المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

مشروع الإدارة الذاتية هو مشروع ديمقراطي مناقض للاستبداد والتسلط…

248

إن قوات سوريا الديمقراطية حققت مجدداً انتصار عسكري باهر وقامت مجددا بتطهير أرض الوطن من العملاء والمخربين ونتمنى ان تتحول نتائج هذا الانتصار الى دعامة لمواجهة كل التحديات وفي مقدمتها تجفيف منابع التطرف والعنف واعادة تصويب البوصلة في ديرالزور على كافة الأصعدة .

حقيقة ان العملية العسكرية وحدها لاتكفي لمنع تكرار مثل هذا السيناريو مستقبلا بل نحن بحاجة ايضا لمقاربات سياسية واجتماعية واقتصادية وإدارية وتعليمية فحقيقة إن ما حدث في ديرالزور هو بسبب اعمال وجرائم بعض الشخصيات العسكرية القيادية في مجلس ديرالزور العسكري ومنهم ابو خولة واخوه والذين ارتكبوا كثير من الجرائم منها اعمال اغتصاب وقتل وتهريب المخدرات والمازوت والمواد التموينية والنفط وفتح معابير غير قانونية مع النظام والتعامل مع مليشيات ايران والنظام لتفويض مشروع الإدارة الذاتية ، بالإضافة لإنشاء شركات وهمية عملت على نهب اموال أهالي ديرالزور تحت مسمى الشركات القابضة حقيقة كل هذه الجرائم والممارسات زادت من السخط الشعبي وتفجرت احتجاجات واسعة تطالب بإقالة ابو خولة ومعاونيه ومحاسبتهم ، وبعد مطالبات من الوجهاء والشيوخ قامت قيادة قوات سوريا الديمقراطية بإيقاف الخبيل وبعض قيادات مجلس ديرالزور العسكري على ذمة التحقيق طبعا هذا الإجراء حقيقة لم يعجب الفاسدين المستفيدين من بقاء ابو خولة وأيضا لم يعجب تجار المخدرات وعصابات التهريب والتي تتلقى دعم من المتعاملين معهم في مناطق النظام والذين قاموا بأعمال تخريب واعمال نهب وسلب وكانوا يسعون من خلال اطلاق شرارة الاحداث هو للتشبث بمواقعهم وإدامة سلطتهم غير آبهين بالأثار الوخيمة لنهجهم على السلم الأهلي والشعب والبلد ولذلك قادوا معارك ضد قوات سوريا الديمقراطية وقاموا بالاستعانة بالنظام ومليشيا ايران والذين عملوا على اطلاق اسم ثورة العشائر على هذا التمرد المسلح من أجل جر المنطقة لفتنة تحرق المنطقة برمتها من خلال الفتنة العربية الكردية والتي تغذى من أطراف عديدة مثل فيصل مقداد ولونا الشبل ونصر الله وتركيا ومن الإعلام السوري الموالي لتركيا ومن المدعو نواف البشير الذي تلقى دعم واموال من ايران فحقيقة لعبت التطورات الدولية الأخيرة دورا كبيرا في احداث ديرالزور وخاصة وأن سوريا اصبحت ميدان صراع دولي لتصفية الحسابات فحقيقة ان ماجرى في ديرالزور ليس حرب بين العشائر وقوات سوريا الديمقراطية او بين العرب والكرد بل  هو تكتيك تقوم به بعض القوى المحسوبة على النظام وايران وتركيا وحتى داعش والتي تأتي كجزء من إستراتيجية أكبر من ذلك مخطط لها مسبقا تهدف إلى نزع الاستقرار وتقويض مشروع الإدارة الذاتية وهناك ايضا غايات متعددة لأن القوى المساهمة في الاحداث متنوعة أيضافحقيقة ان ماجرى في ديرالزور هو حالة مؤلمة لأنها كانت تستهدف الأهداف اللينة السهلة يعني كانت تستهدف الناس العاديين الذين يسهل اقتيادهم ان كان من قبل النظام او تركيا او ايران وحتى داعش وحتى عصابات ومافيات التهريب فحقيقة فكل طرف له اهدافه الخاصه والتي ارادوا تحقيقها من خلال الناس العاديين فالنظام يريد السيطرة على المنطقة وداعش عندهم حرب دينية كونية وهناك من لديه دوافع عنصرية وهناك من لديه دوافع لحماية تجارته بالمخدرات وتهريبه للمواد النفطية والتموينية وهناك من لدية دوافع فاشية والكل استغل الاحداث لتحقيق غاياته فحقيقة هناك عدد من القوى الاساسية ولكن القوى الاكبر هي النظام وايران القوى الثانية هي تركيا ومايسمى بالجيش الوطني والذين يرغبون بالسيطرة على المنطقة وتقويض مشروع الإدارة الذاتية والذين عملوا على فتح جبهات منبج لمحاولة مساعدة المتمردين وتخفيف الضغط عنهم وايضا تشويش قوات سوريا الديمقراطية القوة الثالثه هي داعش وأخواتها وهي لها اهداف واضحة ومعروفة للجميع وهناك ايضا قوى اخرى وهي مافيات المخدرات والمهربين والمخربين واللصوص والمتسلقين الذين لديهم اهداف خاصه حقيقة ان مشروع الإدارة الذاتية حقيقة هو مشروع ديمقراطي مناقض للاستبداد والتسلط فحقيقة كل ماجرى هو نتيجة تاريخ طويل من الديكتاتورية والتسلط والظلم على زمن النظام فحقيقة المطلوب اليوم بعد هذه الاحداث ان يكون هناك درس استفاد منه اهالي دير الزور وهو ان يتم استخدام الوسائل الديمقراطية للتعبير عن مطالبهم وليس عن طريق العنف واستخدام السلاح وايضا الإدارة وهو ان يتم التركيز على تلبية مطالب الاهالي واحتياجاتهم وايضا التركيز على محاسبة و مكافحة الشخصيات الفاسدة والعميلة وايضا قرابين القوى الخارجية وديدان النظام وايران وداعش الموجودين ضمن الإدارة وضمن مناطق الإدارة والذين حقيقة ارتكبوا الكثير من الاخطاء والجرائم بحق الشعب والإدارة والبلد ولكن اعتقد ان هذا سيأخذ وقت ولن يتم بين ليلة وضحاها حقيقة ان مسمى حرب العشائر هو وسيلة للتعبئة الشعبية من أجل طمس اي اصوات وطنية تدعوا للحفاظ على الوحدة وعلى السلم الاهلي إن مشروع الإدارة الذاتية ليس مشروع لحل مشكلة قومية او طائفية بل هو مشروع جديد لتطوير الديمقراطية وهو الهدف منه تقليل احتكار السلطات بيد المركز وتوزيعها بين المركز والأطراف فهو مشروع يعطي جميع المكونات حقها في ادارة شؤونها بنفسها وفي الدفاع عن مناطقها .

بقلم : أنس ديرالزور….