يقول القائد أوجلان : بمقدور ثورة روجافا أنْ تستفيدَ من حُسنِ طالِعِها هذا على أكملِ وجه، بتوحيدِ كلِّ هذه المنجَزاتِ الذهنيةِ والحياتيةِ الثمينةِ في ممارستِها العمليةِ الخاصةِ بها. كما باستطاعتِها إحياءُ الفردِ الديمقراطيِّ والاشتراكيّ، الذي سيتشكلُ بالتوازي مع تحويلِ البناءِ المتداخلِ للأمةِ الديمقراطيةِ والاقتصادِ الكوموناليِّ والصناعةِ الأيكولوجيةِ إلى طرازِ حياةٍ اجتماعية؛ وذلك حيالَ فرديةِ الحداثةِ الرأسماليةِ المشحونةِ بالمصائدِ والأفخاخ، والتي صارَت وحشاً استهلاكياً طائشاً يَبتلعُ الحقيقة؛ وكذلك حيالَ عناصرِها المتمثلةِ في نزعاتِ الربحِ الأعظم والدولةِ القوميةِ والصناعوية، والتي تُوَلِّدُ الفرديةَ وتنتجُها. وبوسعِها تعميقُ ثورتِها الذهنيةِ والأخلاقيةِ والجماليةِ بكلِّ ما أُوتِيَت من طاقة، بحيث تجعلُها مُلكاً للفرد، وتعمِّمُها على شعوبِ الشرقِ الأوسطِ قاطبة. وبإمكانِها عبرَ ثورتِها الخاصةِ بها أنْ تقدِّمَ الإسهاماتِ المهمةَ للثقافةِ التاريخيةِ الشرقِ أوسطيةِ المتميزةِ دائماً بالتكاملِ والكونية، وأنْ تُقَيِّمَ الحياةَ وكلَّ مجالٍ من مجالاتِها على أنه مدرسةٌ ناجعةٌ في سبيلِ ذلك……..
فحقيقةإن من الصعب أن يكون طريق مشروع الأمة الديمقراطية الذي نسعى لتطبيقه سالكا أو أن يكون قد قطع شوطه الطويل إلا من خلال إعادة مراجعة ونقد الموروث وقراءة عصرية للتراث بعيدا عن التوظيف الإيديولوجي والسياسي حقيقة إن مشروع الأمة الديمقراطية يشجع على المعرفة ويمتلك القوة والإنصاف وحق حرية الفكر والأمن الثقافي للمجتمع ولديه قدرة على إدارة التنوع والإختلاف في أبعاده المتنوعة ويتجسد ذلك في مفهوم إخوة الشعوب والذي صاغه القائد واعتبره مفهوما وقيمة وثقافة وسلوك واعتبره مشروع يجسد قيما إنسانية تسعى مختلف المجتمعات لترسيخها وحمايتها من حيث كون هذا المشروع شرطا من شروط التوازن الإجتماعي والتنوع الثقافي والعيش المشترك والذي لامفر منه في عالم اليوم الذي تغيرت فيه الهياكل الديموغرافية نتيجة الهجرات والحروب فحقيقة إن مفهوم أخوة الشعوب هو القدرة على التحمل والصبر على رأي مخالف أو عقيدة أو ثقافة أو عرق وذلك لتوفير شروط التعايش السلمي والوئام وذلك عبر احترام الإختلاف وتقديرالتنوع الإنساني كحقيقة ربانية وآية من آيات الله وهذا لايعني التنازل عن خصوصية ثقافية أو عقيدة أو رأي بل هو اعتراف متبادل بالإختلاف تحت سقف من التعاون والإحترام والتعارف ونبذ الإقصاء والكراهية ويشمل مفهوم أخوة الشعوب أيضا الإقرار بأن البشر شعوبا وقبائل وأمم وأعراق وألوان وألسنة ومذاهب خلقهم الله ليتعارفوا ويتعاونوا ويعمروا الأرض فحقيقة القائد يرى أن من دون أخوة الشعوب -كثقافة وقيم وسلوك – لن يكون هناك سلم اجتماعي ومن دون سلم اجتماعي لن يكون هناك عدل ولا تنمية ولا سلم ولا حرية وسيسود فكر إقصائي وظلامي تميزي وستكون هناك مسلكيات تطهير عرقي وتكفيري وهذا مانشهده حاليا في ظل غياب هذا المفهوم إن القائد ومن خلال مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب ينشد لتأسيس وعي قيمي وثقافة ضرورية لإنتاج شخصية سوية وإنسانية وفكر قادر على التعامل مع تحديات العصر ومقتضياته وضمان حق الإنسان في الحياة وضمان كرامته وحريته ويعتبر مشروعنا بمثابة حصانة أولية وثابتة للشعوب ويعمل على إحياء الضمير والمسؤلية الأخلاقية ويعتبر منظومة القيم معايير للسلوك الإجتماعي والتدبير السياسي والثقافي ومحددات لرؤية الكون والآخر وليست مجرد خصال حميدة وغير حميدة حقيقة إن مفهوم أخوة الشعوب هو مصلحة مع الذات أولا ومع الغير والتعاون والتعاضد والأخوة على أساس إنساني وإقرار بالحوار وهو لمصلحة الجميع وهو أساس في الوئام واستيعاب الإختلاف لتحويله الى ثراء وليس عداء فحقيقة بدون أخوة الشعوب يفقد الإنسان كل حقوقه فالقائد من خلال مشروع الأمة الديمقراطية يهدف إلى لم شمل جميع الثقافات التاريخية في أجواء عامرة بالسلام والمساواة والحرية والديمقراطية فالقائد يقول عن مشروع الأمة الديمقراطية : أنها تركيبة جديدة وزبدة مركزة مستخلصة من جميع الحقائق والمقاومات ومن كافة الصياغات بدءا من العقائد الإلهية الأمومية مرورا بالزرادشتيةوصولا الى الإسلام
ولذلك يتوجب عليكم إدراكها وتبنيها وتطبيقها على أرض الواقع. ( ر . د )
بقلم الرفيق أنس دوغان
