المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

اختطاف أوجلان أم اختطاف الثورة في المنطقة – الباحث والصحفي سليمان شفيق

190

 تحليل  17 شباط 2023, الجُمُعَةُ – 07:21 2023-02-17T07:21:00

بقاء أوجلان وحزبه أكبر تحدي للمؤامرة

منذ عام 1978 عشت في بيروت وانضويت لصفوف الثورة الفلسطينية وفي تلك الفترة تعرفت على الثوار الكرد، وبعد الإعلان عن تأسيس حزب العمال الكردستاني؛ بقيادة الزعيم عبد الله أوجلان في تركيا ، حاولت الدولة التركية القضاء على الحزب وقيادته بكافة الطرق والسبل، لذلك خرج القائد عبد الله أوجلان من تركيا صوب روج آفا عام 1979، وبعدها بعام حدث الانقلاب العسكري في تركيا، 12 أيلول عام1980، بقيادة الجنرال التركي كنعان إيفرين؛ بهدف إفشال وهزيمة الحركات الثورية، وفشلت تركيا في القضاء على حزب العمال الكردستاني، وبعد خروج المقاومة من بيروت، عدت إلى موسكو للدراسة وبدأت بالتعرف أكثر على المناضلين الكرد من كافة الاتجاهات وخاصة من حزب العمال، وبالفعل بدأت دراساتي عن الأقليات العرقية والدينية والثقافية في الشرق الأوسط ومن  نهاية عام 1982 وحتى 1991 واصلت الدراسة.

 عام 1992 عملت مسؤولاً لوحدة الأقليات في مركز ابن خلدون بقيادة د. سعد الدين إبراهيم، وساهمت كمساعد له في موسوعة الأقليات وزرت أغلب مناطق الكرد في كردستان العراق وسوريا ولبنان وديار بكر في تركيا وروسيا من قبل وكان لي شرف الالتقاء بزعماء كبار مثل طالباني وبارزاني وغيرهم، وأدركت عظمة الشعب الكردي ومأساته.

كنت أتابع أنباء حزب العمال والزعيم أوجلان وكيف حاولت تركيا اغتياله في سوريا 6 أيار عام 1996عن طريق سيارة مفخخة وفشلت!

ثم بدأت بالضغط على حكومة دمشق من أجل إخراج القائد عبد الله أوجلان من سوريا، غادر أوجلان سوريا بعد تهديد تركيا بشن حرب عليها ورضخت سوريا في نهاية المطاف للضغط التركي، وغادر أوجلان سوريا في تشرين الأول 1998، وكانت هذه بداية المؤامرة.

ودارت عجلة المؤامرة حتى ثم حتى اُختطف عبد الله أوجلان واُعتقل في تركيا، 15 شباط/ فبراير 1999.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز بعد أيام قليلة من اعتقال أوجلان في العاصمة الكينية، نيروبي، 15 فبراير/شباط 1999، إن الضغط الدبلوماسي والأمني الذي مارسته واشنطن لمدة 4 أشهر مكنت في النهاية تركيا من اعتقال أوجلان.

كل هذا السرد؛ ليس لاستحضار التاريخ بل لأن تلك الفترة شهدت أول رؤية سلمية من زعيمين كبيرين عبدلله أوجلان؛ للقضية الكردية خاصة في تركيا، وياسر عرفات عبر أوسلو 1993، وإنهاء الكفاح المسلح في لبنان وإثارة الصراعات بين الأطراف الكردية في العراق  ومن اختطاف أوجلان إلى قتل إسحاق رابين 1995 وحتى لا يتساءل البعض حول الارتباط بين الاثنين، سيجد أن اليمين الصهيوني كان ضد أي مشروع سلام في المنطقة؛ يتيح للكرد أو الفلسطينيين تحقيق قضيتهم سلمياً وليس من الغريب أن يتم احتلال العراق 2003 وتسميم عرفات وموته عام 2004 .

لا بد من التوقف أمام كيفية تمزيق التفاعل الثوري الكردي أو الفلسطيني، ورأينا كيف أن الحركات الكردية العراقية المناهضة للديكتاتور صدام حسين، قبلت التحالف مع المعارضة المؤيدة للغزو الأمريكي ومن جهة أخرى، رأينا العكس، عرفات والثورة الفلسطينية يؤيدا صدام في غزو الكويت، ولكي تكتمل المؤامرة شاركت أغلب الدول العربية في التحالف الدولي؛ لغزو العراق ، بالطبع كنت وسأظل ضد ديكتاتورية صدام حسين وجرائم الحرب التي ارتكبها ضد الكرد بما فيها الحرب الكيماوية ، إلا أنني حاولت أن أكتب عن ما يحرج الآخرين في الكتابة عنه وهو أن اختطاف الزعيم عبدلله أوجلان بمعرفة الإمبريالية والصهيونية ، كانت بداية الخيط للآتي :

أولاً: تحجيم ومحاصرة الثورة الكردية أو الفلسطينية، بما في ذلك التحالفات الكردية في العراق أو في سوريا مع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر أو غير مباشر.

ثانياً: خروج مصر وأغلب الدول العربية من الصراع العربي- الإسرائيلي.

ثالثاً: انهيار الاتحاد السوفيتي، والآن محاولة استنزاف روسيا عن طريق الحرب الروسية الأوكرانية.

كل ذلك يجعلني أرى أن النضال من أجل بقاء عبد الله أوجلان على قيد الحياة عمل ثوري؛ لأن حزب العمال هو الحزب الوحيد كردياً في المنطقة العربية والوحيد الذي يناضل عبر كافة الأوجه ولم يستسلم لا بإلغاء الكفاح المسلح ولا برؤيته للسلام، الأمر الذي يذكرني بالثوار في فيتنام، إنه حزب يسبح ضد التيار ولم يلوث بتحالفات مشبوهة سياسية أو دينية.

لا أبالغ أن أقول؛ إنه الكيان الثوري الوحيد في الشرق الأوسط الذي يواجه المؤامرة ويمتلك جناح عسكري وآخر سياسي ويد تحمل البندقية وأخرى تحمل غصن الزيتون وكل ذلك يرتبط بقيادة أوجلان أطال الله عمره وحرره من قيوده.