المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

“مسيرة-القائد- أوجلان”

مقال بقلم/ أماني الوشاحي _ ممثلة أمازيغ مصر بمنظمة الكونجريس العالمي الأمازيغي

(2) الأوجلانية
عبد الله أوجلان ليس مجرد زعيم سياسي ولا قائد عسكري، بل فيلسوف وصاحب مشروع فكري، بمعنى أنھ المؤسس الفكري للحركة الكردية قبل أن يكون المؤسس السياسي، مما يعطيھ بعدا تاريخيا ويدرجھ في قائمة “صناع الحضارة الإنسانية”

لقد سمحت لي الظروف – بعد عدة سنوات من معرفتي الأولى بالقائد أوجلان – أن أطلع على مشروعھ الفكري الذي يطلق عليھ “الاوجلانية” وما لفت إنتباھي في ھذا المشروع أنھ يطرح قراءة جديدة للشرق الأوسط ودورھ المفتاحي في صناعة الحضارة الإنسانية خاصة في مرحلة ما قبل السومرية والتي تمتد لحوالي ٥ آلاف عام، ھذا من جھة.. ومن جھة آخرى يقدم المشروع قراءة جديدة لمفھوم الدولة وأسباب وظروف وآلية ولادتھا وإنعكاس ذلك على الإنسان والمجتمع والبيئة.

إن ھذا المشروع لا يقف عند حدود التحليل النقدي للتيارات الفكرية الكبرى (الدينية – القومية – الأثنية – الليبرالية – الإشتراكية – الرأسمالية – العلمانية – الوضعية ……. إلخ) لكنھ يذھب لأبعد من ذلك بكثير، حيث يتناول كل التيارات الفكرية والفلسفات الأساسية، ويعالج حسناتھا ومساؤھا، ويسلط الضوء على أماكن العطب فيھا، ويعيد تعريفھا وصياغتھا بمنظور جديد وبإسلوب صحيح.. كما أنھ تناول العديد من المصطلحات السياسية والثقافية والإجتماعية والفلسفية، التي شغلت بال الكثيرين من المفكرين والمنظرين، ودراستھا وفق منظور جديد يستحق الوقوف عندھ مليا كمصطلحات (الوطن – السياسة – الدولة – الحضارة – المدنية – الحداثة – العلم – الفلسفة – الرأسمالية – الإشتراكية ……. إلخ)

يعتبر المشروع الفكري لعبد الله أوجلان “الأوجلانية” أن النظام الرأسمالي العالمي سبب كل مشاكل الشعب الكردي وكل شعوب الشرق الأوسط بل وشعوب العالم، والبديل الأوجلاني ليس نظام الإشتراكية المشيدة كما مارسھ الإتحاد السوفيتي، والذي طرحھ ماركس وأنجلز وماوتسي تونغ ومن سار على خطاھم، ذلك النظام الذي عانى أخطاء محورية، بل البديل ھو التأسيس لنظام الإشتراكية التي تنادي بنظام مجتمعي ديمقراطي أخلاقي سياسي، ويحقق العدالة والحرية والتكامل والأخوة بين الشعوب.

وعلى ھذا ترى الأوجلانية أن ثورة شعوب الشرق الأوسط وتحررھا وتحولھا لمجتمعات ديمقراطية تعددية تكاملية كونفدرالية، سيلعب دورا محوريا ومفتاحيا للثورة المجتمعية العالمية، كما حدث تاريخيا، ذلك لأن شعوب الشرق الأوسط ھي التي أول ثورة في التاريخ “الثورة الزراعية” التي وضعت أسس الحضارة الإنسانية.

ختاما : إن مشروع “الأوجلانية” لا يقتصر فقط على طرح بديل لحل القضية الكردية – كما يعتقد الكثيرين – وإنما يقدم طرحا بديلا لمنطقة الشرق الأوسط، حيث يجتاز البعد القومي إلى البعد الإقليمي، في إطار مفھوم “الأمة الديمقراطية” المتعددة المكونات القومية والأثنية والدينية والمذھبية، والمنطوية تحت مظلة نظام كونفدرالي ديمقراطي تعددي أيكولوجي عادل متحرر جندريا.يتبع …….