المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

القائد عبد الله أوجلان .

197

ولد القائد آبو في الرابع من نيسان عام ألف وتسعمئة وتسعة وأربعين في قرية أمارا ناحية خلفتي – أورفا وينحدر من أسرة.  تسمى ب مالا أوجي من عائلة كادحة  فقيرة وكنية أوج آلان فهي تنحدر من جدهم أوج الذي كان فارسا وكريما وقد لعب دورا في حماية المنطقة من الغزاة أنهى دراسته الابتدائية في المدرسة الابتدائية الواقعة في قرية جبين أما الإعدادية فأنهاها في المدرسة الواقعة في نيزيب وأنهى الثانوية في ثانوية ضياء غول آلب ودخل كلية الحقوق في جامعة أستانبول وحينها أصبح عضوا فعالا في جمعية الشرق الثورية للثقافة وهناك تعرف على شخصيات سياسية مثل موسى عنتر وحكمت قفلجملي واستمع إلى ماهر جايان شخصيا في جامعة أستانبول للهندسة التقنية حيث قال :” إن الإصلاحية حقيقة ويجب مناهضتها ولأيمكن التستر على القضية الكردية ويجب قبولها أما إذا صممت الانتهازية على مواقفها فيجب قطع الروابط معها  ” هذا الكلام دفعه إلى التعاطف مع اليسار وفي عام ألف وتسعمئة وواحد وسبعين سجل في كلية العلوم السياسية وبذلك حقق رغباته وتعلم السياسة في كلية العلوم السياسية  وعندما استشهد ماهر جايان ورفاقه قاد الإضراب مع رفيقه دوغان فورتونا مما أدى إلى اعتقاله لمدة سبعة شهور ونظرا لعدم توافر الشهود تخلص من عقوبة قد تصل إلى خمسة عشر عاما وعندما خرج من سجن ماماك مع نهاية عام ألف وتسعمئة واثنين وسبعين قام بنشاط اسطوري لأجل تأسيس مجموعة مستقلة حيث تم عقد أول اجتماع للمجموعة المتكونة من ستة أشخاص في أنقرة بالقرب من سد جوبوك في نوروز عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين وتناولت ” أطروحة كردستان مستعمرة ” أساسا لها وفي العام التالي انضم إلى المجموعة رفاق من أصول تركية  وهم حقي قرار وكمال بير ودوران كالكان واتخذ قرار الانفتاح على كردستان عام ألف وتسعمئة وستة وسبعين وبعد استشهاد حقي قرار في عنتاب عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين على يد العملاء المتآمرين اتخذ قرار بتأسيس حزب العمال الكردستاني وبانقلاب 12أيلول لم يبق أمام الرفاق سوى الخروج من الوطن والانفتاح إلى الشرق الأوسط حيث بدأت مرحلة جديدة لتصل إلى الذروة في الثلاثين من تموز عام ألف وتسعمئة وثمانين بعملية سيورك.  حيث بدأ الشعب يرد بالحرب على العلاقات والإيديولوجية الرجعية وقوى القمع الداخلية ولأول مرة بدأ الشعب الكردي يسير على الطريق الذي تحدده مصالحه بإرادته الحرة لأجل الوصول إلى الحياة الحرة ثم حدثت قفزة   15 آب لتنحت في ذاكرة التاريخ. بأنها الدفاع الذاتي لواقع شعب محكوم عليه بالضياع والفناء وإن كانت على شكل هجوم إلا أنها كانت بمثابة من يقول محذرا, إنني شعب فلا تُبدني وبخاصة بعد الردود المتصاعدة ضد الوحشية التي تمت ممارستها في سجون ديار بكر ومن ثم بدأ القائد آبو بخلق الكادر الحر لأن الشعب المحارب يحتاج إلى الكادر المحارب على الرغم من يقينه حينها بأن مهمته كبيرة وصعبة و أن ما يقوم به هو أشرف وأنبل عمل والموت لا يتجاوز وزنه الريشة مقارنة بثقل ما يقوم به ولم يكتف بذلك بل قام نشاط أسطوري في الشرق الأوسط وهو ما يتعلق بتحرير المرأة حيث جعله العمل الأثمن والأكثر ضرورة وأولوية من أي عمل آخر.

وإلى جانب كل هذا فللقائد آبو أنشطة أخرى وبخاصة على الصعيد الدبلوماسي وذلك لإعلاء شأن الكرد الذين وصلوا إلى مستوى الانحطاط الكبير نتيجة للدبلوماسية الكردية المتواطئة فألقى خطوات على هذا المسار وإن كانت هذه الخطوات محدودة ولم تؤدِ إلى إبرام معاهدات براقة باسم الشعب الكردي ولكنها رسخت في أذهان الأصدقاء والأعداء بأن الكرد مصممون على الحياة الحرة وأصبح ذلك معاهدة معلومة في الأذهان وحتى لو لم تكن معاهدة مدونة

وبالإضافة إلى ذلك فقد تم الوصول إلى تأسيس الأكاديميات الوطنية المختلفة مثل أكاديمية معصوم قورقماز وبدأت مرحلة تأسيس المدارس المنتشرة لأجل الشعب وطليعته  وقام بجهود جبارة لتحقيق السلام إلا أن هذه الجهود قوبلت بمؤامرة دولية بشعة ضده  والتي تعتبر من كبرى المؤامرات في التاريخ البشري حيث بدأت خيوطها الأولى في التاسع من تشرين الأول عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين بخروج القائد من سوريا والتوجه نحو الساحة الأوربية التي كشفت عن أنيابها ونياتها في تصفية حزب العمال الكردستاني ومن ثم تصفية الثورة الكردستانية وبالتالي الاقتتال الكردي التركي والتحكم بالشرق الأوسط  وسيطرة النظام الجديد في العالم والقضاء على آخر رموز الثورة والاشتراكية واستطاعت الدول المتآمرة استكمال حياكة خيوط مؤامرتها في15 شباط عام ألف وتسعمئة وتسعة وتسعين بتسليم القائد إلى السلطات التركية من مطار نيروبي عاصمة كينيا .

ولكن القائد آبو اتخذ إزاءها موقفا تاريخيا لائقا بالرفاق والأصدقاء والشعب وذلك من خلال اتخاذ مقاومة رفاق السجون أساسا وطرح الحل السياسي الديمقراطي وبذلك استطاع إفراغ المؤامرة واحتوائها من خلال التعمق في الذهنية وتنظيف الفكر من تأثيرات الحداثة الرأسمالي وإيجاد نظام بديل لها وتطويره فأتى هذا التعمق في سجن إمرالي على أساس الحياة الخاطئة لا تُعاش بصواب والأمور التي لا حياة لها غير ضرورية. وبذلك قد حول المؤامرة إلى قفزة عظيمة وميلاد ثالث أي قيادة جديدة وتنظيم جديد ورؤى جديدة .