المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

يقول القائد أوجلان : بمقدور ثورة روجافا أنْ تستفيدَ من حُسنِ طالِعِها هذا على أكملِ وجه، بتوحيدِ كلِّ هذه المنجَزاتِ الذهنيةِ والحياتيةِ الثمينةِ في ممارستِها العمليةِ الخاصةِ بها. كما باستطاعتِها إحياءُ الفردِ الديمقراطيِّ والاشتراكيّ، الذي سيتشكلُ بالتوازي مع تحويلِ البناءِ المتداخلِ للأمةِ الديمقراطيةِ والاقتصادِ الكوموناليِّ والصناعةِ الأيكولوجيةِ إلى طرازِ حياةٍ اجتماعية؛ وذلك حيالَ فرديةِ الحداثةِ الرأسماليةِ المشحونةِ بالمصائدِ والأفخاخ، والتي صارَت وحشاً استهلاكياً طائشاً يَبتلعُ الحقيقة؛ وكذلك حيالَ عناصرِها المتمثلةِ في نزعاتِ الربحِ الأعظم والدولةِ القوميةِ والصناعوية، والتي تُوَلِّدُ الفرديةَ وتنتجُها. وبوسعِها تعميقُ ثورتِها الذهنيةِ والأخلاقيةِ والجماليةِ بكلِّ ما أُوتِيَت من طاقة، بحيث تجعلُها مُلكاً للفرد، وتعمِّمُها على شعوبِ الشرقِ الأوسطِ قاطبة. وبإمكانِها عبرَ ثورتِها الخاصةِ بها أنْ تقدِّمَ الإسهاماتِ المهمةَ للثقافةِ التاريخيةِ الشرقِ أوسطيةِ المتميزةِ دائماً بالتكاملِ والكونية، وأنْ تُقَيِّمَ الحياةَ وكلَّ مجالٍ من مجالاتِها على أنه مدرسةٌ ناجعةٌ في سبيلِ ذلك……..

228

فحقيقةإن من الصعب أن يكون طريق مشروع الأمة الديمقراطية الذي نسعى لتطبيقه سالكا أو أن يكون قد قطع شوطه الطويل إلا من خلال إعادة مراجعة ونقد الموروث وقراءة عصرية للتراث بعيدا عن التوظيف الإيديولوجي والسياسي حقيقة إن مشروع الأمة الديمقراطية يشجع على المعرفة ويمتلك القوة والإنصاف وحق حرية الفكر والأمن الثقافي للمجتمع ولديه قدرة على إدارة التنوع والإختلاف في أبعاده المتنوعة ويتجسد ذلك في مفهوم إخوة الشعوب والذي صاغه القائد واعتبره مفهوما وقيمة وثقافة وسلوك واعتبره مشروع يجسد قيما إنسانية تسعى مختلف المجتمعات لترسيخها وحمايتها من حيث كون هذا المشروع شرطا من شروط التوازن الإجتماعي والتنوع الثقافي والعيش المشترك والذي لامفر منه في عالم اليوم الذي تغيرت فيه الهياكل الديموغرافية نتيجة الهجرات والحروب فحقيقة إن مفهوم أخوة الشعوب هو القدرة على التحمل والصبر على رأي مخالف أو عقيدة أو ثقافة أو عرق وذلك لتوفير شروط التعايش السلمي والوئام وذلك عبر احترام الإختلاف وتقديرالتنوع الإنساني كحقيقة ربانية وآية من آيات الله وهذا لايعني التنازل عن خصوصية ثقافية أو عقيدة أو رأي بل هو اعتراف متبادل بالإختلاف تحت سقف من التعاون والإحترام والتعارف ونبذ الإقصاء والكراهية ويشمل مفهوم أخوة الشعوب أيضا الإقرار بأن البشر شعوبا وقبائل وأمم وأعراق وألوان وألسنة ومذاهب خلقهم الله ليتعارفوا ويتعاونوا ويعمروا الأرض فحقيقة القائد يرى أن من دون أخوة الشعوب -كثقافة وقيم وسلوك – لن يكون هناك سلم اجتماعي ومن دون سلم اجتماعي لن يكون هناك عدل ولا تنمية ولا سلم ولا حرية وسيسود فكر إقصائي وظلامي تميزي وستكون هناك مسلكيات تطهير عرقي وتكفيري وهذا مانشهده حاليا في ظل غياب هذا المفهوم إن القائد ومن خلال مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب ينشد لتأسيس وعي قيمي وثقافة ضرورية لإنتاج شخصية سوية وإنسانية وفكر قادر على التعامل مع تحديات العصر ومقتضياته وضمان حق الإنسان في الحياة وضمان كرامته وحريته ويعتبر مشروعنا بمثابة حصانة أولية وثابتة للشعوب ويعمل على إحياء الضمير والمسؤلية الأخلاقية ويعتبر منظومة القيم معايير للسلوك الإجتماعي والتدبير السياسي والثقافي ومحددات لرؤية الكون والآخر وليست مجرد خصال حميدة وغير حميدة حقيقة إن مفهوم أخوة الشعوب هو مصلحة مع الذات أولا ومع الغير والتعاون والتعاضد والأخوة على أساس إنساني وإقرار بالحوار وهو لمصلحة الجميع وهو أساس في الوئام واستيعاب الإختلاف لتحويله الى ثراء وليس عداء فحقيقة بدون أخوة الشعوب يفقد الإنسان كل حقوقه فالقائد من خلال مشروع الأمة الديمقراطية يهدف إلى لم شمل جميع الثقافات التاريخية في أجواء عامرة بالسلام والمساواة والحرية والديمقراطية فالقائد يقول عن مشروع الأمة الديمقراطية : أنها تركيبة جديدة وزبدة مركزة مستخلصة من جميع الحقائق والمقاومات ومن كافة الصياغات بدءا من العقائد الإلهية الأمومية مرورا بالزرادشتيةوصولا الى الإسلام
ولذلك يتوجب عليكم إدراكها وتبنيها وتطبيقها على أرض الواقع. ( ر . د )

بقلم الرفيق أنس دوغان