كاتبة سورية تطالب بلقاء القائد تأثراً بنهجه في قضية المرأة
الكاتبة والناشطة السورية سارا عباس تطالب بلقاء القائد عبد الله أوجلان، بعدما تبنّت نهجه القائم على أن حرية المرأة تشكّل بوابة لتحرير المجتمع. وترى أن فلسفته “تحوّل المرأة إلى قوة ثورية قادرة على قيادة التحول الاجتماعي والسياسي.”

تحدثت الكاتبة والناشطة السورية سارا عباس، إلى وكالتنا حول انضمامها إلى حملة المطالبة بلقاء القائد عبد الله أوجلان، التي أطلقتها المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان بالتنسيق مع مبادرة المحامين السوريين للدفاع عن القائد عبد الله أوجلان، في 21 آب الجاري. وقد جمعت الحملة حتى الآن مئات التواقيع لشخصيات سياسية وأكاديمية وحقوقية وطبية، إضافة إلى وجهاء العشائر وشخصيات دينية من مختلف أنحاء سوريا.
وقالت سارا عباس إن القائد عبد الله أوجلان “ليس مجرد شخصية سياسية أو رمز قومي، بل أيقونة للتضحية والإيمان بالحرية والعدل”، مشيرة إلى أن أفكاره “تجاوزت حدود الحاضر لتزرع آمال الأجيال القادمة في أرضٍ عانت طويلاً من القهر والظلم”.
وأضافت أن القائد عبد الله أوجلان: “حمل هموم شعبه على كتفيه، ولم يتوانَ يوماً عن تقديم التضحيات من أجل مستقبل يُشرق فيه صدى السلام والمساواة. ومن هنا فإن الوقوف إلى جانبه والمطالبة برفع العزلة عنه واجب إنساني، لأنه صاحب مشروع يفتح أبواب الحلول السلمية والديمقراطية للقضية الكردية، ويضع أساساً لفهم جديد للعلاقات بين شعوب المنطقة قائم على العدالة وحقوق الإنسان”.
وأوضحت الكاتبة السورية أن فلسفة القائد تقوم على رؤية مركزية تعتبر أن تحرير المرأة شرط لا غنى عنه لتحرير المجتمع بأسره، موضحة أن القائد عبد الله أوجلان يرى أن عبودية المرأة كانت أول أشكال العبودية في التاريخ، وأن جميع أنظمة القمع اللاحقة بُنيت على هذا الأساس.
وتابعت حديثها بأن القائد “ينتقد النظام الأبوي بشدة، ويكشف ارتباطه التاريخي بنشوء الدولة والديانات الشمولية، واصفاً إياه بالمرض الذي أصاب البشرية وأنتج سلطات ذكورية تُقصي المرأة وتختزلها في أدوار هامشية. إلا أنه في فلسفته لا يتعامل مع المرأة كضحية فحسب، بل كقوة ثورية قادرة على قيادة التحول الاجتماعي والسياسي”.
وبيّنت سارا عباس أن هذا التصور يتجسد عملياً في مشروع القائد المجتمعي الذي يضع المرأة في موقع الفاعل المركزي، سواء في العائلة أو السياسة أو حتى في ساحات الدفاع الذاتي، مشيرة إلى تجربة الإدارة الذاتية في روج آفا كنموذج تطبيقي لهذه الفلسفة.
كما أكدت أن الفلسفة السياسية للقائد عبد الله أوجلان تقوم على أن الديمقراطية الحقيقية لا يمكن أن تُبنى إلا بمشاركة النساء مشاركة كاملة، وأن المجتمعات السلطوية الذكورية تفقد أخلاقها وقوتها المؤسسية لأنها تُقصي نصف المجتمع، وهكذا تصبح المرأة في فكره مفتاح الحرية ومحرّك التغيير الأساسي.
وفي ختام حديثها، وجهت الكاتبة والناشطة سارا عباس رسالة بالقول: “رسالتي كوني امرأة تنبع من هذه الرؤية: لا ديمقراطية من دون تحرير المرأة. ما طرحه القائد يؤكد أن مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية ليست خياراً إضافياً، بل أساس لبناء مجتمع متوازن ومستقر. كسر القيود الذكورية شرط للتنمية الحقيقية ولتحقيق العدالة والمساواة. ومن هنا فإن دعوتي هي إلى تعزيز الحوار، نبذ العنف، وتمكين المرأة بوصفها ضمانة لمستقبل تسوده قيم الحرية والكرامة الإنسانية”.
وشددت على أن الحلول السلمية القائمة على التفاهم والاحترام المتبادل هي الطريق الوحيد نحو سلام دائم يعيد الاعتبار للإنسان وحقوقه.
يُذكر أن سارا عباس محامية وناشطة نسوية سورية من طرطوس، تحمل ماجستير في الإدارة العامة، وتكرّس كتاباتها ونشاطها للدفاع عن قضايا المرأة وحقوق الإنسان في مجتمعات الشرق الأوسط.
(س ب – ر ن/ي م)