المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

إبادة سياسية وثقافية وتصفيات جسدية.. المؤامرة تتواصل

175

تتواصل المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان، التي دخلت عامها الـ 25 اليوم، بأساليب وطرق مختلفة في أجزاء كردستان الأربعة وفي كل مكان يناضل فيه الكرد في جميع أصقاع العالم.

 ملف  16 شباط 2023, الخميس – 02:37 2023-02-16T02:37:00 مركز الأخبار – أحمد محمد

في الـ 15 من شباط عام 1999 اختطف القائد عبد الله أوجلان عبر مؤامرة دولية في العاصمة الكينية، نيروبي، وبعدما تيقنت القوى المتآمرة أن أهداف المؤامرة لم تتحقق بأسر القائد أوجلان لجأت إلى طرق وأساليب مختلف لإكمال المؤامرة.

وتستمر المؤامرة عبر هجمات الإبادة السياسية والثقافية والجسدية في كردستان وفي جميع الأماكن التي يناضل فيها الكرد لتحصيل حقوقهم المشروعة.

حملات الإبادة السياسية في شمال كردستان

14 نيسان عام 2009، اعتقلت السلطات التركية رؤساء أحزاب “المجتمع الديمقراطي DTP، وحزب السلام والديمقراطية BDP”، ورؤساء البلديات والنقابات والطلاب والنساء والمدافعين عن حقوق الإنسان.

6 نيسان عام 2010، رفعت الدولة التركية دعوة قضائية بحقّ 30 فرداً من أعضاء مجموعة السلام والحل الديمقراطي للمطالبة بالحكم عليهم بالسجن 490 عاماً، وارتكبت السلطات التركية، 28 كانون الأول عام 2011 مجزرة بحق الأطفال في روبوسكي عبر الطائرات الحربية راح ضحيتها 17 طفلاً.

بتاريخ 22 تشرين الثاني عام 2011، ألقت السلطات التركية القبض على جميع المحامين الذي التقوا القائد أوجلان بين عامي 2010-2011، وصل عددهم إلى 36 محامياً، سجن فيها المحامون حوالي 30 شهراً ثم أُطلق سراحهم.

وقتلت السلطات منذ آب وحتى أيلول عام 2015 مئات الأشخاص في قصفها على مدن، “كفر، سور، شرنخ، نصيبين، وجزير”، في إحداها، قتلت 76 طفلاً بمدينة جزير، واعتقلت في العام نفسه 28 شخصاً من سياسيين وبرلمانيين وحقوقيين وإعلاميين، على خلفية ما أسمتها “قضية مؤامرة كوباني”، تبعها عام 2016 اعتقال أكثر من 5 آلاف من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطية HDP.

الديمقراطي الكردستاني

سخر PDK، بشكل أكبر من قبل دولة الاحتلال التركي والولايات المتحدة الأميركية؛ عقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، للتفرد بالسلطة، والسيطرة على جميع مفاصل الحكم في باشور (جنوب كردستان)، ولتهميش باقي الأحزاب والأطراف السياسية الكردية الأخرى، وحصر عموم المؤسسات “السياسية، العسكرية، الاقتصادية” بالحزب وعائلة البرزاني، والحد من أي تغير ديمقراطي، وليكون رأس حربة في استهداف شعوب المنطقة الطامحة للديمقراطية.

ففي قضاء شنكال، على سبيل المثال وليس الحصر، عقب فرار مقاتلي قوات PDK من مواجهة داعش، وتخلي الحزب عن القضاء عام 2014، وبعد إعلان الإيزيديين عن إدارة ذاتية عام 2015، بدأ الحزب باستهداف القضاء والإيزيديين بالتعاون مع الحكومة العراقية عبر اتفاقية 9 تشرين الأول/أكتوبر 2020، تلبية للمصالح التركية التي فشلت في تحقيق غاياتها من خلال داعش.

ويلعب الحزب دوراً استخباراتياً، وأمنياً لاستهداف الشخصيات السياسية والثورية ضمن مناطق سيطرتها، وتعقب الثوريين والثوريات وتزويد دولة الاحتلال التركي بالمعلومات عنهم.

حيث اغتالت دولة الاحتلال التركي خلال السنوات الثلاث الفائتة عدداً من المناضلين والمناضلات في جنوب كردستان.

وكان لافتاً أن عدداً من عملياتً الاغتيال كانت تجري بالتزامن مع زيارة مسؤولين أتراك إلى هولير.

 وكان آخر عملية اغتيال نفذتها الدولة التركية المحتلة ضد الناشطة والأكاديمية وعضوة مركز جنولوجيا، ناكهان آكارسال بتاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر عام 2022، وسبقها استهداف نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فرهاد شبلي، بتاريخ 17 حزيران/يونيو من العام ذاته عبر مسيّرة تركية أثناء زيارته لمدينة السليمانية.

سوريا

بعد خروج القائد عبد الله أوجلان من سوريا في الـ 9 من تشرين الأول عام 1998، تواصلت المؤامرة بتوقيع اتفاقية أمنية بين الدولة التركية المحتلة وحكومة دمشق في الـ 20 من تشرين الأول من العام ذاته.

وسمحت الاتفاقية الأمنية للدولة التركية المحتلة بالتوغل في الأراضي السورية وتنفيذ هجمات بعمق 5 كم بحجة حماية أمنها القومي.

وفي عام 2004 وإثر انتفاضة قامشلو؛ قمعت حكومة دمشق المظاهرات المطالبة بإيجاد حل عادل للقضية الكردية في سوريا، واعتقل وقتل الكثير من أبناء الشعب الكردي بينهم قياديون وسياسيون في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD.

خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2010 اتفقت تركيا مع سوريا على معاداة وتصفية حركة التحرر الكردستانية وحزب الاتحاد الديمقراطي، ووُقعت على اتفاقية مجلس التعاون الإستراتيجي عالي المستوى، 21 كانون الأول 2010.

ومع اندلاع ثورة الـ 19 من تموز عام 2012 في روج آفا وشمال وشرق سوريا ووضع أسس الإدارة الذاتية التي تستند إلى مشروع الأمة الديمقراطية للقائد عبد الله أوجلان، سعت القوى الإقليمية والدولية وحكومة دمشق بطرق مختلفة لتصفية الثورة والقضاء عليها.

في 15 أيلول 2014، وجهت الدولة التركية المحتلة جحافل مرتزقة داعش؛ صوب كوباني وبدأت الهجمات، ومع فشل المجموعات المرتزقة، تدخلت دولة الاحتلال بنفسها للانتقام لهزيمة داعش.

20 كانون الثاني/نوفمبر 2018 تعرضت مقاطعة عفرين لهجوم احتلالي استمر 58 يوماً، استخدمت فيه دولة الاحتلال التركي أقوى الأسلحة الفتاكة من غازات سامة وغارات جوية وهجمات برية؛ ما أدى إلى احتلالها في آذار العام ذاته.

وفي العام التالي، بعد ما شكلت مكونات شمال وشرق سوريا طوقاً حول مدنهم، ودافعت عن مدنها بقوة، وهزمت أعتى وأخطر مرتزقة على العالم “داعش” في بلدة الباغوز السورية 23 من آذار/مارس 2019، بالتزامن مع الذكرى السنوية للمؤامرة الدولية 9 تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، بدأت الدولة التركية ومرتزقتها هجوماً احتلالياً جديداً استهدف فيه سري كانيه/رأس العين، وكري سبي/تل أبيض.

واليوم، تدفع روسيا باتجاه تحقيق تطبيع بين دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق انطلاقاً من تجديد اتفاقية أضنة الأمنية لمواصلة إبادة الكرد.

أوروبا

لم يكن المناضلون والثوريون الكرد في أوروبا، بعيدين عن أعين الدول المتآمرة، ففي 9 كانون الثاني/يناير 2013 اغتيلت المناضلة ساكينة جانسيز، وفيدان دوغان، وليلى شايلمز من قبل الاستخبارات التركية في باريس، دون أن تتابع القضية لتاريخ اليوم.

الجريمة ارتكبت بالتعاون مع الاستخبارات التركية على يد “عمر كوناي” الذي اعتقل بعد الحادثة بأيام، وقتل في السجن من قبل تركيا؛ لإغلاق ملف القضية وإخفاء الجريمة.

وفي الوقت الذي كان يستعد الكرد في باريس، لإحياء الذكرى العاشرة لاغتيال المناضلات الثلاث العام الفائت، اغتيل ثلاث مناضلات ومناضلين كرد في الـ 23 كانون الأول. ولا تزال باريس تتستر على المجزرتين.

على الصعيد الدولي

دولياً، لا تزال القوى المهيمنة تبيح قتل وإبادة الكرد عبر الإبقاء على حزب العمال الكردستاني في “قائمة الإرهاب” الحجة التركية لإضفاء الشرعية على عمليات الإبادة التي تنفذها بحق الشعب الكردي.

ولا تزال الدول المشاركة في المؤامرة، وكذلك الاتحاد الأوروبي منذ عام 2003 مصرة على إبقاء حزب العمال الكردستاني الذي قاده القائد عبد الله أوجلان على “قائمة الإرهاب”، بالرغم من وجود قرار من عدد من المحاكم أن الحزب ليس “إرهابياً”، ناهيك عن الدور الذي لعبه الحزب في دحر داعش من شمال وشرق سوريا وكذلك شنكال.

(ك)