ثورة 15 آب: إرادة المقاومة وتحرير الإرادة الإنسانية

بإطلاق الرصاصة الأولى ضد الجيش التركي لم يكن عكيد معصوم قورقماز مجرد مقاتل يواجه مستعمرا بل كان يحمل رسالة أعمق مستلهما فكر الثائر فرانز فانون الذي رأى في الطلقة الأولى تحريرا للإنسان من عقدة الخوف والاستسلام قبل أن تكون مواجهة للاحتلال هكذا كانت ثورة 15 آب شرارة أيقظت روح الحياة في نفوس الشعوب المضطهدة وأثبتت أن المقاومة ليست عملا عسكريا فحسب بل ثورة على الذهنية الاستعبادية التي يزرعها المستبدون. فالمفكر أوجلان فهم نداء الرفيق مظلوم حين قال: يجب أن يصل صوتنا إلى العالم أجمع فجعل من هذه المقولة أساسا لنضاله كما جعل منها عكيد معصوم قورقماز أساسا لقيادة المرحلة العسكرية ففي 15 آب لم تطلق رصاصة فحسب بل ولد جيش الكريلا جيش رفض منذ لحظته الأولى أن يدفن تحت تراب الجبال كما يرددون أعداء الشعب الكردي بل نهض ليقول للعالم: الكرد أحياء ولن يقبروا مرة أخرى ، حقيقة هذه الثورة لم تكن مجرد مواجهة عسكرية بل كانت ثورة مجتمعية بامتياز غيرت ذهنية الشعوب وحولت اليأس إلى أمل والخنوع إلى مقاومة لقد نجحت في زرع قيم الديمقراطية والمساواة والعدالة في مواجهة الفاشية والتسلط في كل ارجاء المنطقة وذلك لأنها انطلقت من فكر وفلسفة المفكر أوجلان الذي رأى في تحرير الذهنيات مقدمة لتحرير الأرض فحقيقة إن فلسفة المفكر أوجلان لم تكن مجرد منهج نظري بل منهجا عملي يتلاءم مع واقع المجتمعات المضطهدة ويشعل فيها روح التحدي
اليوم ندعو كل شعوب العالم التي تسحق تحت نير الاستبداد والظلم والتهميش والإبادة إلى الالتحاق بركب ثورة 15 آب والاقتداء بفكر المفكر أوجلان الذي يؤكد أن النضال ليس خيارا بل ضرورة للبقاء. وقال : أن المقاومة هي دفاع عن الوجود نفسه. اذا فلنكن أبناء هذه المقولة ولنصنع من رصاصة عكيد الأولى شعلة لا تنطفئ حتى تتحرر كل شعوب المنطقة والعالم المضطهدة والمكبلة.
في النهاية إن ثورة 15 آب ليست مجرد ذكرى بل مسار مستمر وخطوة على درب الحرية التي لا تنتهي إلا بزوال آخر مستبد.
الاستاذ : أنس قاسم المرفوع