المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

المفكر أوجلان بروميثيوس العصر …

267

يقول القائد عبد الله أوجلان بعد المؤامرة الدولية التي أدت لإعتقاله وابقاءه معزول في إمرالي من 23 عاما (أصبحتُ مقيّداً إلى صخور إمرالي في عصر “الملوك العراة والآلهة غير المقنّعة”، ومتروكاً لاجترار قدر يضاهي في آلامه ما عاناه بروماتوس في الأسطورة الشّهيرة).
فالقائد يرى أن ماحصل له هو تكرار لما حصل لبروميثيوس واهب النار المعزول والمقيد على جبال القفقاس ، والذي كان يتميز بالقدرة على التنبوء بالمستقبل والذي كان يشفق على البشر لضعفهم وعدم امتلاكهم أدوات دفاع عن النفس وعيشهم في الظلام وايضا حاول مساعدتهم لكن زيوس رفض وقال أنه يريدهم ضعفاء خائفين وإنهم سعداء بهذه الحالة طالمة أنه لا أحد يخبرهم إنهم غير ذلك من خلال ذلك القائد يسقط هذا الأمر ويراه مشابه أو مطابق لما تفعله الأنظمة الدولتية السلطوية والرأسمالية المهيمنة والمتحكمة بالبشر والتي تعمل جاهدة لكي لاتمتلك الشعوب الحرية والوعي والقوة الفكرية لإنها تريدهم ضعفاء غير قادرين على المواجهة ،ولهذا فهذه القوى المهيمنة تعمل بشكل مستمر على محاربة المفكرين والمناضلين والثوار ،لأنهم هم وحدهم من يوقظ هذه الشعوب من سباتها ويرسم لها طريق الخلاص من العبودية ومن الوهم الذي يعيشونه .

انس دير الزور

عندما خاطب بروميثيوس زيوس بشأن البشر وقال بأنهم بدون النار والمعرفة هم حيوانات وسعادتهم سعادة الحيوانات حينها قال زيوسان البشر يختلفون فهم لديهم شهية كبيرة للإعجاب بقوتنا واستبدادنا ونزواتنا ويخافنا ويقدم القرابين والقائد يوضح لنا من خلال ذلك أن الأنظمة الدولتية السلطوية والرأسمالية المهيمنة على الشعوب تعمل على أن يمتثلوا لعبادتها وتمجيدها وتعظيم قدرتها على إذلال واستعباد وقتل الشعوب ، ولذلك هم يجاربون المفكرين والمناضلين الذين يعملون على ايقاظ الشعوب وإعطائها شعلة النار والحرية لأن ايقاظ هذه الشعوب يعني فقدان المستبدين والطغاة عظمة السلطة وافساد نزواتها البشعة .

إن بروميثيوس حقيقة يمثل كل ثائر ومفكر ونبي يواجه التحديات من أجل الشعوب المستضعفة لمنحها الحرية والكرامة وهذا مافعله أوجلان في بداية نضاله ومايفعله إلى الآن في امرالي فهو يرى أن الأنظمة الدولتية وقوى الهيمنة الرأسمالية ملأت العالم مجاعات وحروب وقتل وفقر وفتن وصراعات اثنية وعرقية ودينية وطائفية ، ويريد أن تعود البشرية إلى نبعها الصافي من خلال طرحه لمشروع الأمة الديمقراطية والعيش المشترك وأخوة الشعوب وإدارة الشعوب نفسها بنفسها ، وهذا المشروع حقيقة يناقض ويتعارض مع مصالح الدول الرأسمالية والتي تجني أرباحها من الصراعات والحروب والصراعات ومعاناة البشر ، ولذلك يعتبر فكر وفلسفة القائد أوجلان بمثابة شعلة النار التي ستمحو الظلام من عقولنا وتزيل الغشاوة من أعيننا لترينا الحقيقة التي طالما أبعدونا عنها ،وهي إننا لسنا سعداء وأننا لسنا سوى عبيد موجودين فقط لخدمة أصحاب الهيمنة والسلطة والنفوذ ، فالقائد يرى أن أكبر المصاعب التي يواجهها المفكرين والانبياء والمناضلين ليست مواجهة المستبدين بل تتمثل بكيفية اقناع الشعوب بأن الحرية هي التي ستجلب لهم السعادة فعندما جلب بروميثيوس النار للبشر أصيبوا بالرعب من لسعتها عند لمسها ومن ضوئها الذي يجعل الضلال تتراقص فقالوا لبروميثيوس خذها بعيدا لا حاجة لنا بها فالقائد يشرح لنا من خلال ذلك أن طبيعة البشر إنهم يخافون من كل ما هو غير مألوف لديهم وجديد وأنهم مع مرور الوقت يستسلمون للعبودية والظلام إن لم يجدوا من يوقظهم فالقائد يرى أن الشعوب التي ألفت العبودية من الصعب إقناعهم بوجود الحرية أو حتى أنها من حقهم وعليهم النضال لإمتلاكها فنوح عليه السلام بقي ينادي ويدعوقومه 950 سنة ولم يمل او يكل وصالح عليه السلام الذي حاول نشر النور بدل الجهل إلا أن سادات القوم تأمروا على ناقته وقتلوها ولم ينصره أحد من شعبه خوفا من سادة وزعماء القوم وإبراهيم الذي ثار على ابيه وقومه والنمرود والذي كانت معه معجزات كثيرة إلا إن سادة القوم وزعمائهم تأمروا عليه وحاولوا قتله ولم يستطع أحد من الناس أن ينصره أو يساعده خوفا من سادة القوم والقائد اوجلان تكالبت وتآمرت عليه الأنظمة الرأسمالية والسلطويةعندما عمل على اشعال شعلة الحرية وحاول إنارة الطريق للشعوب المضطهدة وتم خطفه وتسليمه لتركيا في 15 شباط 1999وفرض العزلة المشددة عليه وهذا شبيه لما حصل لبروماثيوس عندما اشعل النار نادى زيوس على زبانيته وطلب منهم أن يقبضوا عليه ويصفدوه بالأغلال التي صنعها هيفاستوس على جبال القفقاس فحقيقة يعتبر فكر وفلسفة القائد اوجلان والتي يدعوا من خلالها للوقوف بوجه جشع الرأسمالية وحماية وانقاذ الطبيعة واتباع نظام ايكلوجي ولذلك هم اليوم يحاربون كل من يهتدي بفكره ولذلك نرى ونشاهد اعتداءان تركيا على شمالي العراق وسوريا فكل مشكلات الشرق الأوسط والعالم من امراض وارهاب وحروب وصراعات اثنية وطائفية هي من صنع الرأسمالية واليوم القائد بحاجة لهرقل من أجل فك قيوده وعزلته وهرقل هذا هو الشعوب التي تتعرف على فكره وتؤمن به فهي وحدها القادرة على فك عزلة القائد اذا نحن بحاجة لنشر فكر وفلسفة القائد بشكل اوسع حول العالم من أجل فك العزلة عن القائد أوجلان وتحريره .

بقلم الرفيق انس دير الزور