دوران كالكان: الحرية تتحقق من خلال المجتمع الديمقراطي_تم التحديث
أكد دوران كالكان أن ما يجري في عملية التنظيم الجديدة هو تحقيق التغيير والتحول الذي يتطلبه النموذج الجديد بشكل كامل الذي يتمثل بـ خطاب “اكتمل الانبعاث، وحان دور الحرية”.

وفي الجزء الثاني من المقابلة التي أجريناها مع أحد مؤسسي حزب العمال الكردستاني دوران كالكان لقد أجرى تقييمات حول عملية تنظيم الجديدة والعوامل التي تعيق عملية التغيير والتحول منذ عام 1993.
كما أكد دوران كالكان أنه على رغم وجود العديد من العقبات، فإن السؤال الأدق هو مدى انفتاح الطريق لتحقيق السياسة الديمقراطية. والإجابة الواقعية هي أن الطريق ليس سالكًا بسهولة، بل يتطلب نضالًا لتذليل العقبات وتهيئة الظروف المناسبة، إذ لا توجد بيئة جاهزة تُمارس فيها الديمقراطية بسلاسة.
بعد هذه التقييمات التي قمتم بتقديمها، يتبادر إلى الذهن السؤال التالي؛ كيف سيكون النموذج التنظيمي للعملية الجديدة؟ لأن هذا أيضاً يتم مناقشته والاستفسار عنه كثيراً؟
يجري النقاش حول طرق وأساليب العملية الجديدة، لذلك، من الصعب على المرء قول بأنها ستكون على هذا النحو على الفور، وعلى أي حال، فإن عبارة كهذه ليست صائبة، سيتم تحديد ذلك وتشكيله من خلال المناقشات والنضال والبحث، لكن هذا لا يعني أن حزب العمال الكردستاني لا يعرف ماذا يفعل، ولا يعني أن حزب العمال الكردستاني في حالة من الغموض والالتباس، لا، الأمر ليس كذلك، لقد مرّ حزب العمال الكردستاني بنقلة نوعية في تغيير النموذج منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أو لنعطي تاريخاً محدداً، منذ عام 2004، لقد وضع حداً للنزعة السلطوية والدولتية، واتخذ من الحضارة الديمقراطية أو نموذج الحداثة الديمقراطية أساساً له، وبعبارة أخرى، اتخذ من نموذج المجتمع الديمقراطي البيئي التحرري النسائي أساساً له، ودخل في عملية تغيير وتحول أساسية للنموذج، فما يجري اليوم من أحداث هو ما بدأ في ذلك الوقت، ولم تُطرح على جدول الأعمال للتو، حيث أن لا النظرية ولا النقاش ولا المساعي العملية قد بدأت للتو، فالذين يقولون إنها بدأت للتو، ليسوا على دراية ومعرفة بما حدث من قبل، لذلك، اتخذت خطوات في هذا الاتجاه في غضون مرحلة ممتدة على مدى 20-25 عاماً، ولكن هناك أيضاً خطوات لم يتم الإقدام على اتخاذها، وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر الثاني عشر، تُتَّخذ الخطوات التي لم يكن بالإمكان اتخاذها سابقاً، وهناك إرادة وتصميم تم التأكيد عليهما لتحقيق تغيير شامل في النموذج.
عملية التنظيم الجديدة
ما يجري الآن هو تحقيق التغيير والتحول الذي يتطلبه النموذج الجديد بشكل كامل، ما هي هذه التغييرات؟ تغيير الهيكل النظري والبرنامجي والاستراتيجي والتكتيكي الذي كان قائماً منذ تأسيس حزب العمال الكردستاني، وبالطبع، سيغير أيضاً الهيكل التنظيمي الذي يتطلبه ذلك، حيث يتشكل التنظيم وفقاً لأسلوب النضال، وبهذه الطريقة يتم تأسيس التنظيمات المفيدة والثورية، فالأمر لا يكون بتأسيس التنظيم ثم تحديد استراتيجيته وتكتيكاته، بل يتم بتحديد الاستراتيجية والتكتيكات أولاً، وبعبارة أخرى، يتم تحديد ماهية وكيفية القيام بالأشياء، ثم يتم إنشاء التنظيم الذي سيقوم بذلك، وعند الانتهاء من هذه المهمة، حينها ينتهي دور ذلك التنظيم أيضاً، ولهذا السبب، من الضروري تغيير هيكله التنظيمي، لذلك، نقول إن حزب العمال الكردستاني قد أنهى دوره منذ فترة، إنه يغير نظريته وبرنامجه واستراتيجيته وتكتيكاته الأساسية، حسناً، عندما يتغير كل ذلك، ألن يغير هيكله التنظيمي؟ بالطبع، ستظهر أشكال جديدة من التنظيم والأساليب التنظيمية وفقاً للمهام الجديدة، وهذا هو الصواب بعينه، وهذا هو الثورية، وهذا هو الحقيقة، وعلى هذا الأساس، يجري حلّ العملية التنظيمية السابقة والبدء بعملية تنظيمية جديدة.
ومن الناحية الاستراتيجية، تم تغيير استراتيجية حرب التحرير الوطني، واُستبدل باستراتيجية السياسة الديمقراطية، حيث يتبنى السياسة الديمقراطية كأساس له، ويتم تغير حرب الكريلا، التي هي الشكل الأساسي للحرب في استراتيجية حرب التحرير الوطني، أي أن حزب العمال الكردستاني يقوم بعملية تغيير أساسية في جميع المجالات على مدى السنوات الـ25 الماضية، والآن يريد أن يصل بها إلى نهايتها، وسيعمل على بناء نضاله وتنظيمه وفقاً لذلك وسيقوم بكل ما هو ضروري على هذا الأساس.
وفي العام 1994، كان القائد آبو قد قال ما يلي: “لقد اكتمل الانبعاث، وحان دور التحرير”، وفقاً لمقتضيات نموذج الدولة القومية، كان من الضروري تحقيق التحرر الوطني من خلال حرب التحرير الوطني، كان هذا هو تعريف النموذج في ذلك الوقت، أما الآن، ومع تغيير النموذج، فقد استُبدل خطاب “اكتمل الانبعاث، وحان الدور التحرير” بخطاب “اكتمل الانبعاث، وحان دور الحرية”، والحرية تتحقق من خلال المجتمع الديمقراطي.
قد يتم التساؤل والاستفسار عن ذلك؛ كيف ستتطور العملية الجديدة؟ من الصعب أن نقول إنها ستكون هكذا على هذا النحو، وستحدث في هذا الوقت، وسيتم تأسيس حزب بهذا الاسم، وسيتم اتخاذ هذه الخطوة في مكان كذا وكذا، وما إلى ذلك، لكن إطار وهدف التغيير والتحول هو كما ذكرت، فهذه عملية بدأت مع تغيير النموذج في عام 2004، وهي الآن مستمرة بالتعمق، وسوف تستمر العملية وتمضي على أساس التغيير والتحول.
لقد تطرقتم إلى العوامل التي تعيق عملية التغيير والتحول التي انخرطتم فيها منذ عام 1993، هل هناك مثل هذه العوامل الداخلية أم الخارجية الآن؟
هناك العديد من العقبات في الوضع الحالي، وبدلاً من القول عما إذا كانت هناك عقبات، قد يكون من الأدق أن يسأل المرء عن مدى انفتاح الطريق أمام تحقيق ذلك، ولا بد من الإجابة على مثل هذا السؤال بالقول “الطريق أمامه سالك جداً”، فنحن لا يمكننا بالتأكيد أن نقول شيئاً من قبيل ’الطريق سالك، يمكن تنفيذ السياسة الديمقراطية بسهولة، نحن نعيش في بيئة السياسة الديمقراطية سائدة فيها تماماً، لذا يمكننا تحقيق مطالبنا بسهولة‘، لا توجد مثل هذه البيئة السهلة، فنحن نخوض النضال من أجل ذلك، من خلال التغلب على العقبات، وتمهيد الطريق أمام العملية، وتطوير العملية وخلق الظروف التي يمكن للسياسة الديمقراطية أن تعمل فيها، أي أنه لا يوجد وضع جاهز كهذا.
“يجب أن تخضع البلاد للتغيير”
في هذه النقطة، تغيّر القائد آبو وتحوّل، ومن خلال التغيير والتحول الذي قام به في ذاته، يريد إحداث التغيير والتحول اللازمين في حركة التحرر الكردية، ومن خلال التغيير والتحول في حركة التحرر الكردية، يريد إحداث التغيير في البلاد، وسيحاول تحقيق وترسيخ الديمقراطية في تركيا من خلال إزالة العقلية والسياسة الفاشية والاستبدادية والإنكارية، لذلك، هناك العديد من العقبات في هذا المعنى، الوضع الحالي في تركيا يشكل عقبة تماماً، فبنية الدولة الحالية وأحزابها السياسية… عندما يتحدثون عن التحوّل الديمقراطي، يقولون ”إنه أمر جيد“ كمفهوم، ولكن مقصدهم ونيتهم من التحوّل الديمقراطي هو محط نقاش.
فعلى سبيل المثال، يقول حزب العدالة والتنمية ’تركيا دولة قانون، وهناك ديمقراطية، -المقصد حزب العمال الكردستاني- لا يوجد سوى آفة الإرهاب، وبمجرد أن نتخلص منه، ستنتهي المشكلة”. لا يزال هذا هو نهجه الحالي، ولم يتمكن من التغلب على ذلك والخلاص منه.
“إن موقف إدارة حزب الشعب الجمهوري مهم، لكن…”
إن إدارة حزب الشعب الجمهوري الحالية في مستوى يفوق الماضي، فهم يقولون: ’إذا قال مواطنونا الكرد هناك قضية، إذاً هناك قضية حينها، ومتى ما قالوا تم حلها، عندها فقط تُحل تلك القضية‘. لقد وجدنا هذا الأمر في غاية الأهمية والمعنى، ولكن لم يتم صياغة برنامج ووضع مشروع والقيام بنضال بناءً على هذا التصميم ولم يتم اتخاذ أي خطوات عملية على أرض الواقع في هذا السياق، وهذا ما قاله كبار كوادر حزب الشعب الجمهوري، فيما على العكس من ذلك، فإن الإدارات الأخرى ومحيطها لا تزال مستمرة في المضي بنهجها القومي الضيق الذي ينكر الكرد، وهم أكثر من يعارضون عملية التغيير هذه.
على سبيل المثال، لا يزال هناك موقف كهذا في العديد من القضايا، لا يرقى إلى مستوى تقرير عام 1989، فقد وقعوا في وضع متخلف للغاية، ولهذا السبب، قال القائد آبو أثناء إرساله تحياته إلى حزب الشعب الجمهوري: ’لقد أردنا القيام ببعض الأمور مع أردال إينونو، لكننا لم نتمكن من القيام بذلك، لكن أريد أن أواصل ذلك‘، وبالطبع، هناك بيئة موجودة (لحزب الشعب الجمهوري) تراجعت أكثر من ذي قبل، لكن الإدارة الحالية أظهرت موقفاً يتجاوز الماضي، فيما الأحزاب الأخرى في البرلمان تقول ”نحن ندعم“، ولكن ما الذي يدعمونه؟ ما هو مقصدهم من دمقرطة تركيا؟ كيف يعرّفون القضية الكردية؟ ما نوع الحلول التي سينضمون إليها؟ حيث إن مواقفهم بشأن كل هذه القضايا لا تزال غامضة.
هناك قسم من الأوساط اليسارية والاشتراكية التي تحاول أن تفهم الموضوع، وهذا أمر إيجابي، ولكن هناك وضع يكتنفه الغموض أيضاً، فالبعض يقول “لماذا يتخلون عن الحرب”، والبعض الآخر يعارضها قائلاً “لماذا كانت هناك حرب”، هناك وضع مشوش، أي أنه لا يوجد نهج للاعتراف بالإرادة الحرة للشعب الكردي، هم يقولون ’حق الشعوب في تقرير المصير هو الحل لقضايا الكرد‘، لكنهم لا يزالون يريدون بأنفسهم تحديد ما هو الحل وكيف يكون شكله، من فضلكم دعوا الكرد يحددون ذلك.
لقد ذكرتم، أنه في مقابل وحدة الجبهة الكردية، لا يوجد موقف موحد في الجبهة الأخرى، أليس هذا أيضاً في الوقت نفسه وضع خطير؟
نعم، الأمر معقد جداً وغامض، كما أن الصراع على السلطة شديد جداً، هناك أيضاً من يريد أن يجعله أداة لحرب المصالح، في الواقع، لقد رأينا ذلك الأمر، وهذا أصبح أكثر وضوحاً في المناقشات التي جرت بعد انعقاد المؤتمر، أن هناك الكثير من المنتفعين الذين يستفيدون من الصراع في القضية الكردية ويقتاتون من هذه الحرب لدرجة أنه لا ينبغي النظر إلى حقيقة أنهم يقولون ’نحن ضد الإرهاب، نريد السلام‘، فبعد أن قال حزب العمال الكردستاني “لن أخوض حرب من هذا القبيل بعد الآن”، أُصيبوا بالذهول والدهشة، هم يحاولون عرقلة ذلك بشتى الطرق والأساليب، ولقد تبيّن أنهم يقتاتون على الحرب، وأنهم منتفعون.
’شعروا بالإحباط بعد أن قال حزب العمال الكردستاني لن أخوض الحرب بعد الآن‘
من المعروف أن هناك بعض القوى تنظر إلى قضية المسألة الكردية بما يتماشى مع مصالحها الخاصة، كيف تقيّمون نهجهم تجاه هذه العملية الجارية؟
إن القضية الكردية هي قضية عدوان استبدادي-استعماري، تمخضت نتيجة تقسيم كردستان في لوزان وتجاهل الشعب الكردي، وبزرت هذه القضية إلى الواجهة بعد أن اكتسب نظام الحداثة الرأسمالية بنية مهيمنة على المستوى العالمي، فالعالم الذي تشكل أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى على هيئة وصورة النزعة السلطوية والدولتية، تأسس على إنكار وتدمير الشعب الكردي، وهذه حقيقة، فقد وضعوا ذلك موضع التنفيذ مع الدولة التركية وإيران وبعض الدول العربية، ولكن في الأساس، إن الهجمات الاستعمارية-الاستبدادية على كردستان لم تقتصر على هذه الدول فحسب، فالنظام ككل بذاته مسؤول عن هذه القضية، أولاُ وقبل كل شيء يجب رؤية هذا الأمر، هذا ليس وضعاً سيادياً عادياً، إنه أسلوب تقسيم-صراع كمتطلب من متطلبات سياسة فرق تسد، وهو أسلوب الإدارة الأساسي للنظام الرأسمالي-الإمبريالي.
وإن القضية الكردية هي قضية الكرد والدول المسيطرة، لذلك إقحام الشرق الأوسط بأكمله في الصراع، وجره نحو الحرب، هكذا بُني النظام العالمي، فالجميع تغذى على هذا الصراع، لقد رأينا ذلك بشكل ملموس، قبل أن يقوم حزب العمال الكردستاني بالبحث في الثورات الكردية، يُلاحظ أن الكرد وُضعوا في وضع قائم على هذا الأساس، مع تقدم نضال حزب العمال الكردستاني وتطوره، رأينا ذلك بشكل ملموس، حيث برز هذا الأمر بأن هناك وضعاً ظهر فيه الشعب الكردي بقيادة حزب العمال الكردستاني في مواجهة ومعارضة النظام الدولتي والسلطوي، فالجميع متورطون في هذا الصراع بشكل أو بآخر، وكسبوا مصالح اقتصادية وسياسية منه، وهم الآن يدركون الأضرار الاقتصادية والسياسية التي سيتكبدونها من إنهاء هذا الصراع، لطالما قالوا ”نحن ضد الإرهاب“، ولكن تبيّن أنهم لطالما اقتاتوا بأنفسهم على الإرهاب، فقد كانوا يقتاتون على الحرب التي يشنّونها، والآن، بعد أن قال حزب العمال الكردستاني ”لن أحارب بعد الآن“، استبدّ بهم الذعر والقلق، حيث هناك العديد من القوى الإقليمية والدولية على هذه الشاكلة.
“هذا ما كان يقول عنه القائد آبو بمصيدة الكرد”
أُصيبت الكثير من الأوساط بالذعر وشعرت بالقلق، لماذا؟ لأنهم سيخسرون المصالح والمنافع الاقتصادية-السياسية التي اكتسبوها من الصراع، لذلك، فإنهم في حالة خوف وقلق تام، ويقومون بالكثير من المحاولات بشكل سري وخفي، بحيث يندهش المرء حقاً، على المرء أن يسأل، أين كنتم حتى الآن؟ حزب العمال الكردستاني يقاتل منذ 48 عاماً، ويخوض حرب الكريلا منذ 41 عاماً دون انقطاع، إذا كنتم مؤيدون للحرب لهذه الدرجة طوال هذه المدة، فأين كنتم ولماذا لم تدعموا حزب العمال الكردستاني؟ هل دعمتم حزب العمال الكردستاني أم كنتم تدعمون خصومه دائماً لتدمير حزب العمال الكردستاني؟ لقد رأينا هذا الأمر، فهم كان يأججون الحرب والصراع بشكل كامل، وقد قال القائد آبو عنها ’مصيدة الكرد‘، فالكرد كان واقعون في مصيدة من هذا النوع، إذا لم يقاوموا، لكان سيتم صهرهم وتدميرهم، وإذا حاربوا لكانوا في خدمة آخرين، وإذا كسبوا مكسباً واحداً، لكسب الآخرون خمسة مكاسب، كان الجميع يحاولون الانغماس في هذا الأمر والتورط فيه والاستمرار في هذه الحرب بما يتماشى مع مصالحهم الخاصة.
مصيدة من هذا النوع، والآن، لا أحد يريد أن يرى هذا ويفهمه: الكرد أيضاً شعب، مجتمع، لديهم أيضاً واقع وجود وحرية، يريدون الوجود والعيش بحرية، ويناضلون من أجل ذلك، حتى الآن، القائد آبو موجود في إمرالي منذ 26 عاماً، ولا يزال العديد من زعماء الدولة التركية يقولون ’أداة للقوى الأجنبية‘، وبعد أن تبنى وأظهر موقفاً من هذا القبيل، تقول بعض القوى الخارجية إنه ’استسلم‘، دعوني أخبركم بشيء؛ إذا أردتم التحقيق في أمر ما كصحفي، فعليكم التحقيق في عملية محاكمة إمرالي، المحاكمات التي أُجريت في إمرالي عام 1999 في شهري أيار وحزيران، كم من السنوات مرت عليها ونحن الآن نعيش ذكراها السنوية، في ذلك الوقت رأينا بوضوح؛ رأينا أن دولاً من أنحاء كثيرة من العالم، من المفترض أنها صديقة للدولة التركية وتقدم نفسها كدول عظمى، قالت الكثير من الخطابات عندما أبدى وأظهر القائد آبو موقفاً من أجل التوصل إلى الحل والسلام، وقالوا ”إنه يستسلم“، وأطلقوا جميع أنواع التصريحات الاستفزازية، كانت ألمانيا في طليعة هؤلا، فعل اليمينيون واليساريون الألمان الشيء نفسه، ليتحققوا من ذلك في أرشيف الصحافة عما قالوه حينها، ونحن الآن نشهد وضعاً مشابهاً.
“الحركة الكمالية تنازلت عن الميثاق الملّي“
في هذا السياق، يجب أيضاً السؤال عن النقاشات حول معاهدة لوزان. في تركيا، هناك أوساط تقول إن بديل لوزان هو معاهدة سيفر. أي أن معاهدة سيفر توضع على جدول الأعمال لتجنب الانتقادات المتعلقة بلوزان. كيف تقيّمون هذا الأمر؟
لا علاقة لها بهذا الأمر، يجب ألا نفصل المرحلة عن بعضها، في 16 حزيران 1916 تم توقيع اتفاقية سايكس-بيكو. كانت هذه اتفاقية موقعة بين بريطانيا وفرنسا، ولاحقًا انضمت إليها روسيا. بعد ثورة أكتوبر، كشفت حكومة لينين هذه الاتفاقية، هكذا عرف العالم أن أراضي الدولة العثمانية قد تم تقاسمها بين بريطانيا وفرنسا وروسيا. كل هذا ترسخ خلال الحرب العالمية الأولى، بعد الحرب، جاءت معاهدة سيفر بعد هدنة مودانيا، وفرضت من قبل نفس القوى. كانت سيفر استمراراً لذلك. فكان الهدف منها تطبيق خطة تم وضعها في اتفاقية 16 حزيران 1916، لكن بعد ثورة أكتوبر، أي بعد انسحاب روسيا من اللعبة، أُعيد تجديد اتفاقية سايكس-بيكو. أي أنه جرت بعض التعديلات وفقاً لشروط وظروف جديدة، لكن هذه المرة كانت بريطانيا وفرنسا تريدان تنفيذ نفس الخطة. وقد وقفت الحركة الكمالية ضد هذا.
الحركة الكمالية، من جهة، استمدت قوة من ثورة أكتوبر، ومن جهة أخرى تلقت دعماً من الكرد. وبهذا الشكل، تغيّرت المعادلة، وخاضت حرباً ضد الاحتلال اليوناني الذي كانت تدعمه بريطانيا وفرنسا. وكذلك قاوم الكرد الاحتلال الفرنسي والبريطاني القادم من الجنوب، وبعد أن عجزت بريطانيا وفرنسا عن إيقاف الحركة الكمالية، وفشل الاحتلال اليوناني، بدأتا بالتقرب من الحركة الكمالية، ومن خلال ذلك، تمكنتا من الصمود أمام الاتحاد السوفييتي، وفرض نموذج الدولة القومية في الشرق الأوسط، وفي النهاية، تمكنتا من الحصول على قوة معتبرة. بناءً على هذا الفهم، تم التوقيع على معاهدة لوزان مع الحركة الكمالية في تموز 1923.
أي أن الحركة الكمالية تنازلت عن الميثاق الملّي.
الحركة الكمالية تنازلت عن الميثاق الملّي. الميثاق الملّي هو تعريف لوطن، وهو يعرّف الوطن على هذا النحو: المناطق التي يعيش فيها الكرد والترك معاً. أي أن الجغرافيا التي حددها الميثاق الملّي هي تلك التي يعيش فيها الكرد والترك. في عام 1921، تم التنازل عن هذا التعريف. في عام 1921، تم توقيع اتفاقية أنقرة مع فرنسا. وتم رسم حدود سوريا بهذه الاتفاقية. هذا الاتفاق تم توقيعه مع فرنسا قبل لوزان. والاتفاق الآخر كان في لوزان أيضاً. كانت القضية تتعلق بمشكلة الموصل وكركوك. هذه أيضاً تم التنازل عنها لصالح البريطانيين. في عام 1921، تم التنازل عن روج آفايي كردستان لصالح فرنسا، وفي عام 1923، تم التنازل عن جنوب كردستان لصالح بريطانيا. في ذلك الوقت، كانت كامل جنوب كردستان تُعرف بولاية الموصل، وكركوك كانت تابعة للموصل. وكان 60% من سكان ولاية الموصل من الكرد
“في الميثاق الملّي، الأرض التي كان يعيش فيها الكرد عُرّفت كوطن“
دعونا نُركّز على أن اتفاقيات عام 1916، ومعاهدة سيفر لعام 1920، ومعاهدة لوزان لعام 1923 كلها جاءت كاستمرار لبعضها البعض. بدأ النظام الرأسمالي الحديث بقيادة بريطانيا وفرنسا بتقسيم الدولة العثمانية. وقد حدّدت الحركة الكمالية مع تأميم أماسيا ومؤتمرات سيواس وأرضروم ما يُعرف بـ “الميثاق الملّي”، وضمّت الكرد إلى العملية، لاحقًا، بعد أن جاء الدور للتفاهم مع بريطانيا وفرنسا، تم اعتبار ضم الموصل وحلب ضرورة. تُركت حلب لفرنسا، والموصل لبريطانيا، وبهذا الشكل تم الاتفاق مع الكماليين. على هذا الأساس، سمح النظام الرأسمالي العالمي بتأسيس الجمهورية التركية. تأسست الدولة على هذا الأساس في 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1923. وفي تعريف الميثاق الملّي، اعتُبرت الأرض التي يعيش فيها الكرد وطناً. لكن الدولة التركية تخلت عن الموصل وحلب، أي عن هذه الأرض.
“لأجل التفاهم مع البريطانيين والفرنسيين، تم بيع جزء من كردستان“
حيال هذا الوضع، يُحمّلون الكرد مسؤولية ذلك، ويظهرون انتفاضة الشيخ سعيد كذريعة.
في عام 1920، عندما أُسِّس “عُصبة الأمم” التي كانت تُعتبر التنظيم السابق للأمم المتحدة، تقرر على هذا الأساس إنشاء لجنة لتنفيذ ذلك عملياً، بسبب المشاكل التي عُرضت على عصبة الأمم، تم إنشاء لجنة لذلك. وفقًا للتقرير الذي أُعِد من قبل هذه اللجنة، أرادوا إجراء استفتاء شعبي. كان في اللجنة ممثلون عن بريطانيا وفرنسا، وكذلك ممثلون عن الأتراك، وكان أيضاً مندوبون عن الكماليين. عندما زارت هذه اللجنة مدينة الموصل، عندما رأى الكرد القوات التركية أبدوا دعمهم من خلال الاحتجاجات، وقالوا: “نحن نريد العثمانيون، نريد الأتراك هنا”. وعندما رأى الوفد البريطاني والفرنسي هذا الموقف، أوقف الدراسة، وتم تعطيل أعمال اللجنة. أعدّ الوفد البريطاني تقريراً خاصاً، وقدّمته لعُصبة الأمم، وتم قبول التقرير. ووفقاً للتقرير، عرّف الكرد الذين كانوا يشكّلون 6 من كل 10 أشخاص في المنطقة على أنهم شعب بلا إرادة، جاهل، ومتخلف، ولا يستطيع تقرير مصيره، وتم إلحاقهم بعدّ السكان العرب (ومع أقلية مسيحية قليلة) الذين كانوا يُمثّلون 3 من كل 10 أشخاص في المنطقة، وبهذا الشكل تم إعداد تقرير يدّعي أن سكان الموصل يريدون الحكم البريطاني. وهكذا، تم تجاهل الكرد الذين كانوا يُشكّلون 6 من كل 10 من سكان الموصل، وأُلحِقَت الموصل بالحكم البريطاني.
أي أن الذين يقولون في تركيا: “الكرد هم من أرادوا ذلك”، فإنهم يكذبون، على العكس من ذلك، كان الكرد يريدون أن يتوحدوا مع الأتراك، على سبيل المثال، الشيخ محمود البرزاني كتب رسائل عديدة إلى مصطفى كمال. لم يرغب الكرد في أن ينقسموا بهذه الطريقة، وهناك تصريحات لمصطفى كمال شخصياً، من أجل التفاهم مع الكرد كان يقول: “بشكل آخر، لم نكن نستطيع تأسيس الدولة”. أي، لكي يستطيع التفاهم مع بريطانيا وفرنسا، باع جزءًا من كردستان. من يرفض الميثاق الملّي ولا يقف إلى جانب الكرد، هم أنفسهم، هذا الأمر حطم آمال وأهداف الكرد، الانتفاضة التي بدأت في عام 1925 بقيادة الشيخ سعيد كانت تماماً بسبب هذا، قالوا: “أنتم لم تبقوا على وعدكم، أنتم لا تعترفون باستقلالنا”. كذلك الانتفاضة بقيادة الشيخ محمود البرزاني كانت بسبب هذا. بقولهم: ” بالرغم من الميثاق الملّي، خُدعنا”، عبّروا عن غضبهم تجاه الكماليين. وقفوا في وجه الإدارة البريطانية. وهكذا بدأت المقاومة والانتفاضات.
ما لم يتم تقييم الماضي، فلن نتمكن من بناء المستقبل
يقول بعض الأطراف” ما الفائدة من الحديث عن هذا؟ لا يمكن بناء المستقبل قبل تقييم الماضي، وبشكل خاص أولئك الذين يعتبرون أنفسهم أعضاء في حزب الشعب الجمهوري، أو هناك بعض الأطراف الإعلامية التي ترى نفسها من حول حزب الشعب الجمهوري، وتقول “لماذا يشملون لوزان، لماذا يهتمون بالجمهورية، كل هذا كان صحيحاً” إذا كان صحيحاً فلماذا وصل الأمر إلى هذا المستوى؟ لم تسقط تركيا إلى وضعها الحالي من السماء، لقد وصلت الجمهورية التي تأسست بعد لوزان في نهاية المطاف إلى النقطة التي واجهت فيها مشكلة بقاء الجمهورية.
إذا أرادت الخروج من هذه المشكلة، فينبغي عليها أن تواجه الماضي، وتأخذ منها الدروس والعبر، وتتخلى عن السياسات والذهنية التي أوصلت الوضع إلى هذا المستوى، وهذا هو جوهر السياسة والذهنية الاحتكارية للدولة التركية التي أخلت بالميثاق الملي وفرضت سياسة الإنكار والإمحاء على الشعب الكردي، وحتى يتم القضاء على هذه الذهنية وهذه السياسة التي تنتهجها، لا يمكن توجيه أي انتقاد، وأن تختفي عواقبها، ويتم تقديم الاعتذار للكرد لانَّهم مدينون لهم، حيث تم استهداف الآلاف من الكرد بسبب هذه السياسة العدائية وهذه الذهنية التي لا يمكنهم تحرير أنفسهم من هذا الوضع.
وقد حدثت 29 انتفاضة كردية بسبب هذه السياسة، فما دام هذا صحيحاً، فلماذا وصلت هذه السياسة إلى هذا المستوى؟ وإذا كانت هنالك مشكلة البقاء أو الحفاظ على الجمهورية، فأنَّ ذلك يعود إلى الأخطاء التي وقعت في الماضي، لذا ينبغي تحديدها وتصحيحها، هذه السياسة التي تقوم على إنكار الشعب الكردي وقمعهم.
بعد معاهدة لوزان، تم إعداد دستور عام 1924 على أساس العقلية التي تنادي بالأمة التركية، وبذلك يعتبر كل من ينطق أو يتكلم بلغة غير اللغة التركية خائناً في نظرهم، ومارسوا بحقهم كل الأفعال اللا إنسانية من القتل والنفي والاعتقال والضغوطات والاضطهاد، وإذا نظرنا إلى القرن الماضي، فسوف نرى كل هذه الممارسات اللاإنسانية، يجب أن يأخذوا هذا في الاعتبار، ويجب الانتقاد، وينبغي تقييم الماضي بالشكل الصحيح، وإذا لم يتغير هذه السياسة وبقي كل شيء على حاله، فلن يكون هنالك حل.
وفي سياق هذه الملاحظات الهامة التي قدمتها، إذا عدنا إلى موضوع اليوم؛ هناك مشكلة عدم الثقة بين الدولة التركية والكرد مستمرة منذ حوالي 200 عام، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك في تاريخ حزب العمال الكردستاني على مدى السنوات الخمسين الماضية، ويستمر نفس الوضع حتى الآن، كيف يمكن حل هذا الوضع مع عدم الثقة من خلال العقد الاجتماعي؟
من أجل دستور أساسي جديد، يجب أن يتغير الذهنية قبل أي شيء
قبل كل شيء، يجب تغيير العقلية والسياسة التي أدت إلى هذا الوضع، وإذا لم تتغير هذه العقلية وهذه السياسة، فلن يكون هناك تقدم دائم وجديد، ولن يحدث أي تغيير، ويمكننا أن نقول هذا بكل تأكيد، لأنَّ هذا هو الوضع السائد في الدولة وكل مؤسساتها، وقد تم تثبيته أيضاً في الدستور، لا يمكن تغييره، ولا يمكن حتى اقتراح تغييره، لذلك لا يمكن مناقشته، وكل من يتحدث فهو يعتبر خائن اتجاه الوطن، وهذا يعني أنه يفرضون الأمة التركية على الجميع في تركيا، وكل من لا يفعل ذلك فهو خائن اتجاه الدولة.
وقد فرضوا هذا السياسة من خلال الانقلابات، وتتخذ جميع مؤسساتهم هذا النهج أساساً لهم، الصحافة والسياسة والأدب والفن والمؤسسات والأحزاب كلهم يسيرون على هذا المنوال، وحتى الحكومة أيضاً، ولا أحد يستطيع أن يقول غير ذلك ،فالجميع خائفون ، ومن غير الواضح ما الذي سيحدث ،وقد نفذوا أحكام الإعدام بحق بعض الأشخاص ،ولا يُعرف قبورهم حتى، إنها دولة تصل بها الأمر لتغتال حتى رئيسها، وقامت بإعدام رئيس وزرائها، كل من في حدود هذه الدولة ليسوا أتراكاً، فقد نفذوا أحكام الإعدام بحق أولئك الذين قالوا بأنَّ أصلهم كرد، ولم يعرف بعد أماكن تواجد قبورهم، هنالك تاريخ أسود مليءٌ بالظلم موجودٌ بهذا الشكل، وهذا كله من نتائج عدم الثقة التي أسسها تلك العقلية.
ويطلق المعارضة على هذه السياسة اسم الوطنية.
هنالك من ينادي بهذه السياسة، بتلك الذهنية الشوفينية والعنصرية، هذا ما يسمى بالوطنية، ولكن هذه العقلية هي التي أوصلت تركيا إلى هذه الحالة، لقد تم خلق مشكلة البقاء على الجمهورية بواسطة هذه العقلية، إنَّ من قام بإنهاء قانون الأخوة الكردية -التركية، قضى على الاتفاق، هي العقلية والسياسة التي تفرض الأمة والهوية التركية على الكرد، والتي تفرض السيادة التركية، وتواجه تركيا، في ظل هذه العقلية، مشكلة البقاء، وهذا ما دفع دولت بهجلي إلى اتخاذ هذه الخطوة.
ولذلك، من أجل إنهاء انعدام الثقة واتخاذ خطوات نحو الحل، لا بد من القضاء على هذه العقلية وهذه السياسة، لأنَّ هذه العقلية والسياسة فاشية وعنصرية وشوفينية وتقوم على الإبادة ، لقد وضعتنا الدولة في هذا الوضع؛ إنه تركي، سني، ذكر، إلخ، إنَّه لا يقبل الآخرين، ولا يقبل الديانات أو الطوائف الأخرى، ولا يقبل الجنس الآخر، لقد أصبح نظاماً ونهجاً واحداً، هذه هي أعلى مستويات الفاشية، هذه هي أعلى مستوى من السياسة والعقلية التي تقوم على الإبادة، وفوق كل ذلك، يجب أن نخوض النضال ضد هذا وأن نهزمه، ينبغي أولاً خلق الثقة داخل المجتمعات، ويجب أن ينتشر الثقة في المجتمع، على سبيل المثال، اللغة المستخدمة حاليا في الصحافة هي لغة التسميم، كلماتهم هي وباء وإرهاب، ويجب سحقهم، مع هذه الكلمات، يتدفق السم من أفواههم كل يوم.
يجب إنشاء سياسة وذهنية ديمقراطية
نحن على يقين تام بأنَّ الصحافة كلها تقع تحت سيطرة السلطة أو الحكومة، من عناوين الصحف إلى كل ما يتم نشره، يتم تحديده من قبل جهاز الاستخبارات التركية ورئاسة دائرة الإعلام التابعة لرئيس الجمهورية، وينظر إلى هذا أيضاً في الرأي العام على أنَّها نية الدولة.
وبالطبع لأنَّ هذه اللغة هي لغة سلطوية، وهذا كله من أقوال مسؤولي حزب العدالة والتنمية، لذا فمن الواضح بأنَّ سياسة الدولة هي من تدفع المجتمع إلى مثل هذه الحالة، لذا فإنَّ التغييرات داخل الأحزاب مهمة جداً، وعندما يحدث هذا، فلا بدَّ من وجود تشريعات قانونية-ضمانات قانونية-دستورية، وهي من الشروط الأساسية، ووجود الأرضية القانونية شرط أساسي.
أحد جوانب الديمقراطية هو الإطار القانوني، لكن ما سيخلق الأرضية القانونية هو السياسة والعقلية الديمقراطية، إذا لم تكن هناك سياسة وعقلية ديمقراطية، فلن يكون هناك دستور أساسي ديمقراطي، ولا قانون ديمقراطي.
ولكن هناك مشكلة الثقة، على سبيل المثال، بعد مؤتمرنا الثاني عشر، قال مسؤولي حزب العدالة والتنمية “نعم، لقد تم اتخاذ قرار الحل، ولكن لدينا مشكلة الثقة، ولدينا حساسيات ولدينا مخاوف، ولهذا السبب يجب عليهم إلقاء أسلحتهم” الجميع يفهمونهم، ونحن نحاول أن نفهم أيضاً، حسنًا… نحن نتفهم حساسياتهم، لكن الكرد أيضاً لديهم مشكلة الثقة، لقد تم إبادتهم لمدة مائة عام، لم يبقى شيء ولم يمارس ضد الكرد، من الإهانة وحتى الظلم والجميع يعرف هذا، والآن وقد بدأ هذا النضال، وأعطى الكرد الإرادة والوجود، أنتم تقفون وتقولون دعوا هذا النضال يتبعثر، إذا اختفى حزب العمال الكردستاني، إذا لم تعد هناك قوة مسلحة، إذا لم تعد هناك قوة قادرة على خوض النضال التحرري، فماذا سيفعل الكرد؟ كيف سيحمي هذا المجتمع نفسه؟
إنَّهم يريدون ذلك دون أن يخطوا خطوة واحدة، ودون أن يقوموا بأية تغييرات، على سبيل المثال، مرّت ثلاثة أسابيع، ولكن لم يتم اتخاذ أي خطوة عملية حتى الآن، ولم يتم صياغة أي قانون، ولا أي شيء آخر، هناك تصريحات سلسة لدولت بهجلي تبعث الأمل، نحن نشارك حقاً، نحن نجد أن من المعاني العظيمة أن يدلي شخص مثل دولت بهجلي هذه التصريحات، لكن الأمر لا يزال يقتصر على مستوى التصريحات، ولم يدخل أي منها حيز التنفيذ بعد، التنفيذ في أيدي حزب العدالة والتنمية، ونحن لا نرى أي تقدم، بل على العكس من ذلك، فهو يريد استغلال هذه الفرص لإضعاف المعارضة، وإضعاف حزب الشعب الجمهوري، والقضاء على البديل للرئيس، هذا أمر غير مفهوم… وغير مقبول، لا أحد يعتبرها ديمقراطية .
لا يوجد أي تغيير اتجاه إمرالي
لا يمكن للبعض أن يستغلوا حل القضية الكردية من أجل السلطة ولمصالحهم الخاصة، هذا ليس ممكناً، من يريد أن يفعل هذا، ليس لديه القوة الكافية، ولحل هذه القضية، هناك حاجة إلى الوحدة، ينبغي على الجميع المشاركة، لقد تم خلق جو من الخوف، إذا حاول الجميع استخدام هذه القضية ضد بعضهم البعض، وإغراق كل شيء في صراع على السلطة، فلن يكون من الممكن قول كلمة إيجابية واحدة، ولن يكون من الممكن اتخاذ خطوة واحدة، لا يمكن القيام بذلك، لا يوجد أي تغيير اتجاه إمرالي، ومع ذلك فإنَّ تنفيذ قرارات المؤتمر يعتمد على ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو، وقد اتخذ مؤتمرنا قراراً ملموساً في هذا السياق، والآن يقولون كيف سيحدث هذا، وكيف سيحدث كذا وكذا، حتى يتم ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو، لن يتم اتخاذ أي خطوات عملية من الآن فصاعداً، لقد حمل مقاتلو الحرية السلاح من أجل الحرية الجسدية للقائد آبو، لا أحد يستطيع أن يأخذ منهم السلاح إلا القائد آبو، لذلك يقومون بعكس الوضع، إنَّ إدارة حزب العدالة والتنمية تقول بكل بساطة “المجتمع التركي لديه حساسيات، دعوهم يلقوا أسلحتهم”.
بمعنى يقولون استسلموا….
نعم، إنَّه أبعد من مجرد الاستسلام، يقولون حل الحزب، استسلموا، كونوا سراباً، يجب ألا يبقى لكم أثر، حسناً، هناك أيضاً حساسيات المجتمع الكردي، وهناك مشاكل الثقة في المجتمع الكردي، وهناك مشاكل الوجود والحرية، حسناً، من سينظر إلى هؤلاء، وكيف سينظر إليهم؟ إنَّهم لا يستمعون إلى هؤلاء، ولذلك فإنَّ الكثير من المناقشات التي تجرى هي مناقشات لا جدوى منها، ولا معنى لها، وليست ديمقراطية، ليس لها أي جدية، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ القضية مهمة، ولها صعوباتها، لذلك نريد أن نسرع بالعملية، نحن نرى المعنى حتى في أضعف تقارباتهم، وجدنا أنَّ تصريحات دولت بهجلي وتصريحات الدعم من الأحزاب الأخرى إيجابية ويجب تنفيذها، ولذلك، لا نريد أن نتعامل مع الأمر بشكل سلبي، لكن في ظل التقاربات الحالية فإنَّ الحل المبني على الحرية للقضية الكردية وديمقراطية تركيا أمر مستحيل أيضاً.
لقد مضى وقت “فليذهب الجندي الكردي إلى نوبة الحراسة”
وأود أن أضيف هذا أيضاً، حزب العمال الكردستاني ليس حزباً عادياً تشكل حول طاولة مستديرة، لم يتم تأسيسه بقرار من المؤتمر، ربما تم اعتماد اسمها في أحد المؤتمرات، ودخل اسمه التاريخ من خلال المؤتمر، لكن الحركة الآبوجية كانت موجودة قبل ذلك وحافظت على وجودها، ولا يخرج أحد ويقول بأننا سنتمكن من خداع الكرد بالحيل والألاعيب مثل “فليذهب الجندي الكردي إلى نوبة الحراسة” لقد مضى ذلك الوقت، لقد برز قائد مثل القائد آبو، وتشكلت قوة من الفهم والنضال، لقد قامت بتدريب وتنظيم المرأة والشبيبة الثورية والمجتمع الكردي، مما أدى إلى إنشاء قوة فعالة ذات أهمية تاريخية، من يظن أنه يستطيع تشتيت الانتباه عن طريق خداع الآخرين، فهو لا يستطيع فعل ذلك، إنَّ الذين يعتقدون ذلك يعيشون في خداع كبير، ومن يفعل هذا يخدع نفسه، كلما فعلوا ذلك، كلما تفاقمت مشكلة الاستدامة في تركيا.
وعندما يقال هذا يقولون” إنهم يهددوننا…”
لا، هذا ليس له علاقة بالتهديدات، كل شيء يدور حول قول الحقيقة، قول الحقيقة أمر ملموس، يقول دولت بهجلي نفسه هذا الأمر بمنتهى الجدية، لأنَّه يرى هذا، وبما أنَّ بهجلي بعيد كل البعد عن النهج الرخيص للسلطة، وله نهج وطني ودولي، فإنَّه يتحرك بهذه الطريقة، لقد وضع البعض أعينهم على المصالح الرخيصة للسلطة، الاقتصادية والسياسية، ولم يرون شيئا أبعد من ذلك، بحسب قولهم لا يوجد شيء، حسناً، إنَّهم يقتربون بأن يلعبوا تلك اللعبة ويقوموا بالسخرية، لا ينبغي السماح لهم، إنَّ الأشخاص الجادين، الحقيقيين، الذين يرون التهديد الذي تواجهه تركيا، ينظرون إلى القضية من منظور تاريخي أوسع، وعلى سبيل المثال، بفضل التحالف مع الكرد، دخل الأتراك الأناضول، وبفضل هذا التحالف، بقيت في الأناضول لآلاف السنين، وستبقى كذلك من الآن فصاعداً، وإذا انهار هذا التحالف ماذا سيحدث؟ إذا قمتم بخيانة الكرد، فهذا يعني أنكم قمتم بخيانة تركيا، ويجب على الجميع أن ينظروا إلى هذا باعتباره حقيقة لهذا التحالف التاريخي، ينبغي على الجميع رؤية هذا وفهمه.
هناك خياران أمام تركيا: أما الاستسلام أو الحرب
ونتيجة للوضع الذي ذكرته، هناك قدر كبير من عدم الثقة داخل المجتمع وبين الرأي العام، بالإضافة إلى فوضى عارمة، وهناك حالة من عدم الاستقرار، بسبب النهج السلطوي، هنالك كثير من الأشخاص لا يعرفون ما يحدث، هل يمكن أن يستمر هذا الوضع على هذا النحو؟
وهذا الوضع يشكل دائماً تهديداً كبيراً لتركيا، هذا ليس تهديدًا، والكرد ليسوا تهديداً، وليس من الصواب الحديث عن هذا، الكرد يريدون الحل، وهذا ليس تهديداً، بل هو الحقيقة نفسها، قلنا هذا؛ إذا لم تحقق تركيا الديمقراطية المبنية على حرية الكرد، فإنَّ تركيا لديها خياران” إما أن تستسلم للهيمنة الإسرائيلية أو أن تقاتل ضد هذه الهيمنة” كلاهما خياران كارثيان بالنسبة لتركيا، وبعبارة أخرى، سوف يصبح المجتمع في الشرق الأوسط مجتمعاً من الطبقة الثانية أو الثالثة، الاستسلام سيؤدي إلى هذا أيضاً، كما أنَّ القتال سيجعله يرى النظام الذي هو فيه على النقيض منه؛ ومن المستحيل أن تنتصر تركيا في هذه الحرب.
الطريقة الوحيدة للخروج من هذا المأزق، هو قبول الحرية الكردية وديمقراطية تركيا، وإحداث التغيير والتحول، ومن المؤكد بأنَّ مستقبل تركيا يكمن في هذا، إنَّ مستقبل تركيا، ومستقبلها الحر، ومستقبلها الديمقراطي، ووجودها يكمن هنا، لذلك فإنَّ كل أولئك الذين لا يريدون الحرية الكردية، ولا يريدون وجود الكرد، ولا يسعون إلى إرساء الديمقراطية في تركيا، يدفعون تركيا نحو كلا السيناريو هين، نحن الآن نناضل هذا التهديد، وقال القائد آبو إن جهدنا هو منع هذا الخطر، وسوف يستمر النضال على هذا الأساس، نحن نصر على هذا التغيير والتحول، وسوف نعتبر أي شخص يتفق معنا في هذه القضية صديقاً وحليفاً، ومن يقف في طريق ذلك، سنناضل على كافة المستويات، ينبغي أن يعرف هذا بهذا الشكل.
كما هو معلوم فإنَّ النظام التركي يبذل جهوداً كبيرة لتدمير المكاسب الكردية في شمال وشرق سوريا، ولهذا السبب يعقد اجتماعات مع الإدارة السورية الجديدة، كيف تقيمون هذه السياسة؟
وتظهر لنا هذه السياسات التركية كيف تتعامل الدولة التركية مع وجود الكرد وحريتهم، وكيف تتعامل مع القضية الكردية، لا توجد دولة لديها نهج “تتفق مع الكرد من جهة، وتقوم بقمعهم من جهة أخرى” هذا ليس صحيحاً، فهو يهاجمون جميع الكرد، ويقول بعض الأطراف في شمال كردستان بأنه إذا أردنا أن يكون هناك سلام فلا يمكن مهاجمة الكرد في سوريا، ولكن البلاد ليست في حالة سلام، إنَّهم يهاجمون جميع الكرد، إنَّهم يهاجمون الكرد في روج آفا، في شمال كردستان، في جنوب كردستان.
لقد حاولت الدولة التركية منذ فترة طويلة تحريض وإشعال نار الحرب بين الكرد ضد بعضهم البعض، وقد تم ذلك في بعض الأحيان على مستوى المناطق، وفي أحيان أخرى بين الجماعات الكردية داخل المنطقة الواحدة على سبيل المثال، في جنوب كردستان، كان دعمهم لخط التعاون قوياً بقدر معارضتهم لحزب العمال الكردستاني، ولم يتمكن الجيش التركي من هزيمة مقاومة مقاتلي الكريلا الكرد هناك، وقاتل هناك بدعم تلقاه من الإدارة في الجنوب، ويستمر بنفس الدعم، وفي المقابل، تم الاعتراف بها، وقد أبدى بعض الجنرالات الأتراك معارضتهم لذلك ، وصرحوا” لا تكنوا أداة في يد سياسيي زعماء القبائل، إنَّ الحرب التي خاضتها كردستان خلال السنوات العشر الماضية في إطار “خطة العمل التدميرية” قد أُوكلت أخيراً إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني.
الهجمات على مناطق الدفاع المشروع مستمرة، في العديد من المناطق، الجبهات متداخلة، الهجمات مستمرة. فهل سيستمر هذا الوضع على هذا النحو؟
لقد أعلنا وقف إطلاق النار. لكن الطرف المقابل لم يعلن عن وقف إطلاق النار، القيادة العامة لا تزال تصدر التصريحات، وتقول: “لا نعلم، حتى آخر فرد سنهاجم، نقتل، ونجبرهم على الاستسلام”. يوميًا، ينادون عبر مكبرات الصوت مقاتلي الكريلا للاستسلام. وإذا تم شن هجوم، فإن الكريلا بلا شك سيدافعون عن أنفسهم، غير ذلك لا يمكن، والآن أيضاً يقولون: “لماذا تدافعون عن أنفسكم؟”. إذا كانوا فعلاً يؤيدون الحل والسلام، فعليهم أن يوقفوا هذا. عدم وقف الهجمات يظهر نيتهم الحقيقية. هذا يدل على أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية أو الحل؛ يريدون القضاء على الطرف الآخر، ويريدون استمرار هيمنتهم الفاشية. يبدو أن مركز القرار هو القيادة العامة ووزارة الدفاع.
“سلطة حزب العدالة والتنمية لم تغيّر بعد نموذج الإنكار الذي دام 100 عام”
إذا كانت النيّة حقاً هي السلام الكردي–التركي، لم تكن لترى أن قوة الطرف المقابل يشكل قلقاً، بل كنت ستريد أن يكون قوياً. لأنك كنت سترى قوة الطرف المقابل كقوتك، لو تغيّر عقليتهم وسياستهم، لتغيّر موقفهم أيضاً. حينها، لم يكونوا ليهاجموا الكريلا، ولا روج آفا، ولم يكونوا ليصولوا ويجولوا في كل أنحاء العالم ويديروا دبلوماسية ضد الكرد، ولا يزالون يفعلون ذلك.
في الوضع الراهن، حكومة حزب العدالة والتنمية ليست منشغلة بحل القضية، بل تسعى فقط إلى كيفية القضاء على حزب العمال الكردستاني، يحاولون إنجاح خطة “عملية التدمير”. إلى جانب الهجمات العسكرية على الكريلا في الجبهات، يستمرون أيضًا في الهجوم عبر الدبلوماسية، والسياسة، والدعاية. لم يحدث أي تغيير جذري في الفهم، أو السياسة، أو الخطاب، أو النهج. بمعنى آخر، لم يتغير النموذج، لا تزال سلطة حزب العدالة والتنمية متمسكة بنموذج عمره مئة عام يقوم على إنكار وجود الكرد، وتسعى إلى القضاء عليهم، ولم تغيّره.
العملية يمكن أن تتقدّم بخطوات من كلا الجانبين
صرّح دولت بهجلي بأنه يجب تغيير النموذج
نعم، قال إن الشرط هو أن يتغير النموذج قال إن حمامة السلام لا تستطيع الطيران بجناح واحد، كان هذا له معنى. لكن من الواضح أنه لا يُطبَّق عمليًا. في تركيا، هناك تأثير على بعض الاوساط، لكن لا يوجد بعد تغيير فعلي في أوساط السلطة. والذي يؤثر هو السلطة، حتى الآن، لم تُتّخذ أي خطوة تُعطي للعملية معنى. لم يُنشأ أي ضمان قانوني. باستثناء بعض التصريحات، فقط هناك خطوات قام بها القائد آبو من جانب واحد. لقد وصلت العملية إلى نقطة مهمة. في الوضع الحالي، فإن ما يضمن العملية هو إحداث تغييرات قانونية، ولكن لا يوجد حتى الآن تعديل قانوني ولو كان صغيراً من طرف السلطة، لا يزالون ضمن إطار القوانين الحالية، يحاولون تسيير العملية على أساس الامحاء والإنكار. لكن لا يمكن أن تسير العملية بخطوات أحادية الجانب أو بتصريحات حسن النية، هناك حاجة لخطوات من كلا الجانبين، عندها فقط يمكن بناء الثقة.
الوقت هو الوقت لتسيير النضال بطرق وأساليب خلّاقة
في هذه العملية، ما الدور الذي يقع على عاتق شرائح المجتمع، وخاصة الشباب؟
دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي هي في جوهرها، دعوة موجهة لكل المجتمع وكل شرائحه، إنها دعوة موجهة ليس فقط للكرد، بل للمجتمع التركي والشرق الأوسط عمومًا. إنها دعوة للإنسانية ولكل الأوساط الديمقراطية والاشتراكية. لقد أحدثت صدى إلى مستوى ما، وحتى الآن لا يوجد مستوى من الفهم الكامل والتجسيد العملي لهذه الدعوة، الجميع يحاول أن يفهم ولو قليلاً.
داخل المجتمع التركي، لم تصل إلى النساء، الشباب، العمال والعاملين على المستوى المطلوب، وداخل المجتمع الكردي، وحسب ما يُفهم، هناك نهج وإطار للنضال. لكن النهج النضالي لهذه المرحلة الجديدة لم يُترجم بعد إلى ممارسة كاملة. هناك حالة من التعجب حيال العملية الجديدة، لكن من جهة أخرى، هناك إيمان كبير بالقائد آبو.
ولكن كما قلتم، لا تزال هناك مشكلات في تبنّي هذا النهج الجديد وسرعة النضال في تركيا. هناك معارضة جادة للنظام الحالي، لكن فيما يتعلق بتنظيم النضال وتوسيعه، هناك ضعف. في مجال تطوير الكومونالية وسيادة هذا الخط من النشاط، توجد بعض المشاكل. وهناك جهود تتعلق بذلك. ونراها، في الأساس، لدى النساء والشباب داخل المجتمع طاقة كبيرة. يظهر هذا هنا وهناك. لكن هناك ضعف من جهة ديناميكية ذلك وعلاقته بخط المجتمع الديمقراطي.
ضمن شباب كردستان، هناك إرث وتجربة نضالية عظيمة. يرغب في أن يترجم ذلك في ميادين خارج الحرب، لكنه لا يعرف جيدًا كيف يمكنه فعل ذلك. يعتقد بأن بديل ساحة الحرب هو فقط بسبب استخدام السلاح. كان هناك سوء فهم بأنه لا يمكن بدون السلاح، لكن الأمر ليس كذلك، كانت معارِضة للأيديولوجية، كان هناك موقف أيديولوجي في أساس انتصار الكريلا، كانت هناك حقيقة وجود الكومون، عمل الكريلا كان عملًا جماعيًا. طاقاتهم وقوتهم الكبيرة كانت نتيجة لنمط حياتهم هذا. الشباب الآن يمكنهم تجسيد ذلك داخل تنظيمات خارج الكريلا. بالمشاركة في الفن، والدعاية، والسياسة، والتنظيم المجتمعي، يمكنهم العمل في كل ساحة. ويمكنهم أن يندمجوا ضمن الكومونالية. الشباب الكرد الذين أثبتوا نجاحهم داخل الكريلا، لماذا لا يستطيعون أن يحققوا النجاح في السياسة، والفن، والدعاية، والحياة الاجتماعية، وغيرها من المجالات؟ يمكن للشباب فعل ذلك. يجب على الشباب أن يتلقوا تدريبًا أيديولوجيًا–نظريًا جيدًا على هذا الأساس. يمكنهم التعمق أكثر في النموذج الجديد، وأن يكونوا طليعة لكل النضال عبر طرق وأساليب خلّاقة.