المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

جميل بايك: على الجميع حماية روج آفا وتصعيد النضال من أجل الديمقراطية والحرية ـ تم التحديث

151

أوضح الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) أن هجمات دولة الاحتلال التركي على القائد عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني وقوات الكريلا ازدادت بعد الانتخابات، مؤكداً “على الجميع ألا يقفوا صامتين ومشاهدين، أينما كانوا، عليهم القيام بدورهم حيال الشعب الكردي، والنضال من أجل الديمقراطية والحرية”. 

جاء ذلك خلال حديث الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك في برنامج خاص لوكالة فرات للأنباء، قيّم فيه نتائج الانتخابات والعزلة على القائد عبد الله أوجلان ومقاومة الكريلا.

نص الحوار كالتالي:

* تستمر العزلة على القائد أوجلان، حيث لا يستطيع اللقاء مع عائلته ومحاميه، بالإضافة إلى فرض عقوبة انضباطية جديدة عليه، كيف تقيّمون هذا الوضع؟

منذ أن تأسست دولة الاحتلال التركي، بدأت بالمجازر والإبادات بحق الشعوب، وخاصة الشعب الكردي، حيث عانى آلاماً كبيرة، وبدوره، انتفض ضد هذه الهجمات، وقام بمقاومة بطولية وحمى نفسه، ولا زالت الدولة التركية تمارس سياساتها في الإبادة، وإن لم نفهم سياسات الإبادة التي مورست على الشعوب من قبل، فلن نستطيع فهم موقفهم الحالي تجاه القائد آبو، وإن كانت تتم ممارسة سياسة كهذه ضد القائد آبو، فهذا يعني أنه تتم ممارسة هذه السياسة ضد الكرد والشعوب الأخرى والإنسانية جمعاء، لأن القائد آبو هو قائد للشعوب، لذلك يجب فهم نهج الدولة التركية بشكل جيد. إذا اتخذت دولة ما، الإبادة الجماعية أساساً لها ولم تعِر أهمية للقانون والعدالة والقوانين الدولية، وإذا نظرنا إليها اليوم، سنرى أن هذه السياسة ضد الشعب الكردي ليست في قانونها ولا في القانون الدولي.

قانونها الوحيد هو القضاء على الشعب الكردي، تستخدم كافة مؤسساتها لتحقيق هذا الهدف، إن السياسة التي تمارسها ضد القائد آبو، هي سياسة ضد الشعب الكردي وقيمه الإنسانية، القائد آبو يحمي القيم الإنسانية، ولذلك فإن العزلة على القائد آبو تعني إكمال سياسة الإبادة، لا علاقة للعزلة بالقانون وأساسها سياسي، نلاحظ أنه حين يتصاعد النضال، تقوم بتخفيف العزلة، ولكن عندما يضعف النضال، يتم تشديد العزلة، ولذلك على الجميع أن يعلم دوره حيال العزلة المطلقة، وينتفض ضد الإبادة، حينها سوف تتراجع الدولة التركية خطوة إلى الوراء في سياساتها في الإبادة، هذه مسؤولية شعبنا وأصدقائنا والثوريين والاشتراكيين، لذلك يجب ألا يعيش أحد مرتاح البال، الذي يرى نفسه وطنياً واشتراكياً وديمقراطياً ومثقفاً، عليه أن يكثّف النضال ضد العزلة المطلقة على القائد آبو ومن أجل تحقيق حريته الجسدية.

لذلك على الشعب الكردي والاشتراكيين والديمقراطيين وأصدقاء الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة وخارج الوطن أن يصعّدوا النضال من أجل القائد آبو، ويجب ألا يتأخر هذا الشيء، لأن الدولة التركية تمارس سياسة إبادة، في شخص القائد آبو، تريد القضاء على الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني. على الدولة التركية إنهاء العزلة على الفور، ويجب أن يلتقي المحامون والعائلة به، إن القائد آبو أسير، وله حقوق الأسر، عليها القبول بتلك الحقوق، ندعو السياسيين ومناضلي حقوق الإنسان، أن يقدموا الطلبات من أجل اللقاء مع القائد آبو.

* أولاً من أجل الزلزال، وبعده من أجل الانتخابات، أعلنتم وقف إطلاق النار، ولكن الدولة التركية استمرت بهجماتها على الرغم من هذا القرار، وأنتم في الأسابيع الماضية أنهيتم مرحلة وقف إطلاق النار، بعد هذا القرار، ونفذ مقاتلو الكريلا عمليات قوية، ما وضع الحرب الآن؟

كان هناك سبب لإعلان وقف إطلاق النار، حيث وقع زلزال كبير في كردستان، وفقد آلاف الأشخاص حياتهم وأصيب الكثيرون، عانوا آلاماً كبيرة، ونحن قمنا بمسؤولياتنا، أردنا تخفيف آلام ومعاناة الشعب، وسبب آخر هو تطوير أساس قوي للسياسة الديمقراطية، لأنه طالما استمرت الحرب، فلا يمكن للسياسات الديمقراطية أن تناضل أكثر؛ لأن هناك حكومة فاشية وإبادة جماعية في تركيا، تتدخل في كل شيء، لا يُسمح لشخصين أن يجتمعا، كان قرارنا قراراً إنسانياً وأخلاقياً، لهذا السبب اتخذنا مثل هذا القرار في ذلك الوقت، أجريت الانتخابات في تركيا وشمال كردستان، قيل في الشارع، إن سلطات حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية سوف تقوم بالاستفزازات في العملية الانتخابية، لأنها قامت بمثل هذه الاستفزازات من قبل، كان هناك مثل هذا الخوف بين الناس، ونحن أخذنا هذا في الاعتبار، قمنا بتمديد وقف إطلاق النار لمنع الاستفزازات، على الرغم من قرارنا لوقف إطلاق النار، إلا أن الدولة التركية لن تغيّر شيئاً في سياساتها الحربية، طبعاً الدولة التركية تسعى للقضاء على الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني، ولذلك لم تحسب سبب قرارنا ذاك، قالت إن الكريلا ضعفوا، ولذلك أصدرت مثل هذا القرار، اتخذت من قرار وقف إطلاق النار سبباً لأنفسهم في توجيه ضربات قوية لمقاتلي الكريلا، ولذلك زادت من هجماتها على مناطق الدفاع المشروع وعلى شمال وجنوب كردستان وعلى روج آفا.

قصفت هذه المناطق واستخدمت الأسلحة الكيماوية، وسخّرت كافة إمكاناتها، واعتقلت الناس وقتلتهم، وفرضت عقوبات شديدة على السجناء، بعد هذه الأشياء لم يعد لقرار وقف إطلاق النار أي معنى، ونحن بشكل رسمي أعلنا إنهاءه، الدولة التركية لم تفهم قط قوة العملية للكريلا، وحتى الآن لم تفهم، إنها تملك التقنية، وبعض القوى تدعمها، ولذلك فكرت في أنها تستطيع توجيه ضربات قوية لمقاتلي الكريلا بكل سهولة، ولكن هذا خطأ بالنسبة لها، بعد أن أنهينا وقف إطلاق النار، نفذ مقاتلو الكريلا عمليات قوية ومؤثرة.

نتيجة هذه العمليات، تلقت الدولة التركية ضربات قوية في العديد من الأماكن وبشكل خاص في خاكورك ومتينا، بهذا المناسبة، أستذكر الرفيقة آسيا والرفيق آزاد وكوجر الذين استشهدوا في معارك خاكورك بكل تقدير واحترام، كان أحد هؤلاء الرفاق ألمانياً والثاني تركياً والثالث كردياً، أولئك كانوا يمثلون شعوبهم، وهذا يظهر حقيقة حركتنا، فهذه الحركة ليست حركة كردستانية فقط، إنها حركة شعوب، حركة حرية وديمقراطية، سوف تتعاظم الحرب، لأنه أعيد بناء حكومة حرب من جديد، طبعاً أردوغان قالها بكل وضوح بأنه سوف يصعّد من الحرب العسكرية والدبلوماسية أكثر فأكثر، على هذا الأساس تم بناء غرف عمليات، في الواقع يعمل هذا الشي، يزيد من هجماته يوماً بعد يوم، كما تتصاعد مقاومتنا أيضاً ضد هذه الهجمات، على شعبنا وأصدقائنا الديمقراطيين والاشتراكيين أن يفهموا ويروا هذه الحقيقة جيداً، عندما تزيد الدولة التركية من هجماتها وتتصاعد وتيرة الحرب، يجب على الجميع ألا يقفوا صامتين ومشاهدين، أينما كانوا، عليهم القيام بدورهم حيال الشعب الكردي، والنضال من أجل الديمقراطية والحرية.

* قلتم في بيانكم عن وقف إطلاق النار إن هجمات الدولة التركية قد ازدادت وبشكل خاص على روج آفا، ومؤخراً، استشهدت الرئيسة المشتركة لمقاطعة قامشلو يسرى درويش ونائبة الرئاسة المشتركة للمجلس ليمان شويش وعضو المجلس فرات توما نتيجة إحدى الهجمات، كيف تقيّمون هذه الهجمات؟ 

كما هو معلوم، عقد اجتماع في أستانا ضم روسيا وسوريا وإيران وتركيا، حيث تم عقد هذا الاجتماع مرات عديدة من قبل، ولكن لم يتم إيجاد حل لأي مشكلة، لا في سوريا ولا في الشرق الأوسط، لم يتم حل أي مشكلة من مشاكل الشعوب، حتى أنهم زادوا من تعقيد المشاكل القائمة، من الواضح أنهم في هذا الاجتماع أيضاً وقفوا على القضية الكردية ولكنهم لا يقبلونها، بدلاً من أن يقوموا بحل مثل هذه القضايا بطرق سياسية وديمقراطية، يظهرون مواقف في كيفية تثبيط تأثير الكرد والقضاء عليهم، بعد كل اجتماع، تتعقد الأزمة في سوريا وأيضاً في الشرق الأوسط، الدولة التركية احتلت العديد من المناطق في سوريا، كما قامت بضم تلك المناطق إليها ، لأنها فتحت جميع مؤسساتها في تلك المناطق، وتهجّر الأهالي الأصليين من الكرد في سري كانيه وكري سبي وعفرين، وتوطّن مكانهم المرتزقة المرتبطين معها، يعني أنها تغيّر ديمغرافية المنطقة، لأن الدولة التركية تتخذ إبادة الكرد أساساً لها، وعليه تواصل هجماتها، وتقول إنها تريد احتلال جميع المناطق التي يديرها الكرد، ولذلك تهاجم على مرأى الجميع.

الدولة التركية التي تهدف إلى القضاء على الكرد وكردستان لا تفعل ذلك بقوتها، من ناحية، فإن أولئك الذين يشاركون في اجتماع أستانا يدعمونها، ومن ناحية أخرى، الناتو يلتزم الصمت، وتتشجع الدولة التركية من ذلك وتواصل سياستها الحربية بكل أريحية، لا ينبغي الخطأ في الحسابات مع الدولة التركية التي احتلت أراضي سوريا، إذا فعلوا شيئاً من هذا القبيل، فسوف يتعرضون لضربة كبيرة، القوى التي شاركت في أستانا تقول للحكومة السورية إنها ستدعمها من أجل القضاء على الكرد، على الحكومة السورية ألا تقبل بذلك، لأن هذه خطة، في مواجهة ذلك، عليها أن تتحد مع الشعب الكردي والعربي والسرياني، يجب أن تأخذ في الأساس، حل المشكلة الكردية، يجب أن تتفاوض مع الكرد، يجب عليها محاربة دولة الاحتلال التركي، وطرد الدولة التركية من الأراضي التي تحتلها، وبهذه الطريقة يمكن أن تخدم سوريا، إذا حاربت الشعب السوري، فسوف تعاني الكثير، لذلك أعتقد أن الحكومة السورية ستفهم هذه الحقيقة.

عندما بدأ اجتماع أستانا، ذهب مسرور البرزاني إلى تركيا والتقى أردوغان وفيدان ويشار غولر، بعدها صرح غولر بالقول:” لقاءاتنا مع مسرور البرزاني كانت جيدة، وستتمخض عن نتائج إيجابية”، بعدها تم تنفيذ هجوم على قامشلو واستشهدت خلالها الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة قامشلو يسرى درويش ونائبة الرئاسة المشتركة ليمان شويش وعضو المجلس فرات توما، طبعاً يستطيع مسرور البرزاني زيارة تركيا وعقد اللقاءات، نحن لسنا ضد ذلك، ولكن عندما ذهب إلى أنقرة، وهو موجود هناك يتم مهاجمة الكرد، وبعد عودته أيضاً تم مهاجمة الكرد، فإن هذا له معنى.

كما قال وزير الحرب التركي يشار غولر أيضاً: “لقاءاتنا كانت إيجابية، وستظهر النتائج العملية قريباً”، من المعلوم أن الدولة التركية تمارس سياسة إبادة ضد الكرد، عندها كيف يمكن أن تحدث لقاءات إيجابية بينهما وتظهر نتائجها في وقت قريب، الكل يصبح لديه فضول، ما هي اللقاءات التي حدثت بين مسرور البرزاني وبين الدولة التركية وما هي القرارات التي اتخذت…؟ عليهم أن يكشفوا عنها، فإن لم يوضحوا ذلك، فسيُعتقد أنه إذا لم تؤخذ مشاكل الكرد بعين الاعتبار، فهذا يعني أنه تم اتخاذ قرارات سلبية بين الدولة التركية ومسرور البرزاني ضد حزب العمال الكردستاني وضد الشعب الكردي، لأن الدولة التركية تشن حرباً على الكرد.

على الجميع أن يتضامن مع روج آفا

إذا لم تقم سوريا بمفاوضات مع الكرد ولم تحل المشكلة، فإن كرد روج آفا بالطبع سيعززون تحالفهم مع الشعب، سيزيدون من مقاومتهم للاحتلال، لن يركعوا أمام الدولة التركية، يجب معرفة ذلك جيداً، لكن ما نريده هو أن تقف سوريا والشعب الكردي والشعوب الأخرى ضد الدولة التركية الاحتلالية؛ لأن الدولة التركية تريد للحرب أن تتصاعد، وتوسيع المناطق المحتلة في سوريا، إذا كانت سوريا لا تريد ان يتم احتلال أراضيها من قبل الدولة التركية، فعليها تحسين علاقاتها مع الكرد، الدولة التركية تهاجم من جهة، وترتكب مجازر من جهة أخرى، يمكن القول إنها تقتل المدنيين في روج آفا كل يوم، لكننا نرى أن الجميع صامتون، الصمت يعني أنهم يرون مجازر الدولة التركية ضد الكرد أمراً طبيعياً، إذا كانوا لا يرون الأمر على هذا النحو، فعليهم أن يقفوا ضده، لكنهم لا يقفون ضدها، مما يعني أنهم يوافقون على مجازر الدولة التركية، جينها، لهم نصيب أيضاً في هذه المجزرة.

إن روج آفا تحمي قيمها الإنسانية، لذلك فإن كل من يقول أنا ديمقراطي واشتراكي وبيئي ومن أنصار الحرية وفنان ومثقف ويعارض الاحتلال والضم وضد الفاشية واتخذ من القيم الديمقراطية والإنسانية أساساً، عليه أن يتضامن مع روج آفا، لأن روج آفا تناضل ليس فقط من أجل نفسها، بل من أجل الإنسانية جمعاء، وتم إثبات ذلك على أرض الواقع، حيث خاضت نضالاً عظيماً ضد داعش الإرهابي، وقدمت آلاف الشهداء والمصابين، وخلّصت الإنسانية من بلاء كبير، والآن تقوم الدولة التركية بقتل الناس الذين وقفوا ضد داعش ودافعوا عن القيم الإنسانية للعالم أجمع، فلماذا يلتزم العالم الصمت…؟

بعض الدول تلتزم الصمت من أجل مصالحها، ولكن المثقفين والاشتراكيين والنساء والحركات البيئية والذين يناضلون من أجل الديمقراطية والحرية، لماذا يلتزمون الصمت…؟ يجب ألا يلتزموا الصمت، لأن البعض من الذين ذكرتهم كانوا في خضم ذلك النضال، وقدموا شهداء ولهم جهود فيه، لذا، على الإنسانية أن تحمي روج آفا من الدولة التركية، بالأخص، على الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة وخارج الوطن أن يحمي روج آفا، هذا مطلب وطني.

تسعى الدولة التركية لزيادة هجماتها على روج آفا، وتهدف لاحتلال مناطق جديدة، ومن أجل الدخول إلى أراضي روج آفا تقوم بالدبلوماسية على الساحة الدولية، لذا على شعبنا أن يرى ذلك، من أجل أن يحمي نفسه ضد الاحتلال، أن يقوم بتحضيراته، هذا هو المطلوب منهم، عندما تبدأ الهجمات، عليهم ألا يتركوا أرضهم وديارهم، عليكم الوقوف في وجه العدو حتى النهاية على أرضكم، إذا بقيتم على أرضكم وناضلتم، حينها ستتلقى الدولة التركية ضربة كبيرة، ولن تستطيع احتلال أرضكم.