المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

تفتقر لأبسط أشكال حقوق الإنسان..مفكرون مصريون ينددون بالعزلة المفروضة على القائد اوجلان

164

تستمر سياسة الاحتلال التركي القمعية في فرض عزلة على القائد اوجلان، في ظروف تفتقد لأبسط أشكال الإنسانية، ورغم ذلك فقد نجح القائد في عزل سجانيه، وأنتج فكراً من داخل سجنه انتشر في كافة أنحاء العالم.

كشف الدكتور طه علي، الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وسياسات الهوية، أن العزلة التركية المفروضة على القائد عبد الله اوجلان في إحدى السجون في جزيرة إمرالي، وهي ظروف غير إنسانية وتتنافى مع كافة التقاليد والأعراف الإنسانية المتعارف عليها في هذه الظروف خاصة وأن الرجل بلغ من العمر سناً يتوجب على القائم على إعتقاله مراعاة ظروف السن وحالته الصحية خاصة وأن محامي السيد أوجلان قد تقدموا بسيل هائل من الطلبات التي تناشد السلطات التركية مراعاة الظروف الصحية للرجل، مبيناً أن إعتقاله لا يراعي ظروفه الصحية ولا ظروفه العمرية ولا القانون التركي، الا إذا كان هذا الإعتقال لأسباب سياسية ومن هنا تأتي خطورة الانتهاكات التركية بحق القائد عبد الله أوجلان.

وأكد طه في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن ظروف إعتقال القائد اوجلان والقيود عليه تتنافى مع القواعد المتعارف عليها في السجون حول العالم، وتتنافى مع أبسط معايير حقوق الإنسان، وترجع إلى الخوف المتجذر لدى السلطات التركية ولدى النخبة القومية من أفكار عبد الله اوجلان، السلطات التركية التي أعتادت القمع في كافة أوساط المجتمع التركي ولكافة اشكال المعارضة من الطبيعي أن لا تتقبل النقد ولا تتقبل الرد على الفكر بالفكر.

وأضاف الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وسياسات الهوية، أن عبد الله أوجلان يطرح فكر لتأكيد الذات على الهوية الكردية، التي ينتمي إليها الرجل والتي يرى أنها قد خضعت للاقصاء على مدار عقود من السلطات التركية ويدعو لإعادة الاعتبار للهوية الكردية وللتعامل مع الكرد باعتبارهم مكون مجتمعي أصيل في المجتمع التركي والمنطقة بشكل عام، حتى وإن ترامت مناطق وجودهم في بلدان مثل تركيا والعراق وسوريا إلا أن ذلك لا يمنع أنهم مواطنون ينبغي أن يتعين على السلطات القائمة على هذه الدول التعامل معهم وفق ذلك، وثقافتهم يجب أن تحفظ، شأنها شأن الفارسية في إيران والتركية في تركيا والعربية في سوريا والعراق، إلا أن السلطات التركية تتعامل منذ تأسيس الدولة التركية في تشرين الأول ١٩٢٤ وقبل مائة عام من اليوم، عبر التنكيل والقمع، مع الشعب الكردي لأنهم يطالبون بحقوقهم الثقافية في المقام الأول.

وأشار طه إلى أن القائد أوجلان أجتهد وقدم بعض الأفكار، ترى تركيا والنخب الحاكمة رفضاً قاطعاً لها، ومن هنا تأتي خطورة الأسير عبد الله أوجلان في السجون التركية وخاصة أن علمنا أن الرجل وهو في سجنه قرأ كثيراً ومارس الكتابة وحتى أخرج الكثير من الأطروحات الفكرية التي تستحق النقاش والتي ينبغي الوقوف أمامها ومناقشتها، رغم ظروف سجنه اللا انساني ورغم كل المعاناة التي يعيشها.

واردف الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وسياسات الهوية، أن السلطات التركية تمارس أقصى درجات القمع والتعذيب بحق السيد عبد الله أوجلان في سجنه بشكل غير شرعي، خوفاً وخشية من تسرب افكار ه و من عدم قدرة المجتمع التركي والسلطات التركية من تقبل منطق مواجهة الفكر بالفكر وعلى سبيل الضعف ونتيجة لذلك يفرطون في انتهاك كافة أنواع حقوق الإنسان التي يتعين فيها مراعاة الوضع القانوني لأوجلان.

بينما كشف إلهامي المليجي، الكاتب والصحفي المصري بجريدة الأهرام العربي المصرية، أن قيام إدارة معتقل إمرالي في بحر مرمرة بفرض عزلة كاملة على القائد والمفكر عبد الله اوجلان، يكشف عن ديكتاتورية وعنصرية النظام التركي، وتجاهله التام لكل القرارات الدولية الخاصة بحقوق الانسان.

وأكد المليجي في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن النظام التركي يهدف من خلال العزلة التي فرضها على القائد عبد الله أوجلان اضعاف عزيمته وقطع تواصله مع شعبه، لكن الواقع أن المناضل أوجلان أزداد صلابة وتصاعدت إرادته، فتأكدت مكانته في وسط شعبه كمناضل فذ وصلب، وجاءت موسوعته المهمة التي كتبها داخل السجن والتي تضمنت حلا لمشاكل منطقة الشرق الاوسط لتعزز من مكانته إقليمياً وعالمياً، ما يعني ان النظام الذي فرض العزلة عليه هو من يعاني من العزلة بينما فكر القائد والمفكر عبد الله اوجلان ينتشر في جميع انحاء العالم.

وأضاف الكاتب والصحفي في جريدة الأهرام العربي، أن صمت المنظمات الدولية وكذلك الحكومات الغربية التي تصدّعنا ليل نهار بالحديث عن حقوق الانسان عن العزلة المفروضة على المناضل عبد الله اوجلان يكشف عن نفاق تلك المنظمات والحكومات، وانها تكيل بأكثر من مكيال، وانها تضع مصالحها الإقتصادية واعتبارات سياسية في أولوياتها.