المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

للمبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان…الدكتور محمد حبش ينضم إلى الحملة العالمية من أجل تحقيق نداء الحرية والأمل

122

الدكتور محمد حبش أحد أبرز المفكرين والعلماء في العالم الإسلامي المعاصر، ومن الشخصيات الأكاديمية السورية التي كرّست حياتها للفكر المستنير والحوار بين الثقافات، والدعوة إلى قيم التسامح والعدالة الاجتماعية. وقد تميزت مسيرته العلمية والبرلمانية بالدفاع عن الإنسان وحقه في الحرية والكرامة، في إطار رؤيةٍ إصلاحيةٍ تؤمن بأن الدين الحق هو رسالة للرحمة والإخاء بين جميع البشر.
وفي هذا الإطار، أعلن الدكتور محمد حبش انضمامه إلى منصة الحملات الدولية، التي تضم الملايين من المفكرين والأدباء والفلاسفة والأكاديميين والحقوقيين والفنانين ورجال الدين من مختلف أنحاء العالم، والمتوحدين في موقفٍ إنساني نبيل يدعو إلى إنهاء احتجاز القائد عبدالله أوجلان، وإلى إحياء حق الأمل كقيمة إنسانية عليا تمثل جوهر الوعي الإنساني الحر.
ويأتي انضمام الدكتور حبش إلى هذه المنصة كونه مؤمنًا بأن رسالة الدين ليست في تقييد الإنسان، بل في تحريره من الخوف والظلم والهيمنة، وموقنًا بأن الفكر لا يُحاصَر، لأن الفكر الحر هو الذي يمنح الأمم حياتها ومعناها. ومن هذا المنطلق، دعوته إلى إطلاق سراح المفكر والفيلسوف الأممي عبدالله أوجلان، إنما هو موقف يتجاوز الأطر السياسية إلى فضاء القيم الكونية التي تنادي بالسلام، وتدعو إلى مجتمعٍ ديمقراطيٍ قائمٍ على العدالة والمساواة واحترام التنوع.
وأكد الدكتور محمد حبش على أن قضية أوجلان لم تعد شأنًا سياسيًا فحسب، بل باتت رمزًا إنسانيًا عالميًا لصمود الفكرة في وجه العزلة، ولانتصار الأمل على القيود. فالمفكر الذي حمل في رؤيته مشروعًا للسلام والعيش المشترك، لا ينبغي أن يُقيد حضوره خلف الجدران، بل أن يُستعاد صوته في

في ميادين الحوار والمصالحة والتنوير.
وشدد على الالتزام الأخلاقي والإنساني بتفعيل نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، والدفع نحو بداية مرحلة جديدة للإفراج عن القائد أوجلان، بما يمثله ذلك من فتح أفق للعدالة، وتأكيد أن الأمل لا يمكن مصادرته مهما اشتدت العزلة.
وفي ختام ندائه، دعا الدكتور محمد حبش إلى إعلاء صوت الضمير الإنساني فوق صخب السياسة وضغائن الصراع، مذكرًا بأن التاريخ لم يخلُ من رموز عانت الأسر والاضطهاد، ولكنها من وراء القضبان منحت البشرية نورًا يهديها في ظلماتها، كما فعل نيلسون مانديلا، ومهاتما غاندي، والأب ديزموند توتو، ومارتن لوثر كينغ، جلال الدين الرومي، وغيرهم من رواد الحرية الذين علمونا أن القيود قد تطوّق الجسد، لكنها لا تطال الفكر، وأن الأمل حين يؤمن به المفكرون والمخلصون، يصبح بذرة حياة تتفتح حتى في صخر المعاناة.
هذا النداء العالمي ليس مجرد تضامن رمزي، بل هو موقف معرفي وروحي يعبّر عن الايمان العميق بأن الفكر الحر لا يُسجن، وأن الحرية ليست مطلبًا سياسيًا عابرًا، بل قدر إنساني أصيل.
ومن هذا الإيمان تتجدد الدعوة إلى أن يُفتح الباب أمام عهدٍ جديدٍ من الحوار والسلام والديمقراطية، عهدٍ تُسمع فيه كلمة المفكرين لا صدى السلاح، وتُبنى فيه الجسور لا الأسوار، لأن الإنسانية لا تزدهر إلا في فضاء الحرية والأمل.

الدكتور محمد حبش، الاستاذ في الفقه الإسلامي في جامعة أبو ظبي،
مؤسس ومستشار مركز الدراسات الإسلامية في سوريا، مؤسس رابطة كتاب التنوير ، عضو اتحاد الكتاب العرب، عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية في باكستان “وجامعة الجزيرة.”
شغل عضو مجلس الشعب السوري، رئيس جمعية علماء الشريعة في سوريا ونائب رئيس “المنتدى الإسلامي العالمي للوسطية”، مدرس في العديد من الجامعات بسوريا والأردن.