المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

البروفيسور ميلون كوثاري: عبدالله أوجلان قائد أممي ويتعين علينا أن نلتفت إليه!

11

ذكر البروفيسور ميلون كوثاري أن أفكار القائد آبو تتطابق مع أفكار المهاتما غاندي، وقال: “عندما قرأت كتابات عبدالله أوجلان، رأيتُ أنه قائد على مستوى عالمي، ويتعين علينا أن نلتفت إلى عبدالله أوجلان”.

نوقشت في جامعة جنيف دعوة “السلام والمجتمع الديمقراطي” التي أطلقها القائد آبو في 27 شباط، حيث نظّم مركز جنيف لحقوق الإنسان في جنيف، وشبكة تضامن سرهلدان ومركز المجتمع الديمقراطي الكردي في جنيف واتحاد الطلبة في حرم جامعة جنيف كونفرانساً بعنوان “دعوة ومبادرة عبدالله أوجلان، مشاريع الحل السلمي والديمقراطي في كردستان والعالم”.

https://cdn.iframe.ly/H2rXmUi3

وقد تولى إدارة الكونفرانس المحامي السويسري أوليفييه بيتر وحضره كل من نيلوفر كوج عضوة المجلس الوطني الكردستاني وميلون كوثاري، البروفيسور في المعهد العالي للدراسات الإنمائية والدولية في جنيف ومقرر الأمم المتحدة كمتحدثين في الكونفرانس.

أوليفييه بيتر: لن تتحقق العدالة بدون إحلال السلام

في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أشار أوليفييه بيتر إلى أهمية العملية التي بدأها القائد آبو من أجل الحل الديمقراطي للقضية الكردية، وأشار إلى أن جنيف التي تحتل مكانة هامة على الساحة الدولية يجب أن تكون أحد الداعمين المهمين لهذه العملية، مذكّراً بأن الأمم المتحدة يقع على عاتقها واجب ومسؤولية ضمان السلام في العالم، وقال بيتر: “كل دولة عضو في الأمم المتحدة تتحمل مسؤولية ضمان السلام ودعم عمليات السلام وفقاً للمعاهدات الدولية التي وقعت عليها”.

وأوضح بيتر إلى أن القائد آبو وحركة التحرر الكردية بصدد اتخاذ قرارات تاريخية لحل القضية الكردية، وأضاف بيتر: “نحن على أعتاب عملية تاريخية، اليوم، الآلاف من الناس في تركيا وكردستان ينتظرون تحقيق العدالة، هذه العملية لا تعني فقط إلقاء السلاح، بل تعني في الوقت نفسه أيضاً القضاء على الأسباب التي أوجدت الحرب، ونحن نعلم جميعاً جيداً أنه بدون العدالة لا يمكن أن يكون هناك سلام”.

نيلوفر كوج: على الرغم من الحرب الضارية، لم تستطع الدولة هزيمة الكرد

وبعد بيتر، أخذت السياسية الكردية نيلوفر كوج الكلمة، بدأت نيلوفر كوتش حديثها بالتطرق إلى البعد التاريخي للقضية الكردية وعملية التي خلقها الزعيم آبو، وذكّرت نيلوفر كوج أن الدولة التركية شنّت حرباً ضد الكرد بكل ما أوتيت من قوة في السنوات العشر الأخيرة تحت اسم “خطة عملية الهزيمة”، مضيفةً: “على الرغم من أعنف الهجمات، لم يتمكنوا من هزيمة الكرد،  فقد كان هدفهم الرئيسي هو القضاء على منطقة الإدارة الذاتية في سوريا وعلى حزب العمال الكردستاني ككل، لكنهم لم يتمكنوا من فعل ذلك، ودفع الكرد أثماناً باهظة، لكنهم قاوموا باسم الحرية”.

وذكرت نيلوفر كوج أن الدولة التركية بدأت عملية مع القائد آبو مرة أخرى تحت تأثير التطورات في العالم والشرق الأوسط على حد سواء، وأردفت قائلةً: “جاء هذا الطلب من الطرف الأكثر تشدداً من الناحية القومية في الدولة، أي جاء من دولت بهجلي، حتى أنه دعا القائد آبو للتحدث في البرلمان، وقد استجاب القائد آبو بشكل إيجابي لمثل هذه الخطوة، فالكرد شعب سياسي بامتياز، وعلى الرغم من كل ما تملكه الدولة من قوة، لم تستطع كسر إرادة الشعب الكردي، فمع أخذ كل هذه التطورات بعين الاعتبار، قام القائد آبو بتوجيه دعوة تاريخية تمثل بداية عملية جديدة”.

“أنجز حزب العمال الكردستاني مهمته وأتمها بنجاح”

ولفتت نيلوفر كوج الانتباه إلى أهمية دعوة القائد آبو في 27 شباط، وقالت: “يقول القائد آبو أن حزب العمال الكردستاني قد أكمل مهمته بنجاح، فقبل حزب العمال الكردستاني، كان الكرد يخشون الكشف عن هويتهم، بفضل المكاسب المهمة التي حققها حزب العمال الكردستاني، حقق الكرد مكاسب مهمة، لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يتجاهلها بعد الآن، فالقائد آبو يضع الآن حقبة جديدة أمام حركة التحرر الكردية، إذ أنه يريد للنموذج والأفكار التي يطرحها أن تتحقق في كل مكان”.

“يجب أن نناضل من أجل حرية القائد آبو”

كما لفتت نيلوفر كوج الانتباه إلى قرارات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني وذكرت أن تحقيق هذه القرارات مرهونة بالخطوات السياسية والقانونية الملموسة التي ستتخذها الدولة، وأوضحت نيلوفر كوج أن القائد أبو يريد أن يُشرك جميع الفئات في هذه العملية، مضيفةً: “قبل إطلاق الدعوة التاريخية، كتب رسائل إلى العديد من الأوساط وأخذ آرائهم وأفكارهم، واليوم أيضاً، يريد أن يجعل هذه العملية عملية اجتماعية، والآن يريد أن يلتقي بالأوساط المثقفة لمناقشة هذه العملية معهم ومشاركة آرائهم، وفي هذا السياق، تم إطلاق حملة بعنوان “أريد أن ألتقي بـ عبدالله أوجلان”، يجب على الجميع دعم هذه الحملة والمطالبة بحرية القائد آبو”.

البروفيسور كوثاري: لدينا الكثير من الأشياء لنتعلمه من عبدالله أوجلان

قدم ميلون كوثاري، البروفيسور في معهد الدراسات العليا للدراسات الإنمائية والدولية في جنيف ومقرر الأمم المتحدة، عرضاً حول أهمية أفكار القائد آبو، واستهل عرضه بالقول: “لدينا الكثير من الأشياء لنتعلمه من عبدالله أوجلان والحركة الكردية”.

وأضاف البروفيسور كوثاري: “إن حركة التحرر الكردية بقدر ما هي حركة أيديولوجية، فإنها حركة شجاعة أيضاً، فقد أنشأ السيد عبدالله أوجلان بأفكاره حركة لا مثيل لها في العالم، حيث أن العنصر الأكثر أهمية الذي يجعل عبدالله أوجلان والحركة الكردية مختلفة عن الآخرين هو وضع أفكاره قيد التنفيذ، أي إيجاد استجابة في الممارسة العملية، وهذا أمر لا يحدث بسهولة”.

وأكد البروفيسور كوثاري أن أفكار القائد آبو تقوم على أساس رؤية الواقع الخاص وترسيخ مفهوم الكونفدرالية الديمقراطية، وتابع قائلاً: “إن عبد الله أوجلان لديه خصوصية وسمة ترى من خلالها الواقع بالنسبة للشعب الكردي وحركته وكذلك من أجل المنطقة والساحة الدولية، ويخلق أفكاره وسياساته بما يتوافق ويتماشى مع هذه الحقائق، فمن الضروري أن يعمل المجتمع على توعية ذاته بكل ما تحمله هذه الأفكار من أهمية كبيرة، إن تحليله على أن ”النضال الاجتماعي مستمر“ مهم للغاية، تقوم أطروحاته حول الكونفدرالية الديمقراطية على التعايش بين الاختلافات، وهو يرفض الحدود المرسومة بين الشعوب والاختلافات ويدعو إلى التغيير الجذري من خلال وضع حرية المرأة في قلب أفكاره، وهو يرفض الدولة أو يؤكد على أن الدولة لا ينبغي لها أن تُبنى على أساس أمة واحدة، ويدافع بشكل حازم عن فكرة أن الحرية والديمقراطية الاجتماعية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال حرية المرأة”.

“لا يدافع عن حرية المرأة فحسب، بل يخلق علمها أيضاً”

وتابع البروفيسور كوثاري قائلاً: “يوضح عبدالله أوجلان أن حرية المرأة ومساواتها ليست فقط مؤشراً على الحرية والمساواة الاجتماعية، كما أنها تتطلب في الوقت نفسه أيضاً نظرية وبرنامجاً وتنظيماً وخلق آليات عمل مناسبة، وهنا في هذه النقطة، تكتسب أعمال علم المرأة (جينولوجي) أهمية كبيرة، وفي هذا السياق، لديه فكرة أخرى ملهمة وذات مغزى، وهي أن الحقوق الفردية والجماعية (الاجتماعية) جزء لا يتجزأ من النضال التحرري، ووفقاً لهذا النهج، عندما يتم تطبيق مبادئ الحقوق والحريات لحل قضايا التحول الديمقراطي، فإن الفصل المصطنع بين الحقوق الفردية والجماعية يخلق مشاكل مختلفة ويؤدي إلى طرق مسدودة، وهذا التمييز يتعارض مع طبيعة المجتمع، فالحقوق والحريات لا يمكن أن توجد بدون الفرد، وحرمان الفرد من الحقوق والحريات يعني حرمان الجماعة التي ينتمي إليها من الحقوق والحريات، وبالمثل، فإن العكس صحيح أيضاً: فإذا حُرمت الجماعة من الحقوق والحريات، يبقى الأفراد داخلها في نفس الوضع، وباختصار، لا يمكن للحقوق والحريات أن توجد بمعزل عن بعضها البعض؛ فهي لا تصبح واقعاً ذا معنى ومشتركاً إلا عندما تشمل الفرد والجماعة على حد سواء، وهذا هو أحد أقوى جوانب الحركة الكردية: لا تتجاهل الحقوق الفردية بينما تتخذ من البنية الجماعية أساساً لها”.

“عبدالله أوجلان يعرّف مشكلة البيئة بأنها ثورة الطبيعة”

وفي معرض حديثه عن الأهمية التي يوليها القائد آبو لمشكلة البيئة، قال البروفيسور كوثاري: “إن إحدى المشاكل الرئيسية في عصرنا اليوم هي مشكلة البيئة، وتناقش هذه القضية حالياً في الأمم المتحدة، حيث هناك تعبئة تقودها المرأة في جميع أنحاء العالم، ويقيّم عبدالله أوجلان في كتاباته هذا الموضوع باعتباره شكلاً من أشكال الحياة البيئية، ويعرّف ما يحدث بأنه “ثورة الطبيعة”.

ويقول عبدالله أوجلان إن كل ما ينطبق على المرأة ينطبق أيضاً على البيئة، ومع تطور علم البيئة، تتطور المسؤولية أيضاً بالمقابل، ومع تنامي المسؤولية، تتعزز الحركة أيضاً، وهذا المجال هو المجال الأوسع لحركات المجتمع المدني، وهو في الوقت نفسه أيضاً مجال النضال الذي يجمع الاشتراكيين واللاسلطويين معاً، إنها واحدة من الحركات التي تكون فيها معارضة النظام على أشدها لأنها تؤثر بشكل مباشر على المجتمع بأسره، فقد فاقت المشاركة في النضال البيئي الآن إلى ما هو أبعد من الأمم وباتت على مستوى الطبقات، من المهم للغاية أن يتم تقييم المساعي البشرية والمقاومة والقدرات في انسجام وتوازن مع الطبيعة”.

“وجهات نظر عبدالله أوجلان وغاندي تتشابهان معاً”

وذكر البروفيسور كوثاري أن هناك تشابه كبير بين أفكار القائد آبو وأفكار المهاتما غاندي، الزعيم السياسي والروحي لحركة الاستقلال الهندية، وأضاف البروفيسور كوثاري قائلاً: “نحن نواجه مشكلة استعمار متشابهة، ونحن أيضاً بحاجة إلى خوض النضال، وما هو لافت للنظر في الهند هو أن العديد من الأفكار والممارسات العملية التي نالت الاستقلال عن بريطانيا لا تزال حية في الحركات الاجتماعية، وقد يحمل هذا الوضع دروساً مهمة للفرص الجديدة الناشئة عن دعوة عبد الله أوجلان، وإذا كان الأمن والسلام العالميين واقعتان اليوم في حالة حساسة بحيث يمكنها أن تكون هشة، حينها يتعين علينا إعادة النظر في حياة المهاتما غاندي وأعماله، نحن بحاجة إلى التساؤل عما إذا كانت المفاهيم الأساسية التي طرحها لا تزال صالحة وسارية المفعول أم لا.

وبرأيي، لا يزال هذا التعريف ساري المفعول، وهناك في صميم مساهمة غاندي خمسة مبادئ رئيسية يمكن أن تكون مصدر إلهام وفائدة لحركات التحرر الأخرى في العالم اليوم.

أولها نبذ العنف، وهذا مهم بشكل خاص للنضال الكردي لأن الحركة دخلت مرحلة النضال نبذ العنف، والثاني هو المصطلح المعروف باسم “ساتياغراها”، والذي يعني “قوة الحقيقة” وهو المبدأ المعنوي والأخلاقي الذي يفسح ويمهد الطريق أمام المقاومة التي تنبذ العنف، والمصطلح الثالث هو سارفودايا، ويعني “رفاهية الجميع”، والمصطلح الرابع هو “سواراج”، ويعني ”الإدارة الذاتية“ كما تعني ”الحكم الذاتي“، وهو مرتبط ارتباطاً وثيقًا بالحرية الفردية والاجتماعية على حد سواء، وأخيراً، هناك مبدأ “الوصاية” الذي يعني المسؤولية تجاه الثروات وتوزيع الموارد بشكل عادل، كانت الساتياغرا، أو المقاومة السلمية الحقيقية، مهمة جداً بالنسبة لغاندي، وقد ألهمت هذه الفكرة العديد من الحركات حول العالم.

عندما ننظر إلى المصطلحات التي طرحها غاندي، يمكننا أن نرى أنها تتشابه إلى حد كبير مع آراء عبدالله أوجلان من العديد من الجوانب، عندما نبحث ونحقق في هياكل الإدارة الذاتية التي تم تأسيسها في أجزاء مختلفة من العالم، ندرك أن الشعوب المحلية تعاني من مشاكل مماثلة لتلك التي يواجهها الشعب الكردي، لدينا الكثير لنتعلمه من أوجه التشابه هذه، لأنه هناك الكثير من الشعوب لا تزال تعيش في ظل أشكال مختلفة من الاستعمار”.

“على الكرد استخدام آليات الأمم المتحدة بشكل أفضل”

وأفاد البروفسور كوثاري بأنه يتعين على حركة التحرر الكردية والحركات الاجتماعية في الهند تعزيز علاقاتهما بشكل أقوى، وأضاف: “لقد كان لقاء بعض الناشطين الكرد في الهند قيماً جداً بالنسبة لي أن أتعرّف على بعض الناشطين الكرد في الهند وأرى العلاقة التي أقاموها مع المؤسسات والحركات الاجتماعية، يمكن للجانبين أن يكسبا الكثير من هذه العلاقات، ويمكن للمجتمع المدني الهندي والحركات المدنية الهندية أن تتعلم الكثير من التجربة الكردية في الإدارة الذاتية، وأودُّ أن أختتم كلمتي بهذه الدعوة: من المهم جداً أن يتفاعل النضال الكردي بشكل أكبر مع الأمم المتحدة، وخاصة مع برنامج الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وينبغي التواصل مع المقررين الخاصين للأمم المتحدة وهيئات المعاهدات، وعلى وجه الخصوص اللجان المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مهمة جداً، لأنه في الاتفاقية التي تراقبها هناك مادة عن الحق في تقرير المصير، وهي مسألة مهمة جداً من حيث الإدارة الذاتية.

وأعتقد أيضاً أن آلية الاستعراض الدوري الشامل توفر العديد من الفرص، فهذه الآلية هي نظام يتم فيه فحص ممارسات حقوق الإنسان لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من قبل الدول الأعضاء الأخرى، وينبغي أن نسعى لضمان أن تعمل هذه الآلية بشكل جيد وأن يتم طرح مقترحات ملموسة بشأن القضية الكردية على جدول الأعمال في وقت مبكر، ويسعدني أن أساعد في هذا الصدد”.

“عبدالله أوجلان قائد دولي يجب علينا أن نلتفت إليه”

واختتم البروفيسور كوثاري عرضه قائلاً: “أخيراً، أودُّ أن أقول ما يلي: هناك تقصير جاد في القيادة العالمية في العالم اليوم، لكن عندما قرأت كتابات عبد الله أوجلان وكتبه، وعندما بحثتُ في الحركة الكردية عن كثب، رأيتُ أن عبدالله أوجلان شخص يجب أن يؤخذ كمثال يحتذى به من حيث القيادة العالمية، عبد الله أوجلان قائد أممي ويجب علينا أن نلتفت إليه”.

انتهى الكونفرانس بعد جلسة الأسئلة والأجوبة التي تلت العروض التقديمية.