المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

لا للخيانة …

295

لا للخيانة
الصرخة التي ما تزال أصداؤها تتردد في جميع أنحاء كردستان .
تسلقت أعلى الجبل ، بعد أن دافعت عن رفاقك ، وحطمت بندقيتك ، كي لا تتلوث بأيدي الخائنين ، ومن ذاك العلو رميت بجسدك إلى الأعلى ، لترفرف روحك إلى السماء ، ولتردد جبال كردستان ، ووديانها ، وهضابها صرختك ( لا للخيانة ) ، ولتتحولي من طالبة علم ، في كلية الآداب ، فرع اللغة الإنكليزية ، إلى طالبة حرية ، وأيقونة لكل مناضلة سائرة في دروب النضال والمقاومة .
بريتان ، رفيقتي ، ورفيقة درب كل مناضل ارتوت روحه بفلسفة قائد ، وهب حياته للإنسانية ، لإعادة بنائها من جديد ، حيث الحرية والمساواة والوئام وأخوة الشعوب والعيش المشترك ، والذي دفع ثمن رؤيته الشمولية تلك ، سنوات طوال من الاعتقال والعقوبات اللامتناهية .
رفيقتي ، لم يخلقكم الباري الأعلى كسائر المخلوقات من التراب ،لهذا لاتعودون إلى التراب ، حتى وإن دُفنتم تحت الثرى ،فقد خلقكم من الإيثار ، والسلام ، والود ، والشجاعة ، والجود بالأرواح ، والمبادرة إلى الفداء والتضحية ، وجعل الصدق والوفاء ، دماءً تجري في عروقكم ، وجعلكم معشر الشهداء والصديقين ، لهذا فأنتم لا تدفنون تحت التراب ، كغيركم من البشر ، بل تدفنون في أرواحنا وقلوبنا ووجداننا وذاكرتنا ، وقبل أن تصعد أرواحكم السماء ، فهي ترفرف في خبايانا ، لتتحول في أعماقها إلى منارات ، لتنير الدرب أمام السائرين في دروبكم .
رفيقتي ، نحن اليوم لا نحتفل بذكرى استشهادك ، بل نحتفل بذكرى ميلادك ، فاستشهادك كان ميلاداً جديداً للمرأة الحرة ، تلك المرأة التي جددت العهد مع صرختك ، وأطلقته في عنان السماء والأرض ، عهد عدم الرضوخ لأي ذهنية رجعية دوغمائية ، تحاول إعادة قيدها بأصفاد التخاذل والاستسلام والذل والرضوخ ، فتلك الأغلال لن تقيدها من جديد ، لأنها استفاقت من سباتها الطويل ، وارتوت مناهلها من فكر القائد الذي أعاد لها عهدها ، عهد الإلهة – الأم ، ومضت في دربكم ، درب الشهادة أو الحرية .
بقلم : جيان أركندي