المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

مظفر أياتا: العزلة هي من أجل إبادة الكرد

249

قال عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، مظفر أياتا، بأنه تجري محاولات للقضاء على الحركة الكردية وإبادة الكرد.

 مركز الأخبار

 الأحد, ١٩ فبراير ٢٠٢٣, ١٢:٥٧

تحدث عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، مظفر أياتا، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، حول السنة الـ 25 للمؤامرة الدولية.  

وذكر أياتا بأنه مر على وقوع المؤامرة 25 عاماً، إلا أن الحيل والمكائد حول إمرالي والحسابات السياسية والحصار والضغوط ومحاولات التصفية لم تنتهِ بعد، وقال “باعتبار أن هذا الوضع متعلق بالقضية الكردية، فقد تحول إلى بئر بدون قاع والتي هي قضية تاريخية، وحلها ليس بالأمر السهل، ويتبيّن أن القضية الكردية ليست مجرد مشروع للدولة التركية للتدمير والإبادة الجماعية، بل أصبحت مشروعاً دولياً للإبادة الجماعية والتي انضم إليه العالم، كما أن الإبادة الجماعية الكبيرة ليست نتاج دولة بمفردها، ولهذا السبب، يجب حتماً خلق الظروف المناسبة، والعامل الأساسي، فلو لم يكن هناك تعاون وصمت وإذن من أوروبا، فلما كان بإمكان هتلر وحده من جمع ملايين اليهود في العديد من مراكز أوروبا في معسكرات الإبادة، وفي الوقت نفسه، لم تكن الإبادة الجماعية للأرمن لتحدث لولا تعاون ودعم وصمت ألمانيا وإنكلترا والقوى الأخرى.

لقد ارتكبت الدولة التركية الاستعمارية منذ البداية الإبادة الجماعية بحق الكرد في المنطقة منذ مائة عام، وتسعى الدولة التركية للاستفادة من حالة الفوضى في العالم والحرب والأزمة في الشرق الأوسط واستخدام هذه الإبادة الجماعية لصالحها، أي أن مشروع الصهر (الاستيعاب) والتتريك والإبادة الجماعية المستمرة منذ مئات السنوات وصلت إلى مرحلة عالية جداً، وقد تعظمت آمال الدولة التركية الفاشية على وجه الخصوص مع المؤامرة الدولية، وأيقنت بأنها بهذا الأمر ستتمكن من هزيمة وإنهاء حركة حرية الكرد، وبهذا اليقين، امتطت السلطة الحاكمة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية حصان الإبادة الجماعية وبدأت بالركض”.   

وأوضح مضفر أياتا بأن الحرب التي تجري ليست حرب الكرد فحسب، وقال بهذا الصدد: “لا يمكن لأي دولة في الشرق الأوسط محاربة تركيا، ولا يمكنها مواجهتها، حيث إن من يقاوم ويحارب ويواجه ويخلق البديل ويستند إلى الشعوب ويؤمن بالشعوب ويحرك الشعوب ويتولى قيادة وحدة وتحالف الشعوب باسمهم جميعاً، هو حركة القائد وحزب العمال الكردستاني، لذلك، تتواصل هذه العزلة على إمرالي، وعادةً، عندما يُعتقل إنسان لمدة 25 عاماً، يبقى في الأسر حتى تنتهي مدة العقوبة بموجب القوانين، وليس قليلاً، فقد مر عليه ربع قرن، ويُعتبر التعامل مع السجين على هذا المستوى انتهاكاً للمعايير القانونية، واضطراباً اجتماعياً، وليست محاولة عادية، وهذا بحد ذاته مشروعاً كبيراً للإبادة الجماعية، واستمراراً لمشروع حصار وتصفية وإبادة الكرد الذي يستمر منذ منذ مائة عام، ويُقيّم إمرالي مثل مركز لهذا المشروع، حيث تتمحور جميع هذه المرحلة حول إمرالي”.  

وأعلن أياتا بأن الإدارات الحالية للدولة التركية تحاول فصل إمرالي عن الشعب، وفصل عقل الحركة عن الجسد، وشل الجسد بهذه الطريقة وتمزيقه، وقال: ” أي أنهم يريدون إتمام الإبادة الجماعية، حيث إن للقائد تاثيراً كبيراً على قوة الكريلا والحزب والشعب، حيث إن الشعب يؤمن بالقائد وواثق منه”.

وأشار أياتا إلى أنهم لهذا السبب، يخافون كثيراً من القائد عبدالله أوجلان، وقال: “لقد جربوا كثيراً أساليب العزلة في العديد من المرات، وعلى الرغم من جميع هذه المحاولات، لم يتمكنوا من فصل القائد عن الحزب والشعب والكريلا، بل على العكس من ذلك، تعزز الوفاء معه، وتوسعت الحركة أكثر، وأصبحت أكثر تأثيراً، لذلك، أصدرت مرة أخرى منذ العام 2014 وما بعد قراراً بشن الحرب الشاملة والعامة، وخلقوا من أردوغان ديكتاتوراً، واستخدموا جميع مدخرات وإمكانيات الجمهورية من أجل مواصلة الحرب”.        

وذكر أياتا بأن الهدف كان توحيد الدولة ضد الكرد ومحاربتهم، وقال: “لقد كان أردوغان مستعداً بالأساس لهذا الأمر، ولا سيما، الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، اللذان يشكلان جزءاً من النظام الإمبريالي، والشركاء في سياسات العزلة هذه، يُقال بأن الصمت يعني القبول، حيث يتم انتهاك القانون الأوروبي، وتجاهل قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وأصبحت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في السجون صامتة حيال ذلك، لكن لا أحد يقول “يتم انتهاك القانون في إمرالي، وهناك ممارسات غير قانونية، ولا يجوز أن تستمر هذه العزلة بهذا الشكل”، أي أنه لا يوجد أي صوت، وماذا يعني هذا الأمر؟ هذا يعني أن العزلة في إمرالي قد تمت الموافقة عليه وقبوله.   

ينبغي أن يُنظر إلى العزلة على أنها أساس تقيد التأثير وتصفية الحركة الكردية والإبادة الجماعية بحق الكرد، حيث هناك أكثر من 300 ألف سجين في السجون بتركيا، لكن لماذا تُفرض العزلة إلى هذه الدرجة على شخص في جزيرة بعيدة عن المجتمع؟ لقد مامت دولة الجمهورية التركية بتدمير وإعدام وتقيد تأثير الكثير من الأشخاص أو أجبارهم على التخلي عن مطالبهم، ولم تفرض عليهم عزلة من هذا القبيل، إن الدولة الفاشية التركية التي تخشى من حقيقة القائد وعلم وشخصية القائد، ضربت حقوق الإنسان والقانون وجميع الوجدان بعرض الحائط، وواصلت عزلة إمرلي من خلال الجشع والقمع”.  

وأشار اياتا إلى أن مسؤولية كسر هذه العزلة وإنهاء هذا الحصار تقع على عاتق الشعب الكردي، وقال: “إذا توحد الشعب الكردي مع الكريلا والمثقفين والجماهير الوطنية والحركات النسائية والشبابية والعمال، وخلق قوة موحدة، وجعل من قوته قوة مشتركة، وعزز الجبهة الديمقراطية، وقام بمقاومته في إطار حرب الشعب الثورية، فإنه سيزيل كل الحواجز ويحبط مؤامرة إمرالي ويفتح أبواب إمرالي، ولا يوجد أي سبيل آخر غير هذا الأمر، ولا توجد طريقة سهلة لذلك، فالدولة الفاشية التركية تتجاهل منذ وقت طويل التقييد بالقانون، ولا تستمع لصرخات الناس، كما أن الدولة التركية لا تتقيد بالعدالة منذ وقت طويل، إنها تركيا لا تسلط الضوء حتى على جرائم القتل التي تجري ضمن دائرتها، وهذا ما يمكن أن يُرى أيضاً في قضية عائلة أمينة شنياشار بمدينة رها، حيث تعرضت عائلة للقتل أمام الكاميرات وعلى مرأى من الناس، ولا يتم تحقيق العدالة ، فقط لأن من ارتكب هذه المجزرة هو من أتباع حزب العدالة والتنمية، لقد سمع العالم كله وسمع السلطان الأصم، لكن هؤلاء الذين أسودت ضمائرهم، لا يسمعون عدالتهم، ولا تسمع أنقرة بذلك، وكيف لها أن تسمع إمرالي؟ وكيف لها أن تسمع آلام وآهات الشعب الكردي؟ فالمدعو خلوصي آكار وأردوغان يفتخران بنفسهما بمقدار عدد الكرد الذين قتلهم، فكما استخدم صدام الأسلحة الكيماوية ضد الكرد في حلبجة، ومثلما اشتهر هذا الفعل باسم علي الكيماوي، فالآن، يوجد خلوصي الكيماوي، وباعتبار أنه لم يقدر على مواجهة الكريلا في جبال كردستان، فيقوم بملأ الكهوف والملاجئ بالمواد الكيماوية واستخدام الأسلحة المحظورة.

 ولم يترك أي شيء إلا وقام بارتكابه بحق الأحزاب الشرعية المقربة من الكرد، حتى أنه أعلن الأحزاب الشرعية كـ “إرهابين”، فبالنسبة لهم، ليس هناك غير الإرهابي، ألم يكن هؤلاء يتعاملون فقط مع “الإرهاب” وحزب العمال الكردستاني؟ حيث إن فيكن يوكسك داغ وكولتان كشاناك وصلاح الدين داميرتاش وسلجوق ميزراكلي تم معاقبتهم وفقاً لقانون الإرهاب، ففي نظرهم، جميع هؤلاء إرهابيين، فالكرد الذين يقومون بالمعارضة ويطالبون بحقوقهم جميعهم إرهابيون وخونة، لقد كُشف هؤلاء على حقيقتهم وسقطت أقنعتهم، وهذا ما فعله إمرالي، إن أيديولوجية القائد وقوته الفكرية وعلمه وإبداعه وحقيقة الشعب والكريلا الحالية خُلقت من قِبله، وقد خلق قوةً تتحدث وتفكر باسمه، وأن يجعل الكرد يعلنون للإنسانية بأن العالم لا يمكنه التسليم للفاشيين الأتراك، ففي السابق، كان من يعرّف الكرد بأنهم كرد كأعداء وكمخربين وإرهابين، لكن الآن تلاشى ذلك الأمر، فالكرد باتوا يتحدثون باسمهم، ويصلون صوتهم إلى العالم، وسيطورن هذا الأمر أكثر فأكثر، وبهذه الطريقة يمكنهم منع وإيقاف المؤامرات والعزلة والحصار في إمرالي”.