المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

“العقوبات الانضباطية والهجمات والإبادة السياسية كلها تُدار من المركز نفسه”

163

أشار الدكتور كاموران برواري إلى أن الهجمات التي تطال كردستان والوضع في إمرالي جميعها مرتبطة بمركز الحرب الخاصة على مستوى الشرق الأوسط والعالم أجمع، وقال: “تنفذ جميع السياسات أولاً ضد إمرالي”.

تحدث نائب رئيس أكاديمية السياسة والفكر الديمقراطي في باشور (جنوب كردستان)، الدكتور كاموران برواري لوكالتنا، عن الهجمات التي تطال كردستان، والسياسات المنتهجة في إمرالي، وقرار منظومة المجتمع الكردستاني بإنهاء قرار وقف العمليات العسكرية.  

أوضح الدكتور كاموران برواري أن مدينة السليمانية اختيرت بالتحديد؛ لتنفيذ الاغتيالات فيها، وقال: “الاتحاد الوطني الكردستاني ذاته مستهدف، إذ يسعون بهذه الاغتيالات إلى توجيه أصابع الاتهام للاتحاد الوطني الكردستاني واستهداف وضرب الأمن والاستقرار في السليمانية”.

مخطط واحد

ونوّه الدكتور كاموران برواري إلى أن السياسات المنتهجة في إمرالي وعمليات الإبادة المنفذة في كردستان، جميعها نتاج مخطط واحد وقال: “إن العقوبات الانضباطية وحظر زيارة إمرالي، والهجمات على باشور وشنكال ومخمور ومناطق الدفاع مديا وروج آفا، والإبادة السياسية في باكور كردستان، والحركة الدبلوماسية ضد الكرد، تستند جميعها إلى مخطط واحد. ومحور القضية الكردية على المستوى الدولي والإقليمي والعالمي هو القائد أوجلان، ولهذا ينتهجون جميع سياساتهم أولاً حيال إمرالي، وهذا مرتبط بمركز الحرب الخاصة على مستوى الشرق الأوسط والعالم. وإن لم تقم هذه الدول بإعادة النظر في سياساتها مستقبلاً، ستتلقى ضربة اقتصادية كبيرة لن تتمكن من الصمود أمامها”.

“العراق راضخ للدولة التركية”

أشار كاموران برواري إلى أن حكومة باشور كردستان والحكومة العراقية قد سمحتا للدولة التركية باحتلال باشور كردستان وبناء القواعد فيها، وقال: “لا يمكن حتى لجندي تركي واحد البقاء على أراضي باشور كردستان، لولا الحكومة العراقية وحكومة باشور كردستان، فالعراق راضخ للدولة التركية، وهناك ألفان و400 شركة تركية تعمل في العراق وباشور كردستان، تنهب كل موارد العراق، لا سيما باشور كردستان، وتوزعها في بلدها، وتستند الحرب الحالية على اقتصاد كردستان”.

“أًصبح باشور كردستان والعراق ساحة للإرهاب بالكامل”

وقعت 7 حوادث إرهاب سياسي على يد أجهزة الاستخبارات التركية في باشور كردستان على مدار العامين الأخيرين، 5 منها في مدينة السليمانية، لكن لم يجرِ إلقاء القبض على أي شخص على خلفية هذه الحوادث حتى الآن.

وأجاب برواري عن سؤالنا التالي: “لماذا يستهدفون السليمانية؟” وقال: “تتمتع مدينة السليمانية بمكانة ثقافية وتحظى بالاستقرار والسلام والديمقراطية، ويوجد فيها معظم طالبي اللجوء والنشطاء والمثقفين. لكن اليوم، أصبحت كافة مدن باشور كردستان والعراق بالكامل ساحة للإرهاب، هناك عدد من الاتفاقات السرية بين الدول الأربع المحتلة لكردستان، ومسوّداتها وخرائطها موجودة لدى بعض الأحزاب والقوى الكردستانية، إذ تطبق هذه المخططات، ويشتمل المخطط القضاء على حركة التحرر الكردستانية في أجزاء كردستان الأربعة لا سيما في باشور كردستان، وهذا ما يدل على ضعف الدولة التركية وجبنها وعدم قدرتها على الانتصار أمام الكريلا والشعب الكردي عموماً، ولهذا تستهدف وتغتال المثقفين والقياديين، والسياسيين، والأكاديميين والعزل. كما تحاول بهذه الهجمات وضع أساس للعثمانية الجديدة. إن الاتحاد الوطني الكردستاني ذاته مستهدف، إذ تسعى بهذه الاغتيالات إلى توجيه أصبع الاتهام للاتحاد الوطني الكردستاني واستهداف وضرب الأمن والاستقرار في السليمانية”.

“كان وقف إطلاق النار فرصة لكن الدولة التركية لم تطبقها”

أنهت منظومة المجتمع الكردستاني في الـ 13 من حزيران الجاري قرار وقف العمليات العسكرية الذي أطلقته في أعقاب زلزال 6 شباط ومددته لاحقاً حتى الانتخابات التركية، بسبب استمرار دولة الاحتلال التركي بشن هجماتها، وعلّق كاموران برواري على قرار منظومة المجتمع الكردستاني هذا، مشيراً إلى أن الدولة التركية لم تلتزم بأي عملية وقف العمليات العسكرية، وتابع حديثه قائلاً: “كان وقف إطلاق النار خطوة إيجابية، وخطوة في سبيل الحوار والتفاوض وحل القضية الكردية، وبغض النظر عن كونها من جانب واحد إلا أنها جاءت في الوقت المناسب. أعلن حزب العمال الكردستاني عن 12 وقف إطلاق النار من جانب واحد، لكن دولة الاحتلال التركي لم تقبل أو تلتزم بأي منها. كما أن وقف إطلاق النار حق مشروع لحزب العمال الكردستاني، لأنها تواصل الهجوم على كردستان منذ بدئها وإلى الآن، تركيا مدانة باستمرار شن هجماتها خلال وقف إطلاق النار وعدم سماحها بتطوير الحوار. ومثلما بدأت الحرب عام 1984 فقد عادت الآن إلى ذات المرحلة. نهج الدولة التركية المتمثلة في هزيمة الشعب الكردي سيمسحها عن الخريطة”.

وأشار برواري إلى أن الوضع في الشرق الأوسط، وسوريا، وتركيا، والعراق وإيران يتجه نحو الأسوأ، وإن لم يضع التحالف الدولي حداً لهذه الدول ولم يتدخل، فسيتحول الشرق الأوسط إلى بركة من الدماء، وستبدأ مرحلة احتلال المكتسبات الوطنية للشعوب. ولفت برواري إلى أن دولة الاحتلال التركي قد شكلت حكومة حرب لهذا الغرض بالتحديد.

“يجب عقد مؤتمر طارئ”

وأوضح الدكتور كاموران برواري أن على الشعب الكردي إعادة النظر في سياساته الإقليمية والعالمية والداخلية، وتابع: “من واجب حزب العمال الكردستاني، ومنظومة المجتمع الكردستاني، والمؤتمر القومي الكردستاني، وحزب الشعوب الديمقراطي وباقي الأحزاب في كردستان، اتخاذ خطوة لتعزيز الوحدة الوطنية، والعمل على عقد مؤتمر أو كونفرانس طارئ لمراجعة وضع كردستان الحالي وتحديد استراتيجية موحدة جديدة ضد هذا الاحتلال. كما يجب على شعبنا تعزيز نضاله ومقاومته في كل مكان وأكثر من أي وقتٍ مضى”.