المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

يقول المفكر أوجلان في أحدى مرافعاته : (كفاحاتُ الأمةِ المتطلعةِ إلى الدولةِ والدولةِ المتطلعةِ إلى الأمة، هي المؤثِّرُ المِحوريُّ في الواقعِ الدمويِّ للعصر. وتحقيقُ مُلاقاةِ الأمةِ مع السلطةِ والدولة، هو المنبعُ العَينُ لقضايا عصرِ الحداثة، والتي إذا ما قارنّاها مع القضايا الناجمةِ من الدولِ الديكتاتوريةِ والسلالاتية، سنَجِدُ أنّ القضايا في عصرِ الحداثةِ تنبعُ من أمةِ الدولة، وأنّ هذا الوضعَ يُشَكِّلُ أكبرَ فارقٍ بينهما. فالدولةُ القوميةُ التي هي إحدى أشدِّ المواضيعِ تعقيداً في علمِ الاجتماع، تُعرَضُ وكأنها عصا سحريةٌ وأداةٌ لحلِّ جميعِ القضايا المناهِضةِ للحداثة. بينما مضموناً تَجعَلُ من القضيةِ الاجتماعيةِ الواحدةِ أَلفاً. والسببُ في ذلك يَعودُ إلى تسريبِها لجهازَ السلطةِ حتى أدقِّ الأوعيةِ الشعريةِ للمجتمعات).

245

إننا لانزال الى اليوم نلعن مشروع سايكس وبيكو لأنه قسم المنطقة وجزئها وعمل على غرس بذار الفكر القوموي الهدام الذي يعمل على تكريس هذا الإنقسام ويحارب الوطنية والتعددية والعدالة والمساواة ولايعنيه البلد أو نسيجه المجتمعي وأغلب المفكرين (عدا القائد عبدالله أوجلان) لم يعطوا أي اهتمام لمحاربة الفكر القوموي ونظام الدولة القومية أو محاولة المطالبة بتوفير إدارة رشيدة للحكم بعيدا عن القومية ولم يقدموا بديلا أفضل من سايكس وبيكو فالجميع في المنطقة يقبضون على نظام الدولة القومية والتقسيمات وفق سايكس بيكو مدافعين عن سيادتها وترابها وخريطتها ويخشون عليها من الأختراق والغرق والتي تربت فيها الأجيال وغنت أناشيدها وحلمت بإزدهارها وتكاملها ويتحملون أوجاعها وعثراتها فحقيقة لم أجد مفكرا يسعى لتقديم نموذج أفضل من سايكس وبيكو ويعمل على حل كافة قضايا ومشكلات الشرق الأوسط سوى القائد عبدالله أوجلان فمن خلال مشروعه يتم تثمين قيمة كل إختلاف ويبني سلم اجتماعي مستقر ويتضمن حل لجميع القضايا المعاشة بالشرق الأوسط بحيث ينعش ثانية دمقرطة العلاقات الإجتماعية ويضم الهويات المتباينة بروح الوفاق والسلام والسماحة كما يسلحه بوعي مجتمعي سديد وإعادة المنطقة الى عهدها القديم الخصيب والتي كانت يوما جنة والتي تحولت اليوم إلى بركان مستعر فحقيقة مشروع الأمة الديمقراطية لاتستمد قوتها من خلال إضعاف الشعوب وإن ما تستمد قوتها من
خلال تنظيم طاقات هذه الشعوب إن الدولة القومية لاتعبر عن واقع مناطقي ولاكوني بل على النقيض فهي تعني إنكار كل ما هو كوني أو مناطقي محلي أما الأمة الديمقراطية تمكن من إعادة إنشاء المحلي والكوني وتؤمن للواقع الإجتماعي فرصةالتعبير عن نفسه فذهنية الدولة القومية المستندة على الأحادية جلبت الكوارث للإثنيات والثقافات الاخرى من قبيل لغة واحدة –ثقافة – دين – قومية واحدة من صهر وإذابة فحقيقة إن الآوان قد آن لأن تقوم شعوب المنطقة بتثمين كل إختلاف وأن يتبنوا مشروع الأمة الديمقراطية الذي صاغه القائد لأجلهم حيث قال :(أهدي مشروع الأمة الديمقراطية للشرق الأوسط) وذلك من أجل بناء إدارة ديمقراطية قوية وعادلة ومتكافئة ونافعة لأهلها وللإنسانية لاعالة ولا فاشلة ولاتبني الجدران وإنما تبني الجسور والتكامل مع شعوب العالم وتتعامل مع متغيرات العصر في الإدارة الرشيدة للحكم والموارد والبيئة ورفاه الشعوب وحقوقها وسعادتها وجودة حياتها والسلم الإجتماعي . ( ر . د )

بقلم الرفيق أنس دوغان