المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

ديلوك: المؤامرة هي هجوم تم التحضير له على حساب الشرق الأوسط والعالم لمائة عام ـ تحديث

224

صرحت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني (PKK) دلزار ديلوك، إن المؤامرة الدولية هجوم حقيقي تم التحضير له على حساب الشرق الأوسط والعالم على مدى مائة عام.

  •  ANF
  •  بهدينان
  •  الجمعة, ٢٧ يناير ٢٠٢٣, ١٤:٢٢

تحدثت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني (PKK) دلزار ديلوك حول المؤامرة الدولية التي طالت شخص القائد عبد الله أوجلان في 15 1999 لوكالة فرات للأنباء.

بعد المؤامرة الدولية في 15 شباط 1999 تم سجن القائد آبو في إمرالي عبر نظام دولي خاص، ومن ثم تم وصف هذا النظام على أنه تعذيب العزلة المطلقة في إمرالي، اليوم لا ترد أية معلومات من القائد آبو ويستمر تعذيب العزلة المطلقة، كيف يجب أن نقيم هذه العزلة المشددة في إمرالي والتي لها علاقة بالمؤامرة الدولية؟

بقدوم شباط 2023 استذكر في شخص خالد أورال وآينور آرتان وسلامت منتش، جميع شهداء حملة “لن تستطيعوا حجب شمسنا” والوطني الغالي الرفيق ويسي تاش الذي أضرم النار بجسده في ميردين احتجاجاً على العزلة المفروضة على القائد، بكل احترام وتقدير، ويسي تاش كان وطنياً يبلغ من العمر(65) عاماً، لقد أمضى ككل انسان وطني فترة في السجون التركية، عانى من الآلام ومارس النظام التركي القمعي والفاشي والقاتل عليه جميع أنواع التعذيب، ولكنه حمى روحه الحرة التي نشأت على دروس القائد، وبمقاومته ضد جميع الصعوبات، في هذه المرحلة التي نتعرض لها لهجمات العدو الفاشي، أظهر من خلال عمليته، أنه أحج أبطال هذا الشعب، ولأنه تعرف في شبابه على نضال الحرية، فقد جسد عملية فرهاد كورتاي في أعماقه، ورأى هويته في مقاومة كل شاب من شباب الكرد الذين  استشهدوا، وعاش لحظة بلحظة مع الشهداء والمقاومون، في شخصيته وعمق إحساسه، أظهر الموقف المشرف الذي لم يبتعد عن حقيقة القائد.

ويسي تاش (بوبو) بعمليته في 12 من كانون الثاني، أضرم النار بجسده في يوم من أيام الشتاء الباردة وتحول إلى كرة من نار وانضم إلى قافلة الشهداء، أظهر للصديق والعدو، كيف سيكون العام 2023 بالنسبة للشعب الكردي، في كلمته قبل أن يقوم بعمليته، رأى شعبنا أن كل جملة من جمله عبرت عن ذكرى عظيمة، واحساس قوي وشرف الانضمام إلى صفوف الكريلا، لقد رأينا كلنا الجمال والصدق والكرامة والحس العميق للإنسان الحر في خطابه، كان يظهر في كل كلمة وكل جملة من خطابه حماس عمليته، كان قوياً وظاهراً أنه مقاوم عظيم، كان قد قرر ونفذ قراره، حينما قال لعائلته” لا تبكي” كان واضحاً ان عمليته ستكون بداية المرحلة الأخيرة لنضال عنيف وخالياً من البكاء ويتم مباركته، مرةً أخرى انحني أمام هذه العملية بكل احترام، وأوضح مرةً أخرى أنه لا يوجد طريق آخر سوى تصعيد النضال من أجل أن نكون لائقين بذكراه وتنفيذ آمال وأهداف الشهداء، آمال الرفيق ويسي تاش هي أن هزيمة نظام التعذيب في إمرالي الذي يتعرض له القائد منذ 24 عاماً وأن يعيش حراً طليقاً.

العزلة هي تعذيب كافة الشعوب المقاوِمة

القائد معتقل منذ 24 عاماً في جزيرة إمرالي، حيث اعتقل نتيجة مؤامرة دولية في 15 شباط عام 1999 قام بها الغلاديو التابع لحلف الناتو، نظام العزلة المطلقة المشددة في إمرالي المطبَق على القائد آبو والذي دخل عامه الـ 25 والمعادي للحداثة الديمقراطية والمرأة والشبيبة وكافة شعوب العالم التي تناهض وتقاوم الحداثة الرأسمالية، هو تعذيب واضح.

يوجد نظام الاعدام في إمرالي انتشر مع الوقت 

إن نظام إمرالي هو ذاك النظام الذي يقوم على إبادة الشعب الكردي، إن جزيرة إمرالي تحيط بها البحار، هو مكان حتى هواؤه لا يصلح للحياة، هذا الهواء له تأثير عميق على جسم الإنسان، وبدنه والجهاز التنفسي ويجعله متعباً، إنه في وضع العزلة الطبيعية، هذه الجزيرة كانت سجناً بيزنطياً، استخدم كمكان للنفي والموت للسجناء الذين كانوا يعتبرون خطرين حتى قبل ألف عام، النظام المطبق في إمرالي هو ممارسة خاصة، تتجاوز قانون الجمهورية التركية والدولة، تخضع إمرالي لقوانين نظام مختلف، القانون في إمرالي فخ للأسر، لأنه لا توجد قوانين مطبقة هناك، إنه مختبر خاص حيث يتم تجاهل أغلب القوانين ويتم القيام بأشياء غير قانونية تحت اسم القانون، لا يوجد أي قانون في هذه الجزيرة، ولا يتم تطبيق أية حقوق وقوانين، يوجد في إمرالي نظام اعدام لم يتم توضيح اسمه، وانتشر مع مرور الوقت.

كل كردي يشعر اليوم أنه في إمرالي

تاريخيا، كان يحتجز السجناء الخاصين في سجون الجزيرة. بالنسبة لأولئك الذين قرروا استبعادهم من المجتمع، بسبب حرب النظام، أرادوا كسر إرادة الشعب، تم إرسالهم إلى سجون الجزر. والجزر هي أجزاء صغيرة مقطوعة عن البر، في موقع منعزل طبيعي، لهذا السبب يريدون فرض العزلة على المعتقلين في الجزر، فالنظام المطبق على القائد أوجلان في إمرالي، يعيش وسط محيط منعزل بشكل طبيعي وسط عزلة مشددة وعميقة، تطبق على قائد اجتماعي لإرادة الملايين من الأشخاص. خاطب مئات الآلاف منهم، درب عشرات الآلاف منهم، وناقشهم واحداً واحداً. يسعون لتدمير الوعي بالتنشئة الاجتماعية. اليوم كل كردي يشعر بنفسه في إمرالي. وهذا يعني من ناحية القرار أن الحياة لن تكون ممكنة بدون القائد، من ناحية أخرى فإن الدولة التركية الفاشية وفي شخص القائد، تريد سجن جميع الكرد والأبوجيين.

الجمهورية التركية ومنذ تأسيسها وحتى الآن تعادي الكرد

في إمرالي هناك قانون عداوة، لا توجد حقوق، بغض النظر عما تقوله الجمهورية التركية ضد الكرد، فهي لا تظهر أي تقارب غير العداء، هذه أكثر من مشكلة القرن، مشكلة الوجود الاجتماعي للكرد في تركيا هي مشكلة تاريخية. جاء الأتراك إلى ميزبوتاميا في القرن الحادي عشر، لكن تطورهم ومشكلة سياسة الإبادة الجماعية كانت في الـ200 عام الماضية، منذ تأسيسها كان هناك عداء صميمي تجاه الكرد.

مع تأسيس الجمهورية التركية، أبيدت العديد من القيم الإجتماعية

عندما تم تاسيس الجمهورية التركية، صعدت الأطراف الإسلامية التي عادت نحو السلطة في 12 أيلول، وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصبحت هذه السلطة مؤسسة، مع ذلك تغير هذا الأساس قليلاً، إذ يحدد التغيير المؤسسي في الجمهورية التركية حالة المؤسسات التعليمية والصحية والدفاعية اليوم، بالطبع كانت هذه المؤسسات فاشية أيضا قبل حزب العدالة والتنمية، وقد خدمت الإبادة الجماعية، لكنها أصبحت اليوم لعبة في يد حكومة حزب العدالة والتنمية وأصبحت أداة بسيطة لنظام مافيا حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، على الرغم من كل التغييرات المؤسساتية الجزئية في الجمهورية التركية، إلا أن الجانب الذي لم يتغير أبدا هو العداء تجاه الكرد. وترى الجمهورية التركية بقاء الكرد بلا كيان، تدبيراً لا بد منه، وكعائق أمام تطور الحداثة الديمقراطية التي يشكل الكرد مركزها. ومن خلال شرط الحفاظ على خصوصيتها المتمثلة في الإبادة الجماعية، تم إجراء تغيير مؤسسي، كما عكست الأقسام الإسلامية فترة الستين عاما من الإنكار على نفسها، وكأنها تنتقم لتستمر في البقاء تماما كما حدث عندما تم تأسيس الجمهورية التركية، تم تدمير جميع السجلات وذاكرة تلك الفترة، وتم تدمير العديد من القيم الاجتماعية، وقتل مثقفون في البلاد أو تم صهرهم في الدولة أو أجبروا على السفر إلى الخارج. يحدث نفس الشيء اليوم، الفترة الأقرب للدمار هي الفترة التي وصل فيها حزب العدالة والتنمية إلى ذروة نظامه.

خلق حزب العدالة والتنمية فجوة بعدائه للكرد

هذا التجديد المؤسسي، الذي جاء بقيادة حزب العدالة والتنمية وبالتعاون مع حزب الحركة القومية، جعل وجوده أساسا مؤسسيا مثل الفاشية الخضراء والسوداء، استخدم حزب العدالة والتنمية في الغالب كلمة “أخ” و “سلام” في عداءه للكرد، وبحسب النظرية، فإن الجماعات الإسلامية لا تخاف الناس، ولأن الخوف من الله قد كسر من خلال جشع السلطة، تعمق العداء تجاه الكرد بطريقة مروعة، يتم التعبير عن هذا العداء واللامبالاة في بعض حساباتهم عندما يكون ذلك مناسبا. والبعض يأتي من وقت لآخر، والبعض الآخر يتم تدميره. بالتأكيد، العداء للكرد ليس ظاهرة في حد ذاتها، إذا كنت ترغب في خلق عداوة في مجتمع ما ضد آخر، يجب أن تضعوا مخاطر تدمير أشياء كثيرة في ذاكرة ووجود وحرية شعبكم بعين الاعتبار. لقد عمّق حزب العدالة والتنمية عداوة الكرد بالعداء ضد كل شعب تركيا وهكذا استمر فيها.

تستمر الاستراتيجية الأساسية في عداء الكرد مع نظام التعذيب في إمرالي

هناك جوانب وطرق عديدة للعداء تجاه الكرد، المفهوم الأساسي هو الإبادة الجماعية، القتل مفهوم استراتيجي، إن الاستراتيجية الأساسية للعداء تجاه الكرد اليوم هي استمرار المؤامرة ضد القائد مع نظام التعذيب في إمرالي، نظام إمرالي ليس وضعا محليا ينطبق على جزيرة داخل دولة، النظام العام لا ينطبق على الجزيرة، على عكس هذا الوضع، يتم تحديد النظام في الجزيرة، بناءً على النتائج من هنا يتم الاقتراب منه في الدولة، باتت لإمرالي دور كنموذج للجمهورية التركية الذي يتم إعادة بنائه. أخيراً منحتها فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية اسما يكشف عن هدفها من خلال ما يسمى بالعمليات المختلفة، فسياسة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ضد الكرد سيف ومخلب. المخالب تعني الإبادة والعزلة، والسيوف تعني الذبح بالإبادة، الساحة التي يتم فيها تنفيذ هذه العملية بشكل أساسي هي إمرالي، تستخدم الحداثة الرأسمالية إمرالي كأول مثال على نظامها الجديد، لم يكن اعتقال القائد أوجلان بمؤامرة دولية واقتياده إلى السجن في جزيرة إمرالي مجرد اختطاف، إنه مثال على مثل هذا الهجوم الذي تم التفكير فيه منذ مائة عام. مائة عام من الحسابات على الشرق الأوسط والعالم، والتخطيط لهذا الهجوم تم على هذا النحو. وهذا عداء للإنسانية. إنه اختراع الدولة القومية التي تهدف إلى مواصلة سياسة الإبادة الجماعية تحت اسم القانون، وتشتت الشعوب من أجل استمرار الحداثة الرأسمالية.

نظام إمرالي بُني على مفهوم عدم ديمقراطية تركيا

نظام إمرالي هو مثل هكذا نظام حيث يتم تحديد السياسات الأساسية لمثل هذا النظام وتعتبر تحت سيطرة تركيا، لكن يحكمها نظام غير القوانين التي تنطبق على جميع السجناء في تركيا في شخص القائد، يتم الحكم على الشعب الكردي، وفي نفس الوقت يتم الحكم على التاريخ الكوني والإنسانية الكونية، يعني نظام إمرالي أن اصحاب الدولة القومية وفي شخص القائد أوجلان سينتقمون من الأمة الديمقراطية. فالدولة القومية التي هي نظام تأليه الحضارة، هي علامة على عبادة الأصنام الجامدة، هو نظام إمرالي، لأن نظام إمرالي يعتمد على مفهوم دمقرطة تركيا، حتى عندما نقول هذه الكلمات، فإننا لا نقول إن تركيا ليست مسؤولة عن إمرالي، وعن نظام الإبادة والعزلة. بالطبع تعد الجمهورية التركية اليوم واحدة من القوى الرئيسية التي تحافظ على هذا النظام وهي المسؤولة الرئيسية. لكن أولئك الذين بنوا هذا النظام ليسوا الجمهورية التركية، تم إنشاء هذا النظام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي.

نحن ندخل العام الخامس والعشرين من الاعتقال تحت ضغط نظام مثل نظام إمرالي، وبهذه المناسبة نلعن المتآمرين ونندد بالمتورطين في المؤامرة على أساس صداقة كاذبة. إننا على يقين من أن جميع الأطراف التي لها دور في المؤامرة ستدفع ثمن ذلك. وأرى أن هذا مرتبط بتصميمنا على النضال ونعلن ذلك مرة أخرى. في الوقت نفسه، اقدم النقد الذاتي على الرفاقية الضعيفة حيث طالت مرحلة الأسر وكان نضالنا ضعيفاً. بالطبع النقد الذاتي الأكثر صحة هو أن النضال من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان يتم تنفيذه ويتم الحصول على النتائج، أعلن بأنه في عام 2023 نحن بصدد اتخاذ قرار ذو نتيجة.

في 15 شباط 1999 ، تم تنفيذ المؤامرة الدولية ضد القائد أوجلان من قبل العديد من الدول، كجزء من هذه المؤامرة، اعتقل القائد أوجلان في نيروبي، عاصمة كينيا، وتم تسليمه إلى دولة الاحتلال التركي عبر اتفاق، ومع 15 شباط 2023 ، ندخل العام الرابع والعشرين من المؤامرة الدولية، كيف كان الحال قبل 24 عاما؟ هل يمكنكم الإسهاب قليلاً في تلك المرحلة؟

إن نقل القائد أوجلان إلى إمرالي ليس وضعا عاديا أو عملية نقل عادية، لكي يتم اعتقال شخص ما، يجب قبول وجود هذا الشخص في مكان ما رسميا، هذا هو الشرط الأولي، وفقا للقانون الدولي، يُعرف الشخص، ويُقبل الشخص ويُقبض عليه لارتكاب جريمة ويُسلم من الدولة التي تم قبولها رسميا إلى البلد التي يحمل جنسيتها. ومع ذلك، خلال مرحلة المؤامرة، دخل النظام الدولي حيز التنفيذ حتى لا يتم قبول وجود القائد أوجلان في أي دولة، وان لا يكون وجوده رسميا، لم يتم قبوله رسميا في أي بلد، حتى الدول التي وافقت على قبوله تراجعت عن ذلك نتيحة التهديد والابتزاز والإجراءات الاقتصادية.

لقد غادر القائد أوجلان سوريا في 9 تشرين الأول 1998، كانت الفترة من هذا التاريخ حتى 15 شباط 1999 فترة جيدة عندما تقدم القائد بطلب لجوء في الدول الأوروبية، وعقد اجتماعات دبلوماسية، وناقش الشعب والمثقفين والسياسيين وشرح المشكلة الكردية للعالم من جميع النواحي، إنها صرخة كبيرة، لكن في نهاية تلك المدة، اعتقل القائد وسلم إلى الدولة التركية في 15 شباط 1999.

العامل الرئيسي وراء هذا الاختطاف هو وعود السلطات اليونانية وخيانة الصداقة خلف الدعوات المخطط لها، دعوه ثم سلموا ضيفهم وجعلوه على مسار الاعتقال الذي خططت له أمريكا وإسرائيل، لم تجد محكمة الاستئناف في أثينا في دخول القائد إلى حدود اليونان جريمة، فقد وافقت على وجود حق اللجوء، والذي بموجب السجلات الرسمية، لا يزال القائد موجوداً ضمن حدود الدولة اليونانية. فنظام إمرالي هو نظام غير قانوني يتم فيه اختطاف القائد بطريقة غير مشروعة وأخذه من قبل أولئك الذين يفرضون قوانين الهيمنة العالمية. فإمرالي هو نظام في حد ذاته، انه بناء حضارة مركزية التي لا يمكن لأي قانون الوصول لها، عندما يتم التحقيق في المؤامرة الدولية بشكل كاف، يمكن أن تكشف عن البنية الكاملة ووجود النظام المهيمن على العالم. يوضح القائد أوجلان أنه عندما تم نقله إلى إمرالي، رحب به ممثل رئيس لجنة منع التعذيب (CPT) التابع لمجلس أوروبا. للأسف يبدو الأمر كما لو أنهم صلبوا يسوع ثم باركوه. أولاً سلمت أوروبا القائد إلى الدولة التركية عن طريق الاحتيال والتآمر، ثم أرسلت ممثلين عن السلطات إلى الجزيرة لمنع التعذيب. تكمن خلفيتها التاريخية في العلاقات والاتفاقيات السرية التي طورتها إسرائيل وتركيا منذ الخمسينيات. في عام 1996 ، تم تشكيل تحالف ضد حزب العمال الكردستاني بين الولايات المتحدة وإسرائيل وجمهورية تركيا فيما يسمى باتفاقيات مكافحة الإرهاب. وخلف تلك الكلمات كانت الأرضية مهيأة لتبرير جميع أنواع الهجمات ضد أبناء شعبنا، والمنطقة. مما لا شك فيه أن الضغوط السياسية للولايات المتحدة والضغوط العسكرية التي تمارسها الجمهورية التركية على الدولة السورية هي الآثار الرئيسية لتطور تلك المرحلة. عامل مهم آخر هو دور تورط الكرد. فالإدارة الفدرالية الكردية، التي تأسست عام 1992 ، أقامت علاقتها مع تركيا على أساس معاداة حزب العمال الكردستاني، وعندما يحين الوقت ستلعب دورها في الخيانة، كل هذا أظهر أنه في الشرق الأوسط يوجد اتفاق ضد القائد وضد حزب العمال الكردستاني. كان القائد أوجلان، يدرس التاريخ بأخذ روح القرن الذي بلغ ذروته، وعلق على تلك التطورات. تسبب قوله المستمر “الذهاب إلى الجبال كان شوقي لمدة 40 عاما” إلى ألم لدى كل مناضل من مناضلي حزب العمال الكردستاني. إنه يذكر الشعب بأهمية ومعنى النقد، وأن الوجود في الجبال يسمح بإغفال كل شيء وفي نفس الوقت يعيد الحياة إلى الوحدة الروحية العميقة للقاء القائد بنفس الرغبة.

في الحقيقة، باختصار، تخلى القائد عن مشاعره ورغباته. الوضع السياسي الذي تطور بسبب وجود القيادة في سوريا، ووضع الدولة السورية ونهجها غير الاستراتيجين وحقيقة أن قوتها لا تكفي إلا لهذا، والتهديدات بهجوم إسرائيلي، لم يكن خيار الذهاب الى الجبال عملياً، أجبرته على مغادرة سوريا. في الوقت الذي يتم فيه النظر في الخيارات، لدى اليونان فرصة لتطوير علاقات ودية مع تاريخها وثقافتها وشعبها.