المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

ثورة 15 آب: إرادة المقاومة وتحرير الإرادة الإنسانية

20
الصورة الحالية ليس لديها نص بديل. اسم الملف هو: صورة-واتساب-بتاريخ-1446-09-18-في-14.29.51_755fea77.jpg

بإطلاق الرصاصة الأولى ضد الجيش التركي لم يكن عكيد معصوم قورقماز مجرد مقاتل يواجه مستعمرا بل كان يحمل رسالة أعمق مستلهما فكر الثائر فرانز فانون الذي رأى في الطلقة الأولى تحريرا للإنسان من عقدة الخوف والاستسلام قبل أن تكون مواجهة للاحتلال هكذا كانت ثورة 15 آب شرارة أيقظت روح الحياة في نفوس الشعوب المضطهدة وأثبتت أن المقاومة ليست عملا عسكريا فحسب بل ثورة على الذهنية الاستعبادية التي يزرعها المستبدون. فالمفكر أوجلان فهم نداء الرفيق مظلوم حين قال: يجب أن يصل صوتنا إلى العالم أجمع فجعل من هذه المقولة أساسا لنضاله كما جعل منها عكيد معصوم قورقماز أساسا لقيادة المرحلة العسكرية ففي 15 آب لم تطلق رصاصة فحسب بل ولد جيش الكريلا جيش رفض منذ لحظته الأولى أن يدفن تحت تراب الجبال كما يرددون أعداء الشعب الكردي بل نهض ليقول للعالم: الكرد أحياء ولن يقبروا مرة أخرى ، حقيقة هذه الثورة لم تكن مجرد مواجهة عسكرية بل كانت ثورة مجتمعية بامتياز غيرت ذهنية الشعوب وحولت اليأس إلى أمل والخنوع إلى مقاومة لقد نجحت في زرع قيم الديمقراطية والمساواة والعدالة في مواجهة الفاشية والتسلط في كل ارجاء المنطقة وذلك لأنها انطلقت من فكر وفلسفة المفكر أوجلان الذي رأى في تحرير الذهنيات مقدمة لتحرير الأرض فحقيقة إن فلسفة المفكر أوجلان لم تكن مجرد منهج نظري بل منهجا عملي يتلاءم مع واقع المجتمعات المضطهدة ويشعل فيها روح التحدي
اليوم ندعو كل شعوب العالم التي تسحق تحت نير الاستبداد والظلم والتهميش والإبادة إلى الالتحاق بركب ثورة 15 آب والاقتداء بفكر المفكر أوجلان الذي يؤكد أن النضال ليس خيارا بل ضرورة للبقاء. وقال : أن المقاومة هي دفاع عن الوجود نفسه. اذا فلنكن أبناء هذه المقولة ولنصنع من رصاصة عكيد الأولى شعلة لا تنطفئ حتى تتحرر كل شعوب المنطقة والعالم المضطهدة والمكبلة.
في النهاية إن ثورة 15 آب ليست مجرد ذكرى بل مسار مستمر وخطوة على درب الحرية التي لا تنتهي إلا بزوال آخر مستبد.
الاستاذ : أنس قاسم المرفوع