المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

​​​​​​​القائد آبو: ثورتنا هي ثورة المرأة

596

القائد أوجلان: “إنّ شعار المرأة ’لن نتحرّر ما لم يتحرّر القائد أوجلان‘ جيّد؛ لأنّني متحرّر فأنتنّ أيضاً ستتحرّرن. أثق جدّاً بالنساء المقاومات أمثالكن، وأعتقد أنّ القرن الـ 21 سيكون قرن تحقيق حريّة المرأة”.

 المرأة  03 آذار 2023, الجُمُعَةُ – 02:25 2023-03-03T02:25:00 مركز الأخبار

يرشد القائد عبد الله أوجلان الذي يُعتقل في ظلّ نظام العزلة والتعذيب في سجن إمرالي منذ 25 عاماً، بفلسفته وأفكاره جميع الشعوب وشرائح المجتمع إلى درب الحريّة. وحريّة المرأة هي واحدة من أكثر المواضيع التي حظيت باهتمام القائد، إذ يقول: “لن يتحرّر المجتمع ما لم تتحرّر المرأة. لا حياة بدون المرأة لكن لا حياة مع المرأة الحاليّة أيضاً. لم يُكتب تاريخ عبوديّة المرأة وتاريخ حريتها في انتظار الكتابة”.

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الكادحة والذي يصادف 8 آذار من كل عام، نشارككم هنا جزءاً من الرسائل التي وجّهها القائد عبد الله أوجلان فيما يخصّ هذا الموضوع.

رسالة 8 آذار عام 2013

“قبل كلّ شيء أريد أن أوضّح الآتي؛ لا أعتبر تحديد يوم 8 آذار فقط كيومٍ عالميّ للمرأة أمراً صائباً. فالشرط الذي لا يمكن التخلّي عنه؛ هو أنّه يجب عيش جميع الأيام جنباً إلى جنب مع المرأة، مع المرأة الحرّة. لكنّ حقيقة يوم 8 آذار تظهر بوضوح أنّ المرأة مقصاة عن الحياة. فعدم اعتبار وجودها قيّماً إلّا بمناسبة يومٍ واحدٍ يخصّها يفضح الجانب العميق للعبوديّة. ويعدّ هذا بالنسبة لي، مجال عملٍ أبحث فيه دائماً، لا أرى أنّ هذا المجال يختلف عن الحرب. ومثلما أنّ قضيّة المرأة تُعدّ في مقدّمة القضايا الرئيسة في جميع الثورات ولا سيما الثورات الحاليّة؛ فإنّ مسألة دراسة بيئة المرأة تُعدّ قضيّةً رئيسة للانتصار في ثورة كردستان. وتلعب هذه القضيّة دوراً رئيساً في أكثر مشاكل الحرب تقدّماً، وبناء السلام وكافة التطورات القائمة على أساس الحريّة.

ستكون أعوام الـ 2000 أعواماً لحريّة المرأة رغماً عن العصور المظلمة للحضارة التي أبعدت المرأة عن دورها. في الأساس، اعتبرُ هذه الحضارة عصراً مظلماً وأسود. لكنّ ومع ذلك بدأ ربيع المرأة بالظهور في مطلع الـ 2000. إذ تزدهر حريّة المرأة كزهرة ثلجٍ تخترق الشتاء الأسود والجليد وتنتفض على البرد القارس لنظام الهيمنة الذكوريّة الذي اعتمد عبر تاريخ الحضارة على الأكاذيب والقمع، من جديد بشكلٍ بديع. وإلى جانب هذه الانتفاضة؛ فإنّ ربيع المرأة وازدهارها في مواجهة الثلوج والشتاء القاسي يؤدي إلى ازدهار حركة حريّة المرأة. وأنا اعتبر هذا المستوى مهمّاً. لقد انفتحت على المرأة بقلبي وعقلي وهذه هي هويّتي وأسلوبي وطريقتي، وهذا هو موقفي من المرأة.

لن يكون لشعبٍ لا تتمتّع المرأة عندهم بحريّتها نصيب من الحريّة

علينا ألّا ننسى أبداً أن الحياة الكريمة وذات المغزى مع المرأة تتطلّب سموّاً ومعرفة كبيرة. وعلى أولئك الذين يدعون للحب أن يتذكّروا دائماً أنّ الطريق إلى تحقيق هذا يكون من خلال المعرفة والسمو، فإذا كانت هناك رغبة بعيش هذا فيجب أوّلاً، إعادة بناء قوّة علمٍ مشتركة مع المرأة، والعمل على إنجاح هذا من خلال غرس المشاعر الحسنة والسامية ومن خلال المشاركة. علينا أن نصل إلى حقيقة بناء هذا الواقع. وفي هذا الصدد، من الضروري للفرد والعالم، أي المرأة والرجل العيش باحترام وانسجامٍ مع بعضهما البعض. كما عليهم ألّا يروا بعضهم البعض على أنّهم ملكيّة وأن يتجنّب كلّ منهم اعتبار الآخر ملكاً له. وبدلاً من الشرف التقليدي، يجب عليهم الحفاظ على جمال وجاذبية الشخصيات النبيلة والعظيمة. فإن لم تحدث الثورة النسائيّة مكتملة التكوين تغييراً في حياة الرجل ووعيه، حينها يكون من المستحيل العيش بحريّة. لأنّ عدم تحرير المرأة التي تمثّل الحياة بذاتها، تجعل من الحياة سراباً. وإذا لم يتم خلق انسجامٍ بين الرجل والحياة وبين الحياة والمرأة ستكون السعادة أيضاً عبارة عن سراب.  

على الأرجح، تزوجتنّ بدون موافقتكن. بعد ذلك أصبحتنّ أمهات ولديكنّ أوجاعكن، لكن لا يمكن عيش الحب مع الأمهات والنساء ذوات الخائص التقليديّة، العشق يقضي على الحياة. لن يكون لشعبٍ لا تتمتّع المرأة عندهم بحريّتها نصيب من الحريّة.

عليكم أن تتحرّروا، فالتفكير يتمّ بالعشق وبمحبّة الناس.

نحن نشهد حركة حريّة المرأة. ساكينة مثال على هذا وأنتم مثال وحياة ساكينة كذلك. إنّ حريّة المرأة تمثّل نضال ساكينة. سأسأل عن مجزرة باريس وسأكشف حقيقتها.

هناك بطلات عظيمات. إنّ قدسيّة الحياة مهمّة. يجب التخلّي عن العبوديّة. هذه هي رسالتي في 8 آذار، لا يمكن لشعب لا تتمتّع المرأة عندهم بحريتها أن ينالوا الحريّة. إنّ حالة المرأة المُحرّرة تماماً تعدّ ألوهيّة. استذكر الشهيدات البطلات..”. 

رسالة 8 آذار عام 2015

عليكنّ أن تفكّرن بعمق، ثقن بأنوثتكن، فالحرية والمساواة تتحققان من خلال قضية المرأة؛ ولهذا فإنّ ثورتنا هي ثورة المرأة. لا حياة بدون المرأة، عليكِ أن تقولي أنا هي ذاتي، لست ملكاً لأحد. فالمرأة ليست تابعةً أو امتداداً لزوجها أو والدها أو شقيقها. يجب ألّا يكون الأمر على هذا النحو، يجب أن تكون المرأة هي ذاتها وكيانها.

إن شعار المرأة ’لن نتحرّر ما لم يتحرّر القائد أوجلان‘ جيّد؛ لأنّني متحرّر فأنتنّ أيضاً ستتحرّرن. أثق جدّاً بالنساء المقاومات أمثالكن، وأعتقد أنّ القرن الـ 21 سيكون قرن تحقيق حريّة المرأة. وعلى هذا الأساس أحييكنّ جميعاً باحترام وأتمنّى لكن الانتصار في نضالكن في سبيل الحريّة”.