بيان إلى الرأي العام
في السابع و العشرين من تشرين الثاني من عام 1978 ، و في ظل ظروف سياسيّة و اجتماعيّة شديدة التعقيد في تركيا و منطقة الشرق الأوسط ، تأسس حزب العمال الكردستاني ، كحركة تستند إلى تطلعات الشعب الكردي في الحريّة و العدالة و المساواة ، و قد جاء تأسيسه في مرحلة كان فيها الكرد يواجهون سياسات الإنكار و القمع ، و كانت المنطقة تعيش حالة استقطاب أيديولوجي عالمي بين الاشتراكيّة و الرأسماليّة ، و هو ما دفع القائد عبدالله أوجلان مع مجموعة من رفاقه ، إلى تأسيس حزب العمال الكردستاني تحت شعار ” كردستان حرة مستقلة موحدة ” .
أصبح حزب العمال الكردستاني قوةً سياسيّةً و اجتماعيّةً مؤثِّرة ، حيث تمكّن من تنظيم مئات الآلاف من الشبان و الشابات الكرد ضمن صفوفه ، و إحياء الهويّة الكرديّة ، و توسيع مساحات الوعي القومي الكردي و المقاومة ، كما لعب دوراً بارزاً في تعزيز الحضور السياسي للقضيّة الكرديّة على المستويين الإقليمي و الدولي ، و أسهم في تطوير منظومة فكريّة و تنظيميّة ، و رفع شعار حريّة المرأة ، و جعل تحقيق حريّة المجتمع مرهوناً بتحقيق حريّة المرأة .
و مع انهيار الاشتراكيّة المشيّدة في التسعينيات ، دخل حزب العمال الكردستاني في أزمة أيديولوجيّة عميقة ، إذ كانت برامجه و استراتيجياته مبنيّة على هذا النموذج ، و رغم استمراره في النضال من خلال خط تحرري قومي ذي نزعة اشتراكيّة ، إلّا أنّ التحولات العالميّة تطلبت إعادة نظر شاملة في مفاهيم النضال و المعنى الحقيقي للحريّة ، وقد عبّر القائد عبدالله أوجلان عن ذلك بقوله : ” في عام 1998 أردت أن أستقيل من الحزب ، و السبب في ذلك هو عجز الحزب عن تجاوز الأيديولوجيّة في داخله ” .
و مع بداية مرحلة إمرالي ، دخلت الحركة في مرحلة تركيز شامل أعادت النظر في مختلف القضايا ، و أسفرت عن صياغة منظومة فكريّة جديدة ، تضمّنتها خمسة مجلّدات ، أعيد من خلالها تعريف استراتيجيّة النضال الاشتراكي و غيرها من المفاهيم ، فشكّلت منظومة هامة من أجل إعادة البناء الأيديولوجي و الاستراتيجي .
اليوم ، و بعد أكثر من أربعة عقود من التأسيس ، واجه الحزب سؤالاً تاريخيّاً تعلّق بمستقبله ، و في هذا الإطار صرّح القائد عبدالله أوجلان بالقول : ” عندما لاحظت وجود طلب فسخ الحزب حتى من جانب الدولة ، تجاوبت معه ” ، مؤكّداً على ضرورة نقد جذري شامل ، و فتح الباب أمام تحوّل جديد يتجاوز البُنى التقليديّة ، لأنّ القضيّة لم تعد قضيّة حزب ، بل قضيّة تحرر ذهني و شخصي و مجتمعي ، و من هنا تأتي إمكانيّة فسخ الحزب ليس كهزيمة ، بل كخطوة نحو مرحلة جديدة في النضال الديمقراطي .
وبهذه المناسبة، وباسم المبادرة السوريّة لحريّة القائد عبدالله أوجلان، نجدّد دعوتنا بحتميّة تحقيق حريّة القائد عبدالله أوجلان، ليتمكّن من القيام بدوره الهام و الفعّال في تسيير عمليّة السلام التي أطلقها في ندائه التاريخي للسلام و المجتمع الديمقراطي، فحريّة القائد عبدالله أوجلان هي مفتاح الحل لجميع المشاكل العالقة و المستعصية، ليست في تركيا فحسب، بل في عموم الشرق الأوسط.
الحريّة للقائد عبد الله أوجلان
المجد والخلود لشهداء الحريّة
المبادرة السوريّة لحريّة القائد عبد الله أوجلان
قامشلو في 27 /11 / 2025