المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

باحثة مصرية: المؤامرة فشلت في منع انتشار أفكار أوجلان والمجتمع الدولي يدّعي المثاليات

385

أكدت الباحثة المصرية، ولاء عبد الله، أنه وعلى الرغم من مرور سنوات كثيرة على المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان إلا أنها لم تتمكن من منع انتشار فكره وإخماد نضال حزب العمال الكردستاني، وأشارت إلى أن المجتمع الدولي يدّعي المثالية لكنه يستخدمها لمصالح القوى المتحكمة به.

 خبر  11 تشرين الأول 2022, الثلاثاء – 07:25 2022-10-11T07:25:00 القاهرة – محسن المصري

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

اتفقت أجهزة استخبارات دولية وإقليمية كثيرة رغم وجود خلافات سياسية بين دولهم، لإتمام واحدة من أكبر عمليات الاختطاف السياسي ربما في تاريخ الناتو، استهدفت القائد عبد الله أوجلان في إرضاءً لتركيا.

وانطلقت المؤامرة الدولية ضد القائد أوجلان في 9 تشرين الأول من عام 1998 عند خروجه من سوريا، وأدت إلى اختطافه في العاصمة الكينية نيروبي في 15 شباط عام 1999.

اختطف المتآمرون القائد أوجلان ظناً منهم أنهم بهذه الطريقة يمنعون انتشار أفكاره وينهون نضال حزبه ولكن بعد كل هذه السنوات أثبتت الوقائع والأحداث فشل هذه المؤامرة وسقوط مخططها القذر رغم بقاء القائد أوجلان في الأسر لدى دولة الاحتلال التركي.

ترى الباحثة المصرية في العلوم السياسية، ولاء عبد الله، أنه بعد مرور 24 عام على اعتقال القائد عبد الله أوجلان في تلك المؤامرة الدولية، لابد وأن نؤكد أن أوجلان استطاع، رغم كل سياسات ومحاولات تغييبه وعزله عن أبناء جلدته، أن يكون الرمز الأهم والأبرز لدى الكرد ممن رأوا في أوجلان بطلهم القومي الذي لم يقف فقط في وجه سياسات التغييب والإبادة للوجود الكردي على الأرض، لاسيما في جغرافيا كردستان التي بدأ منها، بل إنه سعى نحو بناء الإنسان الكردي فكان حزب العمال الكردستاني بفكر أوجلان يعني الكثير.

وقالت لوكالتنا: “الأهم أنه رغم غياب أوجلان في غياهب الأسر كل هذه العقود رغم التشدق الدولي الدائم بحقوق الإنسان، إلا أن الحزب ماض في نجاحاته التي تبدو ملامحها في محيطه، خاصة في مواجهة الوجود الداعي واستهداف سنجار، ومن بعد تغيير المعادلة كلياً هناك، لكن الأهم لما بعد هو تأهيل أهل المنطقة المسالمين لتقوى شوكتهم ولينظموا أنفسهم في إدارة ذاتية استطاعت أن ترتب البيت الإيزيدي الداخلي في هذه المنطقة وربما لأول مرة في تاريخ الحالة الإيزيدية”.

وأكدت ولاء “أن أوجلان استطاع أن ينفذ بحزب العمال الكردستاني حالة فريدة أسسها على دعائم قوية لذا هو الآن قائم وماض في مسعاه، رغم أن كل القوى الدولية تعاونت لاعتقاله (القائد أوجلان) في 1999، في مؤامرة دولية، وأودعته لدى تركيا أسيراً”.

فكر القائد سبب هاجساً كبيراً للمتآمرين

وشددت على أنه لا معنى فعلي لحالة القائد أوجلان إلا الأسر، فهو الآن ليس أقدم سجين سياسي كما يقولون، لكن الحقيقة هو آخر أسير اتفقت القوى الدولية الكبرى على تغييبه وكان هدفهم في ذلك القضاء على تأثيره وفكره الذي كان يسبب لهم هاجساً كبيراً، خاصة أنه بنى فكر عقائدي كانت عقيدته الوحيدة هي حب الهوية لشعب أراد الجميع من حولهم إبادتهم وتغييب ثقافتهم بل والقضاء على أبسط ملامحها وذلك عبر منع الأسماء الكردية ومنع الحديث باللغة الكردية التي لولا إصرار أهلها لكانت انتهت في القرن الأخير، منذ إخراج سايكس وبيكو خريطة تقسيم المنطقة فعلياً دون كردستان مع الاتفاق على تقسيمها في 4 دول مختلفة بالتأكيد لن تجعلهم يقوم لهم أي قيامة.

وبحسب الباحثة المصرية فإن الواضح الآن أن حزب العمال الكردستاني هو تلك الحالة الكردية التي جمعت كل الأضداد واختبرتهم في بوتقة تجربة الحزب فكانت العلامة الأهم الممتدة، منذ أن أسس القائد أوجلان الحزب وحتى الآن، مشيرة إلى أن الكرد من كل الجغرافيا الثلاث لازالوا ينضمون للحزب وأن تجربة الحزب رغم كل تقييد عليه من تركيا وحتى من قبل قادة إقليم جنوب كردستان قائمة ومستمرة بل وتحقق نجاحات على الأرض رغم عدم تسليط الضوء عليها على الأرض، كل هذا بالمناسبة رغم التقييد الدولي المستمر على الحزب أيضاً وهو ما يعني أنه لابد على المجتمع الدولي إعادة قراءة هذه التجربة الفريدة وتغيير سياسات التعامل معها فكل ما في القصة أنها تجمع الأسمى لشعب أراد الحياة رغم كل صور التقييد والرفض.

المؤامرة لم تمنع انتشار فكر القائد

وتابعت “الحقيقة ونحن نتابع إلى أي درجة تلقف مريدو أوجلان فكره وثقافته واستطاعوا نشرها على امتداد الخريطة الدولية بالمناسبة، كل هذا وذلك الفكر وتلك الرؤية خرجت بالأساس من معزله الإجباري في سجن جزيرة إمرالي، فإن الحالة تقول إن أوجلان كان ذلك النور الذي حاولوا تقييده من أجل القضاء على أي محاولة كردية تخرج عن طوق تقييداتهم على المنطقة فتحولها وتغيرها والحقيقة أنهم رغم كل سياساتهم الاستراتيجية الوقائية إلا أنهم قضوا على وجود أوجلان المكاني بين أبناء جلدته فعلياً، لكن ما حدث أن كل هؤلاء حملوا قبس من شعلة فكره وقرروا التحرك بين البلدان والدول والأهم الشعوب ليكونوا رسلاً لفكر قائدهم ولرؤاه التنظيرية التي من المؤكد أنها قد تشكل علامة فارقة إذا اهتم العالم بها وإذا ما وضعوا أفكار أوجلان محور دراسة وبحث أيضاً”.

المجتمع الدولي يدّعي المثاليات

وشددت الباحثة على أن استمرار وبقاء القائد أوجلان كل هذه السنين معزولاً في سجن جزيرة إمرالي وممنوع من زيارة ولقاء أهله أو حتى محاميه، رغم كل صور الإعلان الدولي بالاهتمام بحقوق الإنسان والاستماتة في الدفاع عنها، تؤكد أن هذا المجتمع الدولي مدّعي المثالية ودعم حقوق الإنسان، هو ليس إلا مجتمع مصلحي، بالأساس يعمل حتى ملامح الإنسانية ودعمها فقط وفقاً لمصالحه العليا التي من الواضح حتى الآن أن أوجلان وفكره يُضر بها لذا فإن التعامل مع حالته واستمراره في أسره الطويل هذا هو دليل على انتهازيتهم ومصالحهم بل والأهم أنها تنزع عنهم كل أوراق التوت لتكشف عن سوأتهم ولتقول إنه لا إنسانية حقيقية لدى هؤلاء”.

(ي ح)

ANHA