المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

عبد الله أوجلان مؤسّس النهضة المعاصرة ومُوقد شرارة الملحمة الثورية الكبرى لضمان استمرارية كفاح الشعب الكردي وخلق آفاق تحررية لجميع الشعوب

1٬011

مسيرة الحرية45عاماً

بقلم: آمنة خضرو

كان تأسيس حزب العمال الكردستاني” PKK” الذي انبعث من رحم الشعوب بمثابة الإعلان عن خارطة الطريق من أجل النضال ضد الظلم والاستبداد ضد الأنظمة الحاكمة الفاشية التي تتمثل بنظام السلطة القومية في ظل الهيمنة الرأسمالية، لذلك كانت بمثابة انتفاضة شعبية ضد هيمنة السلطة، أدركها ابن مدينة “أورفا”- مدينة الأنبياء والحضارات “عبد الله أوجلان”، وكان لا بدّ من تحديد مسار المقاومة ضد كافة أشكال التمييز بحق الكرد أينما كانوا.

وبعد تشكيل نخبة ثورية من رفاق الدرب التي كانت حاجة ماسة وضرورة تاريخية لا بدّ منها، ومن منطلق “كردستان مستعمرة” تمّ تأسيس حزب العمال الكردستاني في 27/ نوفمبر/1978 في إطار التأثير الماركسي –  الركيزة الأساسية التي ساهمت في بناء المنظومة “الأيديولوجية ” بطابع عصري، بيئي، ديمقراطي، تحرري، فكري، اجتماعي، سياسي…

تضمنت أهم أهداف الحزب “السعي لحل كافة القضايا من دون تدخل خارجي خاصة الدول الإمبريالية، توسيع النضال في كافة أنحاء العالم، السعي لبناء مجتمع بيئي ديمقراطي متحرر بعيد عن هيمنة السلطة والدولة، تأسيس حياة آمنة مستقرة، وبناء اقتصاد كومونالي، مشاركة المرأة في كافة المجالات، بناء سياسة وكيان ذات سيادة، واقتصاد وجيش مستقلين غير تابعيْن لأية قوى على أسس علمية وفي إطار شعبي”.

كان ذلك بمثابة السدّ المنيع الذي رسّخ جذور الحركة ومتّنها. وعلى هذا الأساس تمّ توسيع نطاق أعمال الحزب بطرق مختلفة لخلق مساحات واسعة يتيح تحركاً أوسع بين الجماهير الشعبية، حيث توجّه البعض للجبال، والبعض ناضل بين الشعب، وبعض الرفاق والرفيقات توجهوا إلى الدول الأوربية. ومع توسّع النضال زاد الخناق على كوادر الحركة واكتظّت السجون التركية بالمعتقلين السياسيين الذين ناضلوا من أجل ضمان حقوق الشعب الكردي والدفاع عنها.

استخدمت الفاشية التركية أبشع الأساليب اللاإنسانية في الزنزانات التركية، وارتكبت أفظع الانتهاكات، وتابعت إجرامها الممنهج في اغتيال الرفاق والرفيقات في كل أنحاء العالم. رغم كل محاولات السلطات التركية قمع الحركة واعتقال الرفاق والرفيقات واستهدافهم في كل بقعة من بقاع الأرض، إلا أنّ إرادة رفاقنا كانت أقوى من إجرامهم، حيث ثابر كوادر حزب العمال الكردستاني في نضالهم بروح المسؤولية والفدائية الكاملة أمام الشعب الذي آمن به، لذلك كان يجب أنْ تتجسّد المقاومة بكل السبل للوصول إلى تحطيم سبل الاستبداد.

تابع الحزب مسيرته بقيادة القائد “عبد الله أوجلان” الذي أعطى رونقاً وعمقاً استراتيجياً للحركة الثورية بإشراك المرأة والرجل ضمن صفوف حزب العمال الكردستاني، لتصبح استراتيجية الحركة استراتيجية عسكرية وفق أسس وتكتيكات تنظيمية لخصائص المناضلين الثوريين. وفي15 آب من عام ١٩٨٤ تم إعلان الكفاح المسلح في باكور كردستان، التي بدأت معها مرحلة عسكرية جديدة سطروها بأرواحهم السامية.

لم يعتمد حزب العمال الكردستاني على دول العالم في المطالبة بحقوقه وشرعنة مطالبه، إنّما كان الشعب سيّد الأحكام الذي كان يساند روح الحركة الإنسانية بكل المقاييس الثورية، لذلك كلما ننظر إلى الوراء نرى القدرة الجبّارة التي سطّرت أسمى المعاني البطولية في تحدّي أعاصير الدولة الفاشية بترسيخ معاني الشهادة وإعطاء مفهوم جديد للموت في سبيل الوطن والحرية.

لذلك نادى مؤسس حزب العمال الكردستاني بالحرية ومناهضة الرأسمالية، وطرح الكونفدرالية الديمقراطية على أسُس الاشتراكية التحررية ومبادئ الإيكولوجيا الاجتماعية.

 شكل القائد “عبد الله أوجلان ” عائقاً أمام الهيمنة المطلقة للرأسمالية على المجتمعات، لذلك تم التآمر عليه بعملية قرصنة دولية شاركت فيها كل الدول الإمبريالية، لأنّ الأنظمة الرأسمالية أيقنت أنّ “براديغما فلسفة الحياة الحرّة” قد أطلقها PKK”، وهذا لا يتناسب مع مصالح الأنظمة المهيمنة على العالم المجرّدة من الإنسانية. هذه الأنظمة لا تأبه منح أبسط الحقوق للشعب الكردي، ألا وهو أنْ يعيش حراً كريماً على أرضه التاريخية، ويتحدث بلغته الخاصة.

” ثمة روابط وثيقة بين قابلية نهج حزب العمال الكردستاني للتسييس، وبين خاصياته الأيديولوجية. وإمكانية تغلغله السريع بين صفوف الشعب الذي كان سيشكل فيما بعد قاعدته الجماهيرية؛ إنّما تشكل البرهان القاطع على هذه الحقيقة.” ((عبد الله أوجلان))

نستذكر شهداءنا الأبرار الذين ناضلوا وضحوا حتّى الرّمق الأخير ضد الظلم والاستبداد، ومقاومة السجون كانت مثالاً للرّد على سياسة الإقصاء والقمع والهيمنة.

نبارك لجميع الشعوب التوّاقة للحرّية يوم الانبعاث الحرّ، يوم ميلاد حزب العمال الكردستاني (PKK)

  • عاشت مسيرة الخمسة وأربعين عاماً
  • عاشت مقاومة إمرالي
  • عاشت مقاومة الكريلا
  • عاشت مقاومة الشعوب
  • لا حياة بدون القائد
  • حان وقت الحرية