المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

مراد قره يلان: كان الرفيق فؤاد منارة إيديولوجية

27

أكد مراد قره يلان عضو المؤتمر الــثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، بأنَّ الشهيد علي حيدر كايتان “فؤاد” كان منارة لإيديولوجية القائد آبو، وقال” كان ينيرها ويفصّلها ويطرحها بما يتماشى مع ذلك”.

تحدث عضو المؤتمر الــثاني عشر لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان عن أحد القادة الأوائل والمؤسسين لحزب العمال الكردستاني علي حيدر كايتان، الذي سار معهم على مدى أربعون عاماً. سننشر الجزء الثاني من المقابلة.

هل يمكنكم أن تتحدثوا عن العملية التي كان فيها الشهيد علي حيدر كايتان في القيادة العامة لجيش التحرير الشعبي الكردستاني (ARGK)؟

في الفترة التي كانت مليئة بالمصاعب والعقبات، تم تعيين الرفيق فؤاد في القيادة العامة لجيش التحرير الشعبي الكردستاني(ARGK)، وكانت هنالك مشاكل كثيرة في ذلك الوقت، وبفضل تدخلات القائد تم توليه ذلك المنصب، ومع أنَّ الرفيق فؤاد لم يكن يتمتع بالخبرة العسكرية كثيراً، إلا أنَّ عمقه الإيديولوجي وخبرته التنظيمية وشخصيته القيادية كانت محل ثقة للجميع، وعلى هذا الأساس تولى منصبه الجديد، وكان يعمل أكثر من ذي قبل.

وكما هو واضح ومعلوم، كانت القيادة العامة لجيش التحرير الشعبي الكردستاني تتولى أيضاً مهام المنسقية العامة، وفي نهاية عام 1995 ، وعلى ما اعتقد كان شهر كانون الأول، وبعد فترة طويلة عقد اجتماع اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني في منطقة دولا شفيه التابعة لمنطقة زاب، وكان هذا الاجتماع مهماً حيث تم مناقشة العديد من المواضيع، كانت هناك خلافات، ولكن الرفيق فؤاد قاد هذا الاجتماع بخبرته وبصبره الكبير حتى النهاية لكي يتكلل هذا الاجتماع بالنجاح ،لذا فقد لعبت خبرته التنظيمية دوراً رئيسياً، وكانت هناك أراء متعارضة في الاجتماع.

 ومن جهة أخرى، أجرى تقييماً سياسياً وفلسفياً وتنظيمياً، وبعد هذا الاجتماع، تم تعيين شمو من أجل الدعم العسكري لقيادة جيش التحرير الشعبي الكردستاني، لقد مر ذلك الشتاء بهذا الشكل، انعقد الاجتماع الأول للمجلس العسكري في أيار 1996، وبعد ذلك الاجتماع تمت عملية إعادة التعيينات، وبقي منصب الرفيق فؤاد على حاله، ولكن تم تعيين شمو في إيالة بوطان بدلاً مني، وتم تعييني في مكان شمو أيضاً، لقد عملنا مع رفيقنا فؤاد لمدة 3-4 أشهر.

كان الخط هو الشيء الرئيسي بالنسبة له

في ذلك الوقت، عقدنا اجتماعاً مع مجلس القيادة، كانت هناك كتائب للقيادة، كان لدينا اجتماع مع رفيقنا رضا، وفي تلك الاجتماعات رأينا أنَّ شمو قد أحدث خسائر كثيرة في ذلك الشتاء، أي من ناحية العلاقات مع الرفاق حيث قام بتحطيم معنوياتهم ومعاقبتهم ظلماً، وتوقيفهم من المهام وإبعادهم عن التدريب، وإهانتهم أيضاً، وكذلك من ناحية تثقيف المجتمع وإعداده لم يقم بواجبه بالشكل المناسب.

لقد أكدنا على ذلك، ثم فكرنا فيما يجب علينا فعله، وتم ذلك أيضاً تحت مسؤولية الرفيق فؤاد، ذهبنا وشاركناها ذلك مع رفيقنا فؤاد، قلنا بأنَّ هذا حدث في الشتاء، بمعنى آخر، لم يعمل الرفيق فؤاد قط من أجل مصالحه الشخصية، وقال” صحيح، هكذا هي الأمور” لقد أعطينا بعض الأمثلة وتم إقناعه، وقال” إذا قال هؤلاء الرفاق هذا، وإذا ذهب هذا الشخص إلى بوطان واستمر على نفس الأسلوب، سيتم تدمير بوطان، يجب علينا أن نوقفه، فكرنا في كيفية إيقافه عن العمل، ولأنَّ القائد هو الذي كلفه بذلك، فقد قلنا بإنَّنا سنشارك القائد في ذلك، وقد فعلنا ذلك، وشارك مسؤولياته مع القائد باعتباره قائداً مسؤولاً، ثم تحدثنا، وانتقده القائد بعض الشيء، لكن لم يحدث شيء في ذلك الوقت، ثم التقى القائد برفاقه الذين ذهبوا إلى مقر القيادة، لقد شاركت أيضاً في بدء التحقيق في القيادة العامة، ثم تم اتخاذ قرار بإنهاء مهمة شمو في بوطان واعتقاله.

ولأنه تم فتح تحقيق عام، فقد تم التحقيق مع الرفيق فؤاد أيضاً بشكل تلقائي، لأَّنه كان موجوداً هناك في ذلك الوقت، لكنه لم يكن متورطًا في هذه المسائل، وقال” لقد تركت له كل شيء، أخطأ، لم يكن لديه تجارب، ولكن أحدث بعض الخسائر، لقد أخطأت عندما وثقت به، لقد أراد هو نفسه بأن يتم فتح تحقيق، لقد أشرف على هذه العملية، أعني أنه بالتأكيد لم تكن لديه أية مخاوف شخصية، ولم يقل سأقترب منه بمرونة، لقد تم انتقاده من قبل، ولم يحدث ذلك فجأة، لم يفهم مستوى ما حدث بشكل كامل، وقد تبين كل شيء خلال ذلك الاجتماع، وشهد اجتماع المجلس أيضاً انتقادات، انتقد الرفاق وانتقدوه، وقد ترأس اجتماع المجلس شخصياً، وبعد أن رأى أن نائبه قد تسبب في هذا القدر من الضرر من خلال أساليب سرية، قال” فليتم القيام بما هو ضروري” لقد كان ذاك الرفيق الذي يضحي بنفسه من أجل مصالح التنظيم، لم يكن لديه أي مخاوف بشأن هذه المسألة.

بالنسبة له، كان الشيء الرئيسي هو الخط، خط الحزب والقائد. وكان هذا أيضاً لتطوير الكوادر والمقاتلين، وفي الأساس، كانوا يركزون على هذا الأمر، وبعد أن رأى العيوب هناك، انتقد نفسه وقال” لقد أخطأت عندما تركت له كل شيء، لهذا السبب وقعت الخسائر، لقد تسبب هذا في الكثير من الضرر للحزب، إذا ذهب إلى بوطان، كان المشكلة ستتفاقم أكثر، يجب منع ذلك، ويجب أن يكون هذا الأمر مدرجاً على جدول أعمال الحزب والقيادة، ويجب القيام بكل ما هو ضروري، بمعنى آخر، فهو نفسه الذي بدأ هذه العملية ومنع عملية التصفية.

لم يكن لدى الرفيق فؤاد أيَّة مشكلة في النقد والإشارة إلى النواقص والعيوب، لقد شغل مناصب على كافة مستويات الحزب، لكنه لم يعمل أبداً من أجل تحقيق مصالحه الشخصية، ولم يعتبر من المهم قبول المهمة أو رفضها، بالنسبة للرفيق فؤاد كانت المسؤولية الأهم هي الثورية والاستمرارية والسير على خط القائد، كان هذا هو الشيء الأكثر أهمية بالنسبة له.

ما هو الدور الذي لعبه داخل قوات الدفاع الشعبي فيما يتعلق بتنفيذ خط القيادة؟

كان الرفيق فؤاد يقول” كلما علمنا رفاقنا الشباب وقوى الحرب والمقاتلين والقادة حقيقة القائد، كلما أصبحوا مقاتلين وانتصروا، قال” إذا تمكّن المرء من توعية قوات الدفاع الشعبي بفكر القائد، فسيأتي النصر، سيتحقق عاجلاً أم آجلاً، إذا تحلّى مقاتلونا وقادتنا بالروح الآبوجية، فسينتصرون حتماً ويحققون النتائج المرجوة” كان يؤمن بهذا، ولهذا السبب كان مهتماً بمجتمع قوات الدفاع الشعبي ومقاتليه، وقام بتدريبهم وأنشأ معهم علاقة رفاقية وعاش بينهم، لقد قام بهذا العمل بشغف كبير. لم يعرف الملل والتعب أبداً، كان مشغولاً مع رفاقه رغم كل الظروف ويعلمهم ويناقشهم، لأَّنه قال” “هؤلاء الرفاق هم شبيبة هذا الوطن الصادقون والطيبون، إذا تعمقوا في فهم أفكار القائد آبو، سيصبح كل واحد منهم مرشداً وقائداً، وكل ذلك بفضل الحركة الآبوجية، أي بانتمائك إلى الحزب، بذلك تصبح مقاتلاً، كنا تحدثنا عن المقاتل المحترف الذي يدعم هذا، قال “هكذا يحدث الانخراط الحزبي والاحترافي وإذا كان هناك تعميق أيديولوجي في جوهره، هكذا تتحقق البراعة العسكرية، وهكذا تنتصر البراعة أو المهارة العسكرية” في السنوات الأخيرة، اعتبر أيضاَ تعزيز وحدات حماية المدنيين أمراً مهماً ، وكما شارك في مؤتمرات واجتماعات وحدات حماية المدنيين، واعتبر المنهج التنظيمي لها بالغ الأهمية، لذلك كان يتوجه إلى أي مهام أو أنشطة يراها مهمة، و كان حراً في اختيار المهام، حيث كان يقترح ما يراه مناسباً ،كانت الحركة مفتوحة أمامه تماماً، شارك في مؤتمر وحدات حماية المدنيين من البداية إلى النهاية وأجرى تقييمات مهمة.

كان عمله وأسلوبه مفيداً للغاية

وبوجه عام، كان اهتمام الرفيق فؤاد بالقوات العسكرية وتدريبها وجذبها إلى الخط الآبوجي بمثابة مصدر للنجاح، ولهذا السبب، كان يقوم بذلك برغبة شديدة، وبالفعل، كان أسلوبه وطريقته بارزين للغاية، وبعبارة أخرى، كان يؤثر على الرفاق والرفيقات، لقد كان ملفتاً جداً للرفاق والرفيقات، وكان لهذا الأسلوب تأثير كبير عليهم، وهذا العمل وأسلوب الرفيق فؤاد كان له فائدة كبيرة في خلق الخط الآبوجي، حتى إنني أستطيع أن أقول إنه في السنوات التسع أو العشر الأخيرة، هناك روح مقاتلة وفدائية أكبر داخل مجتمع المقاتلين والمقاتلات وقوات الدفاع الشعبي (HPG)، حيث ان الأنشطة الأيديولوجية لها أهمية كبيرة في تطوير هذه الروح، وأحد الذين يقومون بهذه الأنشطة الأيديولوجية هو الرفيق فؤاد، كما أنه كان يحيى من أجل رفاقه، فهذا الحزب كيف انطلق في مسيرته؟ كان هو الرفيق الأول، كان هو والقائد قد بدءا بذلك، فعندما كان يعلن، كان يثير اهتمام الرفاق لشكل كبير وكان منتجاً للغاية، وكان له دور كبير في تطوير خط القائد آبو، كان مثل مرآة للقائد آبو، لهذا السبب، كان له جهد ونشاط كبير في هذه الأمور.

لقد شارك أيضاً في اجتماع المجلس العسكري لقوات الدفاع الشعبي (HPG)، ما هو تأثير هذه المشاركة على القادة وأسلوب الحرب الذي اتبعته قوات الدفاع الشعبي (HPG)؟

كان للرفيق فؤاد تأثير على جميع كوادر الحزب وكوادر قوات الدفاع الشعبي (HPG)، فقد كان له ثقل وتأثير على كل من القادة الميدانيين وكذلك الشبيبة، لهذا السبب، نحن كقيادة المقر، أردنا دائماً أن يحضر الرفيق فؤاد كل الاجتماعات، ربما كان أحياناً بعيداً ولم يكن بإمكانه حضور كل الاجتماعات، لكنه كان يأتي ويحضر في معظم الأحيان، على أي حال، كان يرغب في الحضور والمشاركة كلما استطاع، في بعض الأحيان عندما لم يتمكن من الحضور، أو عندما كانت لديه واجبات في مجالات أخرى، كان يقدّم نقده الذاتي، ففي السنوات الأخيرة، كان شغل ضمن مجلس الرئاسة العامة وكان بشكل عام لديه مسؤولية، ولهذا السبب، كان يشارك في بعض الاجتماعات والخطط.

كان بمثابة ممثل للقائد

كان يستمع ويدل على الطريق في الاجتماعات، كان يرشدهم إلى الموضوعات التي يجب التعمق فيها، كما كان يصحح أية آراء وتعبيرات خارج الحزب، كان يعبّر عنها بطريقة محترمة ويحاول أن يجعلها مفهومة، لم يجعل نفسه أبداً مركز الاهتمام في اجتماعات المجلس العسكري، كان دائماً ما يترك الأمر للمنصة ويتحدث بإيجاز، ومع ذلك، كان بإمكانه أن يتحدث لفترة طويلة، لكنه لم يفعل ذلك، كان يريد أن يتحدث رفاقه، كان يتحدث بإيجاز وبجوهرية، كان يتحدث عن نهج بناء الحزب والقائد، كان يشرح في الغالب الأساس النظري للنقاشات التي تدور في الاجتماعات، فقد كان يوضحها بعبارة مثل ’عبّر هذا الرفيق عن هذا الأمر، وهذا يعني هذا‘. لقد أدىّ دوراً مهماً جداً في هذا الصدد، وينهي الاجتماع ويتعمق في نقاشات أعمق، لقد كان له دوراً في تطوير الهيكلية الحزبية ضمن قواتنا والعسكرة الصحيحة، وفي ظهور قرارات صحيحة، على سبيل المثال، كنا نحن أو الرفاق الذين بقينا في الغالب في المجالات العسكرية نحدد إطاراً عسكرياً، وكان هو ينهض به ويعززه، من خلال تعزيز الأساس التنظيمي والأيديولوجي لذلك، كان يُظهر مشاركته، كما كان يعبّر عن النقاط التي يجدها في التقصير، فهو لم يكن يعبر عن آرائه مرة أخرى ، إلا أنه كان يقول ’هذا الرفيق أو هذه الرفيقة ذكر/ ت كذا وكذا، وإنني أجدها مهمة وأتفق معها‘، كان يقول إن هذا هو الجانب الفلسفي والأيديولوجي والتنظيمي لها، وبالتالي ينبغي تطبيقها في الممارسة العملية عل أرض الواقع في هذا الإطار، لهذا السبب، كان الرفاق والرفيقات الذين يشغلون مكانهم في الديوان خلال الاجتماعات يتعاملون بأريحية، لم يكن يهملهم ويقصيهم، بل كان يأخذهم كأساس، وإذا كان هناك نقدٌ عليهم، كان يعبِّر عنه أيضاً، كان لديه أسلوب خاص، لقد ساعدنا كثيراً في هذه الأمور، فمن خلال تقييمات الرفيق فؤاد، كان من المفهوم كم كان الاجتماع يتماشى مع الخط. كان يعبّر عن وجهات نظر القائد من الناحية العسكرية، كان بمثابة ممثل للقائد هناك، ولكن ليس كمراقب، كان يعطي معنى لكل شيء، وكان يجعل من نفسه جزءاً من تلك البنية، كان وكأنه خرج منها، وكان يستخدم مثل هذا الأسلوب، لهذا السبب، كان كل رفيق يأخذه على محمل الجد والاعتبار، كما كان يأخذ في الاعتبار آراء كل رفيق ورفيقة، فقد كان الرفيق فؤاد يكمل الجوانب الناقصة، على سبيل المثال، عندما كان يتمّ وضع التخطيط لقوات الدفاع الشعبي (HPG) كان ينهض به ويدعمه ويعززه، كان يقول: ”يجب أن نحقق هذا، ويجب أن نفعل هذا“، حيث كان يؤدي دوراً في الاجتماعات.

لقد كان واسع المعرفة، ولو أنه تعامل باستعلاء بهذه المعرفة لما كان له هذا الأثر، ولو تعامل بفوقية بهذه المعرفة لما كان له هذا الأثر، لم يتعامل الرفيق فؤاد بفوقية، بل كان يقدّم العون لمحيطه ويرفع من شأن الحقيقة، وكان له دور في اتخاذ القرار والتخطيط والمسير العسكري بما يتماشى مع خط القائد، ربما لم يكن منسقاً في المجال العسكري، لكنه بهذه الطريقة كان يؤدي دوراً في المجال العسكري أكثر من الإدارة، وفي هذا الصدد، ظهر الرفيق فؤاد كمقاتل لعصر، خاصة في المناقشات حول الموافقة  وتشجيع مقاتلي ومقاتلات كريلا العصر،  وتطوير حرب الكريلا الاحترافية، ومسألة وحدات حماية المدنيين (YPS)، وكيفية تحقيق النصر المطلق في التغيير والتحول. وكان له دور كبير في ملء المضمون وتعميق الجوهر.

يتبع……