المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

حرية القائد عبدالله أوجلان تمثل حلم كل امرأة ثورية

96

للمبادرة السورية لحرية القائد عبدالله أوجلان، من لبنان بقلم السيدة زهيدة معمو ناشطة نسوية وباحثة في علم المرأة (الجنولوجيا) على مستوى الشرق الأوسط

مع انطلاقة عملية السلام والمجتمع الديمقراطي الذي أطلقه القائد الأممي عبدالله أوجلان في شباط “2025” التي أٌنشئت عليها فكرة كوردستان محتلة استمرارا للنداءات التي أطلقها في الأعوام المنصرمة، الى إجراء تحولات جذرية أدت الى تحولات شهدتها المناطق الكوردستانية وتأثرت بها القوى الإقليمية، مما أدى الى تغيير في السياسات وعززت بخطوات عملية نحو الديمقراطية والسلام.

وبهذه الخطوات كان لابد من جعل نداء السلام والمجتمع الديمقراطي عالمياً ليطرح صداه بشكل أكبر لكافة المجتمعات، لم يكن مجرد نداءً ولم يخص الشأن الكوردي فقط بل فلسفة وطريق نحو حرية المجتمعات. بهذه الفلسفة التي طٌرحت من قبل القائد عبدالله أوجلان أدركت الشعوب التواقة للديمقراطية بشكل عام والكورد بشكل خاص هذه القيمة التاريخية. فنداء السلام والمجتمع الديمقراطي كان له أثراً بارزاً على جميع النساء والشبيبة والكادحين والسياسيين وجميع القوى الاشتراكية والديمقراطية وكل الشعوب والبشرية.

وأكدت منظومة المجتمع الكوردستاني على حتمية نجاح عملية السلام بالإصرار والإرادة الديمقراطية الحرة، وجاء هذا الإصرار والتأكيد بناء على قوة الايديولوجية والفكر الحر لدى القائد عبدالله أوجلان والتمسك القوي للمناضلين والشعوب لهذا الفكر. فالخطوات العملية التي بدأ بها حزب العمال الكوردستاني كخطوة أولية ودلالة على الثقة وكونها تستند الى تطبيق الأقوال مع الأفعال ألّا وهي حرق الاسلحة بمراسيم مهيبة، بهذه القوة أثبت الحزب صدقه وإرادته الحرة التي حارب بها في سبيل الدفاع عن النفس والأرض والشعب أعواما طويلة واليوم بتلك القوة والتجربة التي خاضتها خلال أعوام عملت على بناء الاستراتيجية لبناء مجتمع ديمقراطي حر ركيزته الأساسية السلام.

و(السلام) هنا لا يعني فقط إلقاء السلاح وحرقه أو إنهاء الحرب بل لها معنى أعمق وأوسع من ذلك أي بناء التشاركية المجتمعية، السياسية، الثقافية، العلمية والخ… بل السلام يعني بناء المجتمع الكومونالي الصحي السليم الذي يعتمد بدوره التفاف المجتمع حول هويته وحمايته من النهب والانحلال بيد الهيمنة، ويعني أيضاً مشاركة كافة مكونات المجتمع وأطيافه في كل مجالات الحياة وإنشاء البذرة الصحيحة لأجيال المستقبل، والسلام لم يُعنى بالكورد فقط بل يُعنى بكل الشعوب التي أنهكتها الحروب والصراعات. وعانت من ويلات التهجير والتجويع والإبادة الثقافية والعرقية وغيرها من قبل الأنظمة القوموية. ومن هنا نستطيع القول أن لا سبيل للخلاص إلا بالسلام والمجتمع الديمقراطي والوصول الى الحرية، والعيش بالتشاركية وصون الحقوق لكل الأفراد الموجودة في الرقعة الجغرافية المشتركة.

حيث أكد القائد عبدالله أوجلان في مانيفستو السلام والمجتمع الديمقراطي بأن المجتمع الحر سيأخذ وجوده وشكله على أساس الكومونالية وفي اتجاه أخلاقي وايكولوجي وسياسي، ووجود المرأة بارز بشكل جوهري ضمن هذه الخطوة والذي أكد برسالته في الثامن من آذار في يوم المرأة العالمي على أن الدعوة الى السلام هي أيضاً نهضة للمرأة، وعرّف المرأة كونها الكون نفسه من خلال تنظيم نفسها للتغلب على الممارسات التي تجري بحقها من اغتصاب وسلب وقت والخ …

وبوعي المرأة ووجودها الأساسي في هذه العملية بفكرها المنظم وبناء المرحلة الحالية بهويتها الحرّة ومشاركتها السياسية هي التي ستُنجح هذه المرحلة، فالتركيز على قوة المرأة وإظهار حقيقتها الجوهرية الفعلية هي ما ستؤدي بالمجتمع الى البناء والإصلاح.

واستمراراً للخطوات العملية التي أجراها حزب العمال الكوردستاني بفكر القائد هي الاتفاقات التي أجراها السياسيون الكورد في شمال كوردستان، والتي انعكست بدورها على مناطق شمال وشرق سوريا. فكانت المبادرة واضحة من قبل الكورد والطريق واضح لرسم معالم المستقبل الكوردي، إلا أن الجانب التركي مازالت خطواته متثاقلة لتطبيق أقواله مع الأفعال، أما اتفاقية العاشر من آذار مابين الحكومة الانتقالية في سوريا وقوات سوريا الديمقراطية مازال الضغط التركي يؤثر في بطء العملية، فمن شأنها أن تكون هذه الاتفاقية الركيزة الإصلاحية لسوريا وجميع أجزاء كردستان.

ونحن بدورنا كنساء وشبيبة وجميع فئات المجتمع كبرنا وتعلمنا من أفكار وفلسفة القائد عبدالله أوجلان أن نساند وندعم ما يطرحه في سبيل الوصول الى الحرية، فنحن الكورد بدأت مرحلتنا وأصبح صدانا عالمياً من خلال فكر القائد وأثبتنا للجميع كيف نستطيع أن نتوحد بإرادتنا ونكون نموذج سليم وحقيقي وشامل يصبح مثالاً للشعوب التواقة للحرية.

وأنا أرغب باللقاء مع القائد عبدالله أوجلان لأني أجد نفسي إحدى النساء اللاتي تريد أن تكمل الحلم الذي بقي في المنتصف، أريد أن أرى القائد بيننا يرى كل ما سعينا وحاولنا بناءه على أساس البراديغما والايديولوجية التي طرحها لأجلنا وهو مازال في سجن إمرالي يناضل بكل قواه الفكرية والجسدية .