المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان :وطن الشمس

186

ما أكثر آلامك و أوجاعك ! يا وطن الشمس. هل خُلقت لتكوني ثكلى ؟ هل خُلقت لتكوني وجبة شهيّة لوحوش الفاشية والإمبريالية؟ هل قدرك هو ان تفقدي أبناءك في عاصمة السلام والحب ؟ هل قدرك هو ألاّ يجد أبناؤك السّلام في باريس السلام ؟ ما بال القدر قد تحوّل إلى نصلٍ مبرحٍ قاتلٍ ومطعونٍ في ظهرك دائما ؟ في الأمس القريب. القريب جدا فقدتِ قديساتك الثلاث ساكينة. وفيدان. وليلى. فقدتِ منارات الحرية في وطن الحرية. واليوم فقدتِ صوت الحرية ميربيرور. وناشط الحرية الرفيق عبد الرحمن. وعاشقة الحرية الرفيقة أفين التي أفنت حياتها لتشعل بروحها مشاعل الحق والعدالة والديمقراطية. إثرٰ اعتداء إرهابي على المركز الثقافي الكردي في باريس. ولكن من يقف وراء هذا الهجوم الإرهابي ؟ الجواب واضح لهذا الاستفهام الذي لم يشكّل استفهاماً في ذهن كل من قرأ تاريخ الدولة التركية الفاشية التي قامت بالأساس على جماجم ودماء وحضارات شعوب المنطقة. وعرف حقّ المعرفة بأنها قد جعلت شغلها الشاغل محاربة الأكراد. فمحاربة الأكراد تعني محاربة العدل. الدّيمقراطية. الحرية. إخوّة الشعوب. ولهذا فهي لم تتاخّر هنيهةٌ بنسج خيوط أقذر مؤامرة دوليّة حيكت في تاريخ البشرية الحديث. وذلك عندما استطاعت وبإعانة كافة القوى الدولية والإمبريالية العالمية بإلقاء قبضتها على القائد الأممي عبدلله أوجلان وبسلب حرّيته. وإيداعه في عزلة محصورة بين قضبان سجن إمرالي. هذه العزلة التي اقشعرّت لها أبدان محبّي الحريّة والسلام. ونفرت منها نفوس عاشقي المساواة والديمقراطية. ولم يُشفٰ غليلها بكل ما عملته. وتعمله. بل أنها استمرّت في إظهار حقدها وعداوتها للأكراد بقصف مدنهم وقراهم. وملاحقة مقاتليهم بطائراتها. ومحاربتهم بسلاحها الكيماوي المحرّم دوليّاً. ضاربةٌ بذلك عرض الحائط كل القوانين والمراسيم والنواميس الدولية المنادية بحقوق الإنسان. ولا غرابة في استمرارها في هذه الاعتداءات. وذلك وكما يقال (بأن الفرعون قد تفرعن لأنه لم يجد من يصدّه عن جبروتهٖ) وكذلك فالدولة التركية قد تفرعنت في فاشيتها واعتداءاتها لأن طريقها كان سالكاً. فالعالم بأسره قد اصمّ اذنيهٖ كي لا يسمع هول اعتداءاتها على الشعب الكردي. واعمى عينيه كي لا يرى نتائج هذه الاعتداءات. وابكم فاههُ كي لا يتحدث عمّا لاقاه الكرد من جبروت هذه الدولة الطاغية. هذا هو قدرك يا وطن الشمس. وهذا هو قدر أبنائك. فقدرك ان تكوني وحيدة لا صديق لك يعينك في هذا العالم القذر الملوّث بالمؤامرات والانتهاكات. وأن يكون أبناؤك مثلك وحيدين بدون اصدقاء. فلا صديق للكرد سوى الكرد. ولا معين للكرد سوى الكرد. فعليهم النهوض نهضة رجل واحد. والوقوف معاً كالبنيان المرصوص لمواجهة فاشية هذه الفاشية. وقطع يد إرهابها أينما طالت ووصلت. وذلك بدءاً من كسر عزلة القائد الأممي عبدلله أوجلان و استرجاع حريتهٖ. وانتهاءاً بمجابهة اعتداء الدولة التركية وشرورها على شعبنا. ومناطقنا. ومقاتلينا. وأبنائنا. وخيراتنا. ومياهنا. وحياتنا بكلّ ما تمتلكه هذه الكلمة من معان وشموليّات ومضامين. وعندئذ ياوطن الشمس! ستضمد جراحك. وستواسى احزانك. وتداوى آلامك.