المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

​​​​​​​قره يلان: صرخة مقاومة سجن آمد وروح مقاومة 14 تموز أدّيا إلى نجاح حركتنا

267

أوضح عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني (PKK) مراد قره يلان، أن مقاومة صيام الموت العظيمة في 14 تموز هي تجسيد للموقف الأيديولوجي – الفلسفي للقائد عبد الله أوجلان، مؤكداً أن “صرخة مقاومة سجن آمد وروح مقاومة 14 تموز أدّيا إلى نجاح حركتنا”.

جاء ذلك في مقال كتبه عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني (PKK) مراد قره يلان، بمناسبة الذكرى السنوية لصيام الموت العظيم في 14 تموز، جاء فيها:  

“قبل كل شيء، أستذكر المقاومين البارزين محمد خيري دورموش وكمال بير وعاكف يلماز وعلي جيجك بكل احترام وامتنان، في الذكرى السنوية الـ 41 لصيام الموت العظيم في 14 تموز، وأنحني أمام ذكراهم بكل احترام، ونجدد عهدنا بالسير على خطاهم حتى النهاية وتبني ذكراهم.   

إن مقاومة صيام الموت العظيمة في 14 تموز، هي بمثابة تجسيد للموقف الأيديولوجي – الفلسفي للقائد أوجلان، حيث أصبح حينها المجتمع الكردستاني مجتمعاً مهزوماً من جميع الجهات ويعاني من آلام الموت من خلال سياسات وممارسات الإبادة الجماعية الجائرة، وبات المجتمع منهكاً، وعلى وشك الزوال، ولم يكن النهوض به من جديد وإعادة بث الروح فيه وتوجيهه نحو المقاومة، إلا من خلال تقديم تضحية عظيمة وموقف فدائي وشجاعة عظيمة بقيادة البارزين، وقد رأى القائد أوجلان هذا الأمر في الخطوات الأولى، وقام بتشخيصها بشكل صحيح، حيث أجرى التعمق والتدريب للمجموعة الأولى في هذا الإطار، وبالطبع رسّخ هذا الأمر أيضاً في شخصيته وقام باتخاذ الخطوات، لذلك، إن أول شخص تصرّف بمشاعر الروح الفدائية ضمن صفوف حركتنا هو القائد أوجلان نفسه، وأسس هذا الموقف لقائدنا وهذه الروح والتعمق اللذين منحهما لمجموعة الكوادر الأساسيين.

الروح الفدائية العالية لمقاومة 14 تموز أظهرت طريق الانتصار

بدأت الحركة الآبوجية، التي حقّقت تعمقها وأيديولوجيتها الراسخة وموقفها وإحساسها الفدائي في هذا السياق، المرحلة الحزبية على هذا النحو، وإن حقيقة هذا الموقف الذي بدأ من حقي قرار؛ وصل إلى السجن مع مظلوم دوغان الذي نفّذ العملية الفدائية في ظل الظروف القاسية بدون أي تردد، ومع كل من فرهاد كورتاي ومحمود زنكين وأشرف آنيك ونجمي أونر، الذين أضرموا النار في أجسادهم، وبعد عملية فرهاد، صادف رفيق الدرب خيري دورموش أثناء توجهه إلى المحكمة رفيق الدرب كمال بير، وقال له، “ماذا سنفعل يا كمال؟”، أجابه الرفيق كمال “يجب أن نريق دماءنا”، ومن خلال هذا التعامل للموقف الروحي – الفدائي، تم التأكيد عليه بشكل عالٍ، لذلك، فإن مقاومة صيام الموت العظيمة في 14 تموز هي مقاومة تاريخية، وتحظى بأعلى مستوى في فدائية الحركة الآبوجية التي رسمت الخط، وهي ذلك الموقف الذي أكد على طرق وأساليب موقف النصر في ظل أقسى الظروف، وأظهر كيف بالإمكان إيجاد الطرق في ظل انعدام الإمكانات، وكيف يمكن خلق الانتصار.

إن الموقف المهيب الذي يعتمد على الروح الفدائية العالية، والذي تشكّل انطلاقاً من حقي ومظلوم ومقاومة 14 تموز، بشّر بانتصار حزب العمال الكردستاني وأظهر طريق الانتصار، وإن منظور هذه الحركة، الذي كيف يقوم بتحويل الصعوبات إلى الانتصار، وكيف يتغلب على العقبات والصعوبات بالنجاح، قد تم التأكيد عليه بشكل ملموس في هذه المرحلة.

عمليتهم التاريخية في سجن آمدكانت أكبر دعم للقائد

وكان رفاق الدرب خيري وكمال ومظلوم من أكثر رفاق الدرب الداعمين للقائد أوجلان في الخارج، من خلال ممارستهم العملية ومشاركتهم في مرحلة خوض النضال، وعلى الرغم من تقديمهم الخدمة الأكبر في الممارسة العملية، إلا أن هؤلاء الرفاق البارزين عبّروا عن النقد الذاتي خلال مرحلة السجن وتوجهوا إلى خوض مقاومة السجون، وكان رفيق الدرب خيري قد قال في معرض حديثه في المحكمة: “لقد ناضلتُ لسنوات في صفوف التحرير من أجل النضال التحرري الوطني لشعب كوردستان، ولم يكن لدي أي مآرب شخصية، لأنني لم أفعل المزيد بعد، وليكتبوا على شاهدة قبري، رحل هذا الإنسان مديناً لشعبه”، وأيضاً عندما توجّه الحاكم في المحكمة بالقول لكمال بير “قمتم بإنشاء الجيش الشعبي”، أجابه رفيق الدرب كمال بير بالقول “كنا نرغب كثيراً في إنشاء جيش التحرير الشعبي الكردستاني، لكننا لم نتمكن من ذلك، فلو كان قد تم إنشاء الجيش الشعبي، لكان عددنا هنا أقل بكثير، ولكان صوتنا أعلى بكثير”، وهذه العبارات إلى جانب كونها الحقائق التي عبّر عنها رفاق دربنا البارزين، لكنها في الوقت نفسه كانت نقداً ذاتياً نابعاً من القلب للقائد وللشعب وللنضال، كما أنه بالأساس بناءً على هذا التعامل، قدموا أكبر دعم للقائد بموقفهم وعمليتهم التاريخية في سجن آمد التي كانت أكبر حصن للاضطهاد، وفي ظل تلك الظروف التي كانت تشهد فيها عقبات كثيرة أمام العودة إلى الوطن وتطوير النضال، تصاعدت ذهنيات المصفين، وتعالت هذه الصرخة في سجن آمد، وأصبحت هذه المرحلة التاريخية أهم وأقوى خطوة عززت ساعد القائد أوجلان والثوريين.

صرخة مقاومة سجن آمد وروح مقاومة 14 تموزأدّيا إلى نجاح حركتنا

في 12 أيلول عام 1982، فرضت الطغمة العسكرية الفاشية سلطتها في تركيا وكردستان، كما فرضت الصمت المميت على البلاد بأكملها، في مثل هذا الوضع، كان السير نحو الوطن والتوجّه إلى الجبال التي لم يعرفها أحد، مستحيلاً إذا لم تكن هناك روح فدائية وحسّ التضحية، طبعاً الكثير من الناس الذين ضَعُفوا في هذا الأمر، وقعوا بطرق وأساليب مختلفة، لكن المصدر الأكبر الذي أدى إلى نجاح حركتنا، كانت صرخة مقاومة سجن آمد، وروح مقاومة 14 تموز، هذه الروح، خلقت مثل هذا الشعور بين جميع الكوادر والمتعاطفين، هؤلاء الرفاق بهذه الطريقة وفي أصعب الظروف والشروط، ضحوا بأنفسهم من خلال الصيام حتى الموت، ونحن كرفاقهم في الخارج، علينا أن نقف أمام جميع أنواع الصعوبات وأن نواصل نضالنا، وإذا لزم الأمر يجب علينا أن نضحى بأرواحنا، لذلك، فإن مقاومة سجن آمد التي بدأت بمظلوم، تصاعدت عبر فرهاد، ووصلت إلى أعلى مستوياتها مع مقاومة 14 تموز، وأصبحت المصدر الرئيس للقوة.

روح مقاومة سجن آمد فتحت الطريق أمام الحل

أساس بناء الكريلا وتطوير حركة كريلا كردستان، كانت روح المقاومة هذه، والتي تم إظهارها من قبل القائد آبو، لم يكن عملاً سهلاً في ذلك الوقت، لأن الكوادر المتعلِّمين والساكنين في المدن، لم يكونوا يعرفون جيداً حياة الجبال والبراري، لم يكونوا يملكون تجارب ولا يعرفون مناطق بوطان وغرزان والمناطق الأخرى من وطنهم، توجّهوا إلى تلك المناطق عن طريق شخص دليل وجهاز البوصلة، الآن الأمر سهل، هناك أثر الكريلا في كل منطقة من كردستان وأصبح المجتمع معروفاً، في ذلك الوقت، لم يكن هناك شيء من هذا القبيل، لم يكونوا يعرفون لا الجبال ولا المجتمع، أغلب الكوادر كانوا يناضلون في مدن كردستان التي كانوا يتعلمون فيها، لم يكن شيئاً عادياً أن يتمركزوا في بوطان أو غرزان أو في المناطق المركزية في كردستان، ويعرفوا الناس هناك ويقيموا العلاقات معهم ويعرفوا الجبال والمنطقة ووطنهم، فقط الأشخاص الذين يملكون شعوراً عالياً من التضحية وإيمان كبير، كانوا يسيرون بعشق كبير من أجل هدفهم، هذا ما كانوا يستطيعون فعله، المحاولات الأيديولوجية للقائد وروح مقاومة سجن آمد، كانت أساس هذا الشيء، إن روح مقاومة سجن آمد فتحت الطريق أمام الحل، وطرحت فكرة” كيف نستطيع إزالة الصعوبات، كيف نستطيع بإرادة عالية وتصميم، تحقيق ما لا يمكن تحقيقه”،  لذلك في أساس العودة إلى الوطن وبعدها في أساس قفزة 15 آب، هناك هذه الحقيقة، ولذلك تم تنفيذها بقيادة قاداتنا الأبطال عكيد واردلان وبدران وغوزلوكلو وعلي وأمين تشتان وساري عمر. 

نُفِّذَت قفزة 15 آب بروح فدائية عالية، وبهذا الشكل تمت السيطرة على مخفر الجندرمة التركية في دهي في غضون دقيقة ونصف، لم يكن من الممكن مهاجمة منطقة من هذا النوع والسيطرة عليها في فترة زمنية قصيرة إلا بشجاعة عالية وبلا خوف وبفدائية، يمكن القول إن روح الهجوم والمقاومة هذه تحوّلت إلى أسلوب بين الكريلا، ومن ثم أصبحت روح التحرر من كل صعوبات النضال، عندما تعمقت الكريلا في هذا الإطار، أزالت كل المصاعب والصعوبات أمامها واكتسبت إرادة المقاومة والنصر.

هناك إبداع تكتيكي للكريلا إلى جانب روح التضحية

بلا شك، إن الموقف الفدائي والتضحية بالنفس ليسا كافيين بالنسبة للكريلا، بالإضافة إلى ذلك، لا يجوز ألا يكون هناك إبداع تكتيكي، إلى جانب الروح الفدائية، كان للإبداع التكتيكي دور في تطور الكريلا، في التسعينات، وتحوّل هذا الموقف الروحي إلى أسلوب تكتيكي عام 1996 مع العملية الفدائية التي نفذتها الرفيقة بيريتان (كُلناز قره تاش) والعديد من المناضلين الآخرين، وكذلك في شخص الرفيقة زيلان (زينب كناجي)، هذه الروح التي نعتبرها روح زيلان وعكيد، ظهرت ضد واقع المؤامرة الدولية ضد قائدنا، وتحوّلت إلى شخصية تحمل شعار “لن تستطيعوا حجب شمسنا”، وفي نفس الوقت تحولت هذه الروح والعقلية التكتيكية إلى تأسيس تنظيم للفدائيين، مما لا شك فيه أن أساس هذا الأمر هو التنظيم القائم على العمق الأيديولوجي المبني على فلسفة القائد أوجلان، وتطوير الكوادر والإحساس بالتضحية.

إنها لحقيقة؛ عندما ننظر بتمعّن إلى تاريخ قوات كريلا حرية كردستان، سيتبيّن أن مقاتلي الكريلا لم يقاوموا فقط الظروف الطبيعية وقوى العدو بدعم من رؤوس الأموال العالمية، بل قاوموا ضد الخيانة الداخلية والعديد من هجمات نهج العمالة، وضد الهجمات الكبيرة للمؤامرة الدولية أيضاً، استجابت الكريلا بروح الأيديولوجية الآبوجية والرفاقية والشجاعة والتضحية والتصميم القائم على الفدائية الآبوجية غير الأنانية، لجميع الصعوبات بتضحية كبيرة وبطولية في جميع الظروف، وظهر جلياً أساس هذا الموقف غير الأناني والحازم مع مقاومة 14 تموز.

ثقافة التضحية الآبوجية أصبحت المصدر الرئيس لقوة الكريلا

باختصار، كانت روح المقاومة دائماً أكبر وأهم مصدر لقوة الكريلا، تشكّلت ثقافة التضحية الآبوجية بهذه الطريقة وأصبحت المصدر الرئيس لقوة الكريلا، بالإضافة إلى ذلك، لدينا حقيقة أخرى معروفة في تاريخنا النضالي: لم تتعرض حركتنا أبداً للانزعاج الشديد في مواجهة هجمات القمع والاستعمار والقوى المهيمنة بدعم من القوات الكردية العميلة، كانت الصعوبات ناتجة عن مشاكل عدم أداء دور القيادة التكتيكية والتصفية الداخلية، خاصة وأن القيادة التكتيكية لم تلعب دورها ولم تؤدّ واجباتها بشكل كافٍ والفجوات الكبيرة التي تسببت في حدوث خسائر عديدة، وفي مواجهة مشاكل التنظيم والنهج هذه، وجنباً إلى جنب مع نضال القائد أوجلان الاستثنائي، فإن روح التضحية والإيمان والتصميم الآبوجية، والتي تعد القوة الرئيسة للكريلا، جعلت جميع كوادر الحزب وداعميه يعملون على إزالة كافة الصعوبات.

ولهذا فإن بقاء الكريلا وقدرتها على مقاومة جميع أنواع الصعوبات له عاملان أساسيان؛ هما روح التضحية والإبداع التكتيكي، كما يعلم أولئك الذين يتابعون عن كثب، كانت هناك فترات حاولت فيها اتجاهات التصفية المختلفة أن تستفيد من الفراغ الناجم عن عدم القدرة على تطوير الإبداع التكتيكي بشكل كافٍ وعدم قدرة القيادة التكتيكية على الاستجابة للمشاكل في بعض المراحل المهمة من تاريخنا، وعلى الرغم من كل هذا، نجحت قوات الكريلا في البقاء واقفة على أقدامها ضد المفاهيم الخارجة عن النهج ومفاهيم التصفية بفضل الفدائية والتصميم وروح التضحية الآبوجية وتبنّت نهج القائد أوجلان.

حسّ الرفاقية وروح التضامن وقوة الإرادة طورت مقاتلي الكريلا

بلا شك، كانت القوة الرئيسة للكريلا في مواجهة مثل هذه الصعوبات الداخلية والخارجية هي إرادتهم القوية، والتي تتكون من الأيديولوجية الآبوجية وفلسفتها وحس التضحية التي تخلقها، هذا هو الخط التحرري الذي طورته الإرادة، لذا فإن أسلوب الحياة التحررية وحس الرفاقية وروح التضامن وقوة الإرادة التي نشأت على محور نهج حرية المرأة، طورت مقاتلي الكريلا وجعلتهم غير قابلين للهزيمة، من المؤكد أن موقف المرأة الحرة على وجه الخصوص له مكانة مهمة في هذا.

يتبع..