المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

بحنجرة وقلم سوري ثائر مليء بالحب من أجل تحقيق السلام ونيل الحرية

89

للمبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، بقلم الفنان القدير صوت الثورة وضميرها: سميح شقير

من امتداد الفكر والمقاومة الثورية التي دونتها مراحل التاريخ لبعض الشخصيات التي وضعت بصمة تاريخية لا يمكن تجاهلها ولا إنكارها، فقد أثمرت تلك البصمات تحولات جذرية في حياة الشعوب و طيات التاريخ، بتوارث ذهنية السلطة المطلقة التي أخذت مكان اللاهوت، لابد من منقذ يناهض حقوق الشعوب المسلوبة.
علاوة على ذلك لا يمكن للتاريخ أن لا يستحضر ميراث السجون التي أحاطت بنيلسون مانديلا وليونارد بلتيير وأنطونيو غرامشي وآدم ديماسي ومروان البرغوثي، والمقاصل التي فصلت الفكر عن الواقع المُعاش، لترهب الأصوات الحرة عبر المحطات الزمنية. واليوم نشهد أكبر مؤامرة شهدها الشرق الأوسط باحتجاز آخر رمز من رموز الاشتراكية التي عرج بها وعرفها الثائر الذي تحول لأيقونة السلام والنضال لكل الشعوب المضطهدة والتي تطالب بالعدالة الاجتماعية، السيد عبدالله أوجلان.

وبهذه المحطة نقف لحظة إجلالٍ تاريخية لنشهد إعادة روح الثورة لمناهضة الاستبداد والظلم، وإحياء رونق الحرية للشعوب المنتفضة التي كانت مسلوبة الإرادة في الشرق الأوسط، بشخصية المفكر والفيلسوف عبد الله أوجلان والأطروحات التي طرحها للعالم من زنزانة إمرالي، ليغدو باحث ومفكر وفيلسوف يمثل إرادة الشعوب لما قدمه من فلسفة وعلمٌ بالسياسة الديمقراطية والأخلاقية.

استطاع المفكر أوجلان عبر ندائه الأخير ” السلام والمجتمع الديمقراطي” أن يمثل منعطفاً تاريخياً فريداً، الذي قلب موازين الشرق الأوسط وليس فقط تركيا أو القضية الكوردية _ التركية، بل أضافت تغييراً وتحولاً لعلاقات مكونات المنطقة برّمتها للعيش بسلام منبعه حضارة الهلال الخصيب.

وبهذا التحول مهد الطريق أمام أفق جديدة للوصول إلى حل ديمقراطي متكامل يضمن حقوق جميع الشعوب بمنطقة الشرق الأوسط والعالم، وإنشاء نظام لاتحادات ديمقراطية في الشرق الأوسط بشكل خاص، لإنهاء مئوية الدم اللانهائي وإقامة اندماج وامتزاج يملؤه حيوية شعوب شرق أوسطية. لذلك يتطلب أن يكون السيد عبد الله أوجلان حراً وموجوداً لقيادة مرحلة التغيير والتحول في تركيا ودول الجوار، بدعوته السلام والمجتمع الديمقراطي والحملات التي انطلقت لدعم ومساندة النداء.
وعلى هذا الأساس انضم للحملة العالمية “أرغب اللقاء مع عبدالله أوجلان” بقلبٍ سوري ثائر مليءٍ بالحب، من أجل استتباب السلام ووقف الصراع في المنطقة يسعدني أن أنضمّ إلى العديد من الحائزين على جائزة نوبل وعدد من الشخصيات الأدبية والفنية على مستوى العالم للمطالبة بالإفراج عن السيد عبدلله اوجلان نظراً لأهمية ما يستطيع أن يقدمه لمسيرة السلام من خلال الفكر الذي يطرحه منذ سنوات والذي يتضمن خريطة طريق للوصول إلى تحقيق السلام بعد صراع طويل، لذا نأمل إطلاق سراحه بعد احتجاز حريته في سجنٍ تركي منذ 27 عاماً .