المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

أنس دوغان:يقول القائد أوجلان مخاطبا عالم الإجتماع اسماعيل بيشكجي من داخل سجن ايمرالي:

202

على بيشكجي ان يثق تماما باني لم ولن استسلم هنا رغم هول الظروف المعاشة وقسوتها. انظروا قبل يومين جاءوا وقطعوا شجرتين كانتا تظهران من نافذتي وكنت انظر اليهما دائماً. ارادوا حرماني من منظر الخضرة والحياة وصوت العصافير. هؤلاء لايتحملون رؤية اي جسم ينبض بالحياة. جاؤوا كذلك الى حجرتي وبعثروا كل اوراقي ورسائلي ومزقوها ارباً ارباً. عانيت كثيراً وكابدت كثيراً حتى اعدت ترتيب الحجرة من جديد. انا أتساءل هنا: لو كنت قد استسلمت لهم هل كانوا فعلوا بيّ كل هذه الأفاعيل؟. انا مستعد لأن اتجرع السم كل يوم وكل لحظة والا اتحول الى دمية في ايدي الأميركان والإنكليز. ولأني لم ارضى بان اتحول الى دمية في ايدي هؤلاء اتوا بي الى هنا …إنني أرفض الخنوع والذل وسياسة العزلة وسأبقى متمسكا حتى النهاية بنهج المقاومة والنضال حتى تحقيق اهداف الشعب الكردي في الحياة الحرة والعيش الكريم…

بعد المؤامرة الدولية التي تم بموجبها اعتقال القائد أوجلان في سجن ايمرالي أدرك القائد أن السياسة ليست ليست ايديولوجية فقط وإنما هي ايضا مصالح وسياسات دول وإمكانات… فحقيقة القائد ومن خلال مسيرته النضالية والتي كانت بمثابة منارة للشعوب المضطهدة والمظلومة حفر اسمه عميقا في وجدان كل مناضل وثائر وفي وجدان الشعوب المضطهدة والمظلومة والذين حقيقة خرجوا في تظاهرات مؤيدة له في كل أنحاء العالم بعد المؤامرة الدولية التي أدت لإعتقاله وهذا التأييد والشعبية في تركيا والعالم جعل تركيا تدرك أهمية ورمزية القائد لدى شعوب المنطقة والعالم وهذا دفعها لتعديل قوانينها للمرة الأولى في تاريخها فألغت بذلك عقوبة الإعدام عام 2004 الصادرة بحق القائد واستبدالها بالسجن المؤبد ، القائد خلال فترة سجنه كتب نحو 260 كتاب وبحث معظمها عن تاريخ المنطقة السياسي والإجتماعي والفكري ويخصص معظم وقته للقراءة حتى أنه قرأ في فترة وجيزة أكثر من 2800 كتاب وكان القائد يدعو للسلام في كل خطاب اولقاء اوبيان أو عمل فقد أدرك أن مسيرته ونضاله تشبه لحد كبير مسيرة نيلسون مانديلا وكان بيانه الشهير في 21 آذار 2013 الذي أعلن فيه أن عهد الرصاص قد ولى وبعد هذا التصريح تغيرت نظرة العالم للقائد أوجلان في داخل تركيا قبل الخارج حتى الإعلام التركي تغير من وصفه للقائد في مقالاته وتم ترشيحه لنيل جوائز دولية متعلقة بالسعي إلى تحقيق السلام ولكن بعد الثورات العربية والعوامل الإقليمية والدولية والتطورات الدراماتيكية السوريةكلها عوامل تضافرت وجعلت من السلام التركي- الكردي الذي أعلن بدايته القائد أوجلان صعبا ان لم يكن مستحيلا في هذه المرحلةالقائد حقيقة دائما مايبين للجميع أن الصراعات الصعبة لا تكتب قصصها إلا بحروف صعبة وحبر من دماء وأن الحرب لن تحقق تطلعات الشعوب فحقيقة القائد يملك إرادة تقول إن تكلفة السلام هي أقل من الحرب و الدم والرصاص مهما طال الزمن فالقائد هو بمثابة مانديلا الشرق الأوسط فهو حقيقة من خلال فكره وفلسفته يبقى هو عقدة الحل لجميع حروب وصراعات الشرق الأوسط فحقيقت على الرغم من الشروط والظروف الصعبة في سجن إمرالي، إلا أن القائد عبد الله واصل نضاله وطرح فكرًا لحل المشاكل العالقة في الشرق الأوسط فالقائد يرى أن حل مشاكل الشرق الأوسط لايمكن إلا من خلال الثورة الديموقراطية المجتمعية الشرق أوسطية من جهة والنضال ضد الإمبريالية العالمية وذراعها الصهيوني من جهة أخرى فالقائد يرى أن نضال الشعب الكردي والفلسطيني من أهم محركات النضال الثوري الشرق أوسطي فالقائد اوجلان من القلائل في العالم الذين حوّلوا السجن إلى مركز ثقافي وبحث ودراسة فرغم أن كان في السجن إلا أنه لم يستكن ويتحطم نفسياوإراديا كما توهم الذين تآمروا عليه وأوصلوه إلى أمرالي ونضاله لم يتحطم ولم ينطفئ لهيبه وشعلته فقد استطاع القائد أوجلان بإرادته الثورية العظيمة أن يتابع مسيرته الفكريةوالنضالية من غياهب السجن ….( ر . د )

بقلم الرفيق أنس دوغان