المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

مقتطف من مجلدات القائد والمفكر عبدالله أوجلان

198

قضية الحرية
لا أتمالك نفسي من القول :وكأن الحرية هي هدف الكون . كثيراً ما تساءلتُ في قرارةِ نفسي ما إذا كان الكون يندفع فعلاً نحو الحرية ؟ ولطالما شعرتُ بنقص المقولة التي تشير إلى أن الحرية طموحٌ عميقٌ حكرٌ على المجتمع البشري فقط .وفكرتُ دائماً بوجود جانبٍ لها معنيٍّ بالكون دون بُد .فإذا أمعنَّا في قرينةِ الجُسيم- الطاقة ، التي تشكل اللبنة الأساسية للكون ، فلن أتردد في التشديدِ على أن الطاقة هي الحرية . كمان أنني أؤمن بأن الجُسيمَ الماديَّ هو كناية عن حزمة من الطاقة بحالتها المحبوسة . فالضوء حالةٌ من أحوال الطاقة .أَوَيمكن إنكار مدى تمتع الضوء بالتدفق الحر ؟ نحن مرغمون على القبول بنعتِ الكوانتات بالعنصر الذي يكاد يوضحُ كلَّ التنوع الموجود في راهننا، والتي تعرف بحالة الجُسيم الأصغر من الطاقة . أجل ،فالحركة الكوانتية هي القوةُ الخالقة لجميع أشكال التنوع . ولا أتمالك نفسي من القول: تُرى، هل هذا هو الإله الذي يجري البحث عنه دائماً ؟ وعندما يقال ما وراء الكون أيضاً يتسم بطابعٍ كوانتيّ، يختلجني الحماس مجدداً وأقول : ربما. كما لا أتمالك نفسي من التساؤِل في قرارةِ نفسي : “تُرى هل هذا هو المقصود بالخلق الإلهي من الخارج؟”
حسب رأيي، فمن المهمَّ عدم سلوك الأنانية في موضوع الحرية ، وعدم السقوط في اختزاليةٍ تجعل الحرية حكراً على الإنسان . أَويمكن إنكار أنّ تخبط الحيوان المحبوس في القفص هو من أجل الحرية ؟ و بأي مصطلح عدا “حقيقة الحرية ” يمكننا إيضاح تغريد البلبل في القفص ،والذي يفوق أرقى السيمفونيات ؟ وإذا ما ذهبنا أبعد من ذلك ؛ أفلا تُذَكرنا كافة أصوات وألوان الكون بالحرية ؟والمرأة باعتبارها أول وآخرَ عبدٍ يرزح في حضيض العبودية ضمن المجتمع البشري ، فبأيّ مصطلحٍ يمكننا إيضاح كل تخبطاتها ،عدا مصطلح الطموح إلى الحرية؟ وتعريف الحرية لدى أكثر الفلاسفة عمقاً (سبينوزا مثلاً) على أنها قوة المعنى الخلاص من الجهل ،ألا يؤدي إلى البوابة عينها؟ لا أنوي خنق المشكلة داخل مضمونها اللانهائي. ولا أرغب التعبير عنها كحالتي “القدرية” الفطرية. حيث لم أجرب إطلاقاً كتابة الشعر ،الذي يعد ضرباً من ضروب الحرية ،فيما خلا عدة جملٍ دونتها استذكاراً لبروماتوس ، والتي يعلم الجميع أن لا قيمة لها سوى أنها تصور مجازي .لكن، أيمكن التغاضي عن أني ساعٍ دؤوب على درب معنى الحرية؟