المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

“الجانب الأخطر للتآمر هو عدم تنفيذ الذين يدعون أنهم أصدقاء ورفاق لمهامهم”

76

يتحدث القائد عبد الله أوجلان عن تاريخ التآمر وكيف يسهم عدم تنفيذ الوعود من قبل الأصدقاء في إكمال المؤامرات.

"الجانب الأخطر للتآمر هو عدم تنفيذ الذين يدعون أنهم أصدقاء ورفاق لمهامهم"

في مؤلّفه من دولة الكهنة السومريين نحو الحضارة الديمقراطية يقيّم القائد عبد الله أوجلان بشكل مستفيض تاريخ التآمر وذلك في إطار المساعي لتعريف خصائص المؤامرة الدولة التي طالته عام 1999.

وفيما يلي مقتطفات من تقييمات القائد عبد الله أوجلان عن التآمر في الفصل السابع تحت عنوان ” أن تكون محارب الحرية لأجل شعب في طوق المؤامرة”.

“إن التآمر ممارسة أصعب من أي حرب خاصة أو قذرة، لأن في داخله أناس يدعون الصداقة ورفاق غافلون، ولا نكون قد بالغنا حين نقول أن تاريخ الحرية للشعب الكردي بهذا المعنى هو تاريخ للمتآمرين في الوقت نفسه، بل أننا نصل إلى حقائق كثيرة لأننا لم نشهد تاريخاً يشبه تاريخ الشعوب الأخرى.

إن الجانب الأخطر للتآمر هو عدم تنفيذ الذين يدعون أنهم أصدقاء ورفاق لمهامهم في الوقت المحدد، بحسب القرارات والوعود، ويشكلون الأرضية الحرجة في إيصال مخططات المتآمرين إلى النجاح من خلال موقفهم هذا، مهما كانوا أصحاب نوايا حسنة وجهود، إن الدور الذي يقومون به هو الدور الذي دفع قيصر إلى القول:”حتى أنت يا بروتوس” وهو دور يهوذا الاسقريوطي الذي أدى إلى صلب عيسى وجرائم الخلفاء وكثير من الأحداث التي أدت إلى تغيير مسار التاريخ، والشيء الأكثر إيلاماً بالنسبة  للشعب الكردي أن ذلك لا يتم على شكل أحداث فردية ومنفردة، أن تاريخه كله مليء بهذه التوجهات، إنك تتلقى الضربة ممن تعدهم أصدقاء في مكان وزمان لا تتوقعه، في الوقت الذي يأخذك فيه مرشدك إلى الهاوية عن معرفة أو من دونها، وتعتقد أنه يسير في الطريق الصحيح، وتسقط أنت في مكان غير متوقع وهو أشبه بحقل الغام، وكأنه قدر في مواجهة صعوبات كبيرة في الثقة بشريكك أو أخيك، ولا تستطيع الادعاء بأن جميعها ارتكبت عن قصد، وقد تفقد الشخصية غير الموزونة كل توازنها في الظروف الصعبة بينما يواصل التاريخ الملعون حكمه الذي صنعه الإنسان بيده، والذي يسمى بالقدر، أما ما يجري مع الشخص المسمى بالقائد فهو مشهد “التضحية بالملك” في المثيولوجيا، وتتم إزالة اللعنة والشؤم عن كل المجتمع من خلال تضحية الشخص الموجود في موقع قائد الشعب والمجتمع، في العصر الذي لم يتكون فيه الملوك الأكثر قمعاً واستغلالاً، أما إذا كان القائد عند الكرد لم يقتل ولم يستسلم ولم يصب بالجنون ومازال عقله وكرامته في حرز، فإن الشيء الذي ينتظره هو”الحرية أو الاحتفال بقتل الملك”، إن الشيء الغريب في المسألة هو مواصلة هذه الأحداث مثيولوجية ما قَبل التاريخ وعيشها بنحو دائم، ولذلك فإن الأسطورة والمثيولوجيا تتحولان إلى حقيقة عند الكرد، أما الحقيقة الموجودة فتصبح عمياء وصماء وبكماء.

إن الانتماء إلى شعبٍ بهذه الخصال مؤلم جداً، أما الهروب فهو الجبن بعينه، وعدم الهروب يعني تحمل المنطق الظالم للتآمر والممارسات التي لا تعترف بأية قاعدة، ويتم تنظيف اللعنة الموجودة على عنقك بدرجة تحملك، وإلى درجة ستكون فيها الضحية، وطالما بقيت اللعنة فكل شيء سيكون حراماً، إن قيمة سماع القلب هي أقل من قيمة حيوان، أما منطقها فهو خيانة لكل الحقيقة بالكامل، ويتسرب الجذام من كل أطرافها، والكل يهرب منك، فالسبيل الوحيد للتخلص من ذلك هو الحرية أو الموت، وعدا ذلك فلا توجد أية كلمة يمكن أن تقولها لأمك أو لأجدادك أو لأصدقائك ولأحبائك، ولا يحلّ لك مد يدك لمرة واحدة.