المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

مسيرة -القائد-أوجلان

105

بقلم/أماني الوشاحي-ممثلة أمازيغ مصر بمنظمة الكونجرس العالمي

(٣) نسق الحقيقة

قرأت في الشھور الأخيرة مجموعة كتب القائد عبد الله أوجلان والتي تحمل عنوان “مانيفستو الحضارة الديمقراطية” أھداني إياھا صديقا كرديا من نشطاء الحركة الكردية بسوريا؛ وصدقا أقول لقد كانت من أمتع الكتب التي قرأتھا في حياتي؛ لدرجة أنني قرأتھا ثلاثة مرات متتالية.

لقد كانت فرصة أكثر من رائعة بالنسبة لي لأغوص في عقل أوجلان؛ فإذا أردت أن تعرف إنسان عليك أن تعرف أفكارھ؛ فمن أفكارنا نعرف؛ وھذا ما حدث لي مع أوجلان؛ لقد قرأت أفكارھ فعرفتھ.

لھذا أعلن أنا أماني الوشاحي أن “مانيفستو الحضارة الديمقراطية” معجزة بشرية يجب أن يخلدھا التاريخ، لأن ھذھ الكتب كتبھا أوجلان من الذاكرة بنسبة ١٠٠% وبدون إستخدام مراجع نھائيا، لقد كتبھا في محبسھ بجزيرة أمرالي، حيث لا يسمح أبدا بدخول مراجع، فقط قلم وأوراق.

أقولھا بثقة …
“لقد أذھلني ھذا الرجل” فلم أكن أتخيل أبدا أن زعيما سياسيا يحمل ھذا القدر من الثقافة الشاملة، ليس ھذا فقط بل لدية القدرة على التحليل والإستنباط والتحديث وإعادة التدوير، حالة من إستعراض الذكاء منقطعة النظير.. الكتب تضم معلومات تاريخية دقيقة جدا عن حضارات الشرق الأوسط بالأسماء والتواريخ وتسلسل الأحداث، وتضم أيضا معلومات ومصطلحات سياسية خاصة بالشرق الأوسط والعالم ليس بھا خطأ واحد، كما تحدث أوجلان عن سيرتھ الذاتية كاملة متذكرا كل تفاصيل حياتھ بالأماكن والأشخاص حتى أنھ يتذكر بعض الجمل الحوارية، وتطرق إلى الحديث عن بعض العلوم مثل الفيزياء والجغرافيا والفلسفة وعلم النفس والإقتصاد والعلوم السياسية وعلوم ماوراء الطبيعة، بدقة علمية يحسد عليھا.

ويستمر الإبھار …
لقد تطرق أوجلان في أجزاء كثيرة من “مانيفستو الحضارة الديمقراطية” إلى ما نطلق عليھ الآن “علم نقد النص المقدس” ذلك العلم الذي كان في تسعينات القرن الماضي – فترة إختطاف أوجلان – مجرد إرھاصات تحت عباءة “علم مقارنة الأديان” ولم يكن قد إتخذ شكلھ الحالي كعلم مستقل.. ليس المعلومات الذي ذكرھا أوجلان فقط ھي التي تبعث على الإبھار، ولكن الطريقة التي صاغ بھا ھذھ المعلومات، أنھا نفس الطريقة التي يتحدث بھا المتخصصون في ھذا العلم – وأنا منھم – مما يجعلني أتسائل كيف لھذا الرجل الوصول إلى ھذھ الدرجة من التمكن يضاھي تمكن المتخصصين في علم لم يكن قد ظھر للوجود أصلا.

ونصل لقمة الإبھار …
يعرف أوجلان الإلھ بأنھ “الطاقة الكونية” وھذا تعريف متقدم لماھية الإلھ لم يكن معروفا في تسعينات القرن الماضي – زمن إختطافھ – ھذا التعريف الذي توصل إليھ الباحثين والمھتمين بعلوم الفيزياء الكونية وعلوم ما وراء الطبيعة.. ولكن إذا عرفتم أن ھذا التعريف قد ظھر في بدايات عام ٢٠٢٠ ستنبھرون مثلما إنبھرت أنا، إذ كيف لھذا الرجل أن يدك ماھية الإلھ بھذھ الصورة المتقدمة التي لم يكن المتخصصين قد توصلوا إليھا بعد.

حقيقة …
أنا أؤمن بھذا التعريف العلمي لماھية الإلھ، نعم الإلھ ھو “الطاقة الكونية” ھكذا يقول العلم.. فالعلم لا ينفي وجود الإلھ كما يدعي كھنة الأديان – جميع الأديان – العلم يختلف مع الكھنة حول ماھية القوى العليا الخالقة لھذا الكون، أقول العلم يختلف مع الكھنة وليس مع الأديان.. يتبع