المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

​​​​​​​حقوقيون ومؤسسات مدنية يطالبون بالحرية الجسدية للقائد أوجلان

248

طالب حقوقيون وأعضاء مؤسسات مدنية في شمال وشرق سوريا بالكشف عن وضع القائد أوجلان الصحي، واستنكروا صمت لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية بعد زيارتها الأخيرة لسجن إمرالي.

 خبر  10 كانون الأول 2022, السبت – 15:31 2022-12-10T15:31:00 الرقة

تجمّع العشرات من أعضاء اتحاد المحامين في الرقة ولجنة الدفاع عن القائد واتحادات محامين وأكاديميات المجتمع الديمقراطي ولجنة الصحة في منبج والطبقة والرقة ودير الزور، عند دوار البانوراما جنوب غربي مدينة الرقة، اليوم السبت، للإدلاء ببيان مشترك.

 قرئ البيان من قبل الرئيس المشترك لاتحاد المحامين في الرقة، خالد الحسن، وجاء في مستهله: “اختطف القائد أوجلان قبل 24 عاماً؛ نتيجة مؤامرة دولية قذرة وسُلّم للدولة التركية، وكافة الدول التي شاركت في هذه المؤامرة اتفقت على موضوع واحد؛ كسر إرادة شعب المنطقة وعرقلة نضاله لنيل حقوقه المشروعة في شخص القائد أوجلان.

وأوضح البيان “لقد أدركت الدول المتآمرة أن ظهور القائد غيّر العقلية والسياسة ومفهوم التاريخ الذي كانت تراه الشعوب؛ نتيجة السياسات الممارسة بحقها، كأنها قدر محتوم عليها وجعلها تكسر سلاسل العبودية، وغير ذلك، فهو لم يكتفِ بقضية الشعوب فقط، وإنما أخذ على عاتقه قضية الإنسان وجميع المكونات الشرق أوسطية؛ لذلك أصبح هدفاً واضحاً لها كونه يسير في مسار الشعوب وكرامتها الذي يناقض سياساتها ومشروعها الهادف إلى تفتيت وتمزيق بنية المجتمعات والشعوب أصلاً”.

وأكد “على مدى 3 عقود الماضية، اقترح القائد أوجلان حلولاً للسلام والديمقراطية، ودعا إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العنف، لكن الدولة التركية، بالإضافة إلى تجاوبها السلبي مع كل مشاريع ومبادرات السلام، فرضت عزلة شديدة على إمرالي”.

وتابع البيان: “وانتهكت جميع حقوق القائد أوجلان، ومارست سياسة شاملة ضد الشعب الكردي وحركته التحررية، في سعي لإبادته، من خلال سياسات الإنكار والإبادة الجماعية والصهر والتهجير والقسر التي هي ليست بغريبة عليها، عبر تاريخها؛ كونه يحفل بمئات المجازر وحملات التصفية بحق الشعوب والتنكيل بها، بدءاً من العثمانية التي يطمح أردوغان لإعادة أمجادها ومجازرها اتجاه الأرمن وعشرات المجازر إبان احتلالها العثماني للجغرافية العربية، بالإضافة إلى مجازرها بحق أطفالنا وشعبنا في عفرين وتل أبيض ورأس العين والحملات، والقصف الأخير على المنشآت والبنى التحتية والمناطق الآهلة بالسكان دون تمييز بين المدنيين والعسكريين ما هو إلا دليل صارخ على عقليتها الإرهابية الإنكارية”.

وأشار البيان “أصبح من الواضح اليوم، أن حرية القائد عبد الله أوجلان الجسدية وحل القضية الكردية وإحلال السلام والاستقرار في تركيا والمنطقة كلها أمور مترابطة وجوهرية وتعتبر من الشروط الأساسية للتعايش السلمي للشعوب”.

ولفت البيان “منذ 24 عاماً، يعيش القائد عبد الله أوجلان في وضع صعب للغاية؛ فقد تعرّض للتعذيب بطرق وأساليب مختلفة وتعرض لعزلة لا مثيل لها في التاريخ الحديث؛ وذلك ما أكدته التقارير الواردة من CPT التابعة لمجلس الاتحاد الأوروبي في فترات وسنوات سابقة، وأكدت حقيقة وجود حالة طوارئ في سجن إمرالي”.

وأردف البيان “إذا تمعّن المرء في المعاهدات الدولية والحقوق وقوانين منظمة العفو الدولية؛ فإنه لا يُطبّق بند واحد من تلك القوانين على القائد أوجلان في إمرالي؛ ويستطيع المرء أن يرى أن القوانين والحقوق تنتهك على مرأى من عيون العالم والمؤسسات الحقوقية الدولية، فالمتعارف عليه أن لكل سجين أو معتقل الحق في التواصل مع العالم الخارجي، لكن هذا الحق لا يطبّق على القائد أوجلان”.

وأكد البيان أن “اللجنة الأوربية لمناهضة التعذيب في المعتقلات “CPT”، وعلى الرغم من تأكيدها على الانتهاكات التي وثقتها سابقاً إلا أنها لم تتخذ أي خطوات لمنعها، ولم تقم بواجبها ومسؤولياتها، بل على العكس تماماً لقد تحولت إلى شريك حقيقي للدولة التركية في تشديد العزلة، وخاصة أنها لم تذكر فحوى لقائها بالقائد أوجلان وظروف سجنه، لذلك هذا الصمت يعطي الدولة التركية فرصة ويشجعها على تشديد العزلة على القائد أوجلان يوماً بعد يوم، بأكثر دقة ومنهجية تامة، والحقيقة التي تبرز ذاتها إلى الأمام هو إن العزلة المفروضة ليست مفروضة من قبل تركيا كون تركيا أصغر من أن تكون صاحبة هكذا قرار، وكونها تتنفس أنفاسها الأخيرة في معركة الحفاظ على كينونتها الحالية وخاصة أنها متورطة في الكثير من المشاكل والأزمات التي أخذت تنهش بهرمها السلطوي”.

وأشار البيان “فما العزلة إلا خوفاً من أي توجيهات أو أفكار يعلن عنها القائد تضرب كل سياساتها ومن خلفها حلفائها في عرض الحائط، وخاصة أن القائد هو الذي في جعبته مفاتيح الحل والعلاج لسائر الأزمات الحالية وله القوة في طرحها على عكس السلطات الفاشية وما تجربه الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا واتحاد الشعوب العربية الكردية الآشورية وتمازج دماء أبنائها تحت مظلة الأمة الديمقراطية إلا تأكيداً لذلك”.

وطالب البيان ” CPT بالكشف عن فحوى لقائها بالقائد”. كما طالب “المؤسسات الحقوقية الدولية بالقيام بواجبها والضغط على الدولة التركية للسماح للمحامين للقاء بموكلهم والاطمئنان على وضع القائد الصحي والجسدي وإلغاء جميع إجراءات العزلة بحق القائد، وكذلك اتخاذ الخطوات في طريق ضمان الحرية الجسدية للقائد وعدم تسييس القضية أكثر من ذي قبل إرضاء لتركيا وسياساتها الإنكارية”. 

وأكد البيان “وفي النهاية، نؤكد أن المقاومة التي يبديها القائد أوجلان في سجن إمرالي هي رسالة مقدسة وعظيمة بالنسبة لنا كمؤسسات حقوقية ولجنة الدفاع عن القائد واتحادات محامين وأكاديميات المجتمع الديمقراطي ولجنة الصحة في منبج والطبقة والرقة ودير الزور ومكونات شمال شرق سوريا، وواجب علينا أن نكون في الساحات والميادين ونوفي بعهدنا تجاه القائد كونه ليس معتقل الرأي وقضية الشعب الكردي فقط، وإنما معتقل التجربة والمشروع الإنساني الشرق أوسطي”.

ولفت البيان “وبهذه الرسالة نفهم مرة أخرى أنه يجب علينا تصعيد النضال في كل الميادين الحقوقية والقانونية ولن يهدأ لنا بال إلا أن نصل لما ننادي من أجله، نحن في الساحات والميادين والشوارع من خلال خيمات اعتصام ومسيرات وندوات وبيانات تنديد، وكل المظاهر السلمية التي تعبّر عن إرادة الشعوب في شمال شرق سوريا للوصول إلى ضمان تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان”.

وكشف البيان في ختامه عن سلسلة فعاليات في الرقة والطبقة ومنبج، تضمنت “ومن هنا نعلن عن سلسلة نشاطات في سبيل ذلك، وفاء منا تجاه القائد، ففي 12 الشهر الجاري ستقوم خيمة اعتصام في منبج للتنديد بالعزلة المفروضة على القائد، وفي 14 الشهر الجاري ستقام خيمة اعتصام في مدينة الرقة، وفي 16 الشهر الجاري ستكون خيمة اعتصام في الطبقة”.