المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

أردوغان إلى أين ؟

253


من شابه أباه ما ظلم ، كثيراً ما نسمع هذه المقولة ، فلو أردنا أن نشرحها بناءً على تاريخ أبناء عثمان ، وأرطغرل ، فسنجد مدى تعبيرها ، وتمثيلها لاستمرارية الأبناء لنهج الآباء ، والأجداد .
فتاريخ آل عثمان لا يمتلك في جعبته إلا سياسة الإنكار ، والإمحاء للشعوب ، ولحضاراتهم ، وذلك لأن الدولة التركية أساساً قامت على ركام وحطام من سبقتها من الأمم .
وإذا أردنا أن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء ، لنقرأ تاريخ آل عثمان ، من عهد جدهم الأول عثمان ، ومروراً ب محمد الفاتح ، وسليمان القانوني ،فسنجد بأنه مبنيّ على الغزو ، والفتوحات ، والتوسع ، والاحتلال ، والسبي ، والسلب ، والنهب لتمتلئ قصور سلطنتهم بالجواري من كل الأصقاع ، والأرجاء ، ولتنجب تلك السبايا سلاطينهم ، وأمراءهم ، ولتبدأ بتغذيتهم بلبانها التي قوامها ، الحيل ، المكر ، الخداع ، المؤامرات .
وماذا تتوقع أن يفعل ابن الجارية ؟
هل تتوقع منه عظيم الصنيع ، وهو بالأساس لا يحتوي قاموسه على هذا المصطلح ؟
أم تتوقع منه المحبة والوئام ، وهو بالأساس غريب عنهما ؟
أم تتوقع منه الاعتراف بهويتك ، وأرضك ، وهو بالأساس سلبهما ، وأقام سلطنته ، ومن ثم دولته عليهما ؟
ومن هو أردوغان ؟ وهل تختلف هويته عن هوية آبائه ، وأجداده ؟
ولهذا، فلا عجب ، ولا غرابة ، أن يكشّر عن أنيابه في كل فرصة سانحة له !
ولهذا لم يُفاجأ أحد من ازدواجية السياسة التي اتبعها في أجندة حملته الانتخابية .
فصوته الذي كان يملأ صداه، أثناء الحملة الانتخابية ، أرجاء تركيا ، وأصقاع مناطق كردستان ، بأنه سيعطي الإخوة الكرد حقوقهم ، وسيعمل على إرساء العدل ، والمساواة ، والديمقراطية. في حال فوزه ، مازال وقعه في مسامع الناس .
والقرارات التي بدأ بتنفيذها فور فوزه بالانتخابات ، والتي ترجمت استمراريته في نهج سياسة الإنكار والإمحاء للكرد ، ولقضيتهم ، وذلك بإصدار الدولة التركية الفاشية عقوبة انضباطية ملفّقة جديدة ، لمدة ستة أشهر بحق القائد آبو ، خير لسان ناطق عن مراوغته ، وفاشيته ، وذهنيته السوداء القذرة .
والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل تنتقم الفاشية التركية بهذه القرارات التعسفية بحق القائد أوجلان ، من الكرد في شخصية آبو ، أم تنتقم من آبو في شخصية الكرد ؟
وأيّاً كان الجواب ، فالحقيقة هي ذاتها ، واحدة لا تثنًى، بأن الكرد ، والقائد آبو هما وجهان لحقيقة واحدة ثابتة ، فالكرد يمثلون قائدهم آبو ، والقائد آبو يمثل شعبه ، ولهذا فسياسة الإنكار التي تتبعها الفاشية بحق الكرد، والتي تترجمها بلغة العقوبات الانضباطية ، وبتشديد العزلة على القائد أوجلان باتت جليةً للعيان ، يراها الصغير والكبير ، والجاهل والمثقف ، والقاصي والداني ، ولابد للطاغية أردوغان أن يستوعب أن لكل فعل رد فعل ، ومهما طغى ، واستبدّ ،فمآله الجحيم القريب ، ولن يستسلم شعب فهم جوهر المؤامرات المحاكاة ضده منذ الأزل ، وارتوت نفسه ، وعقله ، وروحه من فكر ، وفلسفة قائد جعل نشر الحرية ، والحب ، والوئام ، والمساواة ، والإخاء ، والديمقراطية رسالته في الحياة .

بقلم جيان أركندي ..