المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

ذكرى المؤامرة الدولية على القائد أوجلان .. خيانة كبرى كُسرت بنداء السلام

24

في ذكرى المؤامرة الدولية على أوجلان، يتجدد التأكيد أن سجنه لم يُسكت صوته، بل جعله رمزاً للسلام وكسر المؤامرة بنداء تجاوز القيود والجدران.

تحل في هذه الأيام ذكرى المؤامرة الدولية التي استهدفت القائد عبد الله أوجلان، وإرهاصاتها الأولى في 9 تشرين الأول، تلك المؤامرة التي شكلت واحدة من أبرز صفحات الخيانة السياسية في التاريخ الحديث، والتآمر على الشعب الكردي الذي لم يطلب سوى العيش الكريم.

27 عاماً تمر على تآمر قوى دولية وإقليمية متشابكة، بتنسيق أجهزة استخباراتية كبرى، لأسر قائد حمل مشروع حرية وديمقراطية ليس للكرد فقط، بل لشعوب الشرق الأوسط جميعها، وقد تم أسره بعد ضغوط طويلة وملاحقات قادتها قوى كبرى أرادت إسكات صوته وإجهاض مشروعه التحرري.

فشل المؤامرة

لكنّ المؤامرة فشلت في تحقيق أهدافها، فبدلاً من أن يُسكت اعتقال أوجلان صوته، تحوّل سجنه في إمرالي إلى منبر فكري وسياسي جديد، أعاد من خلاله صياغة مشروعه برؤية أوسع تقوم على السلام والديمقراطية والعيش المشترك، أحدث حلقاته كانت نداء السلام والمجتمع الديمقراطي في 27 شباط. لقد حول القائد أوجلان القيد إلى فكر، والعزلة إلى مدرسة، ليؤكد أن النضال لا يُختزل في المكان أو السلاح، بل في الوعي والإرادة.

ومع مرور السنوات، ظل أوجلان رمزاً للمقاومة الفكرية والسياسية، إلى أن جاء نداءه الأخير للسلام، الذي أعاد الأمل من جديد بإمكانية تجاوز جدران السجن والماضي الدموي نحو مستقبل من الحوار والاحترام المتبادل بين الشعوب. هذا النداء، الذي حمل رسائل للداخل الكردي وللمنطقة كلها، مثل كسراً حقيقياً للمؤامرة التي أرادت عزله عن شعبه.

يقول المهندس أحمد بهاء الدين شعبان أمين عام الحزب الاشتراكي المصري، في تصريح هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن رؤيته لم تتغير تجاه ما حدث بحق القائد عبد الله أوجلان؛ وهو أنه تعرض لاعتقال غادر ومؤسف ومؤلم، مشدداً على أن القائد آبو زعيم لقضية عادلة، وقد قدّم حلولاً بها قدر كبير من الإبداع للمساعدة في حلّ التعقيدات التي تواجه القضية الكردية.

وأوضح أن من ضمن هذه الحلول مشروع الأمة الديمقراطية، وما اتصل به لاحقاً فيما يخص نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، معتبراً أن هذه الفلسفة تحلّ كثيراً من الإشكاليات ليس بالنسبة للشعب الكردي فقط، بل كذلك للدول التي يعيش فيها المكون الكردي، وللشعوب التي ترغب كذلك في العيش المشترك، معتبراً أن سجن أوجلان لم يحل دون إطلاق فكره.

إطلاق سراح أوجلان ضرورة

بدوره، دعا السياسي الفلسطيني محمد علوش، عبر تصريح هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إلى ضرورة مراجعة كل القرارات التي اتخذت فيما يخص قضية اعتقال المناضل الأممي عبد الله أوجلان، لا سيما في ضوء طرحه الأخير للسلام، مشدداً على ضرورة إطلاق سراحه فوراً تماشياً مع كل ما قدّمه من أجل السلام، وندائه الذي كسر صداه قيود المؤامرة والعزلة.

وأضاف أنه يجب الاعتذار للقائد أوجلان على كل ما حدث بحقه خلال الفترة الماضية من اعتقال وتقييد لحريته، وكل ما بدر بحقه من كل الحكومات التي عملت على حصاره وسجنه، ليس لسبب، إلا لأنه حمل قضية شعبه وناضل من أجل حريته، ولهذا فإننا نعلّي صوت المطالبة بحرية القائد آبو وإطلاق سراحه، وإعلاء راية الحرية له، مؤكداً كذلك ضرورة أن تتصدر قضية الحرية لأوجلان أولويات كل الحركات التقدمية في المنطقة.

لقد أثبت أوجلان أن القيد لا يستطيع أسر الفكرة، وأن المؤامرة الدولية، رغم ما حملته من خيانة وتواطؤ، لم تنجح في كسر إرادة رجل آمن بالسلام كطريق للحرية، واليوم، في ذكرى تلك المؤامرة، يتجدّد العهد على المضي في طريقه، دفاعاً عن قيم الحرية والديمقراطية التي جعلت من أوجلان رمزاً تجاوز حدود الجغرافيا والسجون.