المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

الأوجلانية وقيم التعايش السلمي بين شعوب الشرق الاوسط –

139
  • الأوجلانية وقيم التعايش السلمي بين شعوب الشرق الاوسط –

للشرق الاوسط ثقافة تاريخية عريقة حيث كانت البادرة الأولى لولادة حياة اجتماعية وسياسية للجماعات البشرية المتواجدة وعلى جغرافية الشرق الاوسط خطت تلك الثقافة خطواتها الاولى كثقافة مجتمعية اعتمدت نظام الأمومة كحامل لها وان حقيقة هذة الثقافة لم تستند إلى السلطة والظلم والقمع الاجتماعي لان السلطة القمعية الذكورية ظهرت مع ظهور المجتمع الطبقي واتخذت السلكة اساسا لتحقيق السيطرة على كل مناحي الحياة المجتمعية وانهت ثقافة الأم وأبعدت عن حقيقتها وجوهريتها ونتاج التطور التاريخي الحاصل واندماج مجموعة الشعوب التي كانت تسكن تلك الجغرافية من جبال زاغروس ومنابع دجلة والفرات إى حدود بادية بلادالشام ، علما أن هذا الاندماج لا يحدث إلا على اسسس ذات بنية قييمة وثقافة مشتركة واحساس مجتمعي بوحدة التاريخ والمصير ،ولضرورة كتابة التاريخ عموما وتاريخ منطقة الشرق الاوسط خصوصا وبما يتجاوز مرحلة تهميش العديد من الشعوب المكونة له، لان التاريخ يكتبه الاقوى على الدوام ولتحقيق ذلك كان لابد من الاعتماد علىى أخوة الشعوب عبر رؤية المفكر والفيلسوف عبدلله اوجلان مؤكدا على ضرورة التضامن والتشارك بين تلك المكونات المجتمعية القائمة .

فبعد الحقبة الاستعمارية ونتائج اتفاقية (سايكس-بيكو) بقى الشعب الكردي موزع بين مناطق جغرافية عدة اي شعب واحد يعيش على أرضه لكن بين اربع دول موزعة على معسكرين متناقضين وذلك من خلال حدود مصطنعة ومعتبرا بذلك هذه الحدود أهم تحدي أمام تحرر هذا الشعب الذي قدم الكثير عبر التاريخ ويقدم لنصرة قضايا شعوب المنطقة وللدين الاسلامي خلال فتوحاته معتمدا على قادة عظام ذات ااصول كردية مثال صلاح الدين الايوبي وطارق بن زياد وغيرهم الكثير .
وعلى الرغم من محاولات الحكام باستمرار لطمس الهوية الكردية إلا إن الكرد كشعب حافظ على هويته عبر التاريخ وواجه الانكار والتهميش والتلاعب بارقامهم واعدادهم حتى يتم تصنيفهم أقليات ليتم احتوائهم ضمن الاكثرية القائمة وإلغاء خصويتهم كشعب فاعل ومنفعل بحركة التاريخ على الدوام .
وكما هو معلوم تاريخ الانسان عموما تاريخ صراعه وحروبه الهادفة لتحقيق الهيمنة والسيطرة وخلق نوع من الاستقرار يرضاه وبالحياة هناك قاعدة تقول إن الجماعات البشرية التي تعيش في بيئة وظروف متشابهه تصل بالضرورة إلى نفس النمط من التفكير بقضايا الحياة والمجتمع .
فضمن هذا السياق لقراءة الواقع الموضوعي لمنطقة الشرق الاوسط تكون موقف متكامل حول رؤية سير الصراع الدائر وتحديد مألاته اللاحقة من خلال النظرة الاستشرافية للقائد الملهم عبدلله اوجلان بطرحه لنظريةالامة الديمقراطية لتكون بمثابة العلاج الشافي لجملة امراض المنطقة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا والمتجذرة بالمنطقة نتاج سياسات النظام الامبريالي العالمي .
ولتقرير مصير شعوب المنطقة بما يضمن ارتباطها بحقوقها الثقافية والقانونية المدنية الكاملة لكل مكون منفردا والحقوق السياسية والاجتماعية لكل المكونات معا بآن واحد وذلك على قاعدة وحدة مصير جميع المكونات وبذا يكون المطلوب ليس ديمقراطية مكونات دينية وعرقية وطائفية بل ديمقراطية مكونات سياسية عابرة للاديان والقوميات والطوائف والمذاهب تقود صراعا سياسيا على اساس برامج سياسية شاملة وفق المنظور الأوجلاني في مشروع الامة الديمقراطية الذي كرس مفهوم التعايش السلمي الديمقراطي بين مختلف الشعوب ويتخذ من الانسانية اساسا ليعيد احياء اشكال تنظيمية يتم انشائها في شمال شرق سورية يمكن اعتبارها بحق اشتراكية من نوع آخر جديد كل الجدة ،اشتراكية اوجلانية ببصمة خاصة به تؤكد هويته الفريدة المميزه لاظهار العصر الجديد عصر الحداثة الديمقراطية البعيد كل البعد عن الحداثة الراسمالية التي تسببت بالكثير من الآلام والظلم للشعوب المناضلة لتحقيق ذاتها عبر التاريخ .
وانسجاما مع نظرتي لمستقبل الحياة الحرة العادلة أعلن تضامني مع الحملة العالمية التي انطلقت تحت شعار الحرية للقائد عبدلله اوجلان والحل السياسي العادل للقضية الكردية .