المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

القائد عبد الله أوجلان: على الكرد الاستعداد للوزان اجتماعيّة

166

أكد القائد عبد الله أوجلان أن مع لوزان اجتماعية ستترسخ الديمقراطية لدى كافة شرائح المجتمع، وهناك أرضية مهيأة لذلك اليوم، وأنه على الكرد الاستعداد جيداً للوزان اجتماعية، فبها سيقودون التحوّل الديمقراطي (الدمقرطة)، وأن على الكرد الاستعداد لها بشكلٍ جماعي كمجتمع كما لو كانوا يستعدّون للحرب.

في الذكرى المئويّة لمعاهدة لوزان (24 تموز 1923) التي قسّمت كردستان وشرعنت هجمات الإبادة والإمحاء والطمس على سكّانها، يتحدّث الكرد والعديد من الأطراف الأخرى عن الضرّر الذي تسبّبت به وكيفية حلّه، وفي الوقت الذي يسلّط فيه الكرد الضوء على أهميّة الوحدة الوطنيّة، فإنّ القائد عبد الله أوجلان يسلّط الضوء على “لوزان اجتماعيّة”.

نعيد هنا نشر تقييمات القائد عبد الله أوجلان عام 2009 في الذكرى السنويّة لمئويّة معاهدة لوزان.

“يجب تعديل لوزان”

“برأيي يمكن تعديل (تحديث) الميثاق الملّي ولوزان أيضاً، وبقولي يمكن تعديل الميثاق الملّي، فأنا لا أقصد ضمّ المناطق الواقعة في العراق أو باقي الدول لتركيا، حينها كان الميثاق الملّي يشمل المنطقة التي تشكّل العراق حالياً ويمتدّ حتى السليمانيّة. وقد تمّ ضمّ الموصل- كركوك إلى العراق عام 1926 بتدخّلٍ من الإنكليز، فقد كانت إنكلترا والتي تُعدّ عبارة عن جزيرة صغيرة تتحكّم بالعالم أجمع ولا تزال تهيمن على السياسة العالميّة. كما يجب تعديل اتفاقيّة سايكس- بيكو ومعاهدة قصر شيرين أيضاً. فقد أُبرمت معاهدة قصر شيرين بين الإقطاعيين المهيمنين آنذاك، كما تحمل معاهدة لوزان تواقيع البرلمانيين الكرد، لم تكتمل لوزان بالنسبة للكرد، كما لم يكتمل الميثاق الملّي أيضاً بالنسبة لهم، ويجب استكمالهما اليوم بالحلول والأساليب الديمقراطيّة ومنح الكرد حقوقهم. ويمكن إقامة نظامٍ كونفدراليّ ديمقراطي لشعوب الشرق الأوسط، يمكن تأسيس المؤسسات التي تجمع بين الناس، فعلى سبيل المثال يمكن تأسيسها في هولير أو في بيروت، كما يمكن أن تضمّ التركمان والآشور، يمكن القيام بذلك، حتّى لو كانت مجرّد بداية. فإن تمّ بناء هذه العلاقات الديمقراطيّة الشعبيّة، يمكن التغلّب على الدول القوميّة في الشرق الأوسط، أنا لست ضدّ الجمهوريّة، لكن يمكن دمقرطة الجمهوريات القائمة.

“يجب تعديل (تحديث) الميثاق الملّي”

يجب تعديل الميثاق الملّي وفقاً للظروف الراهنة، حينها لم يكن هناك تقسيم، فالتقسيم ظهر نتيجة السياسات البريطانيّة، وبقولي يجب تعديل الميثاق الملّي فأنا لا أقصد توحيد الأراضي، بل ما أقصده بتعديل الميثاق الملّي ولوزان هو التالي: توحيد هذه المجتمعات، وحدة الاقتصاد، فكلّ هذا يجري مناقشته، فمثلاً ينصّ الميثاق الملّي على حقوق الكرد، وأنا أقصد الاعتراف بتلك الحقوق، وليس التلاعب بالحدود، ستجمع بين حدود البلدان التي يعيش فيها الكرد ولاسيما بين المناطق القريبة من بعضها البعض، وحدة اقتصاديّة، اجتماعيّة وسياسيّة. كما يجب تعديل لوزان أيضاً، تحمل لوزان توقيع 66 برلمانيّاً كرديّاً، طالبوا بحقوق الكرد، ولهذا مغزى، يجب تعديل اتفاقية سايكس- بيكو أيضاً، فقد ارتكزت العديد من المخططات المتعلّقة بالكرد على اتفاقيّة سايكس- بيكو، فقد خطّطوا لتقسيم الكرد، كما أُعد مشروع كردستان العظمى بالتزامن مع ساكيس- بيكو، إنّهم يكيدون مختلف أنواع المكائد، ولهذا قلت يجب تعديل الميثاق الملّي، إذاً هذا تفرقة؟ لا لا يشتمل مفهومنا للحل على أي تفرقة أو تمييز، فنحن لسنا ضدّ الجمهوريّة والحدود، وهدفي هو؛ النظر في قواعد وظروف عصر الميثاق الملّي، والسنوات الأولى للجمهوريّة (الجمهوريّة التركيّة)، إن ندائي يتعلّق بالجوهر التأسيسي للجمهوريّة، وفلسفتها التأسيسيّة. لهذا وضعت مبدأ القواعد الخمس. ولا أفرض هذه الأشياء باعتبارها شرطاً. وتأتي هذه المبادئ الخمس في إطار واحد، وهو إطار السلام. ويمكن للكرد مناقشة هذه الأمور في الكونفرانسات التي اقترحها، ذكرت سابقاً أنّه يمكن عقد كونفرانس في هولير وآخر في آمد وثالثٍ في أوروبا، ويمكن للكرد في هذه الكونفرانسات مناقشة حلولهم، وعلاقاتهم وصيغة الحل التي يقترحونها وكيفية التعايش المشترك مع باقي الشعوب والصيغة التي سيشكلونها.  

يمكن عقد كونفرانسات وطنيّة في آمد وهولير ولوزان”

تمّ تشكيل لجنة تحضيريّة للمؤتمر الوطني الكردستاني، وفي هذا السياق، ارتكزت القواعد الخمس التي شرحتها سابقاً، وعلى هذا الأساس، فأنا لا أقول مؤتمر بل أقول الكونفرانس الوطني الكردستاني. ويمكن تنظيم هذا المؤتمر في ثلاثة مراكز يمكن أن تكون في آمد، هولير ولوزان في أوروبا أو أية أماكن أخرى. أرسى الكرد في هذا الكونفرانس قواعدهم الخاصة بالسلام. وما يجري اليوم ليست مخططات جديدة. بل تعود إلى عام 1920، لقد وضعوا اللاهوت السياسي عام 1926، وشهدت هذه المرحلة اتفاقيات سريّة، كما توجد اتفاقية سايكس- بيكو، أنا أعارض اتفاقيّة كهذه، كما تمّ في عام 1946 أيضاً إبرام اتفاقيات سريّة، وفعليّاً هناك اتفاقيات أخرى سبقتها، فعلى سبيل المثال هناك اتفاقيّة سريّة مع تركيا مبرمة عام 1926، لكن لا أحد يعلم بها، وحتّى المسؤولين الأتراك الحاليين لا يعلمون عنها شيئاً، يعلم ماهر كايناك عن هذه الأمور بعض الشيء وتعلم بها أجهزة الاستخبارات التركيّة.

“حاجة الكرد إلى تعديل لوزان”

يقومون بكلّ شيء وأي شيء لمنع تشكيلاتنا الديمقراطيّة، ويتدخّلون بالديمقراطيّة بهذا الشكل، إنّهم يعرقلون تطوير المطالب الديمقراطيّة، ويسعون بذلك إلى تحديث معاهدة سيفر، لقد شارك الكرد في سيفر ولوزان أيضاً، لكن ما يحتاجه الكرد اليوم هو تعديل (تحديث) معاهدة لوزان، والكونفرانس الوطني الكردي الذي ذكرته يجب أن يرتكز على القواعد الخمس الديمقراطيّة. إن كانوا يريدون مؤتمراً أو كونفرانساً فقط فعليهم طرح مطالب ديمقراطية، عليهم مناقشة أفكاري هذه جيداً وفهمها أيضاً. وستشهد هذه المؤتمرات أو الكونفرانسات حالة من الازدواجيّة، ولا يمكننا أن ندعم أي مؤتمر أو كونفرانس لا يرتكز على المطالب الديمقراطيّة. لن نشارك في هذه الألاعيب، وهذه المخططات. فهم يسعون بهذه المخططات إلى إشراك حزب العمال الكردستاني وحزب المجتمع الديمقراطي، والتحكم بهما. لكن لا حزب العمال الكردستاني ولا حزب المجتمع الكردستاني سيتورطان في هذه الألاعيب، ولن يستطيعوا التحكم بهما أو إرضاخهما لنفوذهما. فالعصبيّة القوميّة لا تخلق الحلول بل تتسبّب بالصراعات.  

“الاتفاق بين الشعبين سيرسي الديمقراطيّة”

يمكن أن يكون هذا الكونفرانس لوزان الكرد، فمثلما تمّ تأسيس الجمهوريّة مع لوزان، يمكن تأسيس الجمهوريّة الديمقراطيّة مع هذا الكونفرانس أو مع لوزان الكرد. يمكن التوصّل لاتفاق، فالجمهوريّة الديمقراطيّة هي بحدّ ذاتها اتفاقيّةً ديمقراطيّة، إن التفاهم والاتفاق بين الشعبين يرسي الديمقراطيّة، وبقدر أهميّة تأسيس الجمهوريّة، فإنّ دمقرطة الجمهوريّة أكثر أهميّة ومغزى من تأسيسها. يتحدّث البعض عن العثمانيّة الجديدة، لا هذه ليست عثمانيّة جديدة، بل شراكة استراتيجيّة بين الكرد والعرب، وتعني أن يعيش كلا المجتمعان معاً ويكونا بمثابة الإخوة. وإن تحقّق هذا، فسوف يتمّ لعب الدور الرائد في الشرق الأوسط، فلو أرسى الكرد الديمقراطيّة وحققوها سينشرونها في الشرق الأوسط بأسره، وذكرت سابقاً أيضاً، بأنّ ما يحتاجه الشرق الأوسط هو الديمقراطيّة. الأزمات والحروب الحالية في الشرق الأوسط ناجمة عن سياسات بريطانيّة عمرها 200 عام. فالدول القوميّة الحاليّة تشكّل أدواتاً لسياسات الخلط والصراع البريطانيّة. وهي تشكّل أكثر آليات الحرب تقدماً، علينا النظر إلى الدول القوميّة من هذا المنظور، هناك 22 دولة عربيّة، لكن مشاكلهم لم تُحل، ولا يزالون يعانون من مشاكل وأزمات كبيرة. تمّ تأسيس دولةٍ في فلسطين وتستمرّ الحرب فيها من 50 عاماً، لقد أنشأوا أرمينيا مصغّرة، لكنّ المشكلة لا تزال مستمرّة. وهذه العقلية تريد تطبيق الأمر نفسه على الكرد أيضاً، يريدون تأسيس دولة صغيرة، وتكرارها بهذا الشكل لتستمرّ المشكلة لـ 50 عاماً آخر. لن يستطيع الكرد تحمّل ذلك وهذا ما لا يفهمه بعض المثقفين.

“على الكرد الاستعداد جيّداً للوزان الاجتماعيّة”

أنا أقول لوزان الاجتماعيّة من أجل أن يتحقّق الحل، لوزان الذي كان خلال عشرينيات القرن المنصرم 1920 هي لوزان قوميّة، تأسّست بها الجمهوريّة، ولم تتحقّق الديمقراطيّة في هذه الجمهوريّة حتّى هذا اليوم، ويجب دمقرطتها اليوم، ولهذا أقول لوزان اجتماعيّة. فمع لوزان الاجتماعيّة ستترسّخ الديمقراطيّة لدى كافة شرائح المجتمع، وهناك أرضيّة مهيّأة لذلك اليوم، على الكرد الاستعداد جيّداً للوزان الاجتماعيّة، فبلوزان الاجتماعيّة هذه سيقود الكرد التحوّل الديمقراطي (الدمقرطة)، على الكرد الاستعداد للوزان الاجتماعيّة بشكلٍ جماعي كمجتمع كما لو كانوا يستعدّون للحرب، وعلى مؤتمر المجتمع الديمقراطي العمل على هذا يوميّاً وبلا هوادة. كما يجب عقد الكونفرانس الكردي في أسرع وقتٍ ممكن، ويجب أن يتمّ خلال الكونفرانس مناقشة قواعدي الخمسة ومقترحاتي الأربعة العمليّة.