المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

نزاهات دوغان: من المتوقع أن تحدث تطورات تاريخية في الأيام المقبلة

17

من المتوقع أن يطلق القائد آبو دعوة تاريخية خلال شهر تموز، ويُعلَن بأن حزب العمال الكردستاني (PKK) سيقوم على أساس هذه الدعوة بخطوة حاسمة في جنوب كردستان.

ويوضح خبر أوردته (JinNews) كتبته نزاهات دوغان أن الأيام المقبلة ستشهد “تطورات تاريخية”.

 وجاء في الخبر” من المتوقع أن يطلق القائد آبو دعوة، ومن ثم وكخطوة نحو الحل استجابة لهذا الحل أن يترك مجموعة من حركة الحرية في جنوب كردستان السلاح، وكدعوة 27 شباط، سوف يتابع الرأي العام العالمي ذلك عبر البث المباشر. 

تتغير صفحات التاريخ، ويدفعنا العصر إلى عصر جديد، عصر الترك والكرد المشترك لآلاف السنين، ثم سياسة السيادة المنفصلة والحرب القائمة على إنكار حق الكرد في نظام عمره قرن وكفاح مسلح دام خمسين عاماً، تتحول الآن إلى شيء آخر، حقائق التاريخ تتجسد في فهمنا اليوم، في التفكك، في الديمقراطية، في الكومونات، مع مانيفستو عصر جديد، الحرب والسلام… حول مائدة من أجل الشعوب، نور الأمل، لكن هنا السؤال المهم هو: “ما مدى صدق هذا؟” بلا شك، بناء السلام ليس بالأمر السهل، ويتطلب مسؤولية وشجاعة جادة، المشاكل التي لم يكن من الممكن حلها بالصراع، والتي تُحاول اليوم حلها على الطاولة من خلال المفاوضات بين الأطراف المتحاربة، وفقاً للزمن والعمليات السابقة، يصبح الحل أكثر وضوحاً في خط النضال والتفاوض ثنائي الأطراف، الفهم الصحيح، والتعبير الصحيح، والتطوير الصحيح، وقراءة المفاهيم بشكل صحيح، وتهيئة الأرضية المناسبة للنقاش، كل ذلك سيعزز لغة السلام والأمل، ولكن يجب أن نوضح أن هناك الكثير ممن يريدون الحل وهناك الكثير ممن لا يريدونه، هناك أولئك الذين يستفيدون من الحرب والصراع ويحصلون على الريع والمحسوبية ورأس المال.

ماذا فعلت السلطة وماذا ستفعل…؟

بالخطوات التي لطالما كانت متأملة من طرف الكرد، أنجز عبد الله أوجلان مسؤوليته الجسيمة والثقيلة التي أخذها على عاتقه، وما زال يستمر في ذلك، أما في تركيا، ففي ظل العملية الجديدة التي بدأت بعد دعوة 27 شباط، وخاصةً مع قرار حزب العمال الكردستاني بوقف إطلاق النار وحل نفسه، تتباطأ الدولة والسلطات في هذه العملية بشكل كبير، وبينما اتخذت حركة الحرية الكردية والسياسة الكردية والرأي العام الكردي جميع الخطوات اللازمة في هذه العملية، لم تتخذ السلطات الخطوات الصحيحة والملموسة في مسؤولياتها، كالأمن القانوني والقضائي، وعمل البرلمان، وإصدار القوانين، واتخاذ الخطوات القانونية اللازمة، اقترحت السلطات عقد مؤتمر لحزب العمال الكردستاني لدفع العملية، وبالفعل عُقد المؤتمر، حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه وقرر نزع سلاحه، ولكن المسألة الآن هي كيفية نزع سلاحه، ووفقاً للمعلومات الواردة، ستحدث تطورات جديدة في الأيام المقبلة…

سنشهد ترك السلاح

من المتوقع أن يطلق القائد عبد الله أوجلان دعوة من إمرالي، ومن ثم وكخطوة نحو الحل استجابة لهذا الحل أن يترك مجموعة من حركة الحرية في جنوب كردستان السلاح، وكدعوة 27 شباط، سوف يتابع الرأي العام العالمي ذلك عبر البث المباشر.

حسناً، ما مصير الذين سيُلقون أسلحتهم…؟ كيف سيُلقي الحزب سلاحه…؟ كيف سينزل من في الجبال إلى السهول…؟ كيف ستُطبّق الضمانات القانونية…؟ كيف ستؤدي اللجنة التي ستُشكّل في البرلمان عملها، أو ستتمكن من القيام بذلك…؟ كيف ستؤدي الأحزاب السياسية واجباتها خلال مرحلة اللجنة…؟ كيف سيُطبق الأساس القانوني وأساس السياسة الديمقراطية في السياسة الديمقراطية…؟ هل سيتم سنّ قانون خاص بنزع السلاح، وليس عفواً عاماً…؟ لتوضيح كل هذه التساؤلات، من الضروري أن يبدأ عمل اللجنة فوراً بعد إلقاء السلاح، وما هي الضمانات التي سيحصل عليها من يأتون من الجبال للعيش في السهول وضمان مشاركتهم في السياسة الديمقراطية…؟ هل يجب سنّ قوانين خاصة، ليس فقط في إطار العفو العام، بل لتشمل أيضاً نزع سلاح حزب العمال الكردستاني…؟ الخطوات الملموسة التي تتخذها السلطات والدولة، ستُظهر إصرار الدولة وتصميمها على حل القضية الكردية، والتحول الديمقراطي، وبناء الديمقراطية.

نموذج القرن الجديد

اليوم، ينتقد القائد عبد الله أوجلان الاشتراكية الحقيقية والدولة القومية من خلال قولً: “إن الحياة الحرة للشعب ممكنة من خلال الكومونات، وكيف أن الدولة القومية هي سلاح الرأسمالية، فإن المبدأ التأسيسي وسلاح الشعب هو الكومونات”، ويبرز كنموذج لحياة جديدة للمجتمعات، هذا النموذج، الذي يُظهر التحول من أيديولوجية الدولة القومية الشمولية إلى منظور المجتمع الديمقراطي والديمقراطية، يُظهر طريق العيش معاً في سلام وديمقراطية وحرية، ليس فقط لتركيا وحكومتها، بل أيضاً للشرق الأوسط والعالم أجمع، في مواجهة مساعي القوى العالمية لتشكيل نظام عالمي جديد، ما نحتاجه اليوم هو فهم ما قاله القائد المؤسس بشكل صحيح، وضمان اتخاذ الخطوات الصحيحة على طريق السلام والتحالف الجديد الذي انفتح أمام جمهورية ديمقراطية في القرن الثاني، انطلاقاً من قول عبد الله أوجلان “إن الكونفدرالية الديمقراطية هي الترياق للدولة القومية”، يجب أن نناضل من أجل بناء أنظمة ولوائح جديدة من شأنها أن تجلب التغيير والتحول.

إن دورة الحرب التي وصلت إلى إيران، وخاصة من الشرق الأوسط، غير مسبوقة من حيث القانون الدولي والمعاهدات والمؤسسات، ويبرز الكرد في الأجزاء الأربعة كقوة مؤثرة وأقوى عنصر في بناء مجتمع ديمقراطي، وعلى الرغم من أن اسم الكرد لم يُؤخذ في الاعتبار في القرن الماضي، إلا أنه اليوم في تغيير تركيا وبناء قرن جديد، فإن الواقع الذي قدمه الشعب الكردي من خلال نموذج عبد الله أوجلان، يفتح الباب أمام مجتمع جديد وسلام، إن النموذج الديمقراطي والبيئي وتحرير المرأة الذي يمهد الطريق للشعوب والمجتمعات ليس فقط ليعيشوا حريتهم وقانونهم ومعتقدهم وثقافتهم، وفي الوقت نفسه ستعيش جميع الهويات بحرية في كل المجالات مع الاشتراكية الكومونيالية، ومثال ملموس على ذلك يظهر في روج آفا مع إدارة وفهم نظامها الديمقراطي.

كما ذكرتُ سابقاً، قد تُمهّد العملية التي تنتظرنا، الطريق لتطورات تاريخية، ولا بد من اتخاذ خطوات أسرع لتحقيق ذلك، كل لحظة تُهدر، تُمهّد الطريق أيضاً أمام عدم الحلّ، التطورات في الشرق الأوسط والعالم أيضاً تُشير إلى أنه لا يجب تضييع الوقت في تركيا من أجل التحول الديمقراطي الاجتماعي وحل القضية الكردية، وبالطبع، في هذا الوضع، لا خيار أمام تركيا وسلطاتها سوى بناء مجتمع ديمقراطي وسلام كريم، إن البحث عن طرق بديلة لن يُسفر إلا عن ضياع قرن آخر وفقدان قطار آخر.

المرأة ستبني الحياة بقوة الكلمة

في هذه المرحلة الحرجة، ومن أجل بناء حياة كريمة وسلمية، تقع مسؤوليات كبيرة على عاتق الجميع، فلنترك كل الحجج جانباً، لأننا نحمل مسؤولية تحقيق السلام والحياة الكريمة.

ثقوا بقوة الكلمة، أياً كنا وأينما كنا، يجب أن نستخدم كلماتنا في المكان المناسب وباللغة المناسبة، ونطالب بالحرية، دعونا لا نطالب بالحرية فحسب، لأن هذا وقت ثمين للغاية، يجب علينا في الوقت نفسه أن نُظهر قوتنا لبناء حياة حرة.

والنساء اللواتي يواجهن دور القيادة… وباعتبارها تملك تجارب أكثر في العالم، ينبغي لنا أن نحرّك عجلة التاريخ من خلال تحويل مطلب السلام إلى نهرٍ جارٍ ونُنمّيه حتى يكبر.