سوزدار آفستا: الرسائل الموجّهة من إمرالي حاسمة لمستقبل العملية
أكدت سوزدار آفستا، عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، أن الرسائل الموجّهة من إمرالي حاسمة لمستقبل العملية، قائلةً: “لن نسمح بإفراغ محتوى العملية.”

أجابت عضوة مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK سوزدار آفستا على أسئلة فضائية Stêrk TV، وهذا هو الجزء الأول من المقابلة:
https://cdn.iframe.ly/ryc2aTsy
كما هو معلوم، عُقد اجتماع مع القائد آبو بعد شهر، في 28 آب، حيث توجّه وفد إمرالي إلى الجزيرة، ونُشرت رسائل مهمة من هناك بخصوص هذه العملية. وقد وصف القائد آبو القضية الحالية بـ “الغرغرينا” التي تتطلب تدخلاً جراحياً متخصصاً، محدِّداً مفتاح حل هذه العملية في ثلاثة مفاهيم: السلام، المجتمع الديمقراطي، والاندماج. وفي ضوء هذه الرسائل واللقاءات، كيف تُقيّمون العمل والعملية الجارية حالياً؟
في البداية، استذكر بكل احترام وإجلال وامتنان وشوق جميع شهداء ثورة كردستان في شخص القيادي في قوات الدفاع الشعبي ورائد ثورة روج آفا، الرفيق نور الدين صوفي، القيادي في أكاديمية آبولو الرفيق كوجرو أورفا؛ والرفيق بختيار كابار؛ والقيادي في إيالة زاب موردم جوليك الذي أعلن عن استشهادهم في الآونة الأخيرة؛ ومؤخراً، عضو جمعية الشبيبة جيا رزكار الذي استشهد إثر مرض، انحني إجلالاً وإكباراً أمام ذكراهم، نحن مدينون لهؤلاء الأبطال، بفضل هؤلاء الشهداء، يتحدث شعب كردستان وجميع النساء والشرق الأوسط اليوم بفخر عن الحرية والمساواة والنضال من أجل حقوق المرأة والشعوب، استذكر شهدائنا مرة أخرى باحترام وإجلال، وسنتبنى ذكراهم وسنواصل نضالنا على هذا النهج حتى نحقق أهدافهم وتطلعاتهم على أكمل وجه. وبهذه المناسبة، نجدد عهدنا لجميع الشهداء، من خلال هذا البرنامج، اتقدم باسمي وباسم جميع رفاقي بأحر التحيات والمحبة والشوق اللامتناهي للقائد آبو، وفي ضوء الدعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي، أهنئ جميع المناضلين من أجل السلام والديمقراطية والحرية والمساواة في الأول من أيلول، اليوم العالمي للسلام، الذي احتفل به بلدنا، وأحيي جميع من شارك في فعاليات هذا اليوم.
لقد وصلت العملية التي بدأها ولا يزال مستمراً بها القائد آبو إلى مرحلة مهمة وتاريخية للغاية، لقد اتخذ القائد آبو خطوات مهمة منذ كانون الأول من العام الماضي، كما هو معلوم، قبل أحد عشر شهراًُ، في 24 تشرين الأول، دعا رئيس حزب الحركة القومية (MHP) دولت بهجلي القائد آبو إلى الحضور في البرلمان والتحدث في مجموعة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب لإنهاء الكفاح المسلح وبدء عملية ديمقراطية وسلمية، لم يتجاهل القائد آبو هذه الدعوة، وفي 27 شباط 2025، دعا إلى السلام والمجتمع الديمقراطي واتخذ خطوات مهمة للغاية، بناءً على دعوة القائد آبو، أعلنت حركتنا وقف إطلاق النار في 1 آذار، كما عقدت مؤتمراً من 5 إلى 7 أيار، وفي 12 أيار، شاركت نتائج مؤتمرها مع الرأي العام، وأعلن حزب العمال الكردستاني عن حلّ هيكلته، وكانت الخطوة الأهم هي أنه بقيادة الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، الرفيقة بسي هوزات، وثلاثين من رفاقنا، بمن فيهم قادة مجلس حزب حرية المرأة الكردستانية PAJK، مجلس حزب العمال الكردستاني، ومجلس منظومة المجتمع الكردستاني نظمت مراسم حرق الأسلحة في 11 تموز 2025، في الواقع، فإن هذه الخطوات التي اتخذت تحت قيادة القائد آبو، وبجهود القائد آبو واستنادًا إلى منظور ونموذج القائد آبو وحركتنا، قد خلقت أملاً كبيراً في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم، لقد رفعت آمال النساء والشعوب، وحظيت بتقييمات إيجابية للغاية، لا سيما في شمال كردستان وتركيا، مما أعاد الأمل في السلام والديمقراطية، ومع ذلك، لا شك أنه بعد هذه الإجراءات، على سبيل المثال، في 26 تموز، أجري لقاء مع القائد آبو، ولكن لم تُجرى لقاءات أخرى لأكثر من شهر، لا نتناول هذا كأمر عادي لعدم إجراء لقاء مع القائد آبو؛ لأن القائد آبو هو مهندس هذه العملية، والقائد آبو هو من يقودها، مجرد إجراء لقاء لا يكفي، كان ينبغي أن تكون حريته الجسدية مضمونة الآن، لأن هذه العملية التي ناضلت من أجلها حركة الحرية لسنوات طويلة، ونحن نخوض حاليًا نضالاً لا يمكن لأحد سوى القائد آبو أن يقودها ويدفع بها قدمًا، وقد حددت حركتنا بوضوح مع من ستُجرى المفاوضات، وهذا قرارٌ اتخذه مؤتمرنا بالفعل، ولكي تُطبّق قرارات المؤتمر، يجب إطلاق سراح القائد آبو جسديًا، حينها فقط يستطيع القائد آبو تنفيذ قرارات المؤتمر، ولكن عندما ننظر إلى العملية الحالية، في اللقاء الأخير، رأى القائد آبو بعض المخاطر المرتبطة بها، ونحن نراها أيضًا. أبلغ رفاقنا الرأي العام والصحافة باسم حركتنا؛ ومع هذه اللغة المستخدمة، وما يُجرى نيابةً عن الدولة، وخاصةً في ظل العقلية الحالية لحكومة حزب العدالة والتنمية، فإن العملية في خطرٍ جسيم، يجب أن نُدرك هذا. لأنهم لا يتصرفون بمسؤولية، ولا يتصرفون بصدق أو جدية، بل ببراغماتية، وفقًا لمصالحهم الخاصة، وقد لوحظ هذا أيضًا في العملية السابقة. ولا يمكن إنجاز هذه العملية بالاعتماد على التصريحات فقط.
على سبيل المثال، بعد مراسم حرق الأسلحة، خرج الرئيس التركي وأدلى ببعض التصريحات التي فسرت بشكل إيجابي، وفسرت حركتنا أيضًا بإيجابية، لكن أردوغان حاول تقويض العملية مدفوعًا بمصالحه الشخصية، هذا بات واضحاً بشكل جلي، لذلك، إذا نظرنا إلى العملية بشكل عام، كما قال القائد آبو، فلا بد من “تدخل جراحي”، تدخل صحيح وبناء، القائد آبو وحده قادر على ذلك، لأن هذا مشروع القائد آبو وفكرته، ولأن القائد آبو هو من يقود هذه العملية، لا ينبغي فتح أبواب إمرالي فحسب، بل يجب على القائد آبو أن يُطلق سراحه، كما ذكر رفاقنا الذين حضروا البرنامج سابقًا، إن وسائل إعلام الحرب الخاصة وبعض الأفراد يحاولون عكس هذه الرواية تمامًا بتصريحات مثل: “آبو لا يريد مغادرة إمرالي”، في الحقيقة جميعهم يسعون عمداً لخلق مفهوم آخر، وتحريف الأجندة بهذه الكلمات، لذا يجب إطلاق سراح القائد آبو؛ ليمارس عمله أينما يراه مناسبًا، ولكن يجب تهيئة الظروف اللازمة لحريته الجسدية، لم تُتخذ أي خطوات لتحقيق ذلك حتى الآن، بل على العكس، حتى اللقاءات التي سبقت مراسم حرق الأسلحة قد توقفت وقلّت، مؤخراً، توجه وفد إمرالي من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب إلى إمرالي، لكن هذه العملية لن تقتصر عليهم فقط، هناك العديد من الأشخاص الذين يرغب القائد آبو في لقائهم، على سبيل المثال، عليه بناء علاقات مع المثقفين والخبراء الدستوريين، ومن لديهم أفكار لحل هذه القضية، والذين يمكنهم مناقشة هذه القضية، كما يرغب الكثيرون بإجراء اللقاء مع القائد آبو، فيجب على القائد آبو أن ينخرط بشكل كامل؛ وإلا فلن تنجح هذه العملية، هذه حقيقة، أشاد بهجلي بالخطوات التي اتخذها القائد آبو، وأشاد به مؤسساً وقائداً لهذه الحركة، وصرح بأن جهود القائد آبو إيجابية وبناءة للغاية، ومع ذلك، عندما ننظر إلى إعلام الحرب الخاصة لحزب العدالة والتنمية، نرى أنهم لا يزالون يروجون لمصطلح “الإرهاب”، ويدّعون أن المشكلة هي “مشكلة إرهاب”، وتحت هذا الاسم، يريدون تجاهل القضية الكردية وتجاهلها، لذلك، من خلال هذا البرنامج نؤكد مجدداً أنه بالنسبة لنا كحركة الحرية، حريتنا المطلقة هي الحرية الجسدية للقائد آبو، للقائد آبو دورٌ في هذه العملية، وأحثّ من يسعون إلى استخدام دور القائد آبو كأداة، ومن يتبنون هذا النهج، على أخذه على محمل الجد، ففي رسالته بتاريخ 1 أيلول، قال القائد آبو: “اتمسك بدعوتي التاريخية؛ وبإمكاني القيام بدور أساسي”، إنه يمنح هذه العملية فرصة عظيمة. وفي هذا الصدد، فإن القائد أبو هو الأكثر استعدادًا، كل هذا يمثل فرصة عظيمة لهذه العملية.
لذلك، بصفتنا حركة الحرية، نؤكد على أن شعبنا وأصدقائه، يجب ألا يتراجعوا ولو للحظة واحدة عن نضالهم من أجل الحرية الجسدية للقائد آبو، ومن هذا المنطلق، يجب عليهم تكثيف نضالهم أكثر فأكثر، على سبيل المثال، ستعقد لجنة وزراء مجلس أوروبا هذا الشهر اجتماعها السنوي في الفترة من 15 إلى 19 أيلول، وفي هذا الاجتماع، ستكون قضية “حق الأمل” مدرجة على جدول أعمال لجنة وزراء مجلس أوروبا، والقرارات التي سيتخذونها حاسمة، على سبيل المثال، سيكون لهذه القرارات تأثير كبير على العملية، ولا بد من اتخاذ قرار إيجابي لسير العملية بشكل إيجابي، وعلى الدولة التركية تنفيذ هذا القرار فورًا، لقد مرت عشر سنوات على اتخاذ القرار، القائد آبو أسير في إمرالي، ويبذل جهوداً جبارة لحل القضية الكردية في إمرالي، وهو من وضع مانفيستو السلام والمجتمع الديمقراطي؛ ولديه نموذج ومفهوم وفلسفة واستراتيجية مشتركة، لهذا السبب، بصفتنا حركة الحرية، نرفض ولا نقبل النهج المتبع حالياً، من يقول: “لقد ضعفت الحركة، وكانت على وشك القضاء عليها، فتدخل القائد آبو” يخدع نفسه، هذه الحركة تمتلك قوة نضالية أكبر مما كانت عليه قبل عشرين عامًا؛ إنها ذات قاعدة جماهيرية واسعة، كما هناك فدائيون حول القائد آبو، ومن يتبنى نهجًا سطحياً يخدع نفسه، نحن لا نهدد أحداً، هذه ليست تهديدات، بل هي حقيقة، حتى من كانوا يهددون حتى وقت قريب عليهم تصحيح ليس فقط خطابهم، بل عقليتهم أيضا. أولئك الذين يدّعون أن الأخوة الكردية التركية قد تطورت أكثر بكثير من ذي قبل، هدد أردوغان الكرد مجدداً، متحدثاً في 26 آب، في ذكرى معركة ملاذ كرد، فهذا أمر غير مقبول. نرفض رفضًا قاطعًا هذه اللغة، هذه العقلية وهذا النهج، ولا ينبغي لأحد أن يخطئ ويقول إن حركة الحرية قد ضعفت ولا يوجد شيء من هذا القبيل، إذا كان القائد آبو قد طوّر هذه العملية، فقد فعل ذلك للوفاء بمسؤوليته تجاه الشعب والمجتمع، ولأنه قادر على أداء هذا الدور، فقد تحمّل هذا العبء وطوّر العملية، لذلك، يجب تمهيد الطريق لهذه العملية، ويجب أن يكون القائد آبو قادراً على تطويرها في ظلّ ظروف حرة، كما ذكرتَ سابقًا، عندما ننظر إلى المستوى الذي وصلت إليه العملية، فإن الجراح الذي يمكنه حل هذه العملية، الشخص الذي يمكنه حل هذه القضية، هو القائد آبو، سواء البدائل التي يقدمها أو المانفيستو الذي قدمه، بشكل عام، هذا هو الحال لأنه يريد إشراك الجميع في هذه العملية، ولهذا السبب اقترح تشكيل اللجنة، دعونا نناقش مسألة هذه اللجنة قليلاً. تم تشكيل اللجنة، لكنها لم تلتقِ بالقائد آبو ولو مرة واحدة حتى الآن، مع أن القائد آبو هو المفاوض الرئيسي في هذه العملية، كيف تفسر هذه اللجنة وعملها؟ في هذا الصدد، كان ينبغي على الدولة التركية أن تمنح القائد آبو حق الأمل في أيلول، هذا ليس معروفاً، إنهم أنفسهم لا يطبقون القوانين التي وقعوا عليها، ما هو النهج الذي يجب اتباعه في هذه القضية؟ وهذا يخلق حالة من الصراع.
في مثل هذا الوقت يدور الحديث عن الأخوة، لكن كيف يمكن تفسير هذا النهج؟
كما ذكرتَ، يجب علينا معالجة هذه المسألة. فالأنظار مُسلطة على هذا القرار وعلى اللجنة المُشكّلة. لو أن اللجنة قد أوفت بواجباتها كما تصوّرها القائد آبو، لأُزيلت الآن العديد من العقبات التي كانت تعترض العملية، الغرض من اللجنة هو تحديد العقبات التي تعترض العملية ومعالجتها وإزالتها واحدةً تلو الأخرى، وبثّ الأمل والإيمان والشعور بالأخوة بين أفراد المجتمع، وتوحيد الجميع حول العملية، لقد شُكّلت اللجنة، لكنها بدأت عملها بطريقة خاطئة، ذلك لأن القائد آبو، الشخص الذي اقترحها وصمّمها، هو من نفّذها، وكما قال رئيس حزب الحركة القومية، كان ينبغي على القائد آبو الحضور إلى البرلمان أولاً ومشاركة أفكاره مع أعضاء اللجنة حول إنشاء هذه اللجنة وكيفية عملها. كان ينبغي على أعضاء اللجنة طرح أسئلة على القائد آبو، وكان ينبغي على القائد آبو طرحها عليهم.
فإذا كان هدف اللجنة هو حل القضية الكردية وإزالة العقبات من طريقها، فعليها اتباع نهج مناسب. وإذا كان هدف اللجنة هو الوصول بالعملية إلى غايتها النهائية، فعلى القائد آبو أيضًا التحدث، لأن اللجنة شُكِّلت بناءً على هذا الطلب، لماذا بدأت عملها بشكل خاطئ؟ لأنه يبدو وكأن القائد آبو لم يكن مشاركًا في هذه العملية، ولم يُطوّر هذه الأفكار، ولم يُصدر دعوة في 27 شباط، ولم تُعلن حركتنا وقف إطلاق النار، ولم تُحرق مجموعة من المقاتلين أسلحتهم، ولم يحدث شيء، ومع ذلك، شُكِّلت لجنة، وهذه اللجنة تُخاطب الجميع، وكأن الرأي العام لم يرَ شيئًا من قبل؛ نقابات المحامين، وجمعيات حقوق الإنسان، وعائلات الجنود، وأمهات السلام، ومنظمات المجتمع المدني، وكأنهم لم يعيشوا في هذا البلد من قبل، ويخطر ببالهم للتو أن يستمعوا إليهم، أولًا، على أي أساس يُستمع إليهم، وماذا يُقال، وماذا يُطلب؟ بالطبع، ليس من الخطأ أن يستمع إلى الناس، لكن هذا يُضيّع الوقت ويُشتّت انتباه الرأي العام، كما أنهم يُفقدون العملية التي بدأوها من أهميتها ويُفرغونها من جوهرها، على سبيل المثال، هذه اللجنة ليست قادرة على حل المشكلة. لم يُحقق عملها حتى الآن هدفه. يُطلقون عليها اسم “لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية”، لكنها تفتقر إلى الديمقراطية والأخوة والتضامن، ولا يبذلون أي جهود تُذكر لتعزيز التضامن، ولقد رأينا هذا في جلسات الاستماع، على سبيل المثال، كثرت التقييمات لأمهات السلام، لكنني أود أن أضيف شيئًا أيضًا. لأنه أمر بالغ الأهمية؛ فهو ليس مجرد قضية بسيطة. لقد دعوا أمهات السلام إلى البرلمان للتحدث. ما الذي ناضلت من أجله أمهات السلام لعقود؟ لماذا توجه أبناؤهن إلى الجبال؟ لماذا استشهدوا؟ ما هي مطالب هؤلاء الأمهات؟ إذا كنّ يطرحن هذه الأسئلة، فإن الأمهات أنفسهن سيتحدثن بلغتهن الأم، لماذا توجه أبناؤهن إلى الجبال؟ توجهوا إلى الجبال لأنهم حُرموا من حق التحدث بلغتهم الأم، ولأن ثقافتهم مُنعت، ولأن الهوية الكردية لم تُعترف بها، ولأن الوجود الكردي لم يُعترف به، ولأنهم تعرضوا للإبادة الجماعية. لهذا السبب بدأ حزب العمال الكردستاني نضاله. وكأن شيئًا لم يكن، يقولون للأمهات اللواتي يرغبن في التحدث بلغتهن الأم: “لا يمكنكن التحدث باللغة الكردية هنا؛ أنتن تحت مظلة البرلمان”.
فكيف يُمكن أن يكون هذا البرلمان ديمقراطيًا؟ كيف ستُقام جمهورية ديمقراطية؟ مشروع القائد آبو هو إقامة جمهورية ديمقراطية، لن تُحل أي مشكلة في تركيا حتى تُقام جمهورية ديمقراطية، أي ضمير أو أخلاق تسمح بمنع الأمهات من التحدث بلغتهن؟ أُدين هذه العقلية.
كان ينبغي على أعضاء اللجنة، الذين يؤمنون بالديمقراطية والحرية، والذين يريدون حل القضية الكردية بشكل حقيقي، وترسيخ التضامن الوطني في تركيا والمنطقة، وتنمية الاندماج الإيجابي والديمقراطي، وتشكيل الأخوة بين الشعوب، أن يتخذوا موقفاً ضد اللجنة التي منعت الأمهات، لم يذهب أعضاء اللجنة إلى هناك ليتصرفوا كما أراد حزب العدالة والتنمية! لو كان حزب العدالة والتنمية هو من يدير العملية، لما كانت هناك حاجة لتأسيس اللجنة. لا ينوي حزب العدالة والتنمية إدارة هذه العملية على أي حال. لقد شُكِّلت هذه اللجنة بفضل جهود القائد آبو وعمله الدؤوب، ولكن أكبر ظلم للأمهات وقع هناك. حتى أنهم دوّنوا ذلك في المحاضر بلغة غير مفهومة. كيف يُمكن بناء الأخوة في تركيا بهذه الطريقة؟ اللجنة، بهذا المعنى، لا تعمل وفقًا لتفويضها.
الرسالة التي وجهها القائد لافتة للانتباه، المفاهيم الثلاثة التي يتحدث عنها القائد: المجتمع الديمقراطي، السلام والاندماج، كيف تفسرون رسالة القائد هذه؟
لا شك أن على اللجنة أن تركز على هذه المفاهيم، ماذا تعني كل واحدة منها؟ إذا لم يتحقق السلام الداخلي، وإذا لم يعش الجميع بحرية بلغتهم الأم وبأفكارهم، فلا يمكن إقامة مجتمع ديمقراطي. القوانين ضرورية لتشكيل مجتمع ديمقراطي وتطوير الاندماج الديمقراطي مع الدولة، لا يمكن تحقيق هذه الأمور من خلال التصريحات، مهمة اللجنة هي صياغة القوانين. يجب أن يكون أول قانون للجنة هو ضمان حرية القائد آبو، القائد آبو هو مهندس هذا المشروع؛ يجب سن القوانين له. يجب سن القوانين التي على أساسها سيتم حل القضية الكردية. لكن هذه اللجنة لم تصغ بعد قانونًا يسمح بالتحدث باللغة الأم، يجب أن يرى الشعب، قوى الديمقراطية، هذا، يجب اتخاذ خطوات جريئة، ويجب استخدام لغة جريئة، ويجب بذل جهود شجاعة، النهج الجبان خاطئ. لقد يشنون حرباً بهذه العقلية منذ 40 عامًا، لكنهم لم يحققوا شيئاً، يقول القائد آبو: “هدفنا هو إنهاء هذه المعاناة الكبيرة”. هدف القائد آبو، أي الحركة، واضح، لقد شاركنا في هذه العملية بكل إخلاص. ولكن لا ينبغي لأحد أن يعتقد أنها ستدوم إلى الأبد، لذلك، أودّ التأكيد على ما يلي: قبل كل شيء، يجب على اللجنة أن تفي بواجباتها، وأن تتجنب تأثير الحزب الحاكم، وأن تعمل بما يخدم مصلحة المجتمع ويحقق الآمال التي رسمتها. على سبيل المثال، تحدث رؤساء برلمانيون سابقون، قائلين إن “حق الأمل” يجب أن يُطبق فورًا. بالطبع، يقولون هذا بعد مغادرتهم مناصبهم، وليس أثناء وجودهم، ولكنه أمرٌ بالغ الأهمية. لذلك، على اللجنة أن تتحرك بشجاعة أكبر، وبما أنها تحملت هذا العبء، فعليها أن تؤدي واجباتها، إذا فعلت ذلك، فيمكنها مواصلة هذه العملية، أما إذا لم تستطع، فلا أحد يقول إنه مهما حدث، ستستمر هذه العملية على هذا النحو حتى النهاية، وعلى أي حال، لن يحدث ذلك. بصفتنا حركة الحرية، لن نسمح لأحد بتقويض هذه العملية، نحن نعرف هذه الأمور جيداً، نحن أيضًا لدينا خبرة واسعة؛ فنحن نخوض نضالاً منذ 50 عاماً بقيادة القائد أبو، على سبيل المثال، أعلن القائد آبو وقف إطلاق النار مجدداً في الأول من أيلول عام ١٩٩٨. ثم، في غضون ٤٠ يومًا، دبروا مؤامرة ضده، لو لجأ القائد آبو إلى الجبال بدلًا من أوروبا من أجل السلام ومنع المزيد من المعاناة، فمن يدري كيف كانت ستكون الحرب؟ لما كان القائد آبو موجودًا في إمرالي الآن، عندما تحققت المؤامرة، لجأ إلى أوروبا لحل المشكلة ديمقراطيًا وسلميًا، لكن التضحية من جانب واحد لا تكفي دائماً، على المسؤولين الأتراك، وخاصةً مسؤولي حزب العدالة والتنمية، أن يدركوا ذلك، وفي هذا الصدد، يجب على دولت بهجلي أن يلتزم بأقواله في هذا الشأن. فقد قال سابقًا: “لا يطير الطائر بجناح واحد”. هذه مقولة مهمة، ولكن يجب تطبيقها عملياً، يجب تحسين ظروف القائد آبو فوراً، ومنحه “حق الأمل”، وضمان حريته الجسدية. لا شيء أقل من هذا سيُكلل العملية بالنجاح، ويُرضينا نحن وشعبنا، ولا يمكن لأحد أن يدّعي أن العملية تسير على أسس سليمة.
غداً.. الجزء الثاني من المقابلة