المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

مصطفى قره سو: القائد آبو هو المقياس ويجب إطلاق سراحه – تم التحديث

46

شدد عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني مصطفى قره سو على أن موضوع اللقاء مع القائد آبو هو معيار لنهج العملية، فيما أكد أن على شمال وشرق سوريا ودمشق التوصل إلى اتفاق على أساس ديمقراطي.

أجرى عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني مصطفى قره سو تقييمات خلال مشاركته في البرنامج الخاص على قناة “مديا خبر” حول ظروف الذي يعيشه القائد آبو، وتنظيم المزيد من الفعاليات من أجل القائد، وإرساء الديمقراطية في سوريا.

https://cdn.iframe.ly/GMYrTQFp
شمال وشرق سوريا هي أساس السلام والاستقرار في سوريا

شمال وشرق سوريا، والإدارة الذاتية هناك، هما أساسا السلام في سوريا، إنها المنطقة الأكثر استقراراً، سواءً من حيث بنيتها الاجتماعية أو ذهنيتها، ويمكنها أن تضمن الاستقرار في سوريا، إنها نموذج يُحتذى به، العرب والكرد والسريان والأرمن جميعهم يعيشون معًا في إطار ديمقراطي. لا يهاجمون بعضهم بعضاً، ولا يتقاتلون، لقد عاش العرب والكرد معًا كإخوة لسنوات، ويعيش السريان مع العرب والكرد كإخوة، لا أحد يُعادي الآخر بسبب معتقداته أو هويته العرقية. فهل هناك ما هو أثمن من ذلك؟

الآن، يحاولون تخريب هذا، من الواضح أن أي هجوم على شمال وشرق سوريا ــ أي على الإدارة الذاتية ــ سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سوريا، وعندها ستدخل البلاد في وضع خطير، لقد قدمت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ما يقارب 20 ألف شهيد، إذ استشهد جزء كبير من الشعب العربي وشبابه في الحرب ضد داعش، وهناك أيضًا عشرات الآلاف من المصابين وجرحى الحرب.

إن شنّ مثل هذه الهجمات في مكان كهذا يعني بوضوح: “سأزعزع استقرار سوريا، سأخلق فيها فوضى”. نعم، لا تزال سوريا تفتقر إلى الاستقرار الكامل، على أي حال، شمال وشرق سوريا لن يستسلم، هل يمكن لمن قدموا عشرات الآلاف من الشهداء أن يستسلموا؟ سيناضلون وسيقاومون حتى النهاية.

هل تريد تركيا أن تصبح سوريا ديمقراطية أم لا؟

في هذا الصدد، سياسة الدولة التركية هناك خاطئة، وكذلك سياسة دمشق، يجب على الدولة التركية تبني الإدارة الذاتية هناك، هل تريد تركيا أن تصبح سوريا ديمقراطية أم لا؟ لن يتحقق دمقرطة سوريا إلا من خلال توافق شمال وشرق سوريا مع دمشق، والهدف منها، ليس استسلام شمال وشرق سوريا لدمشق، دعونا نضع الآخرين جانباً، نساء شمال وشرق سوريا لن يقبلن سياسات دمشق تجاه المرأة.

لذلك، على الدولة التركية اتباع السياسة الصحيحة، يجب على شمال وشرق سوريا ودمشق التوصل إلى اتفاق على أساس ديمقراطي، لنسمِّ ذلك اندماجاً ديمقراطياً، على دمشق أيضاً سنّ قوانين اندماج ديمقراطي من أجل توحد شمال وشرق سوريا مع سوريا بأكملها على أساس ديمقراطي، على الدولة التركية أن تساعد في هذا الأمر، لا أن تهدده.

يتم الحديث عن اتفاقية العاشر من آذار، اتفاقية العاشر من آذار لا تعني استسلام شمال وشرق سوريا لدمشق دون قيد أو شرط، لو كانت كذلك، لما وُقّعت الاتفاقية، لماذا وُقّعت؟ لقد قُدم عشرين ألف شهيد وعشرات الآلاف من جرحى الحرب، هل سيوقع قائد عسكري اتفاقية بالطريقة التي تتصورها تركيا؟ تركيا تفسر هذه الاتفاقية وفقاً لها، ودمشق تفسرها أيضاً وفقاً لها، ليس هكذا تسير الأمور! هذا التوقيع هو توقيع إدارة مشتركة لسوريا، هكذا ينبغي أن يُفهم، الآن يقولون: “تعال، انضم، اقبل”. ليس هكذا تسير الأمور.

هل هناك إدارة منتخبة؟ ما هي الانتخابات التي استخدموها؟ صحيح أنهم جاؤوا بالقوة العسكرية وأطاحوا بنظام الأسد في دمشق، حسناً، أن إسقاط نظام البعث في دمشق أمر جيد، لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ هذه المرة، ظهر البعث الملتحي، لقد انتهى البعث القديم، وجاء البعث الملتحي.

لذا، يجب على تركيا تغيير سياساتها، لا نرى أن السياسات المتبعة حتى الآن صحيحة، لن تُفيد سوريا ولا تركيا، إنهم يعارضون الحرب، ويواصل أردوغان معارضته لها قائلاً: “لا ينبغي خوض حرب في غزة”، إذا كنتم تقولون هذا الكلام، فلماذا كل هذا التحريض على الحرب في سوريا؟ هذه ليست الأساليب الصحيحة. يجب التخلي عن مثل هذه الأساليب.

لقد أصبحت الأمم المتحدة دولة ليس لها معاييرها الخاصة، ولكنها تقدم عرضاً

انعقد لقاء أردوغان وترامب، وتبادلا الإشادة، هذه الإشادة المفرطة دليل على انعدام الثقة بينهما، لا يمكننا الجزم بتوافقهما التام، هذا يعني وجود خلافات كثيرة، أي مشاكل لم يُحلّاها بعد، لهذا السبب يُشيدان ببعضهما البعض بهذا القدر، وبعد يوم واحد فقط، قال ترامب: “أنهيت سبع حروب”، فيما قال أردوغان: “أين أنهى هذه الحروب؟ لا يوجد شيء من هذا القبيل”.

بالطبع، هذا ما تتوقعه تركيا، إذا توصل أردوغان وترامب إلى اتفاق، فستحدث أحداث في سوريا، وسيُهاجم الكرد، بمعنى آخر، كان التوقع من اجتماع أردوغان وترامب أن تركيا ستهاجم الكرد مجدداً، سواءً داخل تركيا أو خارجها، أو ربما كان لديهم توقع بأن الولايات المتحدة ستدعم سياسة تركيا الخاطئة تجاه الكرد.

لا نعلم إلى أي مدى تحقق ذلك، لكننا نعتقد أنه لم يتحقق، لأنه سيزعزع استقرار سوريا، لا أعتقد أن الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى ترغب في زعزعة استقرار سوريا، لكن ربما توصلوا إلى بعض النقاط الإيجابية أو اتفاقات إيجابية فيما بينهم في بعض القضايا، ومع ذلك، ليس هذا بقدر ما يُصوَّر على أنه “إيجابية للغاية، لقد حقق تركيا مكاسب كبيرة”، فهذا التقييم سيكون موضوعيًا، إنها على الأرجح تقييمات الصحافة الموالية للحكومة، لا ينبغي لنا أن نتعامل مع الأمر بهذا النهج.

من ناحية أخرى، ذهب الشرع وتحدث، من هو الشرع؟ حتى وقت قريب، كانوا يُطلق عليه اسم الإرهابي، وذليل على ذلك، هو ما فعله بالعلويين، وما يفعلونه بالدروز في سوريا، يهدد الكرد كل يوم. شخص مثله ذهب وتحدث في الأمم المتحدة. هذه ليست مسألة مبدأ في الحقيقة؛ إنها مسألة سياسية بحتة، لقد استدعوا الشرع إلى الأمم المتحدة بنهج يتحدى جميع المبادئ، نعم، إذا كانت سوريا دولة، فيمكن لرئيسها التحدث في الأمم المتحدة. لكنهم لم يسمحوا لرئيس سوريا السابق بالتحدث في الماضي؛ لم يكن الأسد قادراً على الذهاب. هل الشرع حقاً حاكم الدولة الآن؟ هل يمثل الشعب هناك؟ لقد ذهب باسم دمشق، ولكن إلى أي مدى يمثل سوريا؟ هذه إشكالية حقًا.

بهذه الطريقة، أصبح اجتماع الأمم المتحدة هذا بمثابة استعراض، لقد أصبح مكانًا خاليًا من المبادئ والمعايير، مكانًا يأتي إليه البعض ويتظاهرون فيه، لا ينبغي للأمم المتحدة أن تكون هكذا. لقد أصبحت الأمم المتحدة عاجزة عن أداء وظائفها من نواحٍ عديدة، في الواقع، ذهب ترامب إلى الأمم المتحدة، وتحدث، وانتقدها. حتى أنه قال: “ما هي أزمة المناخ؟ إنها كذبة”، لكن انظروا إلى ما آلت إليه الأمم المتحدة! الدولة صاحبة أعظم قوة عسكرية وسياسية واقتصادية في العالم تُسمي الآن تغير المناخ، المشكلة الأكثر جوهرية في العالم، والتي تواجه البشرية، “كذبة”، هذا وحده يكشف عن كيفية التعامل مع هذه المشاكل.

لذلك، فإن الوضع الحالي في الأمم المتحدة لا يُبشر بالخير للبشرية، بمعنى آخر، لسنا متأكدين من أن لقاء أردوغان وترامب قد حقق نتيجة، مع ذلك، كان الوضع معقدًا للغاية في عهد بايدن، أما الآن، فقد تجاوزا هذه التعقيدات إلى حد ما، لقد وصلا الآن إلى مرحلة يُمكنهما فيها التحدث مع بعضهما البعض، وسيتحدثان أكثر من الآن فصاعداً، إذا كان هناك أي تقدم، فسيكون في هذه القضية.

يجب توضيح وضع القائد آبو

يقول نعمان كورتولموش إن لقاء القائد آبو “ليس مدرجاً على جدول أعمالنا”. هل هذا ممكن؟ ألا توجد أطراف في هذا؟ أليس الكرد طرفاً؟ ألن تُحل القضية الكردية إذن؟ ألن يمكن تحقيق اندماج ديمقراطي للكرد مع جمهورية تركيا؟ أم أن هذا ليس الهدف؟ إذن، ما الذي يعنيه عدم إجراء اللقاء مع القائد آبو، وهو محور هذه القضية؟ كانت هناك تقييمات سابقة تُشير إلى عقد لقاء، حتى أن أحد أعضاء حزب الحركة القومية قال: “قد يجري لقاء”، هذا ما يتوقعه الشعب الكردي، يتحدثون عن “حساسيات تركيا”، لكن للكرد حساسيات أيضاً، يريد الكرد، على وجه الخصوص، من هذه اللجنة أن تلتقي بالقائد آبو، في هذا الصدد، تُعد مسألة لقاء القائد آبو مسألة بالغة الأهمية، إنها ليست مجرد مسألة عادية، بل هي في الواقع مقياس لمدى جدية العملية.

هذا أمرٌ مختلف: سنبذل قصارى جهدنا لضمان تقدم هذه العملية، يمكننا اتخاذ بعض الخطوات، ولكن من الآن فصاعداً، على القائد آبو قيادة العملية وتوجيهها، يجب أن ينال القائد آبو حريته الجسدية، لقد قلنا ذلك سابقًا. ليس بوسعنا فعل الكثير، نعم، هناك بعض الأمور المحدودة التي يمكننا القيام بها، ولكن لا شيء يتجاوز ذلك، لذلك، يجب على الدولة التركية اتخاذ خطوات الآن، نحتاج إلى رؤية خطوات ملموسة. يجب تغيير النهج تجاه القائد آبو، يجب النظر إلى القائد آبو على أنه مخاطب، وضع القائد آبو ليس وضعاً عادياً.

إذا لم يتبع نهج صحيح تجاه القائد آبو، وإذا لم يتغير وضعه الحالي، فكيف ستتقدم هذه العملية، وكيف سنُديرها؟ لذا، هذا معيار، يقولون إن بعض مسؤولي الدولة يتساءلون عما إذا كنا قد تخلينا عن الكفاح المسلح أم لا، لقد أعلنّا صراحةً أننا تخلينا عن الكفاح المسلح ضد الدولة التركية، ضد تركيا، لا مجال للشك في هذه القضية، لقد اتخذنا خطوات في هذا المجال، لذلك، يجب على الدولة التركية اتخاذ خطوات أيضاً. أولاً وقبل كل شيء، يجب توضيح وضع القائد آبو بشكل كامل. يجب ألا يُؤخَّر أو يُطال.

يجب تنظيم الكثير من الفعاليات من أجل القائد

كما هو معلوم، تتواصل حملة “الحرية للقائد آبو” لإنهاء العزلة المفروضة عليه وإطلاق سراحه، إذ انطلقت الحملة في العاشر من تشرين الأول من العام المنصرم، ونقترب من ذكراها السنوية.

بالطبع، في هذه الذكرى، سيدعم شعبنا في كل مكان هذه الحملة وسينظم فعاليات لتعزيزها، إذ أطلق أصدقاؤنا في أوروبا هذه الحملة، حملة “الحرية للقائد”، وحققت نتائج ملموسة وكان لها تأثير كبير، في العاشر من تشرين الأول من هذا العام، ستُقام فعاليات دعماً لحملة “الحرية للقائد” في مناطق عديدة، وخاصة في أوروبا، المشاركة القوية في هذه الفعاليات ضرورية، ومن أوجه القصور الأخرى ضعف المشاركة في هذه الفعاليات أو عدم تطوير المزيد من الحملات المطالبة بحرية القائد.

نعم، هناك فعاليات تُنظم، ونضال يتم خوضه، وجهود تُبذل من أجل حرية القائد آبو، لكن لا بد من مضاعفة هذه الجهود، لا بد من إظهار المزيد حتى نتقدم نحو حرية القائد آبو، فلنحرص على اتخاذ خطوات في هذا الشأن، في هذا الصدد، حرية القائد هي أيضاً مسألة نضال، إنها ليست أمراً يحدث من تلقاء نفسه.

لقد تحققت كل خطوة وكل تقدم في نضال الشعب الكردي من أجل الحرية بالنضال، ولا شك أن التقدم نحو حرية القائد سيتحقق بالنضال، لذلك، في ذكرى العاشر من تشرين الأول، أدعو شعبنا إلى تبني هذه الحملة والقيام بأنشطة تعززها.