً، حيث توفي في الثالث من أيار عندما كان يعمل من أجل دعوة “السلام والمجتمع الديمقراطي”، بهذه المناسبة نستذكر شهيد السلام والديمقراطية سري سريا أوندر بكل حب واحترام وامتنان.
رفاقنا الأعزاء!
من المعلوم، عندما التقى عمر أوجلان بالقائد آبو في 23 تشرين الأول ،2024 بدأت هذه المرحلة التي أوصلتنا إلى المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، وأساس هذا اللقاء وُضِعَ من خلال خطاب رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي، في هذا اللقاء قال القائد آبو للرأي العام “إذا أُتيحت الفرصة، أستطيع نقل القضية الكردية من دائرة العنف والصراع إلى دائرة القانون والسياسة الديمقراطية، وأنا أملك هذه القوة النظرية والعملية”، وبعد ذلك ذهب سري سريا أوندر ضمن وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب إلى إمرالي واجتمعوا مع القائد آبو، بهذا الشكل بدأت المرحلة الحالية، ارسل القائد آبو في البداية رسالة إلى الأحزاب السياسية في تركيا ومن ثم إلينا، قال القائد آبو في هذه الرسائل: لأن حزب العمال الكردستاني قد أكمل دوره ومهمته التاريخية، يجب أن يحلّ نفسه، وأن ينتهي الكفاح المسلح، ورداً على رسالة القائد آبو، قلنا: نستطيع أن نجمع المؤتمر، ولكن من أجل قرار حلّ الحزب وترك السلاح، يجب أن يشارك القائد آبو في المؤتمر بطريقة ما.
ثم أطلق القائد آبو دعوة “السلام والمجتمع الديمقراطي” في 27 شباط وطلب منا أن نعقد المؤتمر، في هذا المؤتمر تقرر حلّ الحزب وإنهاء الكفاح المسلح، أوضح في هذه الدعوة التاريخية أنه يتحمل كامل المسؤولية، ولهذا السبب، فقد أصدرنا بيان في الأول من آذار، ومن أجل أن ندعم العملية ونفتح الطريق أمامها، أعلنا عن وقف إطلاق النار من طرف واحد وشاركنا ذلك مع الرأي العام، بعد وقف إطلاق النار هذا، حدثت نقاشات موسّعة في الداخل والخارج، وشاركنا بأفكارنا في هذه النقاشات من أجل إفهام هذه العملية بشكل جيد لشعبنا وأصدقاءنا، كما أوصلنا ملاحظات اللقاء وتعليمات قيادة حزب العمال الكردستاني وحزب حرية المرأة الكردستانية لمكون الحزب، طبعاً كل المندوبين في المؤتمر يعلمون ذلك.
نستطيع القول بأنه منذ 27 شباط وحتى الآن أي على مدى شهرين كاملين وأسبوع، تم خوض حرب سياسية ونفسية كبيرة، ورغم جميع ضغوطات الدولة التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية، لم نتنازل عن موقفنا، طالبنا بمشاركة القائد آبو في المؤتمر بطريقة ما، بالطبع، لم يكن من الممكن تحقيق الأهداف المرجوة إلا بمشاركة القائد آبو، فلم يكن هناك أي مخرج آخر، لذلك، حدثت الكثير من النقاشات حول المنهجية، ومؤخراً، حذّر القائد آبو من الانخراط المفرط في المنهجية، وفي هذا السياق، تقبلنا أيضاً الوضع الراهن، وقد وصلتنا الآراء والمواد اللازمة للمؤتمر من القائد آبو، مكونات المؤتمر تعلم كل ذلك، كما رأت اللجنة المنظمة، المُكلّفة من قبل قيادتنا، أن هذه الطريقة مناسبة، ونتيجةً لذلك، تقرر انعقاد المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني بناءً على رغبة القائد واتخاذ القرارات.
على هذا الأساس، يتبين أن المؤتمر بالأساس قد انعقد من قبل القائد آبو، التقرير الأساسي للمؤتمر وأيضاً المسودة ـ قرار المؤتمر هي “أطروحة ورسالة القائد آبو” باختصار، القرارات التي سنتخذها، وأسبابها ونتائجها موجودة في هذه المواد، المواد الحالية كافية للفهم، لذلك، لا داعي للتعليق، لا حاجة لتكرار ما قاله القائد آبو مرةً أخرى، بعد وصول هذه المواد إلى الجبال، أردنا تقديم معلومات حول العملية حتى يومنا هذا، وما قمنا به في هذه العملية، والنهج الذي قُدّم، لذلك، ذكرنا هذه الأمور بإيجاز.
الرفاق الأعزاء!
من الواضح أن مؤتمرنا الثاني عشر ليس مؤتمراً عادياً تناقش فيه أنشطتنا العملية وقضايانا النضالية ووضع الحلول واتخاذ القرارات، بل على العكس، إنه مؤتمر يهدف إلى إنهاء الهيكل التنظيمي لحزب العمال الكردستاني، أي أن هذا المؤتمر سيفسح الطريق أمام حقبة جديدة، وكما هو معروف أن تحديد اسم حزب العمال الكردستاني في المؤتمر الأول الذي عُقد في 26-27 تشرين الأول 1978، والآن المؤتمر الثاني العشر لا يقوم فقط بتغيير هذا الاسم، أي أنه لا يغير فقط اسم حزب العمال الكردستاني، بل هو مؤتمر يسعى أيضاً إلى إحداث تغييرات مهمة في فهم الحركة الآبوجية التي وُضعت أسسها ونهجها في نوروز 1973، والآن، تنتهي حقبة مع هذا مؤتمر، وتبدأ حقبة جديدة، وهذا المؤتمر سيمهد الطريق لبدء حقبة تاريخية جديدة في النضال من أجل الحرية والمجتمع الديمقراطي، وفي هذا الصدد، يتطلب الأمر تقييم فترة 52 عاماً بكل جوانبها واستخلاص النتائج من دروسها الغنية.
لقد طرح القائد آبو في تحليلاته ومرافعاته عن الخصائص والدروس العملية للمراحل المختلفة من هذه الفترة التي امتدت 52 عاماً بطريقة شاملة ومفصلة، ويجب علينا دائماً أن نقرأ دائماً هذه المواد مراراً وتكراراً لاكتساب هذه المعرفة القيّمة والغنية، على وجه الخصوص، من المهم فهم ظروف نشأة حزب العمال الكردستاني، ووضع كردستان والشرق الأوسط والعالم في الفترة التي سبقت ظهور حزب العمال الكردستاني، والتطورات والتغيرات التي حدثت في كردستان وما حولها في السنوات الـ 52 الماضية من النضال بشكل جيد، وكنتيجة لذلك، فإن حزب العمال الكردستاني اليوم يحل هيكله التنظيمي بقرار اتخذه في مؤتمره الخاص، أي أن ليس نتيجة لهجمات ومطالب القوى الأخرى، ويجب قبل كل شيء رؤية هذه الحقيقة جيداً وفهمها بشكل صحيح وعدم نسيانها أبداً، فانظروا جيداً، على الرغم من كل الهجمات التي قام بها خصومه من أجل تدميره وتصفيته منذ اليوم الأول من ظهوره، لم يكن بالإمكان تدمير حزب العمال الكردستاني ولا حتى هزيمته، حيث تمكن من الصمود خلال مقاومته لكل الهجمات غير القانونية وغير الأخلاقية، وحقق نجاحات تاريخية عظيمة.
ومن ناحية أخرى، نظراً لأن حزب العمال الكردستاني يتجه اليوم نحو تغييرات من ناحية بعض المفاهيم والأساليب الأساسية، فلا يمكن لأحد أن يلوم حزب العمال الكردستاني على المفاهيم والأساليب التي طبقها قبل 52 عاماً، فقد كانت ظروف تلك الفترة على هذا النحو، ولم يخلق حزب العمال الكردستاني تلك الظروف، بل على العكس، نشأ حزب العمال الكردستاني في ظل تلك الظروف، ومرة أخرى، كانت المفاهيم والأساليب السائدة في ذلك الوقت هكذا، ولهذا السبب، سار حزب العمال الكردستاني على هذا الدرب، ولكن حزب العمال الكردستاني يجد اليوم بعض الأمور خاطئة، ولهذا يريد تغييرها، ومما لا شك فيه، هذا لا يعني بأنه كان هناك خطأ في البداية، وأن حزب العمال الكردستاني تطور على أساس خاطئ أو أن فهمه كان خاطئاً.
على العكس من ذلك، قبل 52 عاماً، ظهر حزب العمال الكردستاني وتطور كأكثر حركة وتدفق تحرري ووطني وثوري في كردستان، وأشرق القائد آبو كشمس تضيء وطننا، وعلى هذا الأساس، حدث تطور عظيم وهادف في كردستان، حيث صحح مسار التاريخ من جديد من خلال هذا النضال ووضع حداً لتاريخ الاندثار ,افسح الطريق أمام تاريخ الوجود الحر، وإذا كان حزب العمال الكردستاني يسعى خلف تغيير جذري على هذا المستوى اليوم، فإن هذا يدل على مدى إبداع حزب العمال الكردستاني وشجاعته، ويدل أيضاً على مدى انفتاحه للتغيير والتحول، واليوم، فإن الأشكال التي يريد حزب العمال الكردستاني تجاوزها، قد أدت دورها التاريخي، ولهذا، فإن هذا الأسلوب لم تعد تخدم التطور والوضع الجديد، فمن لا يستطيع أن يتجاوز أساليب كهذه للتنظيم والنضال ويتجه نحو التغيير، لا يمكنه أن يحقق اختراقات جديدة ولا يمكنه أن يجدد نفسه أو ينجو بنفسه من الدوغمائية والتعثر.
إن ما قام به القائد آبو وحزب العمال الكردستاني في كردستان خلال الـ 52 سنة الماضية والتطورات التي أحدثوها للشعب الكردي والمرأة وجميع المضطهدين لا يمكن إنكارها، فعلى حد قول القائد آبو لا ينكرها إلا الآلهة الظالمون، ولقد كشف القائد آبو وحزب العمال الكردستاني عن واقع الكرد وكردستان الذي كان يرزح تحت هجمات الاستعمار- الاستبداد، والذي كان مسحوقاً ومدفوناً، وأصبح القائد آبو وحزب العمال الكردستاني منارةً مضيئةً حول الواقع والقضية الكردية، وأسهما في جعل هذه القضية معروفةً ومفهومةً للجميع، وعلى هذا الأساس، أصبح القائد آبو الشمس المنيرة لكردستان، وأصبح حزب العمال الكردستاني حركةً للذاكرة والمعرفة.
وفي 18 أيار 1977، برز حزب العمال الكردستاني وتطور كحركة انتقام ثورية عندما جرى اغتيال حقي قرار وانتفض ضد هذا الهجوم، وبدأ انتفاضة تحررية جديدة للشعب في كردستان بالتزامن مع مقاومتي حيلوان وسويرك، كما نظّم وخاض حزب العمال الكردستاني المقاومة مرة أخرى داخل السجون وخارجها ضد الانقلاب الفاشي العسكري الفاشي في 12 أيلول، ولا تزال المقاومة العظيمة في السجون، وبالأخص عام 1982 مقاومة صيام الموت، مقاومة 14 تموز، بمثابة أسطورة لدى الشعب، وقد اجتاز تأثير هذه المقاومة حدود كردستان، وامتدت إلى المنطقة والعالم، فلا يمكن لأي شخص عاقل وشريف أن يقول أي شيء سلبي عن هذه المقاومة الفدائية العظيمة.
من جهة أخرى تم تطوير هذه المقاومة والاستمرار فيها مع قفزة 15 آب في الجبال، رغم كل النواقص والأخطاء، والممارسات خارج الخط، لا تستطيع قوة أخرى في العالم أن تناضل على الخط الفدائي مثل كريلا حرية كردستان، في هذه الحرب، يخوض الانسان النضال بذاكرته وإيمانه ومعرفته الوطنية، ضد هذه الإبادة الوحشية على الخط الفدائي، يجب ألا ننسى أن هذه الإبادة تستند أيضاً إلى نظام الحداثة الرأسمالية، علاوة على ذلك، فإن الإبادة الحالية لا تعترف بأي قواعد أو لوائح قانونية أو أخلاقية، بل تشن حرباً بأساليب وأدوات خارجة عن القانون والأخلاق، حسناً، من يستطيع أن يقول أي شيء سلبي عن مقاتل كهذا…؟ إذا لم يكن الشخص فاسداً ويتمتع بالشرف، فلا يمكنه أن يقول أي شيء سلبي عن هذا المقاتل.
من الواضح بأن القائد آبو قد خلق كل هذا، ولهذا السبب فإن القائد آبو حادق كبير في تطوير المقاومة والكريلايتية، لم يكن أحد يصدق ذلك، كانوا يقولون” الشيء الذي تتحدثون عنه، لا يمكن ان يحدث في كردستان” لكن رغم ذلك، أظهر القائد آبو للجميع رؤيته الثاقبة لتحقيق انتصارات عظيمة، على هذا الأساس، أصبحت مقاومتا حلوان وسويرك، وأيضاً المقاومة العظيمة في السجون وقفزة 15 آب، وعملية الكريلا، حقبة بطولية للشعب الكردي وكردستان، في ذلك الوقت، كان حزب العمال الكردستاني من ناحية حركة ذاكرة ومعرفة، وتنويراً وحركة بطولية في كردستان من ناحية أخرى، مع هذا النضال البطولي، تطورت ثورة الانبعاث الوطنية وثورة حرية المرأة، بتحطيم الإنكار، أُثبت وجود الشعب الكردي، وبدأت عملية الوجود وفهم الذات ومعرفة الذات لدى الكرد، وتطورت لديهم عملية التنظيم والنضال من أجل الحرية مرةً أخرى.
بالرغم من تكرار بعض الأشياء ما بين أعوام 1993 ـ 1998، طوّر الكريلا مقاومة مهمة للغاية ضد هجمات الإمحاء والتصفية الشاملة للدولة التركية، في هذه المرحلة، لم يكن ممكناً حماية الإنجازات إلا من خلال مثل هذه المقاومة، القائد آبو غير النموذج في عام 2003، وتعتبر هذه الحملة مهمة جداً في تاريخ حزب العمال الكردستاني وأيضاً من أجل البشرية، حزب العمال الكردستاني بتغيير كهذا، انفصل عن نموذج السلطة والدولة، وبهذه الطريقة، وصل إلى نموذج بيئي، وتحرير المرأة والمجتمع الديمقراطي، في الاساس، هذا ما نسعى إلى تحقيقه عملياً اليوم، بعد تغيير النموذج، أصبح القائد آبو قائدًا عالمياً، وأصبح الشعب الكردي، والنساء والشباب الكردي، قوة رائدة في النضال من أجل الإنسانية، خلال هذه السنوات العشرين، لم يُحقق حزب العمال الكردستاني مستوى التغيير المطلوب على نحو جيد، وهذا أحد أبرز عيوبه، وبالطبع، شنت الدولة التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية هجمات لعرقلة مثل هذا التغيير، وفي مواجهة هذه الهجمات، لم يُحافظ على الإنجازات إلا بمقاومة كبيرة من قبل الشعب ومقاتلي الكريلا.
الآن، لماذا نتحدث عن الماضي باختصار…؟ لأنه عند الحديث عن عيوب وأخطاء تلك الفترة، يجب ألا نسيء فهم الماضي بسبب عيوبه وأخطائه، ويجب ألا ننكر الحقائق، نعلم الآن أنه حيال حلّ حزب العمال الكردستاني، يسعى البعض إلى تشويه الحقيقة الحالية، أولئك الذين يعادون حزب العمال الكردستاني منذ البداية سيستغلون هذه الفرصة لإنكار حقيقة الحزب، عليهم أن يعلموا أن أعداء القائد وحزب العمال الكردستاني اللدودين واقعون في فخ، وسيهاجمون كلما سنحت لهم الفرصة، يجب معرفة هذه الحقيقة بشكل جيد، ليتمكنوا من التعامل بحذر مع مثل هذه الهجمات وخوض نضال فعال ومؤثر، ولذلك، يجب ألا يتأثروا بهذه الأساليب، سيستمر النقد والنقد الذاتي في التطوّر، يجب ألا يخلطوا بين هذا وبين الهجمات، بل يجب الفصل بينهما ليتمكنوا من النضال ضد هذه الهجمات بهذا الشكل، من ناحية أخرى، من الضروري توخي الحيطة والحذر من القومية الكردية وهجمات نظام الحرب الخاصة التركي.
رفاقنا الأعزاء!
عندما نقيس حزب العمال الكردستاني، سنرى أن جوانبه الإيجابية أكثر بكثير، وهذا لا يمكن إنكاره أبداً وبأي حال من الأحوال، في الواقع، فإن الشعب الكردي وأصدقائه، وخاصة النساء والشباب الكردي، يدركون هذه الحقيقة جيداً، لذلك، لا حاجة لذكرها أكثر هنا، لقد تركت القيادة الآبوجية وحزب العمال الكردستاني بصماتها على تاريخ كردستان خلال الخمسين عاماً الماضية، في الواقع، أحيت الهوية الكردية التي فُقدت على أساس الحرية، لقد وصل الكرد إلى المعرفة والتنظيم والعمل في هذه الفترة، باختصار، يُعد حزب العمال الكردستاني ميلاد جديد في التاريخ الكردي، وأصبح ميلاداً لهوية كردية حرة جديدة في كردستان، على هذا الأساس، تم تحقيق حياة حرة ومجتمع الامة الديمقراطي في كردستان.
هذه هي الحقيقة والسمة الرئيسية لحزب العمال الكردستاني، لكن هذا لا يعني أن الحزب قد أنجز كل شيء دون أي تقصير أو عيوب، بالطبع، هناك أشياء كثيرة لم يفعلها، وفعلها بشكل خاطئ وقصّر فيها، بالطبع، كل هذا موضع النقد والنقد الذاتي بالنسبة لنا، إذا حللنا هذا أولاً، فلن يكون خاطئاً: الممارسات التي نُفذت باسم حزب العمال الكردستاني كانت في الغالب ضعيفة وغير كاملة وفقاً للخط الآبوجي، يعني، بقيت الممارسة ناقصة وفقاً لهذا الخط، حدثت أيضاً ممارسات خارج الخط من وقت لآخر، عبّر القائد آبو عن هذا الوضع قائلاً: “لا أستطيع تطبيق سوى خمسة بالمائة من أفكاري عملياً”.
عندما نقف على الممارسة في السابق، نرى أن مقاومة سويرك هي في وجه النهج الخاطئ، وأيضاً عندما توجهنا نحو الجبال، أردنا الانتقال من الأعمال الفردية إلى حرب الكريلا، وحدثت أخطاء وصعوبات حقيقية، ومن المعروف أنه على أساس قفزة 15 آب، فُرضت مقاربات ضيقة ومنغلقة والارتزاق ضد الكريلاتية التي تطورت، وأيضاً، في أوائل عام 1990، كان على الكريلا أن يحقق نصراً عسكرياً بهجوم استراتيجي. وهذه القضية أيضاً عي قضية مهمة يجب تقييمها، وبالطبع، لعب موقف الحركة الثورية في تركيا والقوى الاشتراكية في العالم دوراً حاسماً في النتيجة الحالية، ولكن هنا، كان لأخطاء الكريلا أيضاً تأثير كبير على النتيجة، وبسبب الأخطاء والنواقص، لم يتمكن الكريلا من أن يصبحوا قوة للحل، في عام 1990 لم يستطع الكريلا الوصول إلى نصر عسكري، وكذلك لم يفتح الطريق أمام الحل السياسي، وتبين ان حزب العمال الكردستاني لم يتمكن من تحقيق نتيجة عبر نموذج الدولة القومية، ولذلك، يُطرح تغيير نظري أيديولوجي على جدول الأعمال، وبالطبع، التغيير الاستراتيجي في سياق هذه الأجندة يفرض نفسه، ولذلك ولأن تغيير كهذا لا يحدث، يسمي القائد آبو هذا الوضع “سبب الانسداد الحالي”، ونتيجة هذه الممارسة التي تتطور، يُعرّف الوضع بأنه “التكرار المُفرط”، ويقول “كان ينبغي على حزب العمال الكردستاني إجراء تغييره التنظيمي والاستراتيجي في تلك الفترة”.
وبسبب ذلك لم يستطع حزب العمال الكردستاني منع المؤامرة الدولية في 15 شباط، إن حزب العمال الكردستاني قد ارتكب أخطاء وعيوب جديّة في الرؤية والفهم والنضال ضد المؤامرة، ولذلك دخلت مؤامرة 15 شباط حيز التنفيذ وتطور نظام التعذيب والعزلة والابادة في إمرالي، وأيضاً ظهرت أخطاء ونواقص حقيقية في النضال في مرحلة ما بعد المؤامرة، وبسبب هذا الوضع، لم يتم رؤية التصفوية في أعوام 2002 ـ 2004 في ذاك الوقت، أو لم يتم منعها، القائد آبو يستطيع أن يقضي على ذلك وعلى التصفويين فقط من خلال تغيير النموذج ووضع إعادة إنشاء حزب العمال الكردستاني على جدول الأعمال .
لقد مرّ على التطبيق العلمي لنموذج الحضارة الديمقراطية 20 عاماً بالتمام، حيث هناك ما لم يتم إنجازه خلال هذه المرحلة والأخطاء وأوجه القصور فيما تم إنجازه على حد سواء، علينا أن نرى جيداً نقاط الضعف هذه، لأن الدروس المستخلصة من هذه العملية أكثر جدوى وإفادة للحاضر والمستقبل، ولهذا، ينبغي على جميع الكوادر الحزبية وخاصة أعضاء الإدارة أن يتعاملوا مع هذه العملية بشكل متكامل ومتعمق، وأن يطوروا منهج النقد والنقد الذاتي المثمر، وأن يتعلموا الدروس الصحيحة والمفيدة من التطور العملي أو التطبيق العملي الخاطئ، بحيث يكون قادرين على تثقيف وتجديد أنفسهم على هذه الأسس، لأن المشاركة في العملية القادمة ونجاح العملية ستتحقق على هذا الأساس، ومرة أخرى، فإن الوضع الذي نشهده اليوم على أساس النموذج الجديد يشبه ما حدث في أوائل التسعينيات على أساس النموذج القديم، وبعبارة أخرى، يظهر أنه لم يتم تطوير ممارسة عملية ناجحة بما فيه الكفاية على أساس النموذج الجديد، فلو كان هناك نجاح كافٍ لما اضطررنا اليوم إلى مواجهة مثل هذه العمليات، بل إننا كثيراً ما نعبّر عن هذا الواقع بمفهوم ”لم ننخرط في النموذج الجديد“.
وعندما ننظر إلى السنوات العشرين الماضية، نرى ما يلي: كان يتوجب علينا أن نقرّب وندمج النموذج الجديد أكثر مع المجتمع، ولكن في هذه العملية، وعلى الرغم من نمو حركتنا من حيث الكتلة الجماهيرية، فإن الكوادر خلال هذه العملية كانوا الأكثر انفصالاً عن الشعب، وفي الوقت الذي كان من المفترض أن نطور تنشئة اجتماعية وحياةً وتنظيماً أكثر مجتمعية، إلا أنه على العكس، تطورت الأنانية الفردية والنزعة المادية خلال هذه الفترة، لاحظوا جيداً، إن الأنشطة الأيديولوجية التي تتطور على أساس الحداثة الديمقراطية لا تطور مثل هذا الوعي والحياة المؤثرة، ولا تقدم مساهمة قوية للثورة، ولا تبرز شخصية اجتماعية، بل تبرز الشخصية الليبرالية للحداثة الرأسمالية في أقصى درجاتها، بينما يظل النضال ضد العقلية الذكورية المهيمنة وتطوير الحياة الحرة على أساس تحرير المرأة ضعيفاً للغاية، وباختصار، لا يمكن للأيديولوجية أن تكون ملكاً للمجتمع، وبالاستناد إلى هذا الوضع القائم لا يمكن فيه تطوير تدريب المجتمع وتنظيمه، ولهذا، هناك أنانية وضعف في الريادة.
ومن الواضح أننا لم نتمكن من القيام بتطوير تدريب وتنظيم المجتمع الديمقراطي بشكل صحيح في الأنشطة الجماهيرية، ولهذا، لم نتمكن من تعزيز قوة الأنشطة البنّاءة، فكل شيء بات على شاكلة مؤسسة بيروقراطية، ولهذا، فإن هذه المؤسسات فارغة من الداخل أو تعمل على غرار الدولة والسلطة، نحن نستخدم مفاهيم النموذج الجديد، ولكن سمات النموذج القديم هو المتصدر، لا يمكننا تطوير الخط الاجتماعي بشكل قوي في السياسة والدبلوماسية، فإما أننا لا نستطيع القيام بهذا العمل أو أننا لا نستطيع تجاوز حدود الدولة والسلطة، وأيضاً لم نتمكن من تطوير وتحقيق التدريب والتنظيم الاجتماعي للدفاع الذاتي في المجال العسكري ضمن صفوف الشعب، وانعزلنا في الحبال عن المجتمع ومحاصرين بالكامل؛ هذا الوضع لم يؤد فقط إلى زيادة خسائرنا في الأرواح، بل أضعف فعالية حربنا من الناحية السياسية، وقلّص تأثير دعاية حربنا، وتدريجياً أصبحت ساحة المعركة أكثر ضيقاً، ولم يعد بالإمكان خوض الحرب بفعالية إلا داخل هذه الحدود الضيقة.
كل هذا يدل على أننا، مهما عبّرنا عن ذلك قولاً، لم نتخذ النموذج الجديد من ناحية الوعي والأسلوب كأساس ولم نطبق ذلك على أرض الواقع، لهذا، فإن مصدر الصعوبات التي نواجهها اليوم نابع من هذه الحقيقة، وبات هذا الوضع أمراً مفروغاً منه ومقبولاً تقريباً مع مرور الوقت، وترتبط حملة القائد آبو أيضاً بهذا الوضع، ويتوجب علينا أيضاً تقييم الأمر على هذا النحو، وعلى هذا الأساس، يتعين علينا أن نعد أنفسنا للعملية الجديدة من خلال تصحيح وتجديد أنفسنا بنهج النقد الذاتي الصحيح والكافي، ويجب أن يعلم جميع الرفاق والرفيقات أننا في خضم عملية نقد ذاتي على هذا الأساس، وهذا ما يعنيه القائد آبو عندما يقول: ”إن المؤتمر سيستمر لبضعة أشهر، ونحن بحاجة إلى التجديد“، فمقصده هو هذه الحقيقة، بالأساس، يجب أن نقيّم الموقف الذي طوّره القائد بوصفه تدخّلاً مباشراً منه،، وعلى أساس وجهات النظر الجديدة، علينا جميعاً أن نخوض عملية نقد ونقد ذاتي قوية، ومن الأهمية بمكان أن ندرك أنه لا يمكننا أن نسير من بعد هذه الساعة مع القائد إلا على هذا الأساس، وأن نُحقّق متطلبات العملية كما يجب.
رفاقنا الأعزاء!
بلا شك في هذه المرحلة، حدثت مشاكل من ناحية فهم وتطبيق نموذج الحداثة الديمقراطية، ولكن هذه المشكلة والأخطاء والنواقص لا تعني أنه لم يتم خوض نضال ثوري في هذه المرحلة، يجب ألا يقترب المرء من الممارسة العملية بلغة الانكار وبطريقة أحادية الجانب، هذا لا يصح، بل على العكس، خلال هذه السنوات العشرين، بُذلت جهود بالغة الأهمية وتم نضالات عظيمة على أساس النموذج الجديد، أولًا، ومتعلقاً بهذا النضال، تم كسر هجمات المؤامرة الدولية، ومنعت من تحقيق أهدافها، وهكذا فشلت المؤامرة، أيضاً في هذه العملية، تعاظم الحزب وانتشر في المجتمع، وعلى وجه الخصوص، حققت ثورة تحرير المرأة إنجازات عظيمة، وامتدّ النضال إلى أجزاء كردستان الأربعة، وامتدّ تأثيره إلى الشرق الأوسط والعالم أجمع، وأصبحت المقاومة التي هزمت داعش أملاً وحماساً للبشرية جمعاء.
خلال هذه السنوات العشرين، مرت السنوات العشر الأولى في نضال عظيم بتكتيكات متعددة الجوانب، كما تطورت السنوات العشر الأخيرة بمقاومة حركتنا وشعبنا وأصدقائنا ضد الهجمات الفاشية الهادفة للإبادة الجماعية، التي أراد العدو فيها سحق وتصفية حركتنا من أجل الحرية والقضاء عليها على أساس “خطة التركيع”، خلال هذه العملية، قاد مقاتلو الكريلا، ولا سيما في زاب ومناطق الدفاع المشروع وفي جميع أنحاء كردستان، النضال بأكمله بمقاومتهم الفدائية، ونتيجةً لذلك، هزم المقاتلون الهجمات الفاشية بهدف الإبادة بحربهم وأفشلوا خطط المحتلين، في مقدمتها زاب ومناطق الدفاع المشروع، بلغت الحرب التي تطورت في الأنفاق في التضحية بالنفس، ذروة جديدة في، كل الهجمات التي حدثت بدعم من حلف الناتو، تم إحباطها من خلال الفرق وحرب الأنفاق، طوّر المقاتلون أساليبهم الخاصة ضد استخبارات العدو وتقنياته بقوتهم الذاتية، ودمّروا “خطة التركيع” على هذا الأساس، بقيادة مقاومة الكريلا الأبطال، ناضلت حركاتنا النسائية والشبابية، وشعبنا وأصدقاؤنا بلا توقف، واستناداً إلى هذا النضال، بدأت حملة الحرية العالمي في 10 تشرين الأول 2023، بمعنى آخر، تمكّن النضال الحالي وتطور حملة الحرية العالمي من هزيمة هجمات العدو. ونتيجةً لذلك، أُجبر العدو على الخضوع للقائد آبو مجدداً، بلا شك، تطوّر كل من المؤتمر الحالي والعملية الجديدة مرتبط بهذا النضال وهذه المرحلة، بلا شك، هذا النضال لم يستطع تدمير السلطة الحالية وإيصالنا إلى النصر، من خلال النضال فقط، تم الإطاحة بالوعي والسياسة الفاشية والاستعمارية والإبادة الجماعية المعادية للكرد، وعمقت أزمتها وفوضاها، وجعلتها تشارف على الدمار والتشتت، لهذا السبب، اضطر النظام التركي إلى اعتبار القائد آبو هو المحاور، على الرغم من أن النضال الحالي لم يتمكن من تحقيق النتائج المرجوة، إلا أن النتائج والتقدم المحرز حتى الآن ليسا بالشيء القليل، إن النضال الذي كان ينبغي أن يخوضه شعبنا وحركتنا لمدة عشر سنوات قد مهد الطريق لمثل هذه العملية، لهذا السبب، اضطرت حكومة حزب العدالة والتنمية والدولة التركية إلى الرضوخ للقائد آبو.
من ناحية أخرى، وبما أن الحرب العالمية الثالثة في الشرق الأوسط كانت تتطور بسرعة، وبسبب هذا الوضع، عندما اندلعت الحرب في غزة في 7 تشرين الأول 2023، عندما تلقت حماس وحزب الله من ضربات قاصمة بسبب الهجمات الإسرائيلية، عندما انهار نظام البعث في سوريا ونتيجة لذلك، وصلت رياح التغيير إلى عتبة إيران وتركيا، مهدت الرضية لمثل هذه العملية، بسبب هذا الوضع، نشأ الذعر والخوف من البقاء أو الزوال لدى الدولة التركية، بعبارة أخرى، عندما زادت حركتنا والشعب التركي من الضغط من أجل التغيير الديمقراطي داخلياً وفرض النظام الرأسمالي الدولي التغيير على الجمهورية التركية من الخارج، دخل دولت بهجلي في الحركة، وفي هذا السياق، ألقى الخطب والدعوات المعروفة.
برزت العملية الحالية إلى الواجهة بسبب الاحداث السياسية والعسكرية هذه، واستجاب القائد آبو لهذه الدعوة بسبب تأثير مقاومة الشعب والكريلا وأيضاً بسبب تأثير الحرب العالمية الثالثة، طبعاً العملية الحالية تطورت في هذا السياق، باختصار، المرحلة الحالية من الناحية الفكرية والتنظيمية والاستراتيجية لها أهمية بالغة، كما أنها تستند إلى التطورات العسكرية والسياسية الهامة جداً، هذه الحقيقة تم تقييمها بشكل موسّع من قبل القائد آبو وحركتنا، وبسبب الوضع الحالي، هي معروفة من قبل جميع الرفاق، ومع ذلك، من الضروري في هذه المرحلة ألا ننسى هذه الحقائق، وأن نتابع التطورات والتغيرات لحظة بلحظة بناءً على ذلك.
الرفاق الأعزاء!
اليوم، وبعد مرور 12 عاماً بالضبط على انعقاد المؤتمر الحادي عشر لحزب العمال الكردستاني، ينعقد المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، فوفقاً للنظام الداخلي، كان ينبغي أن نعقد مؤتمرين آخرين خلال هذه الفترة، ومع ذلك، وعلى الرغم من أننا قمنا بتعيين لجنة تحضيرية من وقت لآخر في الفترة الماضية وقمنا بالتحضيرات اللازمة، إلا أننا لم نتمكن من عقد المؤتمر، حيث هناك سببان لذلك: الأول هو الأمن، ولكنه ليس السبب الرئيسي، بل إن السبب الرئيسي هو عدم التنظيم على مستوى عقد المؤتمر.
وكما هو معروف، فقد تحقق المؤتمر الحادي عشر على أساس توجيهات القائد آبو، حيث كان يتعين إدراج عقد مؤتمر جديد على جدول الأعمال لتحقيق هذه المهام التاريخية، إلا أننا لم نتمكن من تحقيق هذا النجاح بشكل كامل في المرحلة الماضية، أي لم نتمكن من تهيئة الأرضية للقائد آبو لوضع مؤتمر جديد على جدول الأعمال، لذلك لم نتمكن من الوصول إلى مستوى اتخاذ قرارات جديدة على مستوى المؤتمر، وعلى الرغم من أننا اتخذنا قرارات وخططاً لعقد مؤتمر من وقت لآخر، إلا أنه لم يكن من الممكن تنفيذها في النهاية، وكنا بحاجة أيضاً إلى اجتماعات اللجنة المركزية واجتماعات اللجنة التنفيذية لكي نتمكن من تطوير النضال على أساس استراتيجية الحرب الشعب الثورية، وفي هذا الإطار، عقدنا في الفترة الماضية ما كان ضرورياً ومطلوباً من اجتماعات اللجنة المركزية واللجنة التنفيذية، واتخذنا في هذه الاجتماعات القرارات التي تتطلبها مقاومتنا التاريخية، وقد لبينا احتياجات النضال والتنظيم معاً إلى حد كبير بهذه الاجتماعات، ولا شك أن هذا الوضع الحالي ينطوي عليه مسألة النقد والنقد الذاتي، وفي هذا الصدد، هناك أوجه قصور ونقاط ضعف، ويجب علينا أن نقوم بتقييم عيوبنا وأخطائنا على أساس الخط المتبع، وتحديد أسباب هذه العيوب والأخطاء وإظهارها، بحيث نكون قادرين على إدراك دروس الممارسة العملية الحالية على مستوى صحيح وكافٍ.
والآن، وبعد 12 عاماً، تهيأت الظروف لعقد المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، وقد دخل القائد آبو عل الخط مرة أخرى من جديد وهيئ وأعدّ الأرضية لانعقاد المؤتمر، وعلى هذا الأساس، علينا أن نعرف جيداً كيف وصلنا إلى المؤتمر الثاني عشر وندرك المعنى التاريخي للمؤتمر الثاني عشر وأهميته بشكل صحيح وكافٍ.
والآن، إن مؤتمرنا الثاني عشر له أهمية تاريخية كبيرة، تماماً مثل مؤتمرنا الأول الذي عقد قبل 47 عاماً، ومما لا شك فيه أن هذا المؤتمر يتشكل على أساس النضال الحزبي على مدار 47 سنة، ولهذا، يحمل معاني أكثر وأشمل من المؤتمر التأسيسي الأول، فقد كان المؤتمر الأول والتأسيس الرسمي للحزب تدخلاً جذرياً في التاريخ بمواجهة الاندثار الوطني وبداية تاريخ جديد من الحرية، كما كان مؤتمرنا الثاني عشر يعني أيضاً إنهاء حقبة كانت تسير مع حزب العمال الكردستاني وتمهيد الطريق لعهد جديد في تاريخ الحرية، وكان المؤتمر الأول موجهاً بشكل أساسي إلى الشعب الكردي، والآن المؤتمر الثاني عشر هو نداء موجه إلى كل الشعوب المضطهدة، إلى كل الإنسانية المضطهدة ولا سيما المرأة والشبيبة، وسيُمهد الطريق لنضال جديد من شأنه أن يشرع في تحرير جميع الشعوب والمضطهدين من خلال هذا المؤتمر، وأيضاً تم حلّ الهيكل التنظيمي لحزب العمال الكردستاني وإيقاف كل الأنشطة التي تتم تحت اسم حزب العمال الكردستاني وإنهاء الكفاح المسلح كاستراتيجية رئيسية، فمن خلال استراتيجيات وتنظيمات جديدة يُمهد الطريق أمام حرية الكرد وأيضاً أمام نضال المجتمع الديمقراطي في جميع المجالات، وإذا ما أمعنت النظر، فإنك ستجد أن حزب العمال الكردستاني حتى باعتباره اسماً، غير كافٍ للتعبير عن الأساس الاجتماعي والأسس الأيديولوجية لنموذج الحداثة الديمقراطية، فنحن لم نتمكن من تحقيق التغيير والتحول اللازمين بشكل كافٍ على هذا الأساس في إطار تغيير الذهنية وإعادة الهيكلة التنظيمية؛ والآن يتدخل القائد آبو في هذا الوضع، ويقوم بحلّ حزب العمال الكردستاني وإنهاء الكفاح المسلح، حيث أن القائد آبو من خلال موقف جذري كهذا، يمهد الطريق للتغيير وإعادة البناء من جديد، فقد غيّر القائد آبو نفسه ويريد على هذا الأساس الآن تغيير الحزب وتغييرنا؛ وبناءً على التغيير، يريد تغيير المجتمع والنظام، نحن جميعاً بحاجة إلى فهم هذه الحقائق وحقائق المؤتمر الثاني عشر، وأن نعدّ أنفسنا للتغيير والتحول حتى نتمكن من المشاركة بقوة في العملية الجديدة.
يتبع….