المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

متى ولماذا شددت العزلة بحق القائد عبد الله أوجلان؟

243

منذ أن قال القائد عبد الله أوجلان: “أستطيع إسكات صوت السلاح في غضون أسبوع واحد”، فرضت دولة الاحتلال التركي عزلة مشددة بحقه ورفعت وتيرة هجماتها ضد الشعب الكردي وشعوب المنطقة، وأكدت محاميته أن السلطات تفرض عزلة خطيرة في إمرالي وتقضم الحقوق المنصوص عليها في القانون التركي حينما تتعلق بالسيد أوجلان.

يتعرض القائد عبد الله أوجلان الذي اعتقل في 15 شباط عام 1999، من خلال مؤامرة دولية شاركت فيها دول إقليمية ورأسمالية، والذي سلم إلى تركيا التي احتجزته في جزيرة إمرالي المعزولة والتي تفتقد لأدنى شروط الاعتقال والاحتجاز لأبشع أنواع الضغوطات، وفي مقدمتها فرض العزلة بحقه، ومنع محاميه وذويه من اللقاء به.

في 7 آب المنصرم، أصدر مكتب العصر الحقوقي المعني بالدفاع عن القائد أوجلان بياناً إلى الرأي العام، وأوضح من خلاله، إنّ موكّلهم لم يتمكّن من الاستفادة من حقوقه المحدّدة في القوانين المحلية والدولية منذ ثلاثة أعوام، وذكر أنّ جميع طلبات اللقاء التي قُدّمت بعد اللقاءات التي أجراها المحامون مع القائد في الـ 27 من تموز عام 2011 والـ 2 من أيار عام 2019 قد رُفضت بشكل لا قانوني.

بعد تشديد العزلة بحق القائد عبد الله أوجلان، صعدت دولة الاحتلال التركي من هجماتها ضد الشعب الكردي، ففي 9 تشرين الأول 2019 شنت هجمات ضد مناطق كري سبي/ تل أبيض وسري كانيه/ رأس العين، ومن ثم ضد منطقة غاري وحفتانين وزاب وأفاشين ومتينا في جنوب كردستان، بالإضافة لحملة اعتقالات طالت الساسة والنشطاء في باكور كردستان.

متى شدّدت العزلة؟

تصعيد الهجمات التركية ضد الشعب الكردي وشعوب المنطقة، وتشديد العزلة بحق القائد عبد الله أوجلان تم بعد اللقاء الأخير الذي تم بينه وبين محاميه في 7 آب 2019، أي أثناء استعداد دولة الاحتلال التركي لشن هجوم ضد روج آفا، حيث قال السيد أوجلان حينها: “لدي القدرة على حل الأزمة العالقة، إسكات صوت السلاح في غضون أسبوع واحد، ونستطيع خطو خطوات كبيرة في سبيل ذلك”.

محامية القائد عبد الله أوجلان نوروز أويسال، نوهت في تصريح لوكالتنا، إلى وجود عدّة أسباب لفرض العزلة بحق القائد عبد الله أوجلان، وقالت: “هناك عدّة أسباب لفرض العزلة بحق السيد عبد الله أوجلان، ولكن السبب الرئيس هو الدور الذي يلعبه السيد عبد الله أوجلان في هذه المرحلة، منذ بداية الثورة وحتى الآن ينادي السيد أوجلان بحل الأزمات العالقة بشكل سلمي وديمقراطي، وهذا الحل يؤثر على باقي أجزاء كردستان، والقضية الكردية في كردستان الموجودة في قلب الشرق الأوسط”.

حل القضية الكردية يعني حل القضايا العالقة في الشرق الأوسط

وبيّنت نوروز أويسال أن حل القضية الكردية يعني حل قضايا العالقة في الشرق الأوسط، وقالت: “الشرق الأوسط يعاني من أزمات عدّة، وهي نتيجة سياسة القطب الواحد (أي الدولة القومية) التي فرضتها الدول المهيمنة على الشرق الأوسط منذ مئات الأعوام، وفي مواجهة هذه السياسة ظهر نظام الأمة الديمقراطية، لذلك فإن تركيا والدولة المهيمنة والنظم القوموية التي تؤسس نفسها على إنكار الشعوب وخلق الأزمات ترى في النظام الديمقراطي خطراً على سلطتها”.

نوروز أويسال أوضحت أن النُظم القوموية والدول المهيمنة تحارب وتقف في وجه أي مشروع ديمقراطي إن كان كبيراً أو صغيراً، وقالت: “هذه النظم تحافظ على بقاءها عبر إنكار وقضم حقوق الشعوب، وضرب إرادتهم الحرة وإسكات صوتهم، لذلك لا تخطو خطوة إلى الوراء، وتسعى جاهدةٍ للقضاء على أي مشروع ديمقراطي مهما كان قوة تأثيره، لذلك تم تشديد العزلة بحق السيد عبد الله أوجلان لإسكات صوته، وإبعاد شعوب المنطقة عن توجهات السيد أوجلان بصدد الأزمات العالقة، وبالتالي تهميش هذه التوجهات”.

الذرائع تركية  

وتطرقت نوروز أويسال إلى ذرائع وحجج السلطات التركية حول العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان، وشرحتها على شكل 3 مراحل منذ اعتقال القائد قبل 24 عاماً، وقالت: “المرحلة الأولى، وهي ممتدة من عام 1999 إلى عام 2016، أي بعد حدوث انقلاب في تركيا، فخلال 17 عاماً تذرعت تركيا بسوء الأحوال الجوية، وعدم قدرة السفن الوصول إلى إمرالي، أو إن ربان السفينة مريض أو في إجازة وإلى آخره.

المرحلة الثانية بدأت بعد الانقلاب الذي حدث في عام 2016 وإعلان حالة الطوارئ في تركيا، لذلك اتخذت محكمة بورصة المسؤولة عن سجن إمرالي، في 20 تموز من العام نفسه قراراً نص على إيقاف زيارات العائلة والمحامين ومنع تواصل السيد أوجلان والسجناء الـ 3 الآخرين مع الخارج، ومنع دخول الصحف والكتب إلى إمرالي، واستمر ذلك حتى 20 أيلول عام 2018، أي بعد انتهاء حالة الطوارئ”.

المرحلة الثالثة الأخطر

وأشارت نوروز أويسال إلى المرحلة الثالثة والتي بدأت بعد انتهاء حالة الطوارئ في تركيا في أيلول عام 2018 وإلى وقتنا الراهن والتي تُعد الأخطر، وقالت: “فيما يتعلق بزيارات العائلة يتحججون بوجود عقوبات انضباطية، والتي تفرض على السيد أوجلان وزملائه كل 3 أشهر مرة، أما المحامين لا يمكن التحجج بالعقوبات الانضباطية، إلا أن السلطات التركية تفرض حظر اللقاء مع موكليهم كل 6 أشهر مرةٍ،لا يوجد شيء من هذا القبيل في القوانين التركية، ونقول دائماً إن معتقل إمرالي معتقل خاص وهو ضد حقوق الإنسان، وبفرض عمليات العزلة فإن تركيا تنسف كافة قوانينها”.

وأكدت نوروز أويسال وجود عزلة مشددة بحق القائد عبد الله أوجلان منذ نيسان عام 2015 وإلى وقتنا الراهن، أي بعد إيقاف عملية السلام، وقالت: “لا نحصل على أية معلومات من السيد أوجلان، تنص القوانين التركية على حق إجراء المحامين والأسرة اللقاءات مع المعتقلين، إلا أن هذه الحقوق تقضم حينما تتعلق بالسيد أوجلان، تحت حجج وذرائع كوجود حالة طوارئ أو ما إلى ذلك”.

وأوضحت نوروز أويسال: “منذ اعتقال القائد أوجلان وإلى الآن لم يتم إجراء اللقاءات بالطرق والقوانين كما هو ساري في تركيا، معظم اللقاءات تمت بعد قيام المجتمع بعدة نشاطات مناهضة للعزلة كالإضراب عن الطعام، أو أثناء سماع نشوب حريق في إمرالي، أو أثناء ورود معلومات حول تدهور صحة القائد”.

وأكدت نوروز أويسال، إن الدولة التركية لا تسمح لهم بإجراء لقاءات مع موكليهم في إمرالي بالطرق القانونية واللقاءات تتم أثناء حدوث أمر طارئ وتكون قصيرة جداً، وقالت: “وأثناء اللقاء أو التواصل مع السيد أوجلان عبر الهاتف تكون تلك اللقاءات قصيرة، الدولة التركية قطعت كافة سبل التواصل مع السيد أوجلان، فقط يتم اللقاء أثناء حدوث وضع طارئ”.

وتطرقت نوروز أويسال إلى آخر لقاء حدث بين القائد عبد الله أوجلان ومحاميه، وقالت: “آخر لقاء بين السيد أوجلان ومحاميه تم عام 2019، بعد 8 ثمانية أعوام من تقييد تلك اللقاءات. اجتمع السيد أوجلان مع محاميه خمس مرات، وأرسل السيد أوجلان رسائل للرأي العام تضمنت 7 بنود، وفي آخر لقاء الذي تم في 7 آب 2019، كانت الدولة التركية تتحضر لشن هجوم ضد روج آفا، وقال السيد أوجلان حينها: (أنا لدي القدرة على حل الأزمة العالقة وإيقاف صوت السلاح في غضون أسبوع واحد، وأن نخطو خطوات كبيرة). إلا أن الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي لم يرد على تصريح السيد أوجلان، ومنذ ذاك التاريخ وإلى الآن لم نستطيع إجراء لقاء مع موكلنا، وتم قطع كافة سبل تواصل السيد أوجلان مع الخارج”.

أول خطوة لنسف القضية الكردية تكمن في إسكات صوت السيد أوجلان

نوروز أويسال أكدت أن العزلة المشددة بحق القائد أوجلان متعلقة بشكل مباشر بالقضية الكردية، ليس في تركيا فحسب بل في عموم كردستان والشرق الأوسط، وقالت: “لإن ظهور السيد أوجلان لم يكن من أجل حل القضية الكردية في باكور كردستان (شمال كردستان) فحسب، بل من أجل حل القضية الكردية في عموم كردستان والشرق الأوسط”.

وأوضحت نوروز أويسال أن الدولة التركية تعادي تطلعات الكرد في عموم كردستان، في باشور وروج آفا وباكور، لذلك تشن هجمات وحملات سياسية ودبلوماسية وعسكرية كبيرة ضد الكرد في باشور من أجل إنهاء أي وجود كردي هناك وكذلك ضد روج آفا، وتسعى لطمس الهوية الكردية في باكور. وأوضحت: “أول خطوة لنسف القضية الكردية تكمن في إسكات صوت السيد أوجلان، لذلك فإن منع التواصل معه عبر اللقاءات المباشرة أو المراسلة أو الاتصال ناهيك عن أنه عمل لا أخلاقي ولا قانوني، فهو يعيق السياسة الكردية، ويعيق إيصال توجهات السيد أوجلان للشعب الكردي ولشعوب الشرق الأوسط، لذلك تتأزم القضية الكردية”.

ونوهت نوروز أويسال، أن السياسة التي تتبعها تركيا تتمحور حول أنه “في حال وصول الشعب الكردي لبعض حقوقه يجب أن يكون ذلك الحق بعيد عن أفكار وفلسفة السيد أوجلان، أي أن لا يكون لسيد أوجلان أي تأثير على ذاك الحق، لأن السيد أوجلان يسعى لحل القضية الكردية بالشكل والطرق والسبل الديمقراطية، وكل من قرأ أفكار وفلسفة السيد أوجلان يعي ما يوده السيد أوجلان، ويعي أن أي حل دون السبل الديمقراطية لا يمكن أن يدوم”.

وأكدت نوروز أويسال، إن كافة الحركات التحررية والشعوب التي تسعى لبناء مجتمع ديمقراطي يدركون أن أفكار السيد أوجلان ستحدث تغييراً كبيراً، وقالت: “منذ 18 شهراً لم نستطيع التواصل مع السيد أوجلان، وهذا دليل على مواصلة الحرب التي رفعت وتيرتها منذ تشديد العزلة، وهذه الحرب تؤثر بشكل كبير على الإنسانية”.