المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

كالكان: السلطة لم تتخلَّ بعد عن سياسة إبادة الكرد

19

صرّح دوران كالكان أن السلطة الحاكمة ليس لديها إي مسعى للتوصل إلى حل، كما أنها لم تتخلَّ عن عقلية إنكار وإبادة الكرد، وقال: “لا يمكن لأحد أن يُنزل أيَّ مقاتل من هذا الجبل سوى حرية القائد آبو. على الجميع أن يتحدثوا بصدق وبشكل صحيح.”

قدّم دوران كالكان، عضو أكاديمية عبدالله أوجلان للعلوم الاجتماعية، لقناة مديا خبر- Medya Haber TV، تقييمات حول الوضع الذي وصلت إليه عملية السلام والمجتمع الديمقراطي، وكذلك مؤامرة التاسع من تشرين الأول، إلى جانب التطوّرات السياسية الراهنة المطروحة على جدول الأعمال.

https://cdn.iframe.ly/Y2zPn0u9
وفيما يلي التقييمات التي قدّمها دوران كالكان:

“أحيّي القائد آبو بدايةً بكلّ احترام ومحبة. فهو حقّاً يستحق أن نحيّيه إلى الأبد، لأنه أظهر مقاومةً تفوق طاقة البشر. فالقائد آبو يعيش منذ سبعةٍ وعشرين عاماً في ظل نظام التعذيب والإبادة والعزلة في إمرالي، ومع ذلك يواصل اليوم عمله بصبرٍ وتصميم وحماسٍ وبإرادة ثابتة، بمعنى أنه يُفهِم الذين لا يفهمون الكلام، وينقذ الجاهلين من غفلتهم، ويعيد المشتّتين إلى الطريق الصحيح، ويصرخ آلاف المرات بلا مللٍ أو كلل. واللافت في الأمر هو أنه هناك بعض الأوساط عيونهم عَمياء، وآذانهم صمّاء؛ فلا يسمعون جيداً، ولا حتى يفهمون جيداً. وهم مُصرّون عن قصد على عدم الرغبة في الفهم، لا ينبغي أن نفسّر هذه المشكلة على أنها مسألة رغبةٍ أو عدم رغبةٍ فحسب. فهناك خصومُ واضحون. أي يبدو أن هناك من يعادي السلامَ والحريةَ والديمقراطية. وهناك من يعيشون ويتغذّون على الحرب، والديكتاتورية، والقمع، والظلم، والدماء، والمنفعة المادية. من الأصحّ أن نُسَمِّيَهم ’منتفعو الحرب‘؛ فهكذا يكون الوصفُ أدقُّ. وفضلاً عن رفض الفهم، تُمارَس ضدّ القائد آبو كلُّ أنواعِ الأعمالِ والأنشطةِ المعادية. ومع ذلك، فقد أنجزَ أموراً لم يَستَطِع أيُّ أحدٍ في العالم أن يقومَ بها. وقد ذكر بنفسه أيضاً، حيث يقول؛ إن ’التنظيم الذي حتى العالم لم يكن بمقدوره أن يُضعِفَه أو يثنيه، اتخذتُ قرار حلِّه‘. وفعلاً، لسنواتٍ كان العالمُ موحَّداً يتجمّع ضده ويهاجمه. فمنذ حزيران 1985 وحتى اليوم يشنُّ حلفُ شمالِ الأطلسي حرباً ضدَّ مقاتلي ومقاتلات حزب العمال الكردستاني. حيث استمر الأمرُ أربعينَ سنةً بالتمام والكمال. فالناتو كان قوةَ العالمِ المتحدة. هل استطاعوا أن يُسحقوا الكريلا؟ هل استطاعوا أن يُصفّوا حزبَ العمال الكردستاني؟ لم يستطيعوا. حيث اتَّخذَ القائد آبو قراراً بإنهاءِ الكفاح المسلَّح وبالحفاظِ على وجودِ التنظيم. وأوصل حزب العمال الكردستاني إلى هذه النقطة. فهناك من يريد أن يفهم شيئاً قليلاً، ومن يريد أن يُقدّر الأمر قليلاً، ومع ذلك هم في حالة هجوم لا تُصدَّق. لا يعجبهم هذا الوضع، ولا يجدونه صحيحاً. في الواقع، أتذكّر وقف إطلاق النار عام 1993. ففي ذلك الوقت، حضر القائد آبو المؤتمر الصحفي الثاني مرتدياً ملابس مدنية. فسأل البعض: “لماذا لم ترتدِ الزي العسكري؟” فأجاب القائد آبو: “في الغرفة الأخرى؛ إذا أردتم يمكنني ارتداؤه، لكنني ظننت أنكم تفضلون هذا”. ومن الواضح أن هناك من يفضّل الأمور بهذه الطريقة.  ومن هذا المنطلق، دعوني أقول التالي؛ بمعنى هناك عبارة تُستخدم كثيراً في تركيا، إذ تقول: “لا شيء جديد في الجبهة الغربية”. في الحقيقة، الجبهة الشرقية تعمل بجهدٍ دؤوب. ومن أجل السلام والديمقراطية، تحقق ما لم يستطع أحد القيام به. وخلال الأشهر والسنوات الماضية، أنجز ما لم يكن بالإمكان حتى تخيله. ومع ذلك، في الجبهة الغربية لا شيء جديد، وليس هناك أي تغيّر. ومن الغريب والعجيب أنّ المحامين ذهبوا مرة أخرى للقاء. وفي اليوم الذي كنا سنقوم فيه بالبرنامج الماضي، فوجئنا بأن المحامين قد أجروا زيارة؛ بعد ست سنوات كاملة. والآن، بعد شهر فقط، تُجرى زيارة أخرى للمحامين. وفي تلك الفترة أيضاً أشرنا إلى أنّ الأمر يُنظر إليه تقريباً كحدث ينبغي الاحتفاء به، وجرى إعداد الخبر عنه. غير أن هذا اللقاء مع المحامين هو أمر طبيعي، وهو لقاء عادي جداً. في الواقع، يجب أن تكون اللقاءات أكثر تواتراً من مرة في الشهر. وهذا ما تقضي به قوانين تركيا. لكنهم أسسوا لنظام بحيث يُمنع كل شيء؛ ومن ثم، عندما يُجرى اللقاء مع المحامين بعد ست سنوات، يقولون ليفرح الجميع بذلك، وليكون حدثاً عظيماً، ويُحتفى بها، ويصبح خبراً. حيث يوصلون الأمر إلى هذه الحالة، ثم يقولون: “كل زيارة لإمرالي تصبح حدثاً كبيراً، وتؤثر على الجميع”. ولكن أنتم من تخلقون هذا الوضع. فالنظام الذي أنشأتموه هو الذي يؤدي إلى ذلك. وهل هناك جانب في هذا لا يمكن فهمه؟ دعونا نوضح التالي؛ لا يوجد أي تغيير في عزلة إمرالي، فهي ما زالت مستمرة. نعم، من ناحية معينة، فقد تراجعت العزلة قليلاً، وبهذا المعنى، أي أن القوانين تُطبَّق جزئياً في الوضع الحالي.

يتبع…..