أوجلان باحثُ للسلام ومحقق للديمقراطية المجتمعية
للمبادرة السورية لحرية القائد عبدالله أوجلان، بقلم السيد: أحمد دوغا نائب رئيس حزب ليبيا الأمة (ليبو)

في كل مرحلة من مراحل التاريخ وفي كل حقبة زمنية، كانوا الباحثين والباحثات عن الحقائق الكونية والمنظومات المجتمعية يتعرضون عبر الأزمنة للاضطهاد والاستبداد والقتل والظلم بأبشع الأساليب والطرق.
فإن تعمقنا في تاريخ التعاليم والتقاليد الإبراهيمية، سنرى ثلاثة اشتقاقات رئيسية، منها من نادى بالسلام المطلق لحماية القيم المجتمعية والإنسانية، ومن اعتمد على دساتير أخلاقية لحفظ الأسس الديمقراطية في البنية الأساسية للمجتمع، ومنها من برز كثائر لإعادة توحيد القبائل وتغيير وتحويل النمطية في التفكير والمبادئ الاقتصادية المجتمعية. بالطبع إضافة للعديد من دعاة السلام والباحثين عن سبل لعودة الكزن والمجتمع لطبيعتها العليا. وامتداداً لهذه السلسلة السامية تألق عبدالله أوجلان في سماء سيرورة الحياة.
تجلّى فكر القائد عبدالله أوجلان في العلوم النظرية والتطبيقية والمنظومة المجتمعية على وجه الخصوص، فأصبح باحثاً عن الحقائق التاريخية وإعادة مسار مقاومة الشعوب المضطهدة للعيان واجباً أخلاقياً ووجدانياً تبناه عبر فلسفته الديمقراطية والحرّة. فبدأ بحثه عن الحقائق الكونية منها نظريات نشوء الكون وتاريخ البشرية وأول طبقة فئوية (الكاست) التي استعبدت النساء والمجتمع، وامتد إلى نقد المنظومات السلطوية التي عززت الهيمنة على المجتمع والطبيعة والحياة البشرية بكاملها، ولا زال يتطور البحث الاجتماعي بشكل خاص لإلقاء الضوء على أطروحات نماذج الإدارة في المجتمع تناهض السلطة.
سعى القائد عبدالله أوجلان عبر أطروحاته لتطبيق السلام والديمقراطية منذ بداية حركة النضال والتحرر الكوردستانية وتغيرت سبل هذه المساعي بتغيير الظروف الزمكانية في التاريخ على مرّ أكثر من خمسة عقود. بدأ القائد نضاله سياسياً، فكرياً، مجتمعياً واستمر هذا النضال إلى فترة الثمانينات التي كانت فترة تمثلت بالمرحلة الثانية من التحول في حزب العمال الكوردستاني واعتمد الكفاح المسلح ضد الهيمنة والاحتلال التركي. انتشر الكفاح المسلح وتوسع لمناطق عديدة من كوردستان من كوردستان متوازية مع الانتعاشات الفكرية التي كان يطرحها القائد حول المرأة والعلوم الاجتماعية ونظام الدفاع المشروع وعمليات السلام مع تركيا.
من خلال الأطروحات التي قدمها القائد عبدالله أوجلان مناهضة للنظام العالمي الرأسمالي، باشرت الهيمنة العالمية السلطوية بالتحضير لمؤامرة لاختطافه وكتم تطبيق النظام الاجتماعي الجديد. ولكن بعد اختطاف القائد وبقائد في تجريد وعزلة لا مثيل لها في التاريخ قلب الآية وأثمرت ثورة الحرية من جزيرة إيمرالي التي أصبحت منبراً لأطروحات حرّة لنظام عالمي جديد.
تضافرت الجهود العالمية والإقليمية والمحلية لتوحيد الشعوب التواقة للحرية وتستمد قوتها من إرادة الإنسان اللامتناهية في القوة. وأٌطلقت مبادرات شاركت فيها الملايين من الكتّاب والسياسيين والحقوقيين ورجال الدين والمثقفين والحركات النسوية والشبابية. ونتاجاً لهذه المبادرات والحملات العالمية تم الضغط على القوى المهيمنة العالمية وظهر القائد بفيديو مسجل يدعو فيه التحول لمنبع السلام والمجتمع الديمقراطي.
استجابة لهذا النداء العالمي وليس فقط الشرق الأوسطي ننضم نحن أمازيغ شمال إفريقيا أيضاً وبشكل متسارع لهذا النداء وللحملة العالمية تحت شعار “أرغب بلقاء عبدالله أوجلان” لتحقيق السلام والديمقراطية والحرية في العالم بأسره عبر الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان.